عبد الله علي ابراهيم : لاتعوزني الفكاهة .. مستعد للسخرية !

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

عبد الله علي ابراهيم : لاتعوزني الفكاهة .. مستعد للسخرية !

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

[u]أتجه للمسرح للمرة الخامسة [/u]
د• عبد الله على إبراهيم: لا تعوزني الفكاهة، ومستعد للسخرية!
أجراه: عصام أبو القاسمـ صحيفة الاضواء
31/7 الاثنين
في مكتب صغير بالخرطوم (2) يخص المخرج اسامة سالم، وبحضور الشاعر المعروف (محمد محيي الدين) والمخرج المسرحي (هجو مختار) ومجموعة من (كاست) مسرحية (صفّر يا قطر) التي يعمل عليها سالم منذ وقت• التقيت بدكتور عبد الله علي ابراهيم الذي جاء ليتابع مناقشة بعض التفاصيل الفنية والانتاجية الخاصة بمسرحية (اوب ولع•• اوب طفا) ، التي ألفها مؤخراً وعهد بها الى سالم ليقوم بإخراجها في الايام القليلة القادمة• وقد استقطع قليلاً من وقته لنجري معه هذا الحوار الذي تنقّل في مناطق مختلفة من سيرة د• عبد الله، بالاخص تلك المتصلة بما هو ابداعي• ü ما قبل الحوار جرى الحديث قبل أن اشرع في اجراء المحاورة بمؤانسة ما بين د• عبد الله علي ابراهيم والشاعر محمد محيي الدين واستغرقا لوقت في قصة (شيبون)! حيث دعا الشاعر محيي الدين د• عبد الله الى ان يقوم بطباعة ما كتبه عن الراحل في كتاب، فيما ابدى د• عبد الله رغبته في الذهاب الى رفاعة للتقصي اكثر عبر الجلوس الى بعض من عرفوا الراحل عن قرب• ثم مضى الحديث لمسارات متشعبة حول العمل ضمن اجهزة الحزب الشيوعي في السابق، مع توقفات عرضية في مواقف واسماء بعينها• من بعد سألني الدكتور عن الاضواء وفيما لو مازالت تصدر، وعن فيصل محمد صالح - رئيس التحرير - وفيما لو كان قد اعتذر له!!• منذ نحو عام كنت قد طلبت من الدكتور ان اجري معه حواراً، واذكر انه ذكر لي وقتها ذات ما ذكره لي الخميس الفائت؛ وهو انه يشعر بأن (الاضواء) تحاملت عليه حينما نشرت مقالات الراحل د• الخاتم عدلان عنه، وفي المرّتين كان الدكتور يردد مفردة (شتائم) - يقول ان مقالات الراحل حوت (شتائماً) لشخصه، وفي المرّتين طرح عليّ السؤال - لماذا يسمح فيصل محمد صالح بنشر ذلك، ويتساءل ايضاً لماذا لم يعتذر لي؟؟• ولما كنت لم اقرأ تلك المقالات التي كتبها الراحل عدلان حرصت على ألا ابدي أي تعليق•• ربما سعياً مني لنقل الحديث - هذه المرة - الى منطقة اعرفها أشرت له الى ان هنالك الكثير مما كتب بالاضواء يمكن اعتباره مثالاً على تفاعل حيوي مع اطروحاته ولا تعوزه الموضوعية وفي هذا السياق اشرت الى سلسلة مقالات كان قد انجزها عبد الماجد عليش تناولت جانباً واسعاً من نظراته في قضايا سياسية مختلفة• لكنه ما ان سمع باسم (عليش) حتى قال لي: (عليش دا ما بيحبني!) قلت له ان من بين ما يأخذه عليك موقفك من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي اقامته الانقاذ في وقت سابق، تبريرك لمشاركتك ينقلك لحوار قصير تم بينك والراحل محمد عمر بشير في مدخل معهد الدراسات الافريقية حيث قال لك انه سيحضر، وحينما لم يحضر عللت بأن ظروفه لم تسمح له، فقال الدكتور حول ذلك انه لم ينقل لقاءه مع (محمد عمر بشير) لكي يبرر لمشاركته مشيراً الى ان الكثرة التي شاركت سعت الى احداث تغيير في تفكير النظام تجاه قضايا الرأي والديمقراطية وما الى ذلك• ثم انتقل الحديث الى ما يعتمل في الفضاء السياسي•• الى حركات دارفور جبهة الخلاص والعدل والمساواة•••، والى جبهة الشرق• الى الحراك التفاوضي هنا وهناك• لقد ركّز د• عبد الله حديثه على الاشارة لموقف الحزب الشيوعي مما يحدث في دارفور•• إذ ذكر كيف ان موقف الحزب انبنى على معارضته للانقاذ•• وكانت ثمة- دائماً- اشارة منه الى كتاب سليمان حامد حول دارفور، وسؤاله: كيف سمح الحزب بخروج هذا الكتاب الذي ترتفع فيه نبرة معارضة الانقاذ بدلاً من التجرد الذي يستلزمه البحث العلمي؟؟• وفي السياق اشار الى حسن سلامة (كان قد كتب عنه) عضو الحزب الذي حمل افكاراً كبيرة - على حد تعبيره - حول دارفور ولم يعره الحزب اهتماماً• وسألته بمناسبة الحديث عن مقالاته حول كتاب سليمان حامد بما يجيب ان استخدم المرء ذات منهجه لقراءة مقالاته (شيبون) و(حسن سلامة) و(كتاب سليمان حامد)•• الخ، وان دافعه اليها نوع من الكيد السياسي ضد الحزب الشيوعي، فردّ•• انا تعاملت بعلمية ولم يكن هناك أي كيد سياسي• وقال: فليقم أي شخص بدراسة ما كتبته وليحدد فيما لو كانت علمية ام لا• بعد ذلك انتقل الحديث الى تجاهل حركات دارفور - بحساب الدكتور- للحواكير في اطروحاتهم وعدم استصحابهم وعكس مشكلاتهم، واشار الى ان الخطر يكمن في هذا•• (تجاهل الحواكير!)• ü

الحوار

أبدأ بسؤال حول تجمع الكتاب والفنانين التقدميين.. (ابادماك) هنالك من يرى ان هذا التجمع ربما كان على علاقة بالحزب الشيوعي - انه واجهة فنية له؟
ـ لا.. ابداً.. ابادماك هو كالتداعيات، بدأنا التفكير فيه بعد حادثة (العجكو) حيث هجم، الاخوان المسلمون بجامعة الخرطوم على معرض نظمته الجبهة الديمقراطية.. هذه المسألة حرّكت فينا قضايا حرية التعبير، اخرجنا بياناً - نحن الكتاب والفنانون بالجامعة - وكان من بيننا عون الشريف قاسم ادنّا فيه ما حدث• ثم فكرنا، فيما بعد، في ان ننظم انفسنا في منظمة•• ü مقاطعة: كنتم شيوعيين؟ ـ كنا تقدميين عن بكرة ابينا، اجتمعنا على ضوء وثيقة في دار الصداقة مع المانيا•• وانتخبنا اللجنة التنفيذية•
ü مقاطعة: أليست مفردة (تقدميين) من القاموس الشيوعي؟

