إتحاد الكتاب الشاقية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

إتحاد الكتاب الشاقية

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »

ذاع الخبر وعم القرى والحضر
في مركز عبد الكريم ميرغني إجتمع عدد من كتاب الداخل وتفاكروا حول «عودة» «إتحاد الكتاب السودانيين»
في الصور كان في كمال الجزولي والياس فتح الرحمن - وربما آخرين - من الناس الكانوا في اللجنة التنفيذية للإتحاد المغتصب.
ولإنو رئيس الإتحاد ونائبه: علي المك وعبد الهادي الصديق، أخذهما الرب إلى جواره، تم إختيار البرفسير يوسف فضل وتاج السر الحسن ليمثلا الرئيس ونائبه علي التوالي.
كما ورد في الكلمة التي ألقاها كمال الجزولي بعض الإشارات التاريخية المتعلقة بتكوين الإتحاد.
رد أخونا عبد اللطيف علي الفكي مصوبا بعض المعلومات
ونشر الصادق الرضي الكلمة التي ألقاها كمال الجزولي
تداخل الكثيرين (طبعا ناس العربي حيقول ليك الكثيرون) معبيرين (دي زي كثيرون) عن فرحتهم بعودة هذا الجسم/الكيان.
أها وبعدين؟
بعدين كنت بتكلم في التلفون مع صديقي محسن طه - الكاتب المقيم في مونتريال، وجاء ذكر إتحاد الكتاب السودانيين وتنصيب «الشابين» يوسف فضل وتاج السر الحسن الشاقيين المشلخين في المناصب المذكورة، فعلق صديقي ساخراً بأن ناس الكتاب الأسود مفروض يضيفوا الإتنين ديل لـ«اللستة» بتاعتهم. وحصلت فذلكات حول الموضوع: إشمعني يعني الشاقية ديل؟ مفيش كتاب تانيين؟ أيوة، ممكن يكون مفيش. لكن يا ربي مفيش ليه؟ لا، في: في فرنسيس دينق وإبراهيم إسحق مثلا. بس ديل مفيش واحد فيهم قاعد في السودان عشان يتنصّب، دة إذا الجماعة فكروا فيهم من أصله - من باب الموازنة أو الترميز التضليلي الموجود ضمن تكنيكات الترميزات المستعملة في «التحركات الجمعية السودانية» - عشان صفة قومية يعني. طيب. لا دينق لا إسحق متواجدين، نعمل ليكم شنو؟ طيب ليه ما يتوفر إلا الجماعة الشاقية ديل؟ شنو يعني البخلي بس الجماعة ديل بس هم المتوفرين؟ وليه مفيش حد سأل نفسه أسئلة زي دي؟
يسألوها كيف ياخي، ما الشغلانة فيها سيستيمات وبنيات تاريخية كمان ومربوطة بـ«الهوية» السايدة/المسيّدة في البلد. شوف حتى ناس الحداثة زي ناس الخواض وعبد اللطيف لما فكروا في «إتحاد الكتاب السودانيين» قاموا إستناروا بتجارب الكتاب العرب «الفلسطينين» و«المغاربة»، وما ذكروا لينا سيرة إتحادات أفريقية أو عالمية - أنا شخصيا ما عندي علم بإتحادات من النوع الأخير دة لكن أكيد هي موجودة (بالعقل كدة)، طيب ليه ما نكون عارفين إنها موجودة ولا غير موجودة بينما نكون حافظين صم عُدلائها الفلسطينيين والمغاربة!؟ إشمعني يعني؟ هسي القصة دي لو عايزين نكون جادين مع الفقرات المكتوبة في دستور الإتحاد إياه البتشير لـ«أفريقيا» و«العالم» - زي الإشارات البتتخت في موجهات سياسات الدولة «السودانية» ذاتا ديكتاتورية كانت أم ديمقراطية - مش مفروض نكون عارفنها زي معرفتنا بالشغلانات العربية دي؟ مجرد معرفة بس! لكن فلنقول إنو العبد لله جاهل فحسب، وكمان صاحبه، وعلي هذا الأساس لا يحق للجاهل أن يحاسب اصحاب العلم بما لم يعلم، طيب، إشمعني يعني إتحاد الكتاب السودانيين (بالله ركزوا معانا في الكلمة الأخيرة دي) كان جل عمله «مكرس» في الإطار العربي: محمود درويش، أدونيس، الأبنودي، أحمد عبد المعطي حجازي، مظفر النواب، وآخرين، ثم بعد داك جاء بند «إفريقيا» و«والعالم»، الإتنين الكبار ديل، ليأخذا ما يقل عن خمس (على أعلي تقدير) ما نالته «العروبة». طيب هسي الفرق بين توجهات وممارسات الإتحاد دة وتوجهات وممارسات الدولة في المجال الثقافي شنو؟ والفرق شنو بين إكليشيهات الإتحاد دة العملية وإكليشيهات عمر الجزلي الما بفكر لامن يقولها في الإذاعة والتلفزيون «أمتنا العربية والإسلامية»؟ وكمان ما ننسى إنو الكلام دة حصل في زمن الدمقراطية. غايتو «إتحاد الكتاب الشاقية» دة لو يعني «إطوّر» ورجع لأصله (رغم التناقض الظاهري في رجع دي) حيبقى شنو؟ «إتحاد الكتاب الإسلاموعروبيين»؟ طيب إحنا دخلنا شنو؟ سر أناي؟ إستيلا قاتيانو؟ أبكر آدم إسماعيل؟ يعني شنو؟ خلاص يعني الشغلانة بقت «قومية»؟ قومية منو وقومية شنو؟ ولا بقت «سودانية»؟ سودانية ناس منو؟ ولا المحتوى/المضمون حاجات ثانوية في الحالة دي؟ أم أن قانون الأمر الواقع «العادل» و«المقنع» هو إنو «الأقلية» مفروض تخضع لـ«الأغلبية» - على الأقل على مستوى الظرف؟ يعني مفيش ميتافيزيقيا تخلينا نسأل إنو ليه الأغلبية دي بقت أغلبية والأقلية بقت أقلية؟. أها؟ الأغلبية دي بتمثل كم من الكائنات المضمّنة في «السوداني» دي؟ والأقلية دي بتمثل كم برضو في «السوداني» دي؟
ممكن القصة تكون ما قصة كم. والكاتب ممكن يكون نوع ما يتصنف بـ«الأسس» الكمية المفترضة في التصنيف إياه، باعتباره كيان قابل للتجريد أو التعالي Transendent. لكن برضو إشمعني يعني الأخرين ديل مش قادرين يكونوا كتاب (نرجع للكم من الشباك) وبالتالي ما عندهم بطاقة الإستثناءات والتجريد والتعالي دي بما يوازي كمّهم (الداخل من الشباك دة) عشان يخُشُّوا الإتحاد ويقدروا يوازنوا مصالحهم (أو قول رؤاهم بالبارد) في الأطر المجردة/المتعالية/الـ.. إلخ. ولما المسألة ممكن تكون بتتحسم «بدون حساسيات» عبر الديمقراطية، العليها بـ«الكائن» الموجود، اللي هو في الحالة دي، رضينا أم أبينا ببقى الكائن المعياري، بكونه نتاج علاقات الـdomination/subordination
يبقى كيف يعني ناس قريعتي راحت ديل يعملوا ليهم وزن إستثنائي/قابل للتجريد في ظل وضعية الـdomination/subordination كيف؟الواقع الأنا عارفه بقول إنو قدامهم حل واحد - أنا غايتو ما عارف حلول أخرى - إنهم يجتازوا كل الـStructural barriers البتأسس ليها الدولة بجلالة قدرها، البتنتج غلبة ناس كمال ويوسف وتاج السر، عشان ينضموا للنادي دة، وطبعا واضح إنو في ناس لا مكتوب عليهم يجتازوا عقبات ولا يحزنون، ولو المسألة إستمرت بالمنطق دة، طوالي حنلقى ناس كمال الجزولي الصغير ويوسف فضل الصغير وتاج السر الحسن الصغير وآحفادهم وآحفاد أحفادهم ممشين «حالهم» - حالهم دي ممكن تعادل «رؤيتهم للعالم» - في الجسم دة إلى أن يأذن الرب بمشيئة أخرى. ممكن يكون العبد لله Cynical. فليه ما يقوموا ناس كمال ويوسف والحسن الصغير ديل يتطوروا ويمتلكوا رؤية تخليهم ينتبهوا للضيزى القائمة في الأمر، طيب لحدي الوكت داك ناس قريعتي راحت يسووا شنو؟ وتحت قريعتم دي حتفنى كم «هامش» وكم «هامشة» صغيرة؟ وديل زكاة ولا شنو؟ ولو زكاة، الأجر ببقى بتاع مين يا ربي؟ ثم إنو القصة دي من أساسها مش فيها عدم مساواة بين كائنات يتم التعامل - زيفاً - علي أساس أنها متساوية؟ ولامن أنا أقعد أنتظرك لحدي ما إنت «تتطور» عشان تديني فرقة في الأفق الجابك وتسوي لينا أفق سوا، أبقى أنا كاتب في شنو؟ ولو قلت لي (رمزياً، رمزيا دي بمنطق الـsubtilty) أنا سيدك هسي أدافع عن نفسي كيف؟ والمقولات بتاعة بيير بورديو بتاعة رأس المال الرمزي أحاججها كيف؟

