انتخابات 2016 الأمريكية: مشهد تقاطع جميع الهويّات

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

انتخابات 2016 الأمريكية: مشهد تقاطع جميع الهويّات

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »



إنتخابات 2016 الامريكية: مشهد تقاطع جميع الهويات

الفاضل الهاشمي
نوفمبر 2016 

"يالها من غفلة فادح وساذجة معاً توقع طريق ملكي معبّد وخطّي نحو إنجاز مشروع [ال] تحرر"
 
[1]
فرضية وتوطئة:


ينطلق هذا النص من فرضية أساسية قوامها الاحتراس من الإحتكام للعرف التقليدي الذي يتعامل مع جهاز الدولة كقوي عظمي فاعلة مهيمنة. هذا المستوي التجريدي ، حسب نعوم شومسكي، يضللنا عن حقيقة موضوعية هي ان الدولة،أي دولة، ذات بنيات داخلية معقدة وان خيارات وقرارات قيادتها السياسية محكومة بتركيز مكثّف لسلكات وقوي داخلية طبقية (امبراطوريات ومؤسسات مالية وتجارية ضخمة محدودة العدد) تتسيّد وتهندس سياسة الدولة الديمقراطية حيث تهمّش اغلبية الجماهير. ونقصد هنا أولويات وسياسات محورية كالاتفاقيات والشراكات التجارية الكبري تحت مسمي اسم دلع اتفاقيات التجارة "الحرة". وكلمة الحرة هنا تضمر المحتوي الطبقي لبرنامج اللبرالية الجديدة الذي تطرحه الديمقراطية البرجوازية المعاصرة الذي يقوّضها تركيز الثروة والسلطة بأيدٍ محدودة. المحتوي الطبقي لهذ البرنامج يفضح ويعرّي خيبات قادة العمل السياسي في الدولة المعاصرة إزاء سطوة الأسواق ومؤسساتها. ضمن هذا السياق والفرضية يتناول النص التفاكر حول تفاصيل معركة الانتخابات الامريكية التي بعثت مافي قبور حزازات وبغضاء هويات العنصرية والباطرياركية الحقيرة كما انبعث أشقاها "زينوفوبيا - رهاب الاجانب".

الخطاب الذي تجلّي في معركة إنتخابات 2016 الامريكية عينة ممتازة لفوضي وازمة سوء توزيع الثروات والموارد ونهبها وتهميش شرائح الطبقة العاملة (طبقة وسطي متوسطة وعليا) ضحية مايسمي بالحلم الامريكي الضائع ( اميريكان دريم) كحالة نفسية وظيفية سوّغتها وسوّقتها ايدلوجيا عزة النفس الامريكية الطالعة من رفاهية راسمالية القرن التاسع عشر. نموذج خطاب انتخابات 2016 الامريكية ، في ذاتها ولذاتها، عينة ممتازة لازمة وفوضي الراسمالية المعاصرة في حصنها الحصين ويجسّد خفة وبؤس سلوك النخب السياسي وبؤس ادارتها للازمة كونها تسعي لعلاج ظاهر الازمة وتجاهل باطنها وهو تفاوت توزيع الثروات والدخول ونهبها محلياً في امريكا وعالمياً. هذه الظاهرة ساهمت ،في زعمي، في إعادة تفكيك قيمة شعار "المساواة" كشعار ذي قيمة عالية لدي الراسمالية إبان صعودها الزاهي وترفيع سقفه الي شعار "القسط" (اكويتي) التاريخاني كونه يسائل ويتحري الشروط التي انتجت الظلم الاجتماعي.  حسب هذا الزعم والمنطق يصبح فوز رونالد ترمب ،في نهاية التحليل، تعميق للازمة الراسمالية المعاصرة وهشاشة كوادرها وهي أزمة تشغيل الراسمالية من حيث تمركز الاحتكارات العملاقة وتحكمها في الثروات والموارد العالمية واحتكارها لمصلحة ملاك تلك الاحتكارات دون مواطني دول العالم الاول الراسمالي ومواطنيه كما كان قبل عقد من الزمان في دولة الرفاه. هذه الازمة لم تنحصر بالطبع علي العالم الاول وحده وتعولمت عواقبها لتصبح أزمة اخلاقية تلطٌخ وجه هذه المرحلة من الحضارة الانسانية. نحن اذن ازاء تحدي بنيوي وهيكلي ،وليس ظرفي عارض، لشروط استمرار واستقرار التراكم الراسمالي وديمومته وتهميشه الفاضح لشرائح طبقات كانت تعيش مرفهة نسبياً. تحت هذه الشروط البنيوية لن تُجدِ فهلوة دونالد ترمب او نخبوية هيلاري كلينتون في تلطيف المشهد. نحن اذن بصدد جذوة أزمة أعلي من خراطيم استراتيجيات وآليات وتكتيكات النخب السياسية الامريكية والاصوب البحث عن تدبير مآلاتها في إطار مشروع تحرري طويل الأجل لا علاقة له بخطاب وأيدلوجية "الاستهلاكية" والوجبة السريعة السائد.