التجمع كان من شيوعيين وتقدميين! ثم جاءت مايو، وهي التي سرّعت بايقاعنا، صحيح كانوا يحذروننا في الحزب ويدعوننا للعمل معها - مايو - بحذر• أول ما قمنا به هو ما يسمى بـ (المدينة الثقافية) حيث اقمنا خيماً عديدة للتشكيل والموسيقى والمسرح•• قدمنا اعمالاً للفيتوري وخالد المبارك، وتقاطر الناس بصورة لافتة على المدينة• من بعد فكرنا في التوجه الى الاقاليم• كنا متأثرين بالتجربة المصرية في مسرح المقهى• نظّمنا القافلة الثقافية بالعمل مع الحكومة•• اتصلنا باتحاد مزارعي الجزيرة لحجز القاعة• عقب مجيئنا التقيت بالمرحوم عبد الخالق المحجوب سألني من اين جئتم؟ قلت له: الجزيرة؟ فسألني لماذا لم تذهبوا الى (حتة) اعمق؟ فذكرت له ان توجيه الحزب كان ينص على العناية بالجزيرة؟!• لقد كان ناسياً ان الحزب وجهنا للعمل في الجزيرة! عموماً بدأنا نشاط القافلة في احياء مدني المختلفة ومن بعد اخترنا عدداً من القرى• كانت فكرتنا في الانتاج تقوم على جعل الناس يتفاعلون مع ما نقدمه، كنا نشركهم في العمل• اذكر اننا قمنا بذلك في قرية (بورتوبيل)• عقب مجيئنا كتبنا تقريرنا••
*مقاطعة، للحزب؟
ـ للجنة التنفيذية لا بادماك• وقمنا بنشره في (اخبار الاسبوع)• ثم عدنا مرة اخرى لقرية (بورتوبيل)•• عبر 3 من فنّانينا اذكر من بينهم علي وراق، وعبد الله جلاب•• وبالمناسبة كانت هنالك فرقة جنوبية (فرقة جاز) لدى ابادماك• هذه الرحلة اثمرت تقديم عرض (سكان المستنقع) تأليف شوينكا قام بترجمة النص طلحة الشفيع•

ـ ألم يكن تقديمكم لمسرحية افريقية انحيازاً منكم للزنجية؟
ـ لم تكن لدينا مسألة زنجية او عربية دي!• ü كثير من الكتابات التي انجزت حول ابادماك اشارت الى انحيازكم للزنجية وبعضهم يمثل للامر باختياركم لاسم (ابادماك)•• - مقاطعة: ابادماك ما جذبنا اليه هو الفكرة التاريخية، صحيح اننا كنا متمردين على الثقافة الاسلامية في صورتها عند الاخوان المسلمين، لكنا لم نكن رافضين للثقافة العربية• هذا اسقاط للوضع الحالي على تلك التجربة• ما يعبر عنا في ابادماك هو نشيد (آسيا وافريقيا) (نحن تحرر وطني)••

ü عندما نقرأ مبدعات بعض منتسبي ابادماك نجد سؤال العربي / الافريقي؟

ما قيمة كل هذا (عربي / افريقي)•• ـ نحن في الحزب الشيوعي لم تكن لدينا حساسية تجاه الثقافة الاسلامية العربية•• لقد استنكرنا اعدام محمود محمد طه•• وغيرها من ممارسات•• اعيننا كانت على التحرر الوطني••ط

ü بعد لم يكن معهد الدراسات الافريقية والآسيوية قد افتتح أليس كذلك؟


ـ لم يكن موجوداً•• لكن كانت هناك وحدة ابحاث السودان•• وقد جمعت فيها ابحاثاً عن مختلف بقاع السودان•• مرة قلت لياسر عرمان يمكنكم الرجوع لهذه الوحدة•• حتى يروا ان كل السودان كان موجوداً بها• ثمة بحث عن (تراث المسبعات) لآدم الزين يوجد بها!!•
* ما السبب وراء عدم استمرارية ابادماك؟
ـ أولاً: مؤسسها - عبد الله علي ابراهيم خرج من الحزب الشيوعي وكانت العقوبة ألا تظهر ابادماك• ثانياً: حصل تخثر عام• لا ارى الآن نوع الامل الذي حركنا، لم يعد موجوداً الآن• لقد كنا طاقة غريبة، زمالة غريبة•• اشواقاً غريبة، بعد 1791م جاءت الـ (كسرة)!•• لابد لجيل الستينيات ان يدرس نفسه•• ما الذي كانه•• تعرف الاسطوانة التي كانت على الجهاز في أول اجتماع لابادماك كانت لمريم ماكبا!•
* أليست زنجية؟•
ـ انت حكاية التحرر الوطني دي ما واقعة ليك ولا شنو؟
*طيب•• ماذا ايضاً حول عدم ـ استمرارية أبا دماك؟•
لم يرد الشيوعيون كتابة تاريخ ابادماك• انا اقرأ في الانترنت اموراً غريبة•• يكتب احدهم وكان ابادماك كذا وكذا وكان قد اسسه كل من علي وراق وعبد الله علي ابراهيم (يذكر اسمي في الآخر)•

* سوف انتقل لنقطة ربما كانت بوجه ما ذات صلة بفاعليتكم كمثقفين شيوعيين في تلك الفترة (الستينيات) وهو•• ان هنالك من يرى ان الشيوعيين هم الاكثر ثقافة وابداعاً؟ ـ

اصلاً الفنان لديه رغبة في زعزعة كل ماهو ثابت وسائد•• من هنا كان مأزق الاخوان المسلمين إذ انهم لم يقبلوا المثقف بروحه المزعزعة للامور هذه (لكننا اذا اخذنا نموذجاً دستوفسكي نجد انه كان محافظاً•• لكنه بلا شك مبدعاً كبيراً) انا اعتقد ان هناك زعزعة ما حصلت، لقد نشأنا على حزازات تجاه بعضنا البعض لكن الشيوعيين كانت لهم حساسيتهم تجاه بعض الآداب••!•

* مقاطعة: في احدى الحوارات التي اجريت معه ذكر د• خالد المبارك ان من بين ما غيّر تفكيره في الحزب الشيوعي انه اكتشف في رحلة له الى المانيا - تقريباً - ان الحزب الشيوعي هناك كان قد حظر بعض الكتب••

