رحيل الكاتب المصرى شريف حتاته

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

رحيل الكاتب المصرى شريف حتاته

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

[font=Arial]شريف حتاتة: عودةٌ إلى مسألة المرأة
القاهرة - إيمان عادل
28 يوليو 2016


تبدو رواية الكاتب المصري شريف حتاتة (1923) الجديدة كما لو أنها استكمال لعمله السِيَري "النوافذ المفتوحة"، الذي صدر أوّل مرة عام 1993. تحمل الرواية عنوان "شريط الحزن الأبيض"، وقد شكّلت محور ندوة عُقدت، قبل أيّام، في "مكتبة البلد" في القاهرة، في غياب صاحبها، وبحضور ثلاثة كتّاب ونقّاد؛ هم: يسري عبد الله، ومحمود قرني، وسامي سليمان.

لعلّ السمة الأبرز في الرواية، التي صدرت حديثاً عن "مركز الأهرام للنشر"، هي غياب الأيديولوجيا والحدث السياسي عنها، بخلاف كتابات صاحب "الشبكة" المعروف بانخراطه في العمل السياسي، ضمن توجّهه اليساري. بحسب يسري عبد الله، فإن حتاتة اتجه في روايته هذه إلى الجماليات، مفضّلاً أن يثير أسئلة عن الموت والذاكرة، بعد أن ظلّ التداخل بين الأيديولوجي والأدبي حاضراً في أعماله منذ روايته الأولى "المرأة ذات الجفن المعدني" (1974)، وصولاً إلى ما تلاها من روايات وقصص قصيرة ومذكّرات توزّعت على ثلاثة أجزاء.

يرى عبد الله أن الحمولة الأيديولوجية قد تُسيء إلى العمل الأدبي، وتحوّله إلى مجرّد بيان ذي أهمية أيديولوجية أو توثيقية، من دون أن تكون له قيمة جمالية وإبداعية. مع ذلك، كما يضيف، يجري الاحتفاء بكتّاب يكرّسون أعمالهم للأيديولوجيا التي ينطلقون منها. هنا، يستشهد بأعمال نوال السعداوي، زوجة حتاتة سابقاً.
"
تشكّل الأم مركز الحكي ضمن إطار يلتقي فيه الماضي بالحاضر
"

يشير عبد الله إلى أن الأم هي مركز الحكي في "شريط الحزن الأبيض"، ضمن إطار سردي يلتقي فيه الماضي بالحاضر؛ حيث يستعين حتاتة بتقنية "الفلاش باك" التي تكشف عن مواضع حميمية بين الأم والسارد. تداخُلٌ زمني يسهم في بناء الجدل بين الزمن والشخصيات، ويربط بينها وبين أحداث بعيدة؛ كالحرب العالمية الثانية وحادث حريق القاهرة، وفق تعبيره.

لكن الاتكاء على شخصية نسائية قد يبدو محض حيلة مستهلكة ومكرّرة. هنا، يلفت عبد الله إلى أن حتاتة تعمّد تكرار الاشتغال على هذه الجزئية ضمن قناعته بأن "الحديث عن المرأة وتناول قضاياها وأوضاعها الاجتماعية، هو من عمق اهتمامات اليسار التي ينساها دائماً، في مقابل التركيز على الفئات العمّالية"، مثلما يُشير في كتابه "فكر اليسار وعولمة رأس المال". تركيزٌ يصفه صاحب "فكر جديد في اليسار" بالجمود. وهو، هنا، كأنّما يحاول التحرّر من جمود اليسار المصري، من خلال انشغاله بقضايا المرأة.

ورغم اشتغالها على حكاية الأمّ الإنكليزية، إلا أن عبد الله يعتبر أن الرواية لم تنشغل بمسألة تمزّق الهوية كما في "الحي اللاتيني" لـ سهيل إدريس أو "موسم الهجرة إلى الشمال" لـ الطيب صالح، على سبيل المثال، بل ركّزت على أزمة اغتراب الأم في عالم الشخصيات المحيطة بها، مثل الزوج الذي يرتبط بامرأة أخرى. وبالموازاة مع المصائر المأساوية التي تعيشها شخصيات العمل الأنثوية، تكشف الرواية عن التحوّلات الاجتماعية التي شهدتها مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وصولاً إلى نهاية التسعينيات.