بردعة:
يراعي إتحاد الكتاب «السودانيين» في توزيعه لفرص التلاقي مع «الآخر»، الآخر دي تعني - في عرفنا - أي حاجة ما داخلة في «السوداني» دي بحرفية المعني، بالتساوي أو قول التكافؤ، واحد عربي، واحد إفريقي، وواحد عالمي. جبنا كاظم جهاد، مفيش مشكلة في الترتيب، بعديه ندي الفرصة لـ«شنوا أشيبي»، جبنا أشيبي، بعديه ندي الفرصة لرسول حمزاتوف، وهكذا تدور الدوائر.
أما كاظم جهاد، درويش، أدونيس، حجازي أبنودي، ثم تسي تسي دامقاريمقا (روائية من زمبابوي)، ثم بلة ثم عبدالله ثم فتح الله ثم جلال الدين، ثم نيبول، وهكذا دواليك: تلك إذا قسمة ضيزى.
وبعدين؟

أبكر آدم إسماعيل
بشرى الفاضل
مشاركات: 353
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:31 pm

مشاركة بواسطة بشرى الفاضل »

الأخ أبكر
أولاً دعني أرحب بحضرك للمنبر. قرأت منذ فترة روايتك الضفة الأخرى سعدت بقرائتها ولدي أفكار دونتهاأرجو أن تتاح لي فرصة لمناقشتك فيها.
في مداخلتك الحالية تجدني لا أتفق معك في الكثير من النقاط ودعني اولا اطالبك بأن تنظر في عبارة (الشابين) التي أوردتها بين قوسين في الإشارة للأستاذين يوسف فضل وتاج السر الحسن ألا تحس بان فيها غلظة؟
وماذا تقصد بالشاقية هل هي كلمة من قبلك للتهكم على الشايقية؟ وماذنب الشايقية فيما يخص هذين الاستاذين الذين لاينتميان للشايقية .الشلوخ التي هي أصلاً افريقية تشير إلى انهما من قبائل أخرى أعتقد ان الاستاذين المذكورين نسياها.
أحس بحرقة شديدة في حديثك عن عودة إتحاد الكتاب .
كنت في سفر لشمال السودان أثناء إجازتي السنوية حيث اهلي حين عدت ووجدت أن ذلك الاجتماع تم بغيابي والذين حضروا كانوا غددا من الكتاب وهذا لم يكن جمعية عمومية فيما علمنا لاحقاً حين دعانا كمال الجزولي لمنزله العامر شخصي وفضيلي جماع وطلال والياس ومجموعة أخرى من الشباب.
حقيقة لو كان فرانسيس دينق أو ابراهيم اسحاق موجودين في السودان ولم تتم دعوتهما أو إدخالهما في مواقع متنفذة باللجنة الحالية التي هي فيما بدا لي لجنة تسيير لحين إنعقاد الجمعية العمومية لقلنا ان معك حق. لكن هذا مالدينا من أشخاص لم يذهبوا للجانب الآخر وأعني إتحاد الكتاب والأدباء الذي تشكل مواكباً لمشروع الخرطوم عاصمة الثقافة. تحدثت عن الأغلبية السودانية التي لها أقلية كتاب وأتمنى ان تتم مناقشة هذه النقطة الهامة بموضوعية أكثر بمناقشة غضوية المنبر وإسهاماتهم وحبذا لو تلقينا ردوداص من الآخرين.
لا أعتقد ان كاتباً مثل كمال الجزولي يمثل العروبيين الإسلاميين مهما حاول البعض ان يدمغه بهذه الصفة . هو كاتب سوداني فحسب.
الصراع في إتحاد الكتاب بهذه الكيفية التي ظهرت في نقاشات الإنترنيت لا يروقني بحال ولا يشبه سريرات الكاتبين وعليه بيني وبين نفسي قلت إنني مستقبلاً سأكون عضواً فحسب في اتحاد الكتاب ممن سيجلسون في آخر المقاعدمهما تصارع المتصارعون لكنني في كل معركة سأقول ما أعتقد انه الحق..
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