- مقاطعة: شوف انا ما كنت بفكر اخلي الحزب•• هو الحزب دا العملوا منو - يضحك - حتى يخرج كل واحد• لقد كنت احرص على الاتيان بصلاح احمد ابراهيم في الفعاليات التي تقام• وذات مرة الححت على الحزب ان انشر دراسة عن ديوان (الهباباي)• كان احدهم قد كتب عن الديوان في (الميدان) ولم يكن منصفاً، ولم يعتمد الطرق التي تتبع في دراسة الاعمال الابداعية، فكتبت مقالي على اساس تقويمي وتقييمي• لقد رفضت (الميدان) مقالاً ثالثاً كان قد كتبه احدهم• لقد اطلعنا عبد الخالق المحجوب (انت قايلنا بنحب عبد الخالق دا لشنو) واوفق على نشر المقال وهنالك وثيقة في هذا الشأن كتبها عبد الخالق حول ضرورة النظر الى الاعمال الابداعية بصفتها الابداعية وألا تحاكم على اساس انتساب صاحبها السياسي (من يقرأ تلك الوثيقة الآن يقول يا سلام على عبد الخالق ولا يعرف ان من دعاة كتابة تلك الوثيقة هو انا) لقد عملنا على تربيتهم (يقصد ساسة الاحزاب) وهذا توسيع لماعون علاقة المبدع بالسلطة، لابد ان يكون لي دوراً بوصفي عضواً في الحزب الشيوعي في هذا الاتجاه• الكاتب عرضة لانتهاكات (اذا جاء احدهم لكاتب ودفع ليهو قروش لا تقول ان هذا الكاتب بطال لانو استلم القروش•• قول: الظروف بطالة!)

*هنالك ما يحمل على السؤال ما الذي فعله اولئك داخل الحزب الشيوعي، انا كما صنعني عبد الخالق•• صنعته• - نتحدث عن مسرحيتك (عنبر جودة) او (تصريح لمزارع من جودة) ما الذي دفعك الى كتابتها؟

ـ الجيل الذي كان حولي•• كانوا يميلون الى المسرح وكنت سياسياً اكثر• في احدى الايام كنت اقرأ كتاباً عن المسرح الروسي فوجدت فقرة تتحدث عن انهم قاموا بتمثيل الهجوم على قصر >•••< من خلال اعادة مشاهد الهجوم ذاتها• هذه الفكرة البسيطة هي التي دفعتني الى محاكاتها• كانت ذكرى 12 اكتوبر قد اقتربت••• جمعت معلوماتي عن عنبر جودة والتفاصيل المتعلقة بالحادثة، ومن حسن الحظ ان الحكومة اجازت لنا العمل••

* من الذي اخرجها؟
• (صلاح قوله) وهو (مصري) لقد كان على درجة عالية من الكفاءة، لا اعرف من اين جاءنا• ü
ومن مثّل فيها؟
لا اذكر سوى احمد طه (صحفي بصحيفة السوداني)• العمل نجح نجاحاً كبيراً، من حسن الحظ ايضاً ان الحكومة اتاحت لنا المكان الذي مرت به المظاهرة في 12 اكتوبر•• واذكر انني احدثت (تلاوة القائمة)، لا اعرف من اين جئت بها•

ü ألم تكن موجودة بالعرض الروسي؟
ـ لا•
* ما طبيعة علاقتك بالمسرح قبل عرض (عنبر جودة)•• هل كانت لك قراءات نظرية حوله وتجارب•• احكي لنا عن ذلك؟

ـ كنت احب الاغريق•• كنا قد درسنا المسرح العبثي (تخيل الشيوعيين في روسيا كانوا ما بيحبوه وناس الحزب الشيوعي السوداني كانوا بيدرسوه!) كذلك كنا نشاهد العروض في جامعة الخرطوم••


• ـ انا بالاصل متعلق بالابداع، واتمنى ان اعود اليه•• لكنني اشعر بيتم سياسي منذ 1791م، احس بأن عليّ عبء الابلاغ عن تاريخ طويل•• انا ارى ان هنالك الكثير من الشعر كتب من قبل كثير من الشعراء ولا ارى من يقوم بالعمل الذي اقوم به•• متى ما وجدت من يحمل هذا العبء تركته• لذا اصبحت حرامي اجناس ادبية، ليست هي مسألة ولع انّما حيل لتفريغ الهم السياسي•• لا استطيع ان اتخلى عن جغرافيا السودان•• هذا امر لا يستطيعه غيري•• انا اكثر من يعرف هنا•

ü ما الذي تغير لديك في المسافة الى انجاز مسرحيتك الاخيرة (اوب ولع•• اوب طفا)؟


ـ لقد شاهدت مؤخراً اعمالاً زي مسلسلات >•••< تتسلسل حسب ما يريد الجمهور، لقد حركت فيّ هذه المسلسلات التي كانت قد بثت في التلفزيون•• خاصة الحيل والادوات المستخدمة•• وكيفية ترتيب النكتة•• حركت فيّ الرغبة في كتابة المسرحية ويمكنك ان تضيف ان البعد عن الوطن اتاح لي ان ارى كثيراً من المظاهر العبثية فيه• لماذا لا نخلق ترياقاً ضد هذه المظاهر•• هذه المصداقية الزائفة•• ان تكون خارج الوطن يتيح لك ان ترى حالة المرج السائدة (سافر التيجاني الطيب الى اسمرا، جاء من اسمرا•• فلان صرّح•• فلان سافر•• دا كلو كلام فارغ) كل هذا دعاني الى ان اهزأ، صرت الجأ للكوميديا حتى في كتابة المقال (المرح يعطي الكثير، لي علاقة - بالرباطاب - لقائي بهم كان لقاءً بأناس ضحّاكين) مما دعاني الى كتابة (السحر والبيان في الرباطاب)•• لا تعوزني الفكاهة ومستعد دائماً للسخرية• لقد فكرت في كتابة النص تحت اسم (بيت العزابة) بداية، جمعت معلومات من هنا وهناك، ورؤوس موضوعات•• لقد افدت من اجازة الـ 51 يوماً في كتابة النص•

* نص (اوب ولع•• اوب طفا) يتعامل مع قضايا طازجة•• تعتمل الآن في الفضاء السياسي السوداني•• كيف امكنك القبض على امور لم تتعين بصفة مستقرة لتحولها الى عمل ابداعي؟•

ـ لقد كتبت العمود اليومي وهو يشبه الكاريكاتير• في العمود لا توجد قداسة•• الفئة الصفوية متواطئة على ان تصمت عن بعضها البعض• ليس لديّ حلف مع هؤلاء•• إن بامكاني الهجوم على الحاج وراق وحيدر ابراهيم، في التواطؤ العام الأصل (ما ننبذ بعضنا) انا بقول انا زول تعاقدوا مع ناس تانين•• بقول ليهم انتو يا ناس اليسار الطالعين من السحب والمهجرين مليانين بالحقد والبغضاء•• اصبحت (صالح في سموم)• هذا ما جعلني لا ادخل في القداسة•