[2]
خطاب الكراهية الجديد: بغضاء التفاوت الطبقي والذكورية والعنصرية وبؤس رهاب الأجانب  

معركة الانتخابات الامريكية ايضاً عينة ممتازة لتقاطعات جميع الهويات الطبقية والدينية والذكورية والعرقية (الهوية الاخيرة تبدو او لا تبدو في ذهاب إرث اوباما الوشيك في برنامج الصحة). دينياً وعرقنة تعكس المعركة نزوع نخب اللبرالية الجديدة لاحتضان وتبنّي نعرات ونزعات خطاب كراهية اليمين النصراني المتطرف ضد المهاجرين. خطاب الكراهية العنصري ضد المهاجرين اخترعته نخب الراسمالية السياسية ليسوّغ ولوجها السلطة ضد خطاب القوي الحاكمة السائدة التقليدية (الملأ الاعلي) . ذات اليمين الجديد اتي بذرائع عطالة الشباب الامريكي بسبب هجرة اللاجئين والمهاجرين لإعادة الحلم الامريكي الضائع عبر اعادة الوظائف الضائعة بعد هجرة رؤوس الاموال من امريكا منذ مرحلة الراسمالية الصناعية التي هاجرت حيث العمالة الرخيصة (الي حين) في اسيا وافريقيا.
وتتجلي تجربة الانتخابات اجتماعياً (أقرأ طبقياً) كظل لتبعات حركة راس المال المعولم من اسواق أسلحة تغذي حروب ونزاعات شاملة تعبّر عن نفسها دينيا او إثنياً وهي في جوهرها محكومة بحركة وأنشطة اقتصادية وأسواق مخدرات وبيع أعضاء وعقود أسلحة وانتزاع أراضي ونهب موارد دول بذريعة نشر الديمقراطية والسلام او محاربة الارهاب والداعشية. أما أمريكياً فقد خسر اكثر من خمسة ملايين منهم بيوتهم خلال ازمة 2008/2009 إثر فقاعة انهيار سوق العقارات وتعطّلت عمالة أكثر من خمسة عشرة مليون.
هذه الحقائق والأولويات الملحة اجبرت الأمريكي المنتمي للطبقة الوسطي ان يعيد مراجعة حسابات دقيقة وأولويات ضمنها الحلم الأمركي وتفاصيل العطالة وديون خريجي الجامعات (ديون منشأها وسدرة منتهاها البنوك) والتهديد بفقد العقار.
استثمر دونالد ترمب بإنتقائية طفيلية واقع الازمة فتفجرت في شعارات بذيئة من عطن الزينوفوبيا (رهاب الأجانب) والعنصرية والذكورية لم يعبأ بضحالتها الناخب وغفلت عنها نخب الاعلام المهيمنة.  


[3]
مشاهد تقاطع الهويات علي هامش فوز ترمب:


* حسم الحزب الديمقراطي الامريكي صراعاته الداخلية حول توجهه الفكري والسياسي والطبقي باقصاء ممثل يساره ساندرز فقدم هيلاري كلينتون كممثلة ليمين الوسط في الحزب الديمقراطي. أفلحت فهلوة ترمب في استلاف نقد ساندرز لهيلاري واعادة إنتاجه إنتقائياً لخدمة حملته. 
* تعوّل جميع القراءآت علي دور الشريحة البيضاء من الطبقة العاملة (أقرأ الطبقة الوسطي) الامريكية المهمشة في ترجيح كفة ترمب في الأصوات كونها عانت من عزل اقتصادي واجتماعي (أقرأ طبقي) طويل من الطبقات الحاكمة. في حين صوّتت النخب المتعلمة لهيلاري كلينتون كونها فازت في ولايتي كلورادو وفرجينيا وهما ذات نسبة عالية من خيرة المتعلمين (خيار خيار الطبقة الوسطي الامريكية المتعلمة) . الطبقة العاملة في بنسلفانيا وأوهايو ومدن بحيرة ايري الصناعية فوّزت ترمب ؛ كما كسب ترمب ريف شمال أمريكا (ايوا ، ويسكونسن ، ميتشغان ، نيوانغلاند ومين) بذريعة اوهام مخاوفهم من المهاجرين المسلمين والمكسيك. 
* عكست نتائج الانتخابات مخاوف طبقية واستقطاب سياسي عميق مع انحسار مكاسب دولة الرفاهية وسيادة السياسات اللبرالية الجديدة (رغم برنامج اوباما للرعاية الصحية) وانعكس ذلك في الولاء السياسي في امريكا حيث تحصّل ترمب علي اغلبية أصوات البيض الذين لم يتحصلو علي شهادات جامعية وهزت الحسابات التقليدية الخطيّة التي تضع الفقراء وذوي الدخل المنخفض كمناصرين للحزب الديمقراطي والأثرياء كمناصرين للحزب الجمهوري. تراخي انحياز الزنوج الأمريكان واللاتينيين والآسيويين الأمريكان الي الحزب الديمقراطي وحملة هيلري التي تعاملت مع هذه الشرائح كأمر مفروغ منه. استثمر ترمب مخاوف رهاب الإهاب (الزينوفوبيا) لدي محافظي المجتمع الامريكي، كما لم يهزمه خطابه المحتقر للمرأة. نبحث عن فوزه اجتماعياً (طبقياً) حيث تبخّر الحلم الامريكي وافتقد المجتمع الي وظائف كانت دعامة ذلك الحلم العصي.