[شريف حتاتة]
يلفت المتحدّث إلى أن اهتمام حتاتة بقضايا المرأة لا يقتصر على أعماله السردية، بل يتجاوزه إلى تحليل الكتابة النسوية الذي خصّص له عدداً من دراساته؛ من بينها: "إبداع المرأة بين حصار السلفية ومصيدة التحرّر"، و"الخطاب الأصولي والمرأة وفكر ما بعد الحداثة"، و"تجربتي مع الذكورة".

لم يكُن ممكناً المرور على تجربة زواج حتاتة بنوال السعداوي التي يقول عبد الله إنها أدّت دوراً في كشف "الجانب الأنثوي" في شخصيته، والذي مكّنه من الانشغال بتفاصيل حياة النساء: "حضور السعداوي غيّر مجرى انشغالاته من ناشط يساري ينتهج العمل السرّي إلى روائي يكتب عن تجاربه وتجارب الآخرين بنبرة عالية".

من جهته، اعتبر محمود قرني أن معايشة حتاتة تجربة اليسار المصري، بدءاً من تأسيس حركة "حدتو" (الحركة الديمقراطية للتحرّر الوطني) كشفت له عن حجم القيود الأبوية والجمود الفكري الذي يعاني منه الأخير، ما دفعه إلى البحث عن تحرير نفسه بالفن والوعي بالمرأة ومسألتها.
"
ركّزت الرواية على الهموم النسوية أكثر من تمزّق الهويات
"

يستشهد قرني بتجربة "النوافذ المفتوحة"، التي يعتبر أن الكاتب وضع فيها اليسار المصري، وخصوصاً تجربة العمل السري في "حدتو"، تحت عدسة مكبّرة، وواجه فيها صاحب "طريق الملح والحب"، نفسه واليسار بتناقضاته ومعضلاته، معتبراً أن نمو هذا التيار قد توقّف عند الأربعينيات، بمعنى أنه لم يطوّر أدواته ولا آليات اشتغاله، ولم يمارس النقد الذاتي. وبالتالي، لم يتمكّن من مجاراة المشكلات الجديدة التي واجهت السياسة والمجتمع المصريين منذ نهاية الحرب العالمية حتى اللحظة بحلول جديدة.

أمّا الناقد سامي سليمان، فاعتبر أن "شريط الحزن الأبيض" تتعمّق في الذاكرة كمحاولة لإثبات وجود الذات في العالم، كما اتّسمت فيها حركة الذاكرة بالحرية، وهو ما اتّضح في عدم تقسيم الرواية إلى فصول أو مقاطع. بالنسبة إلى سليمان، فإن انتقال الراوي بين أربعة أزمنة مختلفة، إضافةً إلى إرجاء تعاطفه مع الأم إلى اللحظات الأخيرة، ليس إلا تأكيداً على إتاحة المجال للذاكرة، لأن تفيض من دون عراقيل زمنية أو عاطفية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انفصال قسري
يُمكن لقارئٍ يعرف القليل عن حياة شريف حتاتة أن يربط بين الرواية وبين سيرة الكاتب نفسه، المولود لأم إنكليزية والذي قضى قرابة 15 عاماً من حياته معتقلاً سياسياً، مثلما هي شخصية الابن في العمل. أما دوريس، فتخسر ابنها في السجن، وزوجها يرتبط بأخرى، وشقيقها هو أحد ضباط الاحتلال الإنكليزي. وكقرّاء سنكون شهوداً على لحظة من انفصال قسري عن هويتها وعائلتها ووطنها، تعيشها هذه المرأة.
- See more at: https://www.alaraby.co.uk/culture/2016/ ... 1%D8%A3%D8%A9#sthash.8ylTjlA2.dpuf
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