تحيات ومودة لأبكر ولبشرى،

أظن أن فظائع الحرب، في الجنوب وفي بقاع السودان الأخرى، إضافة إلى سوء الإدارة السياسية والإقتصادية في المركز تقترب من أن تتحول إلى مسئولية إخلاقية تخص قطاع سكان الوسط والشمال. أعتقد أنه فيما يخصني، وربما فيما يخص كثيرين ممن تداولوا مفردة "عربسلامية"، فإن المصطلح يتعلق بالتحديد بآيديلوجيا بعينها ولا يتعلق بأقوام بعينهم. في هذا "الخيط" الذي إبتدره دكتور أبكر، يبدو كما لو أنه، أى أبكر، يمضي في اتجاه أدجلة القبيلة، والعشيرة أو المجموعة العرقية في أفضل الأحوال. من قبيل إهتمامي بمصيري كمواطن من الشمال، وجدتني أتساءل إن كانت ردوود الفعل الإثنية المحمومة التي تمثلها وجهات نظر كهذه يمكن موازاتها بالتشدد القومي الذي تتبناه تيارات اليمين بمختلف أشكالها وخلفياتها، عندنا في العالم الثالث أو في أوروبا - نموذج لوبان في فرنسا مثلاً - لا تخفى عليّ طبعا مفارقة ارتكاز الأدلجة عند أبكر على مبررات تختص بحقوق الأقليات، كما يشير هنا.

إن لم يكن منطقيا ل"شاقي" علماني وشاعر تقدمي التصدي لنيابة رئاسة إتحاد كتاب بائس، ومشرد، إذن أين يجد هذا الشايقي، الذي ما عاد أصلا يعبأ بأصوله الإثنية، كما أشار بشرى، موضعا له في خريطة الأدلجة "العرقية" التي يتبناها أبكر؟ مؤسف أيضا أن يتم تنميط الإبداع الإنساني على نحو "قوموي" وتتم معايرته على ضوء ممحاكات الهوية الناشبة الآن.

مودتي
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

أبكر ادم إسماعيل
يفكر
بصوت
عالى..
مونولوج ابكر ادم اسماعيل مثير للتأمل intriguing.
و
جميل أن يتحول هذا المونولوج الى ديالوج، وترايالوج، وصخب.. صخب الاسئلة المقلقة.. الاسئلة التى تهز المرء بعنف كى يصحو من هناءات اوهام الوطن السعيد، الواحد، المتحد.

لا ننسى أن إتحاد الكتاب، منظمة اهلية طوعية. ينتمى اليها الناس المشتغلين بالكتابة. الناس الذين يكتبون بالعربية، وبغيرها من اللغات.
إتحاد الكتاب ليس دولة.. وليس مؤسسة تابعة للدولة.. صحيح الدولة السودانية الحالية فيها غلط هيكلى، وتاريخى، مما أدى الى نشوء هذه الاوضاع الاقتصادية والسياسية التى يسميها بعض الاكاديميين وبعض الساسة صراع الهامش والمركز.
ولكن من المسئول عن هذه الاوضاع؟
من؟
وهل كونى انا عادل، على سبيل المثال، من المستفيدين من هذه الاوضاع بالوجود فى مكان فيه روضة ومدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية وجامعة ومستشفى ومكتبة ودار رياضة وسينما، علىّ تحمل مسئولية المظالم والجرائم الراهنة والتاريخية؟
هل انا مسئول عن غياب العدل فى توزيع السلطة والثروة؟
وهل الوعى الذى اكتسبته فى حياتى والذى حملنى على رفع صوتى ضد الظلم والاقصاء والتهميش والاستغلال، لا يمنحنى شرف ان اضع يدى فى يد من عانوا تاريخيآ من هذا الظلم، ومن التكوين التاريخى للدولة السودانية؟
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

إتحاد الكتاب الشاقية

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »

بشرى الفاضل والحسن بكري
تحياتي، وكل سنة وأنتم بخير
وشكرا يا أصدقائي على افتتاح المفاكرات

--------------------------------
مدخل عمومي:
الثيمة الأساسية لهذا البوست هي محاولة مناقشة «التفاوتات الإجتماعية» social inequalities من خلال معاينة توجهات وأداء جسم - «ما ساهل» - ذو طبيعة جمعة في تحركاته في حلبة الصراع.
الطريقة التي تم بها الطرح هي محاولة لنقل مضمون وموود (mood) نقاش عفوي تم بين كاتبين لهما اختلافهما مع توجهات «إتحاد الكتاب السودانيين» وهي هكذا محاولة للمكاشفة.
نقاط الإختلاف مع توجهات وأداء هذا الجسم المعني (زمان وهسي) هي أنه:
معمّش عمريا أو جيلياً
ومعمّش جندرياً
ومعمّش هامشياً (نسبة لما نسميه بالهامش).
وقد تم التركيز على النقطة الأخيرة لأنها تأتي في مقدمة أولوياتنا، إذ أنها تحوي في داخلها أعمار وآجيال وجندر محاصرين بأسيجة تاريخية وبنيوية. يترتب عليها سيادة توجهات معينه في حلبة الصراع في السودان.
أتمنى أن تكون المسألة قد زادت وضوحا، ولو قليلا.
------------------------------------------
أوكي،
نجي لمداخلة الصديق بشري الفاضل
«الشابين» - الغلظة
أيوة الكلمة دي، ومن خلال ما تحمله من سخرية يمكن أن يكون فيها غلظة لو انحصرت سخريتها في الشخصين، ولكن الحقيقة هي أنها في الأساس سخرية من توجهات وأداء الجسم الذي قام بالتنصيب، لاحظ إنو واقعة اختيار هذين الشخصين (الموصوفين بالشاقيين المشلخين) كانت تماشيا مع الـ common sense - المعمّش عمريا/جيليا، جندريا، إثنيا، ومن قولة تيت في الجولة الثانية «العودة». يعني الجسم دة من محاولتو الأولي في إعادة تكوينو واقع في نفس الـ track بتاع الأبوية/سلطة الكبير/وما شاكل ذلك.

هل هي محاولة للتهكم من الشاقية؟
no, you missed my point.
إنها محاولة للإشارة - بوضوح - إلي ممارسة الجسم محل النقاش وعمشه تجاه التفاوتات الإجتماعية التاريخية/البنيوية ذات الطبيعة الإثنية.
أما كون الأستاذين «نسياها»، أي القبيلة، فهي لم تنساهما. (حنجي لقصة القبايل دي ودورها الإيديولوجي لاحقا).

فرانسيس وإسحق من باب المثل:
here also you missed my point
يا صديقي، جوهر محاججتي مش في مسألة دعوتهم من عدمها، وإنما ليه من أصله مفيش جماعة زيهم موجودين، وأنا برمي للإشكالات التاريخية البتخلق «أمر واقع» إنو حتي بمنطق وجد ولم يوجد، في تفضيل social privilegeلجهات معينة، في حلبة صراع بخليها تكون متوفرة دون الآخرين، وفي نفس الوكت بتم التعامل مع القضية دي كأنها مسألة عادية وبتم تمرير توجهات من خلال هذه الوضعية. ودي واحدة من مدخلات إنتاج علاقات الـdomination/subordination - رضينا أم أبينا - وإن كانت على خفية من أمرها (subtle).