[4]
غفلة بيوت الخبرة وصناعة الاستشارات والنقاد ونظم استطلاعات الرأي السائدة (جوغة الملأ الاعلي):


تعامل الإعلام الامريكي مع أكاذيب دونالد ترمب وعدم حساسياته (عنصرية، ذكوريّة ، رهاب الأجانب الخ)  بحيادية وتهاون وتجنب نقد السائد الحزبي الديمقراطي والجمهوري. لذلك نجحت حملة ترمب في استثمار غفلة الاستابليشمنت والوسائط الاجتماعية (إعلام تلفزيون وصحف الكترونية وغيرها). تجلّت هذه الغفلة في كون النتيجة كانت مفاجئة لافندية ال سي ان ان ذوي الحظوات والنعم الذين تحلقو حول شاشات التقنية الذكية وفورميولا الانتخابات باللمس السريع. باع ترمب لشرائح مغبونة كانت يحلم بوظيفة بعد التخرج فوجدت وظيفتين مؤقتتين منهكتين ، شرائح غرقت في ديون التعليم الجامعي حتي أذنيها وتوقعت تجنّب الشقاء ومسغبة بنوك الغذاء ومعلباتها الصدئة. وعد ترمب تلك الجموع ببناء حائط عنصري عظيم وبغيض يبعد عنهم عمالة المكسيك المهاجرة وهمج المسلمين الإرهابيين تماماً كما صعد اليمين الاوروبي المعاصر عبر خروج بريطانيا من المجموعة الاوروبية.
بذلت بيوت الخبرة وإستطلاعات الرأي في الوسائط الاجتماعية بلايين البكاسل الضوئية مؤكدة علي فوز هيلاري كلينتون من برنستون كونسيرتيوم الانتخابي وهفينغتون بوست لغاية فايف ثيرتي ايت ونيويورك تايمز ابشوط. ضاعت سدي كل الفرضيات والخيارات المنهجية لمدارس العلوم السياسية البرجوازية وادعاء صواب نماذجها التنبؤية العلمية الصارمة. لست هنا بصدد تحقير العلم والعلماء بل قصدت ان أنوّه الي تسليع هذه الصناعات للعلاقة الوطيدة بين معرفة الحقائق الديموغرافية ومحصلة التنبؤ التي غفلت عن غزارة وثراء المعلومات التي بحوزتها ؛ كون معرفة اين تعيش وعمرك ودينك وعرقك ولغتك المفضلة ونوعك وتحصيلك الاكاديمي وحالتك الزوجية وتوجهك الجنسي كفيل بالاشارة المحددة الي من ستصوّت. وهذا مبحث طبقي بليغ خارج سياق هذه العجالة. علّق بعض النقاد ان مكتب حملة ترمب التنفيذية تناولت قاعدة المعلومات وعالجتها بجدية وليس بحْرفية، أما جوغة الاعلام السائد تناولتها بحْرفية وليس بجدية. 

[5]
تحالف الثالوث المقدس : رؤوس الاموال ، الاسواق وجهاز الدولة:

 
حتمية القاعدة الراسمالية الذهبية تقول أن رؤوس الاموال واسواقها لن تتخلي وتستغني عن مؤسسات الدولة والسلطة كحليف مقدّس ، ولا مفر من هذا التحالف المقدس تاريخياً. تعمل الشريحة التنفيذية العليا الممسكة بخيوط ميكانيزمات عقود الاسواق المالية والتجارية والصناعية والخدمية علي ضمان ولائها لاجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والتقرب لها ومعها ومع رؤوس الاموال الكبري كونها ذات حساسية عالية في الحرص علي استقرار المنظومة الاقتصادية السياسية الاجتماعية كشروط وجودية لاستمرار عملية تراكم راس المال ودوام الحال. هم هذه الشرائح المقدس هو مباركة النظام الجديد دورياً ما لم يهدد وجودها المباشر. لذلك رحبت مؤشرات اسواقها المالية ،خاصة الامريكية، عملياً صبيحة فوز رونالد ترمب وهلّلت لمقدمه. أما أسواق آسيا فقد فاقت الي رشدها ،هنا والآن، من صدمة ساعات الفوز الاولي فارتفع مؤشر نيككي 6 ٪‏ ، وارتفعت مؤشرات اسواق هونج كونغ وشنغهاي رغم التخوف من تصريحات ترمب اثناء الحملة باتهامه الصين بتخفيض عملتها لتشجيع الصادرات ووعد مهدداً بزيادة الجمارك ب 45٪‏ ازاء صادراتها. وقد بلع رؤساء دول العالم الكبري تصريحاتهم الاولي اثناء الحملة الانتخابية (نموذج الرئيس الكندي جستين ترودو) معلنين استعدادهم للتعاون مع امريكا العزيزة الجبارة المهيمنة حتي الآن. اما الاسواق المالية الامريكية صحت متفائلة حامدة شاكرة وارتفع مؤشر داوجونز ونازداك (مؤشر اس اند بي/تي اس اكس) اكثر من مائة نقطة. ترمبونوميكس في التحليل النهائي تخفيض معدلات ضريبة الدخول العليا للشركات والافراد وعوائد رؤوس الاموال المستثمرة مما سيخفض عائدات الضرائب الفدرالية سنوياً بمايعادل 4% من الدخل القومي (قراءة مركز السياسة الضريبية كبيت خبرة) ، كما ينوي زيادة الاستهلاك الحكومي ب 500 مليار كاستثمار في البني التحتية كما ذكر موقع جماعته. هذه وصفة ريغانية خاسرة تستهدف زيادة النمو الامريكي عبر التضخم ولكن لا طائل من ورائها لمن صوّت له من الطبقة الوسطي السكان البيض الأصليين الجدد. اما الاسواق ليس هناك مايضيرها علي كل حال كونها تنتفع بالصرف الحكومي ولها ازماتها بقيادة راس المال المالي.
اما الاقتصاد العالمي فلا أمل له من شعار وقائي ضد سلاسة توسع راس المال المالي الفلكي حيث تضاءل الوطن (الدولة القطرية) وتمكّنت حفنة من الشركات الكبري من احتكار جميع الصناعات والسيطرة عليها ولكنها أدمنت حب الاسواق المالية وبورصاتها مقابل الاسواق الصناعية.

[6]
خميرة الديكتاتورية والفاشية في نهايات اللبرالية الجديدة:


انتخابات  2016 الامريكية انعكاس حقيقي لازمة المنظومة الراسمالية المعاصرة-نسخة شمال امريكا من حيث هوان أعز شعارات الراسمالية الاولي من حرية وعدالة اجتماعية جسّدتها مآلات دولة الرفاه من وجهة النظر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية كون الراسمالية المعاصرة مسئولة مادياً ورمزياً من المآل الكوكبي الدموي البشع وتفاوت الثروات والدخول المخزي وحظوظ البيئة وصحة العباد والامراض من الملاريا والسل الرئوي لغاية السرطانات في عصر التقنية.
لكم هو وديع مشروع الديكتاتور في مرحلة رضاعته لكونه يستجدي السلطة ويتوسّل اليها بذرائع إعادة الرفاه والمجد والعدل والحلم الضائع. وضمن ضوضاء زخم الاعلام والتطبيل الديماجوجي تمر تلك الوعود دون دراسات او بحوث علمية بل تستقبلها الضحايا بالورود. راجع جميع شعارات قادة الفاشيات والديكتاتوريات وبيانات العساكر الانقلابيين الاولي في أفريقيا وآسيا ودونهما وقارنها بوعود عقلية دونالد ترمب المقامر كونه لم يستح ان يستلف جميع الخطابات والخطابة والشعارات التي تضمن فوزه من الترويج لإعادة تتويج الانسان الابيض كانسان أصلي ممتاز لغاية بلاغة اليسار وترسانته ليعيد انتاج مسخ غريب يوعد ضمنه الذاهبين والذاهبات الي صناديق الاقتراع إعادة وظائف العصر الصناعي ومصانعه التي هاجرت قبل بضعة عقود نحو العمالة الرخيصة ويملأ قلب المدن البائس خبزا بعد ان ملئت مخدرات وجرائم وسجون ويرفع عبء الديون عن فقراء السود واللاتينيين خريجي الجامعات بالتوسل المضحك الي الجامعات والكليات بتخفيف تكاليف الدراسة. تأمّل سطحية وخفة وقلة حيلة رئيس دولة راسمالية قائدة حين سُئل عن مصطلح "الاحتباس الحراري" الذي يقض ،بل يقد، مضجع الانسان المعاصر ازاء ازمة التغيير المناخي ؛ والذي هو من صنع وعواقب التراكم الراسمالي الجائر الذي ألهاه التراكم حتي زار المقابر؛ حين سُئل عن موقفه من الاحتباس الحراري قال انها حالة المناخ الطبيعية ، حيث كان بارداً وأرتفعت حرارته وسيبرد لاحقاً !!! أي والله كانت تلك اجابته ... هذا مدعاة للأسف والشفقة والرأفة عليه وعلى الراسمالية ومآلات شعوب امريكا والكوكب الأرضي قاطبة كون مفهوم كارزما المعاصر وهو خارج من رحم ديمقراطيتها أنتج خالي ذهن لا يعرف معني مصطلح الاحتباس الحراري الذي ظل يؤرق النخب التقدمية ويهدد الوجود الانساني قاطبة. فوز ترمب تجسيد لموت الكاريزما ومؤشر الي ضعف نخب الراسمالية المعاصرة وأزمتها ونهاية تاريخها. 
 