* ما قصدته بالسؤال هو•• اننا عندما ننظر الى تجربتك في كتابة مسرحية (تصريح لمزارع من جودة) نجد انك كتبتها بعد مضي كثير من الوقت على الواقعة الحقيقية في النص الذي بين ايدينا•• انت تكتب عما يجري الآن في السودان•• ثمة باقان اموم، وسيلفاكير ؟ـ هذا نص مؤقت•• هو اطار مؤقت لهذه المرحلة•• هذا اطار لممثلين اذكياء•• لقد شاهدت مرة مكي سنادة وهو يمثل دور سالم حمدوك (حيث كان واضحاً انه يعني الترابي)؛ لابد من ملكة تمثيلية كهذه لهذا النص•• ملكة أدل على المرج•• هذا هو الاطار!• ü كيف تقرأ ما يحدث الآن•• بوصفك مبدعاً ومثقفاً•• ماهي رؤيتك؟ ـ يجب الآن ان ننتقل الى الممارسة•• اذا لم تنفذ جماعات لتعديل الممارسة السياسية•• لن ينصلح الحال• لقد قلنا ما قلنا•• المخرج الآن هو الممارسة•• لا يوجد من يقوم بممارسة سياسية حقيقية•• اذا لم تنفجر ممارسة سياسية افضل من جبهة الشرق والخلاص، ونيفاشا - هذه اشبه بقسمة اللصوص - لابد من السخرية من كل هذا• لابد من حركة تبين ان كل ما يحدث الآن عبارة عن مسرحية هازئة••

ـ ما يحدث خلّف الكثير•• قتلى ونازحين••؟

ـ يمكنني ان احزن لذلك• هذا كل ما استطيع فعله••

* برأيك ما علاقة الانقاذ بما يحدث؟

ـ لا توجد لا حكومة ولا معارضة•• هذه لعبة كل واحد منهما يحاول ان يقوم بدوره•• لا يوجد معنى•• ما هذه اللغة المستخدمة•• هل تفهم منها شيئاً•• كل ما يحدث هو ان الحكم اصبح صناعة مجزية، الانتاج هنا ان تأخذ من الخزينة•• من هناك كانوا هنا•• هاهم الآن عادوا••

* لقد هاجرت كثير من الكوادر وغابت كثير من منابر الفعل الثقافي•• فكيف تنظر الى الانقاذ في هذا السياق؟• ـ انظر الى الانقاذ كنظام متطور او بجينات شرسة - لان ما قلته انت دا كلام المعارضة - انا اراها جزءاً من النادي الحاكم منذ عبود، حقيقة منذ الانجليز• الدولة لم تتحول الى دولة وطنية ولاهم المواطنون: مواطنون• انا اقرأ الجذر الذي أسس الدولة•• اعود الى الفترة الانجليزية اجده دولة ضرائبية•• والطبقات التي فيها لا تمت بصلة للمواطنين•• اتساءل من اين اخذت عنفها (الناعم او الخشن) منذ زمن عبود•• خذ قانون الأمن في عهد نميري•• المعارضة تحاول ان تحشدنا ضد الإنقاذ••

* ألا ترى بالفعل ان هناك غياباً تاماً للفعل الثقافي؟

ـ >هسة< اذا فتشت تجد ان هنالك ثقافة شغالة في اروقة ونمارق وغيرها•

ü ألم تهاجر يا دكتور؟
ـ لم اهاجر بسبب الانقاذ•• صحيح انني رفدت من عملي•• لكنني خرجت ابحث عن الرزق•• بعدين الناس ديل >فزّوا عديل<، القليل فقط صبر (دا تاريخ سخيف!) لكن المعارضة هي التي شرّعت للناس الهروب• ثم ما الذي فعلوه في المعارضة؟•• كل دورهم كان ان نوقع•• ونوقع•• و•• و


* قدموا انشطة ثقافية•• في القاهرة اصدروا مسارات؟
ـ يضحك ـ•• مسارات عدد واحد•• وانشطة القاهرة ما كانت انشطة ولا حاجة••

* دعني اسألك، وللمناسبة، عن رؤيتك للراحل جون قرنق•• مذ كان قائداً لثورة وصولاً الى اتفاقية السلام••؟ ـ قرنق استنهض حركة هامش واستثمر فيها امكانية وكفاءة عالية• اعتقد ان تحوله من الانفصال الى الوحدة فيه تطور جاذب، انهى شغب الانفصال• لكنني اعتقد انه بينما كانت افكاره وحدوية إلا ان استراتيجياته كانت انفصالية - عندما قامت الانتفاضة قاطع قرنق الديمقراطية• كان امراً غريباً: >انت وحدوي يجب ان تلعب معنا في هذا الميدان<• لقد عجزت دائماً عن بيان موقفي هذا؛ لأن قرنق مفتتن به، لكن حربه كانت مرهقة للديمقراطية•• لقد اصبح قرنق يتعلق بأية قشة، بعدها، وصف السودان بأنه يعيش في ظل انفصال•• وتفرقة عنصرية•• لقد كتبت عنه النيويورك تايمز (إن قرنق امسك بأنبل قضية، وابتذلها !)• هذا هو رأيي بالضبط• ا
صورة العضو الرمزية
يحيى فضل الله
مشاركات: 183
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:22 pm

مشاركة بواسطة يحيى فضل الله »

الدكتور عبد الله علي ابراهيم وحوار الكتابة
============================
نفلا عن الرأي العام الملحق التقافي
======================
خبرتي الاساسية هي «الحكاية»

===================
حاوره: عيسى الحلو
===============
لم يوجد فينا المثقف الحادب على لم الوطن ولو على أكذوبة!
============================================

مدخل: الدكتور عبد الله علي ابراهيم كاتب معروف لدى القراء. متخصص في كتابة التأريخ ويدرس التأريخ الافريقي والاسلامي بجامعة ميسوري بالولايات المتحدة. له عدد من المؤلفات منها (الصراع بين المهدي والعلماء) و(الثقافة والديمقراطية) و (الشريعة والحداثة) و(سحر الرباطاب) بالانجليزية، ويصدر له(تاريخ القضائية الثنائية في السودان) و (نشأة حركة التجديد الاسلامي في السودان) عن دار بريل بهولندا. ويصدر له في القاهرة (بئر معطلة وقصر مشيد.. افلاس الفكر السياسي السوداني) و (أصيل الماركسية المقاومة والنهضة في ممارسة الحزب الشيوعي) وتحت الطبع (شيبون) و(بخت الرضا) التقت به الرأي العام الثقافي وأجرت معه هذا الحوار حول تقنيات الكتابة ومناهجها في كتاباته.

× كتاباتك السابقة كانت تستخدم منهج علم الاجتماع الماركسي. في مقالاتك الآن (شيبون) و (بخت الرضا) استخدمت مناهج علم الاجتماع والسرد الروائي الأدبي في وصف الظاهرات وتحليلها.. ماذا تقول هنا؟

- أنا لا أميز بين منهج ماركسي ومنهج سردي، لربما وقع هذا التمييز نتيجة لجفاف منسوب للكتابات الماركسية. على كل، أنا محصن دون الوقوع في فك هذه الثنائية. فقد بدأت بكتابة القصة، ثم المسرحية. وهذه امكانية لم أفرط فيها، وحملتها معي الى ممارستي الكتابية الأخرى.