كمال الجزولي - الكرم والإسلاموعروبية:
كرم كمال الجزولي دة أنا ما عندي فيهو أي شك. ولو قدر لي الذهاب إلى البلاد حأجتهد لأن يكون من أوائل الناس الحأسعى للقائهم، لكن دي مش القضية، القضية هي توجهاته الإيديولوجية البتكشف عنها أطروحاته.
وكونه كمال الجزولي لا «يمثل» من أسميههم بالإسلاموعروبيين، فليس في ذلك حجة، فكمال الجزولي - بكل تأكيد - يمثل نفسه، وفي نفسه هكذا هو في تصنيفي كاتب إسلاموعروبي، يسلم بالإطار الإيديلوجي الأشمل (الإسلاموعروبية كأساس لإعادة إنتاج الآخرين) وإنت اختلفت تكتيكاته مع تكتيكات آخرين ضمن هذا الفضاء الإيديولوجي ويتجلى ذلك في موقفه المتمترس حول المغالطة في مقولة «الإقصاء المضاد» وعلى حسب رواية يحيى فضل الله عنه: «إستعلاء الهامش». وكونك تصفه بأنه "كاتب سوداني فحسب" دة ما بحل المشكلة، المسألة بتبقى زي لما يحاججك بعض الناس بمقولة «كلكم لآدم وأدم من تراب» أو مقولة «سواسية كأسنان المشط» في الفضاءات المصاحبة ليها. وعلي هذا الأساس، فوجهة نظري هي إنو دي مقولة مضللة، فلا أنا ولا أنت ولا كمال الجزولي «كاتب سوداني فحسب»، فلكل توجهاته في حلبة الصراع.


نجي لمداخلة الأخ الصديق الحسن بكرى
كدة نعاين لحاجتين متعلقات بمداخلته:
أدلجة القبيلة.
وتقدمية الكاتب.
ونربط الكلام دة بدور الأفضلية (social privilege) على ضوء علاقات الـdomination/subordiantiuon وآثارها الخفية على عموم الناس، المممتدة تاريخيا.

هل القبيلة في السودان كائن غير أيديولوجي حتي يستقيم لـ«أبكر آدم إسماعيل» أن يكون في طليعة المؤدلجين لها؟

أجابتي هي أن القبيلة مؤدلجة من زمان، بل هي من «أخطر» الكائنات الإيديولوجية في السودان - يا صديقي الحسن، وحتى لو نسيها الكاتب، بتعبير بشرى الفاضل، فهي لم تنسه، بل وتتداخل ولو بشكل خفي في تحديد موقعه أو خدمة توجهاته في حلبة الصراع، وإن كان ذلك عبر ما هو رمزي. يا صديقي الحسن، السودان دة فيهو tribal heirarchy يعتلي قمته الجعليين والشاقية، أما قاعدته وين دي أنا ما قادر أحددها بالضبط، والمسألة دي العقل الجمعي في السودان بعبر عنها بوضوح، ولو في شاكلة النكات التي تحكى عن «جعلتي» بتاعة الإريتري، و «الـ T- Silent» بتاعة الفلاتي، ومفيش heirarchy في الدنيا دي بتعمل بدون إيديولوجيا.

الكاتب التقدمي والقبيلة المؤدلجة:
القضية محل الاختلاف - يا صديقي الحسن - مش في منطقية أو حق "شاقي علماني التصدي لنيابة رئاسة إتحاد كتاب" فدي مسألة بديهية بالنسبة لي، وإنما القضية في الطريقة التي يقوم بها الجسم المسمى «إتحاد الكتاب السودانيين» في توزيع الفرص من خلال قاعدة الـCommon sense - وإنت عارف إنو مفيش كمون سنس بخلق نفسه بنفسة خارج إطار الإيديولوجيا - وما يشكل هذا الأساس وما يترتب عليه من توزيع من معاني ولو رمزية تجافي مبدأ التكافؤ وترتبط - في نفس الوقت - بإشكالات الصراع في السودان: تقدم هذا وتؤخر ذاك إستنادا علي واقع يجعل من هذا الـ"شاقي علماني" هو الأكثر توفرا دون غيره من الكائنات، والتعامل مع القضية دي وكأنها «طبيعية» وما يترتب علي هذا النوع من الأحكام من نتائج تخدم بنية قائمة وممتدة تاريخيا. ودة الممكن يكون جاب التعليق الساخر لصديقي ونصيحته لناس الكتاب الأسود بإضافة الإسمين ديل لـ«اللستة» بتاعتهم.

تاني، وللتذكير: جوهر القضية بنالسبة لي هي توجهات «إتحاد الكتاب السودانيين» - بكل تقدمييه - المتحيزة عروبيا في وضعية بقت ما بتقبل كلامات زي دي - على الأقل على مستوى ما أنا متأكد منه، وهو موقفنا: صديقي وأنا.

وأختم هذه المداخلة بقولي لبشري الفاضل: بالعكس، الحقيقة أنا أكتب عن هذا الموضوع بدافع العشم، ولإحساسي بأهمية هذا الجسم وقربه مني دون سائر سائر الأجسام الأخري في السودان، وأرجو يتقبل أعضاءه نقدنا لتوجهاته وطرائق أدائه، من البداية، لكي لا يكون «إتحاد الكتاب السودانيين» مجرد social agency لتسليك التوجهات السائدة في الدولة السودانية المتحيزة إثنيا وثقافيا (مع إنو إثنيا دي من وجهة نظر الأنثروبولوجيا بتشمل «ثقافيا» لكننا مضطرين للفصل على سبيل التوكيد ومنع الإلتباس).

أها وبعدين؟

أبكر آدم سماعيل
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »

الأخ الصديق عادل عثمان
تحياتي الطيبات
صادف في آن إني بكتب وأعمل بوست لمفاكراتي مع الصديقين بشرى الفاضل والحسن بكري أن جاءت مداخلتك - وأشكرك مقدما على اهتمامك، وسنعود، لاحقا لمفاكرات ممتدة. وأرجو أن تجد في مفاكرتي للصديقين المذكورين بعض من الإجابات إلى حين «عودة».