[7]
الراسمالية المعاصرة: حالة انعطاف أم تفسّخ؟ 


لاجدال حول مكاسب وحظوات وامتيازات الدولة الراسمالية المهيمنة القائدة طبيعيا ومجانياً كونها قائدة كإجماع وفرضية ومسلمة مفروغ منها؛ ومنها مثلاً استخدام عملتها "الدولار الامريكي" كعملة موثوق بها وعليها طلب عالمي يعلي من قيمتها كعملة تعادل بها الدول جميعها عملتها وتحفظ عبرها احتياطيها وتستبدل بها الصادرات والواردات. يتساءل البعض عن مغبة نزوع دونالد ترمب للانسحاب من هذه الحظوة كونه يطلب اعفاء امريكا من مستحقاتها في الأحلاف العسكرية والتجارية. رغبة ترمب اللاعقلانية في رفض مبادئ التجارة الحرة والأسواق المنفتحة وإعادة العملية الانتاجية والاقتصاد الامريكي الي عهد الراسمالية الصناعية وزهده في قيادة الراسمالية المعاصرة يعبّر عن انعطاف وتراجع عن مسلمات وثوابت راسخة في منهج وآليات الراسمالية كوكبياً ؛ اما أمريكياً هو اعلان إنسحاب امريكا ذات العماد صراحة من تكلفة استحقاقات الدولة المهيمنة كالصرف علي الأحلاف والاتفاقيات التجارية والعسكرية والسياسية بمباركة الناخب الامريكي.
ياله من مشهد لاعقلاني دراماتيكي ورسالة مضللة تلك التي تبثها نخب الراسمالية ،هنا والآن عبر خطاب دونالد ترمب ، فحواها الفكري والبراغماتي انها تزهد في شروط التراكم الراسمالي ووتنفي قلبه وشرايينه ولحمته وسداه وهو التوسّع والانتشار والهيمنة !!! ويسعي ذات الخطاب ،تحت هذيان ما، الي العزلة والوقائية والقطرية لإنقاذ الشعب الامريكي المختار وإعادة الحلم الامريكي العظيم.
تراجع متوسط دخول الأمريكان منذ السبعينات اصبح من المخاوف التي خاطبها ترمب متثمراً قناعة الامريكي بان نخبه الحاكمة تخون مصالحه لمصلحة احتكارات عالمية ومكنيزمات نقلت الصناعات خارج امريكا حيث العمل الرخيص وصادرت الحلم الامريكي النبيل. نحن ازاء شرائح أمريكية عريضة تشك وتتبرأ من النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية الامريكية المهيمنة (ملأ أعلي من حزبين حاكمين يتبادلان السطوة والامتياز واعلام إلكتروني افتراضي وصحفي وفضائيات..  الخ) تمقتها ولا تثق فيها وتتهمها بالتآمر ضد مصالحها والاستهانة بهمومها وتركل حلمها الأعظم.
اعتمد الاقتصاد العالمي المعولم المعاصر علي منطق ثنائية التجارة الحرة (اقرأ الانفتاح) والوقائية معاً علي تناقضهما ، وحافظ الاقتصاد السياسي الامريكي علي امتياز الدولة المهيمنة والسائدة الذي غطي حسابياً علي حقيقته القلقة انه تحول منذ سبعينات القرن الماضي الي اقتصاد استهلاكي يعتمد علي واردات رخيصة (اذا استثنينا مجمع الأسلحة) وأتي عليه حين من الدهر فرضت براغماتية ومنطق تراكم الارباح ان يتخلي عن مصانعه الكبيرة ويهاجر حيث العمالة الرخيصة فلكياً. اذن نحن بصدد رئيس أمريكي منتخب راهن بعبثية علي التنازل عن هيمنة امريكا اقتصادياً وسياسياً وأمنياً كمجازفة وضربة في الظلام ضد قوانين وشروط الهيمنة ومنها (رفض الاتفاقيات التجارية والمالية ذات مؤسسات راسمالية عالمية وصندوق النقد والبنك الدولي واتفاقيات باريس واتفاقية شمال امريكا التجارية الخ) .
لسان حال الشرائح السائدة الحاكمة هو ان فوز ترمب ،في التحليل النهائي، توبيخ وتعنيف تاريخي لامزيد عليه لنواميس الديمقراطية اللبرالية وقواعد وشروط بنيتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كما عبّرت عن ذلك جميع بيوتات الخبرة وصناعة الاعلام السائدة ومنها جريدة الإكونوميست وال سي ان ان وفورين بوليسي ونيويورك تايمز وول استريت الخ. جميعها عبّرت عنها بوضوح وهي تدق ناقوس الخطر علي ارم ذات الانفتاح والأسواق وهي تنبّه محذرة من اندياح تجربة خروج بريطانيا من المجتمع الاقتصادي الاوروبي (بريطانيا اكزيت المشهورة بالاختصار بريكسيت) كترسيخ لخطيئة القومية وتعصبها التي علت عليها انفتاحية الاسواق بذريعة تسويغ وحدة الإنسانية في تنوع الاسواق كون خطاب رونالد ترمب في الانتخابات الامريكية هروب للأمام من حتمية او قل حلم نهاية التاريخ الراسمالي.
ضمن هذا المشهد المسرحي الواقعي تتخوّف الاسواق العالمية ، الى حين إشعار آخر، وتتردد ازاء زعزعة هذا الإجماع الراسمالي المقدّس التي تترسّم خطاه وتتخلّق ضمن سياقه ومنطقه الارضي العتيد، إجماع واشنطون. وهل نحن ازاء ترسم خطي نهاية التاريخ الراسمالي واليوتوبيا قبل بزوغ الانهيار البيئي الذي يجهله تاجر العصر الحديث دونالد ترمب؟ ام ان امريكا عبره ستتنازل عن قيادة الراسمالية وتعاف جيفة سوءة توزيع الثروات والدخول المعولمة وتتركها الي نازيين وفاشيين محتملين جُدد شعارهم استعمار جديد أو مشروع تحرّر ينمو تحت طين وطحالب التفسّخ!!
هذا من ناحية المنظور الاقتصادي اما من مننظور سياسي/ثقافي هو خطورة التمكين لهوية عصبية جديدة قوامها امتياز البيض كسكان أصليين جدد من جهة الهوية التي تضمر نهاية تاريخ المعطي اللبرالي بتوسعه وانفتاحه علي جميع الهويات التي تضامنت علي قيم المواطنة.