حتى في مسألة علم الاجتماع كنت أغشى الفرقان والقرى في البلد والتقط الأصوات المنسية من واقع قصص تروى، من مثل ملحمة (موسى ود جلي) فارس بني جرار. وهي حكاية، ولذلك كان الحكي مرتكزاً في خبرتي في التعبير عن الأشياء. وتصادف ان كنت في الولايات المتحدة حين أصبح التعبير السردي منهجاً في التاريخ وغير التاريخ، وبهذا وجدت نفسي مرتاحاً لهذا المزج بين المنهج الماركسي والتعبير السردي. مثلاً لو نظرت في كتابي (عن تاريخ الكبابيش) أو في كتابي عن (السحر عند الرباطاب) لوجدت علم اجتماع مصاغاً بالسرد والحكي.

وربما كان مبعث سؤالك ان السرد في (شيبون) عاد الى كتابة الترجمة أو قصة حياة انسان، وهذا غاية التعبير السردي، ويمكن ان يقال ان هذا هو الرأس الطافي من جبل الجليد في ممارستي الكتابية، اقصد ان كثافة السرد في (شيبون) قد نبهت الى جبل السرد الجليدي عندي.

لقد كتبت القصة القصيرة الأدبية، والمسرحية. ما تأثير هذا النوع من الكتابة على طريقة كتابتك لمقالاتك الآن؟

اعتقد ان خبرتي الأساسية هي الحكاية، نشرت أول قصة قصيرة العام 1957م وأنا في سن الخامسة عشرة، ولم أبرح منطقة الحكاية، ولم أفتن عنها بانضباط التعبير الماركسي واقتصاده أو ما يسمى الأسلوب العلمي الموضوعي. وقد نشرت في (أخبار الاسبوع) (66/1967) (بعد حل الحزب الشيوعي) مقالات بعنوان (يا أحزان السودان اتحدي).. او هكذا.. وقد علمت انها لم تكن مقبولة بين طاقم القيادة الصحفية الشيوعية، ورأوا فيها حكياً لا ينسجم مع جلال العبارة الماركسية -كما يعتقدون - ولم أكترث. لم اعد أكتب القصة القصيرة، ولكن خبرة الحكي ظلت معي لا تريم. وقد استخدمتها على صفحات (الميدان الشيوعية) خلال أحداث جسام مثل حل الحزب الشيوعي، أو انعقاد المؤتمر الرابع للحزب (1967) وأذكر المقال الأخير إذ انني بدأت بحكاية حدثت في عطبرة خلال نظام الفريق عبود. فقد اجتمعنا نودع رفيقاً نُقل الى العاصمة، ولما خرجنا الشارع وبنا شئ من النشوة، لم نكترث لعيون الحكومة المبثوثة، وما تركنا الرفيق ليذهب لمنزله حتى صحنا فيه «الى اللقاء في دار الحزب الشيوعي بالخرطوم». وقد كان. ولم يمر أكثر من عام، فسقط النظام وافتتح الحزب الشيوعي داره فيما اصبح الآن (الخرطوم بلازا). والشاهد هنا أنه لم يكن أسلوبي في الحكي مقبولاً لدى رفاقي، ولكنني كنت شديد الاعتقاد بأن الحكي سحر ومنطق وعذوبة. وهو سبيل واسع للاتحاد مع خيال عامة الناس وطاقة أشواقهم.

× مسرحية (السكة حديد قربت المسافات).. ما الذي يقرب المسافات الآن؟

- مسرحية (السكة حديد) خبرة في اجتماع الوطن الجديد. فالسكة حديد منشأة ترامى عليها الوطن، وتولد وانصقل. وكنت في مركز الدائرة من هذا التكوين البديع للوطن. كنت كما قلت دائماً اسكن في (حلة المحطة) بمدينة عطبرة، وهي عصب السكة حديد، من حلفا الى نيالا، الى واو. ويتخلل هذا الجسد الجديد في الوطن جهاز اسمه الكنترول الذي يضبط حركة القطارات علي نطاق الوطن.. أنا ابن هذه المركزية. ولذا فأنا قليل العناية بالقبيلة. فقد اعتنقت قبيلة أخرى، وتعلق قلبي بالنقابة (كتقابة جديدة). فالمسرحية كانت احتفالاً بهذا الميلاد الجديد للسودان. وكانت بمثابة تحقيق في حيوات غمار الناس الذين تحولوا في لمحة بصر من (أروتية) في السواقي الى عمال. فالمسرحية توثيق لهذه الانتقالة العجيبة لمنشأ هذه القبيلة الطارفة.

ما يقرب المسافات الآن، هو أس المشكلة التي تستبطن. حوارنا عن الهوية _ نيفاشا _ أبوجا الذي نحتاج اليه لتقريب يقرب المسافات ، هو روحانية جديدة. تقوم على ميثاق نفسي مبتكر يأخذ من الدين ما وسع، بغير إنكفاء عليه. ويأخذ من العلمانية بصدق وعلم وذكاء.

وهذا شغل للمثقف انصرف عنه الى غيره من شغل الحرب والتأجيج والمصالحة مع الكيانات القبلية والجهوية. فقد عاتبت رفاقي من حملة الدكتوارة، الذين افتخروا بالبندقية، دون شهادة الدكتوراة، وسخروا انفسهم مقاتلين لا باحثين مدققين، شغلهم التعرف على الوطن الكبير.

× الكتابة .. أهي نقل فوتوغرافي للواقع (المادة الخام) .. أم اعادة تشكيل لهذه المادة الخام؟ كما في (شيبون)؟

- تعريفي للكتابة نشأ بعد قراءتي كتاب الدكتور بلدو وعشاري، المسمى ( الضعين والرق في السودان). فقد عرضت هذا الكتاب في الصحف ووصفته ككتاب للتشفي. بينما الكتابة شفاء. بوسع الكاتب ان يفتح دفاتره لمظالم لا حصر لها. مثلاً ما يجري في الهامش من سقم وظلم، وهذه حقائق لا مهرب منها. ويأتي التشفي هنا من عرضها هكذا عارية من الولف. وهذا منشأ الهرج في الوطن. الكتابة كشفاء هي تحليل هذه المظالم ودمجها مع مظالم أخرى. لأن الظلم واحد، والحق واحد. وبهذا تحدث للرؤية استدارة. مثلاً ما زار الجنوبيون شمال السودان بعد نيفاشا حتى اعترفوا انهم ربما كانوا أسعد حالاً من أقاليم كثيرة في الشمال، ولكن هذا وعي متأخر. فقد تدفق دم كثير قبل ان يبلغ هذا الحق مقره. هذا هو مفهومي للشفاء. وللأسف كانت أكثر الكتابات عندنا هي للتشفي ولم نبدأ بعد في الكتابة الشفاء.