[size=24]رحيل الكاتب المصري شريف حتاتة
برلين - العربي الجديد
22 مايو 2017

[font=Arial]يرتبط اسم الروائي المصري شريف حتاتة (1923 – 2017) الذي رحل اليوم في برلين، بنضاله في صفوف الحركة اليسارية في بلده واعتقاله لأكثر من 15 عاماً وبقائه في المعارضة حتى يومه الأخير، وبزواجه الممتدّ أربعين عاماً من الكاتبة النسوية نوال السعداوي قبل أن ينفصلا منذ سنوات.

درس صاحب "الوباء"، المولود لأم إنكليزية، الطب وغادر مصر إلى أوروبا بعد سجنه لأول مرّة، حيث أعتقل في فرنسا لخروجه في مظاهرات تؤيّد الثورة الجزائرية، ثم عاد إلى القاهرة في خمسينيات القرن الماضي ليلاحق من قبل السلطة بسبب معارضته للحكم.

خلال نشاطه الحزبي، التقى بالسعداوي وتزوّجا عام 1964، وهو ينسب إليها الفضل في دفعه نحو الكتابة الأدبية والروائية على وجه التحديد، وقد نُشرت سيرتهما في كتاب "نوال السعداوي وشريف حتاتة.. تجربة حياة" (2014) ضمّ عدداً من الحوارات تؤرّخ لمشوارهما الطويل، أجرتها الناقدة السينمائية أمل الجمل التي تزوّجها حتاتة في آخر حياته.

ألّف حتاتة العديد من الروايات وكتب السيرة، منها: "العين ذات الجفن المعدني"، و"الهزيمة"، و"الشبكة"، و"قصة حب عصرية"، و"نبض الأشياء الضائعة"، و"عمق البحر"، و"ابنة القومندان"، و"رقصة أخيرة قبل الموت"، و"عطر البرتقال الأخضر"، و"طريق الملح والحب".

في روايته "النوافذ المفتوحة"، اقترب من سيرته الذاتية متناولاً التحوّلات الاجتماعية التي شهدتها مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وصولاً إلى نهاية التسعينيات، إلى جانب نقده للتيارات الماركسية المصرية وكشفه عن تناقضاتها ومعضلاتها المزمنة.

تمثّل كتابات حتاتة شهادة على تجربة ثرية ومتعدّدة، لكنها تعبّر بصورة أساسية عن هزيمة اليسار واستبدال الوعي الثوري بنموذج الاستلاب إلى النمط الاستهلاكي وثقافته، وعن خضوع المثقّف إلى هيمنة السلطة والمال، وتبريره لكل تنازلاته وتصويرها على أنها قدرية.

إلى جانب أعماله الأدبية، أصدر صاحب "في الأصل كانت الذاكرة" عدّة مؤلّفات فكرية؛ من بينها: "فكر جديد في اليسار"، و"العولمة والإسلام السياسي"، و"فكر اليسار وعولمة رأس المال"، وكان آخر كتبه "معارك العالم البديل".

مشاركة 31
Google + 0
0
print

دلالات: رحيل شريف حتاتة نوال السعداوي الرواية المصرية سيرة ذاتية
العودة إلى القسم
التعليقات الواردة من القراء تعبر عن آرائهم فقط، دون تحمل أي مسؤولية من قبل موقع "العربي الجديد" الالكتروني

انشر تعليقك عن طريق

زائر
فيسبوك
تويتر

الإسم*
البريد الالكتروني
التعليق*
تبقى لديك 500 حرف
الحقول المعلّمة بـ ( * ) إلزامية
إرسالك التعليق تعني موافقتك على اتفاقية استخدام الموقع
أرسل
- See more at: https://www.alaraby.co.uk/culture/2017/ ... 7%D9%81%D8%
B0-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A9#sthash.9Qdltah3.dpuf
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

أضف رد جديد