هامش:

أزمة راس المال المالي الاحتكاري ومآلاتها:


تغيرت طبيعة العملية التراكمية لراس المال حيث اصبح راس المال الاحتكاري السائد يميل نحو التمويل (التأمين والعقارات) وتميل البنوك نحو التسليف واستخدام الديون كآليات لامتصاص الفائض والهروب من مخاطر الانتاج الصناعي الي المضاربة في الاصول المالية مقابل الاستثمار في القطاع الصناعي والزراعي. هذه الاستثمارات لا تذهب الي الناتج القومي الوطني الذي تقصده سياسات الدولة. اذا كانت ديون امريكا اكثر من ثلاثة أضعاف ناتجها القومي في 2005 فماذا تجدي سياساتها الآنية!! تتهرّب الشركات العظمي من مخاطر الانتاج الحقيقي وتبعاته وبضائعه وقيمته وتفضّل المضاربة بإستخدام الاسواق المالية وبورصاتها التي اخترعت بضاعتها الخاصة بها من صناديق تحوّط ومشتقات وعقود آجلة. خلقت هذه البنية المتناقضة بين الانتاج الحقيقي والمالي فقاعات في الاسواق المالية (ازمات 1987 و 2000 و2008 ) . من مظاهر هذه الازمة البنيوية هو تصاعد ديون امريكا كنسبة من الانتاج القومي وتصاعد ديون المستهلك في أسواق العقارات الذي أدي الي فقاعة 2008/9 في امريكا التي انداحت نحو الاسواق العالمية ذات الحبك وكأكبر اقتصاد مدين ومديون مما يعني وجود افراط في استخدام عملتها (الدولار). لاحظ ان الصين وحدها تحمل مليارات من الدولار كعملة الاحتياطي الاساسية الوحيدة. اذن فان انهيار العملة ( الآن وهنا) يعني الرماد كال حماد (هناك) كما حدث في ازمة الاسواق المالية الاسيوية اضافة الي الركود العالمي. صحيح ان البنوك المركزية جاهزة لانقاذ الموقف الطارئ باستخدام ضرائب الطبقات ذات الدخل المحدود (الطبقات الوسطي الموعودة بالحلم). يقتضي المنطق الاقتصادي زيادة الانتاج الوطني مع زيادة الدين اما الشاهد في امريكا يزيد الدين علي الدولة ولايزيد انتاجها الوطني (علي كل دولار دين زاد الانتاج باقل من 20 سنت حسب احصائية العقد الماضي !). من يدفع ثمن مخاطر وخسارات المضاربة في اسواق راس المال المالي (الطبقة الوسطي) وهم شرائح تعاني من العطالة وخدمات القطاع العام التعليمية وديون باهظة وانخفاض حظوظها من الرعاية الصحية والمعاش ثم العبء الضريبي، وهم من صوّت الي ترمب لانقاذهم ولكن هيهات. انقضي زمن محفزات الراسمالية للاستثمار الانتاجي مثل الاختراعات الكبري كالبخار والفحم والعربات والنفط او صرف جهتز الدولة الكينزي الضخم ؛ وأصبحت الاقتصاديات الراسمالية المعاصرة توظّف التقنية والثورة المعلوماتية في القطاع المالي (التمويلية في أسواق راس المال المالي) لتحقيق الربح السريع غير ان عدم الاستقرار الدائم الذي تعاني منه هذه الاسواق المالية وأزمات فقاعاتها المتكررة جعلها غير مرشحة لانقاذ الركود الاقتصادي كما شهدنا في العقود السابقة.