× حققت سيرة ذاتية جماعية (نسب الجعليين) و(السحر عند الرباطاب).. وفي ذات الوقت كتبت سيرة ذاتية فردية (شيبون).. ماهو الاختلاف بين منهجي الكتابة هنا وهناك؟

× سيرة (شيبون) سيرة اجتماعية سياسية وتقع في باب الكتاب والحزب كسلطة. وقد حكمنا في تناول هذه السيرة من هذه الزاوية ما روجه الشاعر صلاح أحمد ابراهيم منذ الستينات عن اغتيال شيبون أو انتحاره. فلم يعد ممكناً الكتابة عن شيبون بغير هذه النبرة السياسية الاجتماعية العالية. وقد كنت أخذت على صلاح انه (تدرع) شيبون ليبث شكواه الخاصة. ومن جهتي قد صرحت بأنني جئت لكتابة شيبون من خبرة طويلة وعميقة بالحزب الشيوعي. وهي خبرة تعاورتها جراح وتظلمات. ولا يمكن لكاتب ان يتناول أي أمر بغير ان يضفي عليه خبرة سابقة. هذا أصل الكتابة، ولذلك لم أسعد بمن قالوا ان عبد الله انما يصفي حساباً قديماً بتدرع شيبون. فقد جئت لشيبون أولاً لمحو عبارة صلاح، وهي العبارة التي حملت الحزب الشيوعي مقتل شيبون، بحيثيات ضئيلة، وقد شرعت أولاً في جمع المادة عن هذا الحدث السياسي الثقافي. وقد وجدت ما يبرئ الحزب وما يجرمه. وما يبرئ جماعة أو أفراداً منه أو يجرمهم. القصد هنا. هذا حادث معقد ومؤسف، ولن نعود اليه بما بدأنا به من معالجة السؤال، من قتل شيبون؟ فهذا مبحث لا طائل منه. فليست سيرة شيبون كما قلنا، هي سيرة لشخص ساقه القدر للانتحار، انما هي علاقة مستمرة بين المثقف والسلطان. هذا ما سيبقى من شيبون، وهذا ما سيبقى من الحزب الشيوعي. وقد كتبت عن شيبون متفائلاً. ان نعيد النظر في تعريف المثقف، فقد درجنا على حمله للالتزام بالعقيدة. وقد كان لهذا المنهج ضحاياه مثل شيبون وغير شيبون. فقد تحدد الآن مفهوم المثقف على ضوء نظريات فوكو في الشوكة أو القوة بحيث يكون المثقف هو من يهز العقائد هزاً.

× مقالاتك عن (بخت الرضا).. هي رفض للحداثة.. ورجوع للتقليدية.. هل هي مراجعات فكرية..؟ أم مراجعات سياسية؟

× هذا خطأ!! في مقال (بخت الرضا) قصدت ان أهز بعنف عقائد التربويين في الماضي السعيد. فقد تنامت نظرة ماضوية نوستالجية، ترى ان الخير قد وقع في الماضي ولم نعد أهلاً له في زماننا المعاصر. فقد انتهز التربويون مناسبة ضعضعة بخت الرضا على يد المرحوم محي الدين صابر بعد انقلاب مايو، ليقيموا مأتماً كبيراً مستمراً يشقون الجيوب فيه على بخت الرضا. ربما كانت بخت الرضا معيبة أو غير معيبة. ولكن هذا النهج في توقير السلف الصالح التربوي فيه مسكنة وذلة ونفض اليد عن الابتكار والالحاح على ان التربية الحقة هي ما ينتظرنا في حاضرنا وماضينا أيضاً. وهذا ضرب من المعارضة مستكره جعلنا نتبنى بخت الرضا بغير استعداد لنقدها وتقويمها، وأخذ خيرها وترك شرها. فقد اصبح منتقد بخت الرضا مرتداً. وهذا استضعاف تقع فيه التربية عندنا بغير وازع. وقد شرحت بعض منهجي في قولي ان بخت الرضا مؤسسة خلاسية جمعت تجربة سودانية وأجنبية استعمارية. لابد ان تنفذ اليها بمنهج مبادر شجاع لهذا التكوين الضعيف المزيج، وهذا ما توفرت عليه مدرسة مابعد الاستعمار، كما شرحت ذلك بايجاز في كتابي (الشريعة والحداثة).

× مازالت النخب في السودان تتحدث عن الهوية.. ألا ترى ان الواقع الاجتماعي تجاوز هذا البحث في مستواه الثقافي، وهو يتطلع الى حقائق الاقتصاد سيما والبترول السوداني يتدفق الآن.. وينقل الوطن الى دولة عصرية، حيث تتغير كل العلاقات من الاثنية الثقافية الى الواحدية الاقتصادية؟

- حديث الهوية كألفة لن ينقطع. الذي حدث ان قادة الدولة والحركة الشعبية في مفاوضاتهم غلبوا قسمة البترول على ما عداها، وهذه مطامع اسميها برجوازية صغيرة. يبدأون بتأجيج الخلافات الثقافية وأصولنا، ثم إذا اجتمعوا لصلح مالوا الى حديث المال والوظائف. تكرر هذا في 1972 (اتفاقية اديس ابابا) وترتب على اهمال الحديث عن الهوية والالتزام بشروطها، انها ظلت تنخر فينا باستمرار. مثلاً ما حقوق اللغات غير العربية في نظام التعليم والثقافة والاتصالات. هذه المسائل يتطرق الناس اليها بسطحية لانشغالهم بشاغل السلطان والمال. الهوية هي أمن ثقافي. أمن ان لا يتعرض لك متعرض في لغتك أو في أصلك مثلاً تكرر كثيراً قول الشريف الهندي لدريج نطقه للقروض كقرود.. أو فصاحة المحجوب في نفس الأمر. هذ االطعن يجرح سلامة الوطن، ويصبح دائماً مصدر متاعب جيل أو آخر من هذا التهميش، فالهوية ليست موضوعاً نتركه خلفنا متى ما ارتاحت اطراف التفاوض للقسمة. هو شغل الخيال الجديد للوطن.. شغل السكة حديد الألفة.. وهو خيال قريب من الكذب. فقد قلت عن النسابة السودانيين في كتاب (نسب الجعليين) انهم لم يتورعوا عن اختلاق خطوط مبتكرة لبلوغ سيدنا العباس. وهي من صنع خيالهم وهذا مشروع لتجتمع الأمة حتى على الوهم لتأمن وتصطلح. فالذي ينقصنا في مسألة الهوية انها جرى احتكار الحديث فيها للسياسيين بشغبهم وتأجيجهم ولم يبرز فيها المثقف الحادب على جمع شمل الوطن حتى على الأكذوبة المثقف الذي تكون الكتابة عنده شفاء ومطلبه هو (الولف)، وتعريف الناس به على اختلاف الألسن والسحنات بما يصنع ميثاقاً روحياً وهذا الميثاق الروحي قريب من قول لصديقنا دكتور محمد عبد الحي ومفهومه للألفة. فقد كان يكره كلمة الهوية ويترجمها الألفة. فهو منذ جاء بمصطلح الألفة يدعو الى شئ خير ومتسامح ونبيل. وقد وجدت تجسيداً لمفهوم عبد الحي للألفة فقد اخذ يدعو في واقعة ما. فقد كنت أركب تاكسياً وأمامنا قندران يسوق ترلة وبلغنا كبري المسلمية وكان بيننا في التاكسي رجل من الريف فاستعجب لبقاء الترلة لاصقة في بالقندران على أننا في منحدر. فسأل ما الذي يصل بين الترلة والقندران؟ فقال سائق التاكسي بخبث مديني (الولف).