-------------------------------
أبكر آدم إسماعيل
صورة العضو الرمزية
عصام جبر الله
مشاركات: 99
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:20 pm
مكان: Switzerland

مشاركة بواسطة عصام جبر الله »

مرحب بالمفاكرة و الاسئلة المثيرة لاسئلة تانية
اتمنى نمرق من الحوارات المازومة و الخندقة
Some people think they are thinking, while
they are merely rearranging their prejudices
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

الصديق أبكر

فهمت مداخلتك جيداً منذ بدايتها وقرأتها وفي ذهني المنجز الذي إشتغلته علي مستوي التعبير عن صوت الهامش في فضاءات أثيرية أخري ولا زلت أراك تجدف في هذا البحر الداخلي اللجي والمملح بأنهار فرعية إقليمية ودولتية... كوني أقرأك هنا..إذن أنا ملتبس بالضرورة بقراءات ذلك المنجز, وإلا سيكون حديثي بناءً علي ماقاله الدكتور بشري وأستاذنا الحسن.. طبعاً لدينا خلافات جوهرية أنا وأنت حول مراءة المركز القريب أو البعيد وربما بدا ذلك من خلال تواجدنا في القاهرة ونشرنا جزء من ذلك الخلاف في مجلة كتابات سودانية.. أنت تنظر للمركز بوصفه ترميزاً قبائلياً أو بالاحق أن تراه (دوغما) عربسلاموية متأدلجة بالضرورة , وأنا أنظر للمركز علي أنه مراكز ,السلطوي فيها يغطي علي نضالات المراكز الاخري ولايتواني في قمعها, الرصيد السلطوي للمركز إنما هو يقوم علي بناءات من الهامش..وكان رموز الهامش أصلاء في رفد المركز..الدكتورين يوسف فضل وتاج السر أبناء هامش جهوي ..وأبناء هامش ثقافي وسياسي, إذا كانا تاريخيا يعبران في فكرهما ودراساتهما (ومشاويرهما) عن (عربسلاموية) فتلك قناعاتهما وأحرار بولادة امهاتهما, ولعلنا نقتل إمكانية الاختلاف إذا ظننا أن الانتماء للعربسلاموية جريمة أو سبة أو كذا..في حالة يوسف فضل وتاجر السر إنني أفضلهما لو كانا يسهمان إدارياً بأفضل من عالم عباس أو النور عثمان أبكر أو فرانسيس دينق.. بهذه الدرجة تجدني أقرب إلي مصطفي سيد أحمد (الشايقي )من عمر إحساس أو عبدالقادر سالم, وإما لو كان هذا الاتحاد ليس مهنياً وإنما هو (منظومة حيكومة) يجوز أولا البحث عن جهة قبيلة رئيسه أو نائبه أو الناس التحت البمسكو الارضي, ففي هذه الحالة أنا معك في كل ما ذكرت هادفاً الدفاع عن الهامش..
أذا كنت تري أن هناك سطوة لأثنيات شايقية وجعلوية في قمة الجهاز الاداري والتوظيفي للسلطة لإذاك أمر لاخلاف حوله.. يا أخي اولاد الغرب الان يسيطرون علي لجنة اتحاد الفنانين ليس بسبب لانهم من الغرب وإنما لان، أغلبية الاتحاد أعادت إنتخابهم ووصل الامر بقاعدة الجمعية العمومية لترجية عبدالقادر سالم للترشيح للرئاسة ولكنه رفضها.
ثم ماهي المشكلة ياصديقي أبكر في عربسلاموية الجزولي إذا كانت صحيحة.. .؟..في ظني إنك تزج به زجاً في هذا الامر.. كمال من أنبل وأرفع الكتاب السودانيين وعياً وموقفاً..ولم أر مايشين لوبقي إسلاموياً أو عربسلاموياً طالما أننا لانستطيع أن نجرمه أوندينه لمجرد أنه يضع تصوراته عن الدين أو العروبة..ثم هل نحن بالضرورة سواء كنا أنتلجنسية يسار أو معارضة ياأبكر أنقي في مواقفنا الحياتية من (العربسلامويين) أمثال محمود محمد طه أوالشيخ الفاتح قريب الله أو البرعي أوالشيخ الصابونابي..
أخشي يا أبكر أن تجرفنا مظالم الهامش وبالتالي نجوس في مثل هذه الاتحادات الاهلية باحثين عن شخص القبيلة قبل شخص الكفاءة..هذا طريق يقود إلي ما إنتهت إليه (الجبهة) التي صنفت الناس إلي جبهجية وغير جبهجية وعزلتهم عن المرافق العامة وبقي السودان , عليه, قطر الفساد الاول عربياً..
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »

سلام يا أستاذ أبكر
سلام يا أساتذة كلكم
حزنت جدا يا أبكر لكلماتك كلها في هذا الصدد وبخاصة الأجزاء التي
تقدح في رؤية ( من؟ ) من غير المصنفين قبليا في قوي الهامش من نوع:
إقتباس:
" ولامن أنا أقعد أنتظرك لحدي ما إنت «تتطور» عشان تديني فرقة
في الأفق الجابك وتسوي لينا أفق سوا، أبقى أنا كاتب في شنو؟"

تأمل أقعد أنتظرك و ما فيها من تعالي وليس تجاوز (أراك ترجمت تجاوز
الانجليزية إلى تعالي وأعتقد أنك أخطأت في ذلك)
يعني نسوي شنو أنحنا الما من الهامش أكثر من أن نعترف بالظلم وبالتعددية وبأهمية
الديمقراطية؟ دا كله ما تطوٌر يخليك تقعد تكتب كتابتك وانت مطمئن
أو على الأقل متقائل بسبب وجيه؟
أو كلماتك من نوع:
إقتباس:
" ولو قلت لي (رمزياً، رمزيا دي بمنطق الـsubtilty) أنا سيدك هسي أدافع عن نفسي كيف؟ "

حزنت لغياب الSubtility
التي تتحدث أنت عنها في نفس موضع نقضك لها وأنت تملك الحساسية
الكافية روائي.
أو كتابتك من نوع:
إقتباس:
" الآخر دي تعني - في عرفنا - أي حاجة ما داخلة في «السوداني» دي بحرفية المعني،"

إلخ...كلامك.
فحرفية المعنى التي أفهمها من عبارتك أعلاه تحيلني لمفهوم إستعلاء الهامش. أتأمله
مستعيدا النقاط الصحيحة المتعلقة به التي أوردها المتداخلون قبلي.
وأتمنى أن لا أتبناه يوما.
وأخيرا أدهشني جدا كلامك في كمال الجزولي. فالرجل علماني وأعلن ذلك
في مقالاته الأخيرة و بوضوح وفي غيرها. وغير ذلك أعرف أنا علمانية كمال تماما
وهي زي علمانيتي أنا ذاتي التي يمكن أن يشرحها لك الصديق يحيى فضل الله
وهي ليست رؤية تكتيكية وإنما رؤية للعالم تبذل دونها المهج وليست تمشية
حال كما وصفتها أنت.
ولك الود و سأعود
مصطفى مدثر
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »

أخواني وأصدقائي: عادل عثمان، مصطفي مدثر، وصلاح شعيب:
صباحاتكم أو مساءاتكم خير - حسب تواقيت البلاد التي أنتم فيها.
منظمات أهلية - دولة
أنا طبعا عارف - يا صديقي عادل عثمان - إنو إتحاد الكتاب السودانيين دة "منظمة طوعية أهلية" على حد تعبيرك. لكن يا صديقي لو حاولنا نعمل من الكلام دة حجة بنكون فقط بنهرب من جوهر المسألة عبر بوابة الإجراءات (escape through technicalities). بل كونه الإتحاد دة منظمة طوعية أهلية لكائنات مستنيرة جدا دة في تقديري بلقي عليهو قدر إضافي من المسئولية. كيف الكلام دة!؟ أيوة لأنك مستنير وتقوم طائع مختار تمشي في إتجاهات وتمارس ممارسات مشابهة أو مماثلة لتوجهات وممارسات الدولة (المافي خلاف حول أسسها القمعية).