هذه المرحلة من أزمة راس المال المالي الاحتكاري ذات علاقة وطيدة بالامبريالية المعاصرة وانتشار القواعد العسكرية الامريكية واختراع الحروب واستثمارها وأثننتها أو تديينها لتحريك سوق انتاج الصناعات العسكرية حيث الموارد الاستراتيجية من نفط ومعادن (حروب افغانستان ، العراق، ليبيا ، سوريا ، اليمن ، الصومال ، السودان وافريقيا الوسطي الخ) وزيادة صرف الحكومة الامريكية العسكري. من يدفع ثمن مخاطر أسواق راس المال المالي وهذه الهيمنة الامبريالية الامريكية الفادحة؟ هذا هو جوهر الازمة الطبقية التي تدور رحاها في الانتخابات الامريكية ولاترغب أجهزتها الاعلامية فضحها وتخشي الافصاح عن جذورها الآيدلوجية. وهي ذات النخب التي فغرت فاه مستغربة صبيحة فوز ترمب.
تناول معركة انتخابات امريكا في دول العالم الثالث والثاني ليست بذخاً مجانياً كما يصوّر البعض وانما لكون الدول الكبري نصّبت نفسها شرطة عالمية (جندرمة) تفرض سياسات اللبرالية الجديدة ومؤسساتها (البنك والصندوق ومظمة التجارة العالمية) لاستنزاف العالم الثالث وافقاره والفتك به بالتحالف مع راس المال المالي الاحتكاري.
هذا هو جوهر شغل مناهج واستراتيجيات وآليات راس المال المالي الاحتكاري العالمي اللاعقلاني الجائر ولابد من إلتزام قاعدي لم
قارعته.
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

الأعزاء في سودان للجميع

افتقدت بشدة الحوار معكم الذي يرفد التعليم والتعلم الضروري لغسيل أدران خامات احتباساتنا الحرارية . ليس باليد حيلة ،،، انه عام رمادتي الثاني، لعله يمر بخير وأعود مشاركاً بجدية ..

بحثت عن باقة زهور في الوجوه التعبيرية هنا لاقدمها لسودان الجميع ، غلبتني الحيلة .. فليشفع لي كوني من عيال البيت.

اطربني المين شيت وعد النوّار بقراءة حبيبنا بولا .. وبوست صديقنا الرزين عبدالجبار "رايت اون ذا موني " كما يقول عيال امريكا الشمالية
right on the money


آخر تعديل بواسطة الفاضل الهاشمي في السبت نوفمبر 19, 2016 6:39 am، تم التعديل مرة واحدة.
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »


الاستاذ الفاضل الهاشمى
إنتخابات 2016 مزورة.. وعندما كان ترامب يقول انها مزورة اثناء الحملة وحتى قبل الإنتخابات، وانه يقبل بالنتيجة فقط لو كانت فى صالحه. كان يقصـد نفسـه بتزوير الاصوات، ويضحك على اللبراليين.
لقد استعملت تقنية عالية للتدخل فى عمليات الفرز لحاجة فى نفس المحافظين الجدد واليمين المتطرف.. أمسك الخشب العرب حيقولوا يا حليل بوش.
باى باى مدل إيست
Freedom for us and for all others
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