صورة
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

(عملنا على تربيتهم)

المربى الكبير
عبد الله على ابراهيم
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

يتناول د عبد الله فكرة ان الانقاذ نظام متطور بجينات شرسة
ويقول هى جزء من النظام الذى يحكم منذ فترة عبود

بولا كتب ايضا عن شجرة نسب الغول وانهم لم يهبطوا من السماء

ولكن د عبد الله يستنكر ماتقوم به المعارضة ويقول انها تريد ان تحشدنا ضد الانقاذ
وبولا يدعو لمقاومة السلطة الغاشمة

توصيف الانقاذ بانها سلطة تجسد اقبح اساليب العمل السياسى وانها امتداد لممارسات سابقة تحليل سليم
ولكن ياتى الافتراق
بين فكرة النضال ضد الظلم والعسف والارهاب والتعذيب
وفكرة خلط الاوراق والقول مافى معارضة مافى حكومة كلو واحد
لا ما واحد هناك فرق لمن يريد النظر الصافى
صورة العضو الرمزية
يحيى فضل الله
مشاركات: 183
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:22 pm

مشاركة بواسطة يحيى فضل الله »

سمير جرجس ورئيسو أب صلعة
==========================
د. عبدالله علي ابراهيم
=======================

رحل عنا زميلنا المرحوم سمير جرجس الي الأمجاد السماوية. ومن أبرز مساهمات رفيقنا في حركة المستضعفين في الوطن انه تولي إدارة تحرير جريدة الميدان، لسان حال الحزب الشيوعي، التي تركزت أكثر ما تركزت في تدبير المال الذي يكفل صدورها. وقد جاء الي هذه المهمة الشاقة بخبرة قومه القبط في إدارة الأعمال. فانتحي باباً من الجريدة اسمه "من الميدان" خصصه لعرض حالة الجريدة المالية علي أعضاء الحزب والأصدقاء والقراء. وكان كشف حال بالأحري. فما تأخرت بلدة في سداد ما عليها حتي جاء خبرها "في الميدان". وربما استغرب أهل الصحافة الأن مما نشرناه من بلدان جاء خبرها في كشف حال سمير كيف تسللت الميدان الي بنادر وقري وأرياف لاهي في العير ولا النفير علي أيامنا هذه. وكانت تلك عصا سمير.

وكان لسمير جذرة أيضاً. فقد كان يطنب في الثناء علي الرفاق المبادرين المحسنين في توزيع الجريدة. فقد نوه بأن كوستي اصبحت في المقدمة بعد العاصمة في التوزيع وحلت محل عطبرة. وكانت عطبرة قد سبق ووزعت أكثر من بورتسودان وكوستي والأبيض مجتمعة. واشاد بتصميم رفاق كوستي علي تخطي عطبرة وقد فعلوها بتوزيع 4 اضعاف ما كانوا يوزعونه قبلاً مما يصح القول معه بإمكانية ذيوع الميدان فوق ما يعتقد البعض. وكانت مناسبات مثل الإحتفال بثورة اكتوبر الإشتراكية مناسبات لدفع عجلة توزيع الميدان. فقد جاء من حلفا علي شرف هذا اليوم العظيم التزامها بإضافة 58 مشتركاً جديداً وهذه زيادة 85 في المائة من مجموع المشتركين لتلحق حلفا بركب المدن الأخري في التوزيع. كما التزمت الفاشر بكسب خمسين مشتركاً للميدان.

واستصرخ سمير الرفاق بمناسبة تغريم الميدان 150 جنيهاً او السجن 9 اشهر للمحرر أن يحزموا أمرهم ويسددوا حقها عليهم اولاً قبل ان يسألوا التبرعات من الناس. وهدد أن الميدان ستتوقف إذا استمرت هذه المعاملة القاسية البشعة لها. واستصرخهم أيضاً حين لاحظ تراخي مراسلي الميدان عن كتابة رسائل أقاليمهم. وقال لهم خصصنا للأقاليم الصفحة الثانية لاتنقص ولا نصف عمود" وقد احجمتم مما يستغرب من جريدة تناضل من اجل الشعب وتسعي لحل مشاكله التي هي اكثر من "الهم علي القلب". وتحسر يوماً أن الميدان قد خلت من اخبار عطبرة مما يدخل في عداد الفضيحة لصحيفة تتوجه للعمال بشكل رئيسي.

وكانت مهارة إدارة الأعمال عند سمير تتجلي في قيادته لتوزيع الأعداد الخاصة. فهذه الأعداد التي تصدر في مناسبات مثل عيد الاستقلال أو تحية ثورة أكتوبر الإشتراكية السوفيتية هي أداة لرفع وتيرة التوزيع والتبرع وبناء حلقات القراء. فقد صدر عدد خاص لدفع غرامة الميدان وآخر بالألوان من 24 صفحة خاص بثورة اكتوبر وثمنه خمسة قروش فقط. وحسابه حاضر لاينتظر الي آخر الشهر. وسخر سمير من مفهوم الشهر عند الرفاق. فالمعلوم بالضرورة أن الشهر 30 يوماً أو 31 يوماً إلا عند موزعي الميدان ممن شهرهم قاطعنو من راسهم. وتوزيع العدد الخاص مما قد تحسدهم عليه صحافتنا الحالية بعد نحو خمسين عاماً. فقد وزعت مدني 800 نسخة منه ونفدت الكمية في ساعة مبكرة يوم وصولها. اما عطبرة المجيدة، في قول سمير، فقد وزعت 1850 نسخة. واضاف أن هذا رقم لم تصله جريدة سودانية في أي بلد من بلاد الأقاليم من قبل. كما ابتكر سمير استفتاء الميدان القراء عن مادتها ومطلوبهم منها. فقد طبع كبوناً في الجريدة يسأل عن معدل قراءتهم للجريدة ومايقرأه الواحد من مواد وما يعجبه وما لايعجبه وما يقترح اضافته. وعلي القارئ أن يقطع الكبون ويرسله الي الجريدة علي ص ب ، الخرطوم:850. كما كان سمير يسافر بنفسه للأقاليم لقيادة حملات التبرع للميدان مثل سفره لكوستي لجمع تبرعات لحروف مطبعة الميدان الجديدة بلغت 17 جنيهاً.