وهل كونى انا عادل، على سبيل المثال، من المستفيدين من هذه الاوضاع بالوجود فى مكان فيه روضة ومدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية وجامعة ومستشفى ومكتبة ودار رياضة وسينما، علىّ تحمل مسئولية المظالم والجرائم الراهنة والتاريخية؟
هل انا مسئول عن غياب العدل فى توزيع السلطة والثروة؟

يا صديقي، في ناس كتار في الدنيا الوسيعة دي ممكن يحاججوك بالطريقة دي، ممكن فلاح بريطاني أو هيومانيست فرنسي يقول ليك نفس الكلام عن علاقات الـdomination/subordination القائمة بينهم وبينا. لكن الفارق إنو هم عندهم مفكرين أمينين زي ناس جان بول سارتر بقولوا ليهم زي الكلام الفي اللينك أدناه:

https://www.marxists.org/reference/archi ... reface.htm
وإجابتي أنا على كلامك: نعم مسئول إذا كنت بتعتقد إنك مش مسئول.

وهل الوعى الذى اكتسبته فى حياتى والذى حملنى على رفع صوتى ضد الظلم والاقصاء والتهميش والاستغلال، لا يمنحنى شرف ان اضع يدى فى يد من عانوا تاريخيآ من هذا الظلم، ومن التكوين التاريخى للدولة السودانية؟

الكلام دة عنده علاقة بالجزء المتعلق بمداخلة أخونا مصطفى مدثر أدناه (سلامات يا صديق مصطفى مدثر):
يعني نسوي شنو أنحنا الما من الهامش أكثر من أن نعترف بالظلم وبالتعددية وبأهمية
الديمقراطية؟ دا كله ما تطوٌر يخليك تقعد تكتب كتابتك وانت مطمئن

ليكم الشرف طبعا بقدر وعيكم ومواقفكم، لكن برضو دة ما بخليني أقعد أكتب كتابتي مطمئن بدون ما أسائل توجهات وأداء/ممارسات «إتحاد الكتاب السودانيين» الكرست، وما يزال الإحتمال قائما في أن تكرّس للتوجهات العروبية (بنسميها نحن الإسلاموعروبية) في السودان بالرغم من استنارة وعلمانية وتقدمية الكثيرين من الكتاب.
ومنو القال إنو مجرد إني كاتب علماني أو تقدمي دي بتبرئني من التوجهات الإسلاموعروبية في حلبة الصراع في السودان؟ طيب، ما في علمانيين وتقدميين إسلاموعروبيين؟ وناس البعث والناصرية ديل - كأمثلة واضحة وضوح الشمس - نوديهم وين يا جماعة؟؟
ماركسيين؟ ليبراليين؟ حداثيين؟ أكاديميين؟ محايدين؟
طيب معمّشين (أو ساكتين أو بتتحايلوا) ليه تجاه أهم الأسسس الإتبنت عليها علاقات الـdomination/subordiantion في السودان؟ أنا طبعا عندي كلام في الحتة دي حأقوله لاحقا، بس فكروا معانا يا جماعة.

الإسلاموعروبي الجاي من الهامش - صلاح شعيب نموذجا

الأخ الصديق صلاح شعيب، تحياتي الطيبات
ويا زول مع إنو كلامي دة ممكن يزّعل، بس طول بالك مع أخوك - وأظنك عارف إنو المسائل الفكرية ما بتجوز فيها المجاملات.
مدخل:
-----------------------
زي ما في المركز ناس عندهم مواقف واضحة من الإسلاموعربية في السودان، اللي هي من أهم الأسس البتتبني عليها علاقات الـdomination/subordination زي ناس عبد الله بولا، صاحب "شجرة نسب الغول" وياسر عرمان، وجيل من الشباب الممكن يكون في ناس «هنا» ما سمعوا بيهم ويمكن يكون في ناس تانين أنا ما سمعت بيهم (على سبيل المثال)، وفي ناس تانيين، إثنيا وثقافيا، جايين من الهامش وبتبنوا الإيديلوجيا الإسلاموعروبية، زي صديقي صلاح شعيب.
إنتهى المدخل
---------------------
صلاح شعيب بفتكر (دة تأويلي أنا) إنو لو عينوني أنا (العبد الفقير: أبكر آدم إسماعيل) رئيس لإتحاد الكتاب، خلاص المشكلة إتحلت! ومفيش structural barriers، ومفيش ترميزات مضللة بتأدي في نهاية المطاف إلى خدمة الإيديلوجيا السائدة وتدعيم بنياتها بالسماح لها بالتمدد أكثر فأكثر، بنفس القدر الممكن يساهم فيهو «خروج» أفراد آخرين من داخل عباية الإسلاموعروبية في تدعيم المقاومة لخلق التوازن المطلوب. طيب الأخيرة دي مش ممكن تأدي لهيمنة مضادة أو إستعلاء مضاد؟ سؤال وجيه والله. والإجابة: ممكن طبعا، لكن دي زي إمكانية إنو تحرير المرأة يؤدي لأن يكون «للأنثى مثل حظ الذكرين». وأظنكم فاهمين مؤدي محاججتي دي.
صديقي صلاح شعيب براهن على "مالو؟"
مالو دي يا صلاح يا صديقي لمن نبقى كلنا تلاميذ في المدرسة، لكن لامن تكون القصة فيها ناظر المدرسة والمدرسين بتبقى الحكاية فيها مغالطة - ممكن تكون ما واضحة للكتيرين من الناس، لكنها مغالطة مهما حاولنا إخفاء ما تستبطنه - حتى لو ما كان في «تلاميذ» شوافين.

ضرب الأمثلة - محمود محمد طه وآخرين:
مفيش مشكلة يا صديقي شعيب ممكن أقنع ليك صديقي محسن طه يقوم ينصح ناس «الكتاب الأسود» يضيفوا الجماعة ديل لقائمة الإستثناءات التي تؤكد القاعدة، لكنه ممكن يديك لستة من مليون إسم مدجج/مدججة بالعتاد الإسلاموعروبي، وتروح حجتك شمار في مرقة.
يا صلاح يا خوي، في زول هامش genuine بتباكى علي زنجبار - أكبر قاعدة «عربية إسلامية» لتصدير الرقيق الأفريقي يتم في مشارعها الكشف على أطياز الشفّع للتأكد خلوهم من الأمراض لرفع سعرهم كسلعة!؟
إنتو مصادر معرفتكم كتابات ناس حسن مكي ولا شنو؟ يا زول بجيب ليك مصادر تانية لو دايرها.