العزيز ابو الريش

النص اعلاه يتأمل بل يتحري ماوراء اليمين والوسط الامريكي ونظرية حيلة التقنية لنشل السلطة والثروة ... ممكن تكون مضروبة غير ان ان المضاربة بمعناها الكبير (بيق بيكشا) هي سياق النص ، بمعني لا يقف عند التزوير او نقيضة ، بل التزوير البنيوي الأساسي ... عيالنا (يمين وشمال) مزغللين وطشاش طشاش فرحين بهذه البرجوازية الحقيرة ويودون الحج الي واشنطون ويرمون أجسادهم في البحار (بمثابة اعادة انتاج مشاهد سفن المستعمر القديم) لبلوغ حضيضها كونه اقل ذلاً ... فتأمّل أين نحن نسبياً !!! ..
!!
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
صورة العضو الرمزية
عباس محمد حسن
مشاركات: 521
اشترك في: الاثنين أكتوبر 09, 2006 12:39 am
اتصال:

مشاركة بواسطة عباس محمد حسن »

[font=Comic Sans MS]الاستاذ الفاضل الهاشمي

تحية طيبة


استمتعت بتحليلك لانتخابات 2016 الامريكية .. وبكل ما حملته تلك الانتخابات من مفارقات ...كنا نتتبع تلك الانتخابات بما كانت تحمله الينا وسائل الاعلام المتاحة لنا ... وتكون لدينا انطباع بان كل الميديا (تقريبا) انحازت الي هيلاري .. وكل استطلاعات الرأي (يوميا) اظهرت تفوقا كبيرا لهيلاري .. وفي كل المناظرات اكدوا لنا ان هيلاري كانت النجم الفائز(ة) ...ولم يتركوا صورة او فديو او شخص يدين ترمب بكل (مساويء الاخلاق ) ولو قبل 30 عاما الا اظهروه وناقشوه وقدموه للناخب الامريكي ... فنمنا تلك الليلة ونحن علي يقين ان صاحبة البيت الابيض ستكون ( The Nasty Woman ) .. كما نعتها منافسها (في اقذر المعارك الكلامية ) حتي اذا اصبح الصبح انقلب السحر علي الساحر ...
يا تري (كما اشرت انت في مقالك) هل سنشهد ادخال مؤشر(index) او (مؤشرات Indices) جديدة ضمن مؤشرات قياسات الرأي العام التي اثبتت فشلا مزريا ... دعنا نري كيف سيتم معالجة ذلك ...انهم الآن في حالة ارتباك وتبريرات فقد فقدوا مصداقيتهم ....

كيف تبدو تورنتو هذه الايام ... وهل دخلت في البيات الشتوي ... ؟؟؟

مع خالص مودتي

عباس
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

سلام يا فاضل.

شكراً على هذا العرض التحليلي (الشامل-المضغوط) العميق الذي لا يطعن سوى في الفيل. هذه مادة لا تنهض على معلومات دقيقة وبصيرة نافذة فحسب، وإنما هي مادة تثقيفية (أو educative) نوعية على أكثر من صعيد. إنني أدرجها - كقراءة متميزة - في قائمة تضم حفنة من القراءات الثاقبة - التي وضعني حسن طالعي في طريقها - التي تقارب "خرافة الانتخابات الأميريكية (الأخيرة؟)" (كصنيعة ليبرالية جديدة بأمتياز - في هذه المرحلة من التطور الرأسمالي العالمي). كما أنها أضافت إليَّ معرفةً في خصوص حقول أو بنيات متواشجة (أو منتجة وداعمة) للعملية برمَّتها، فيما عزَّزت بعض ما توصلَّتُ إليه من رؤىً أو تحليلات.

أتمنى أن يتساهل معك الزمن في المستقبل القريب كي ترفدنا بعروض وتحليلات مهنية-منهجية مماثلة، أكثر توسُّعاً أو تركيزاً كما آمل.

قد أعود.
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

عزيزي عباس
سلامات
غفلة النخب الإعلامية (صديق محيسي سماهم الانتهازيين) كارثة محسوبة؛؛؛ بهناك فلوس وبهنا دمار ، نخب "ماضاربها حجر دقش" !!! تأمل عبارة هذا المنتج الصغير الحافي في شتاء قارص!!! يالها من عباره ضمن خطاب مقاوم تبع سوداننا القديم قبل الراسمالي !!!
لكم هو نسيج وحده مشهد هذه الشريحة ...

اما شتاؤنا خلي ساكت ... بدا اليوم زيرو ...
ليتنا نراك حين تمر من هنا



The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

عزيزي عادل القصاص
لعلك والاسرة بخير في ذلك البلد العجيب (استراليا)
شكرًا كم مرة .. مرة وانت تمر ومرة انك تقول لي يازول نصك دا يستحق مابذل .. بمعني انو كتابتي الفوق دي ما "بل شيت" خرائي وكدا (وجه ضاحك)

انت عارف خلفياتنا البدوية تحتاج الي حبة دفرة هنا وهناك لان منهج الراسمالية المعولمة ناجح في تقسيمنا كيمان كيمان كما تعرف. اما توقعك ان اكتب مرة اخري وارد وغير وارد معاً .. عليمك الله


The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
أضف رد جديد