وكانت الميدان تفسح أبوابها لاستجابات القراء لنداءاتها. فقد قرأ السيد نقد محمد نقد خبر غرامة الميدان ساعة الفطور. وصمم علي توفير قرش الشاي ليجمع 60 قرشاً في الشهر. كما تبرع تلميذات الأحفاد الوسطي ب 138 قرشاً مقتطعة من حق الفطور. ونظمت ضاحية بري حفلاً لدعم صدور الميدان يومية ولم يوفق الأستاذ بقادي مندوب الجريدة لحضور المناسبة لأنه ضل الطريق اليها. وقد تقدم الرسام النور آدم بلوحة لاستاذنا عبدالخالق محجوب مهداة للميدان لتزين بها مكاتبها. ولعل من أوقع ما قرأت من تجاوب القراء مع الميدان ما قام به الرفاق بمدينة كسلا. فقد أرسلوا طرداً من موز كسلا اب نقطة وبرتقال جنائنها لمحرري الجريدة وعمال مطبعتها لما سمعوا عن تأخر مرتباتهم. وارفقوا مع هذا الطرد عنقريبين مما اشتهرت به المدينة لزوم نوم محرري السهرة الذين علموا أنهم يفترشون الغبراء. وكان رقم بوليصة الشحن بالسكة الحديد هو 444729.

وكانت إدارة تمويل الميدان علي الملأ خطة سياسية بليغة. فقد كان سهلاً جداً اتهام الحزب الشيوعي، وهو صاحب الجريدة، بتلقي الدعم من السوفيت للرابطية التي بينهما. وقد كثر الحديث احياناً عن "اموال موسكو" التي تتدفق علي الحزب. ولم يصدق ذووالنوايا الحسنة هذه الوشاية بفضل نشاطات مثل نشاط سمير. فقد رأوا قيادياً حزبياً واقفاً بالمرصاد تتسقط أذنه "رنة قرش" الميدان في المحيريبة وواو وحلفا والنهود والفاشر وأروما. وأزال سمير بهذا الضبط المالي، وعلي المكشوف، كل لبس عن عفة يد الحزب وصحيفته. وقد روي مؤخراً السيد بابكر محمد علي ، رئيس تحرير الميدان بعد المرحوم حسن الطاهر زروق، أنهم كانوا أجروا مبني بالخرطوم مملوك لسيدة من بري. وكان يضايقها بالطبع تأخير الإيجار.(وقد كنت "أجرياً" (وهذه عبارة اهل بري في المؤجرين) في بري لسنوات طويلة وأعرف التباطوء في سداد الإيجار). وكانت كلما تأخرت الميدان عن الإيجار ضجرت صاحبة الملك وقالت: "إنتو وينو ريئسهم ابو صلعة داك." وتقصد استاذنا عبدالخالق محجوب. والبادي أن هذه البرجوازية قد عرفت بالتجربة أن الشيوعيين لايحثون روبلات موسكو حثواً.

جاء سمير للمؤسسة الأهلية بخبرة في الضبط الإداري المالي تضعه علي قدم المساواة مع رجال ونساء بنوا صروحاً للشعب . . . قشة قشة. وهذا هو اقتصاد "قدر ظروفك" و"الخته". وهو الإقتصاد السياسي النبيه للحركات التي اصلها في الشعب وفرعها في الوطن. ومن هؤلاء الشيخ ابوالقاسم هاشم الذي بني المعهد العلمي بامدرمان وكادر مؤتمر الخريجين الذي بني المدارس بالعون الأهلي والشيخ بابكر بدري الذي نهض بمدرسة الأحفاد حتي الأستاذ محمد عمر بشير الذي ترك فينا الجامعة الأهلية بامدرمان. وقد جاء أبوالقاسم بهذه الخبرة من ديوان المهدية الذي عمل به. وجاء بابكر بدري بهذه الدقة من عمله بالتجارة أو من جيناته الرباطابية. وقد وقفت خلال إقامتي بين الرباطاب عن كثب علي حرصهم علي مشروعات النفع العام وسدادهم الكثير. والقائمة بلا حصر فمنهم اخي عبدالله محي الدين بعطبرة والمرحوم ابو هدية بسنكات. وقس علي ذلك.

رحم الله سميراً ومن سبقه من جيله اليساري الذبن تفانوا، حرفياً، لبناء صرح مجيد للسودان ولكادحيه مما يستضاء به في الليلة الظلماء التي اثقلت علي العباد.
صورة
خالد الطيب
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:33 pm
مكان: أديس أبابا

مشاركة بواسطة خالد الطيب »

سلام للجميع

عبدالله ع. إبراهيم كاتب لايشق له غبار , مافي ذلك شك .. شخصيا أجد متعة لاتضاهيها متعة في قراءة أعماله بدءا بالسكة حديد ومرورا ب " نحو حساسية شيوعية تجاه الابداع والمبدعين " والتي نشرت تحت إسم مكتب الفنانين الشيوعيين وإنتهاءا بشيونياته مؤخرا والتي نشرها هذا الموقع ناقصة , غير مكتملة وأتساءل إن كانت هنالك فرصة لنشرها كاملة !
لكن كتابات عبدالله علي إبراهيم دائما ماتثير في جدلا داخليا مابين موافقة وإعتراضات خاصة وأنك لاتستطيع التمييز بين عبدالله السياسي وعبدالله المبدع وسوف يطول الحديث كثيرا عن علاقة المبدع بالسياسة و السلطة وهذا باب واسع .. ولكنه مافتيئ في كتاباته الأخيرة يتحدث عن علاقته السابقة بالحزب الشيوعي وإرتفاع نبرة " الأنا" مما يفتح باب آخر لقراءته بعمق أكثر لايخلو من قراءة السيرة الذاتية الشخصية لهذا الكاتب خاصة في مسألة عضويته في الحزب الشيوعي وذلك لأنه في كثير من الأحيان يتحدث عن وقائع تأريخية يجهلها الكثيرون ولاتوجد موثقة في أدب الحزب الشيوعي ..
عموما الحوار الصحفي الذي أورده الأخ عصام أبوالقاسم جميل ويثير العديد من الأسئلة والجدل ..

مع شكري و تقديري

خالد
صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

اشكرك الاستاذ خالد الطيب علي الاشادة بالحوار وبلا تأثر به اقول ان ذات ما لاحظته علي المبدع / المفكر عبد الله علي ابراهيم هو ما اراه انا ، فهو بالفعل يثير مثل هذه الاسئلة المعقدة بما يطرحه من افكار . لا اخفي اندهاشي وانا اجلس لمحاورته ورهبتي .. ايضا اعجابي .. ،
عبد الله علي ابراهيم يستحق ان يقرأ
أضف رد جديد