ولسة يا جماعة عندنا كلامات كتيرة، بس طولوا بالكم معانا وساعدونا بالمفاكرات، ومفيش حساسية من جهتنا في أن يصفنا أي زول بالعرقية والجهوية والإثنية وأي حاجة من النوع دة.

وما ننسى إنو الثيمة الأساسية لهذا البوست هي علاقات الـdomination/subordination وتجلياتها في توجهات وممارسات (الكانت والمحتملة) «إتحاد الكتاب السودانيين».
-----------------------
هامش:
يا جماعة أنا فرحان إني قدرت أتغلب على صعوبات تكنيكية في إنجاز الإقتباسات بس لسة ما قادر علي تلوين الخط، بالله ساعدونا يا جماعة. اللون البتنزل بيهو مداخلاتي دة ما عاجبني. دي رغبة ما عندها أسس موضوعية، يعني حاجة subjective ساي.
ثم معليش صديقي بشري الفاضل نسيت في مداخلتي السابقة أقول ليك أنا سعيد مقدما بملاحظاتك حول روايتي "الضفة الأخرى" أرجو أن تكتبها لكيما تضاف إلى ما أسماه أخونا عادل عبد العاطي - جزاه الله عني كل خير - بـ«مقاربات» في صفحتي في الإنترنت الموجودة في اللينك:
https://abbakaradam.com/

أبكر آدم إسماعيل
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

[[size=18]color=blue]
الصديق أبكر

لقد ضحكت كثيراً لكونك وضعتني نموذجاً هامشياً للعربسلاموية
وياخي دي لا بتخوف ولابتكتل ولابتقنعني أنك صوبت( رشاشاً جيداً) لقمع الآخر بأدوات , كلما فعلت أنك أنتجت ذات أدوات العربسلاموية لدمغ الآخر بماتراه عيباً ربما.. أو خيانة ربما.. أو جهلاً ربما.. أو زي قصة ياخي المصادر بتاعتك دي ضعيفة, وأنا عندي أفضل منها أو قرقريبتي دي بتعوس أحسن من حقتكم الملونة دي.. أو (المسلاية) دي بتكوفت أحسن زي (الورد)..أما مسلايتكم دي ما ليها حيل شان تركب راس عروسة البحر..أخي أبكر أربأ بك أن تمارس نقداً مدرسياً فناناً للعربسلاموية ثم في النزوع إلي الحوار مع (المختلف معك ) تستخدم واحدة من معاول هذه العربسلاموية الفتاكة لزجره بالاتهام الذي رأيته يأتي بلا سند ولا مصطفي من الروية ورجاحة التحليل.. بيد وإن كان مساري في عمل الصحافة الذي تجاوز العشرين عاماً عديته نتاج عربسلاموية فيا أخي شكراً لهذه البصارة فربما أتحسس يوماً أنني كنت جاهل صغير مغرور وعندها سأثمن جهدكم عالياً ..وصدقني يا أبكر أنا ما زعلان من تهمتك ولا منك وزي ما قلت ليك ضحكت وشر البلية ما يضحك, ولكن فقط قلت أن مداخلتي دفعتني ثمناً غالياً وجابت ليها عربسلاموية كمان في موضوع حتيته صغيرة, وقلت أيضاً ما الفرق بين أن تختلف مع النظام فيتهمك بالقول: أنت شيوعي ياخي أو تتحاور مع صديق شيوعي فيقول ليك عن فلان :لا لا لا ده كوز بنت مليون كوز ..وتيب مالازم يكون في كوز وجردل وحمام وحاجات بالشكل ده شان الدنيا تتوازن, والغريب شنو إنو العربسلاموية تتساكن مع البعثوية أو تسريجات سليمان أبو داؤود..الشئ الثاني الذي لاحظته يا صديق من قناعاتك إنو زول الهامش ده مفترض يسكت لامن يكون الحديث ضد المركز, وياصديقي أحب أقول ليك إنو حكاية تصنيف الناس لهامش ومركز دي أنا ما أنتجتها, وعليه من حقي القانوني والديمقراطي أن أكون ضد التصنيف من أساسو لناس بشتغلوا في قضايا جوهرية لا تلتبس بالجغرافيا وإنما تتلبس بوعيي المكتسب من المسألة والمساءلات الذهنية والاخلاقية وعشان كده لامن قلت ليك مسألة تصنيف الجزولي لعربسلاموي وغيره من الكلام القلتو أنا كنت أنا صلاح شعيب البتكلم من حتة وعي ولو دراب وليس الهامش هو المتحدث.. قصة إنو تحصرني إنو أنا زول هامش ونموذج للهامش لاني من دارفور ما عارف أقول ليك فيها شنو من الكلام الكتير, ولكن قليلو إنو كأني ما عندي حجة في كل (ما أغني بيهو) إلا حجة إنو ده سلم سباعي أو بالضرورة يفترض أن يكون زي ما كان في موسي أبا البغني (الجنزير التقيل البقلا ياتو) أما حتة إنو عمر إحساس يلحن حاجة من حاجات يوسف الخال أو سيف الرحبي فدي تعتبر عندكم قلة أدب عربسلاموية من ولاد الهامش (ولاد أم زق).. لا ياأخي خلينا نتأثر شوية بالموية الباردة البتخلي الاحساس يفوت حده ويكون إنساني .. ليه لا.. ما الوطن الكون والجنسية إنسان وفي الإطار ده خلينا نتمرمغ في مسائل إتحاد الكتاب أو في أي إتحاد نسائي ..شان برضو نشوف منو الاحسن بتديرو , أم سلمة سعيد ولا ستنا شيبون ولا حاجة كاشف ولو في (بت مرة) من جبل مرة قادرة إنها تدي شوية دفعة ماتجي ..أما والحال مربوط بمسألة السودان الجديد الفيهو الناس بالضرورة تتساوي علي مستوي مؤسسات السلطة ف( ديفينتلي) الحق ياخد مجراو ولو أبي لازم نخلقو من مافي وفي دي يمكن الواحد يموت فيها زاتو..دي الاسس المعرفية والاخلاقية ياصاحبي التي أنطلق منها ليس لرؤية إلتباساتنا الدولتية ـ الحكومية أو الهويويوية فحسب وإنما لرؤية علاقة (ندي ما بفراش ما في الزمن البعيد) أو علاقة إتفاقية كيوتو الحرارية ب (الأسيد ريين) البهطل في كندا أو علاقة ريتشارد بيرل بإنتاج الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية, ولو دي برضو بتجيب ليها عربسلاموية فمرحب بيها, وزي ما قلت ليك دي مابتخوف ولابتكتل ليها زول, ولا حتي بتحدد إستطيقيا سقوف وعيي ووعيك ولو إستخدمتها ناحية ضبطي متلبساً أو خواناً كفوراً لمشوار الهامش لانجاز العدالة الاجتماعية ماني مستخدمها والسبب إنها بضللني وتورثني الهم والوهم في الوقت الذي أبحث فيه معك ومع غيرك وغيرهن وغيرهم خطوط التماس الفكري الممكنة أو نقاط المفارقة في فرص الدرس والتحصيل أونقاط خيبات التأمل والاستنتاج والتصور.. وجلابية العربسلاموية اللبستني ليها دي لا بتكون (ليبل) زي ما أخوانا الامريكان برضو بستخدموا التغبيش الحزبي في حالاتهم التاريخية والآنية لتحويل أبصار بعضهم البعض عن مكمن الخطأ والصواب في الفكرة.. قال ليبرال قال ..وقال ريببليكان قال..وكمان بستخدموها في مسألة إنو ده شخص أو دي حكومة معتدلة وده أو دي أخري شريرة ..وأخشي أن يأتي يوماً ونجد الناس تصنف كتاباتنا ويقولو إنو ده كاتب هامش.. وده كاتب مركز.. وفي الحقيقة لا الهامش نبي ولا المركز إله..
لا.. لا دعنا نفحص عناصر
التناص البرئ داخل صدفة
الثيما العقلانية,
أو لنغوص في أرخبيل المناخ
بإحساس البحث عن
أرهاصات المطر
ورائحة الدعاش
ولسعات الرزاز
دعنا نتوكأ علي مهادات
النحن
لنكشف النشاز
ونولد ثمرة الحياة ليكون
الانسان,
ولايهم لونه,
أو...أو..
أو موضوعة جهته
ويا صديقي أبكر أوليس من الجميل أن يكون الحوار بالشكل ده ولاحظ إنو لغاية اللحظة دي ما (أفحمتك جهوياً ولا ايديلوجياً) وقلت ليك إنك إنتا كده ولاكده..لا قلت ليك إنتا صوفي أو قطني أو حريري معدل أو زول هامشنجي ولا خلافو, ومن حقي إنو أقول ليك إنتا أبكر آدم إسماعيل - نموذجاً, وبالتالي الحوار معاك بكون بالافق ده ولا ينبغي ألا يكون ونفي النفي (.....)وعشان كده أنا ما زعلان منك ووالله بحبك جداً وإلا إنتا تكون زعلان مني دي حاجة تانية..ودمتم.
[/color]
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »


عصام جبر الله
معليش يا صديقي ما قلنا ليك مراحب

سلام صديقنا صلاح شعيب

والعابرون أيضا سلام
سنعود بعد الويك إند - كان ألله حيّانا.
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

الأخ ابكرآدم إسماعيل
هذه الأزمة حقيقية. لم لا تقر بالمأساة وليدة المأساة؟
لقد انهد واقع كان حقيقيا في بلادنا. فنحن فى الحقبة الطفيلية, وفلاسفتها الطفيليون ونجمها الساطع حسن الترابي.
أكتوبر أبريل هو المشروع الذي دمر. ولكن ما هو ذلك المشروع؟
أكتوبر إبريل هو الطرف في الصراع الذي قصد أن يدفع بمعطيات الحداثة للوجهة البناءة للبناء الاقتصادي الاجتماعي الثقافي.
المعطيات كانت مؤسسات إنتاجية من ميراث الحقبة الاستعمارية:
إنتاج يقارب مقاييس العمل المقبولة في عائد الإنتاج وانضباط العمل- مشروع الجزيرة, السكة الحديد, الخدمة المدنية ,جامعة الخرطوم, انتاج السمسم... الخ
لكن الطرف الآخر المشروع الحضاري انتصر, و تدمر أساس الحداثة و تدمر مشروعها.
دعنا نقول إن أكتوبر إبريل طموح يغلب علي من تبناه الدم العربي. ذلك لان من بين ميراث الحقبة الاستعمارية خطوط طول و خطوط عرض تحدد رقعة الاستنارة.
بمعني أن المركز موروث. ولا اعتقد انه اكتشف خاصيته المركزية إلا حين نبهه الهامش لذاته.
اقصد انه موروث كسلطة قابضة وملك عضوض يتعدي بالتأكيد علي حقوق الهامش.
لكن الحقيقة الهامة-في نظري- هي ان الهامش لم يكن دائرة جغرافية جهوية فقط. فالطبقة العاملة وشرائح واسعة جدا كانت هامشية. لكن هذا الهامش بفضل التنظيم المؤسسي تمكن من إنجاز انتفاضة أكتوبر و إبريل. وبلغت شأوا خطرا واصبح ممثل الطبقة في مركز القرار. فتكالب العداء وتصرم دهر من السنين وكان تدمير الثورة يتطلب تدمير أساس الإنتاج نفسه. وهذا هو الحصاد أمامنا.
كمال الجزولي ليس عروبيا إسلاميا متعديا.ليس عنصريا. ولكنه, وانا معه تلوح مزايانا الحسنة معتمة عبر ضباب ذكريات بعيدة.
نحن نتحدث عن الخريطة السودانية التي نشأت بالمصادفة. ولم تنجذب أطرافه إلى بعضها البعض إلا بمنجز التعديات و النهب و المظالم.
عن الهامش الذي اكتشف المركز ليكتشف نفسه نلاحظ:
ليس لانتفاضات الهامش ايقاع منتظم-
الجنوب اشد قوة و سابق.
يليه الغرب والشرق.
يليه الشمال.
هذا التفاوت والاشتراك في ضعف البنية وحتى قابلية سرقة الثورات وقابلية خيانة القيادات وارد ومصدر للقلق المبرر.
المشهد ليكون أوضح, ننظر في كل خريطة البلاد السياسية. فهناك توازي غير مبرر بين انتفاضات الهامش الجهوية وبين انتفاضة أكتوبرمارس المؤسسية.
وفي رائي كل منهما في خطر شديد.-انظر المشهد البائس لممثلي اليسار في البرلمان الطفيلي.
وانظر تلاعب الانقاذ بمفاوضي دارفور و الشرق.
والمخرج هو التحام الانتفاضتين المؤسسية و الجهوية.
و الالتحام يكون بالحوار بينهما. ومن هنا نشتق دور المثقفين في الجانب الثقافي.
اعتقد ان قيام اتحاد الكتاب الحالي هو استنساخ للتراث. اجترار الصورة من الذاكرة ومحاولة إعادتها. لم يكن في الماضي اتحاد للكتاب وكفي. لكن شروطا متكاملة توفرت و مجدولا معها نشا اتحاد الكتاب. وهي شروط وواقع وبرامج اكتوبر ابريل.
فالوضع في نظري اخطر من ان يتحمل تبعته الاستاذ كمال الجزولي والدكاترة الإجلاء.
إذن الحوار هو المفتاح, هو النقطة المركزية في كلامنا هنا.
لكن الخطأ هنا مشترك كل انتفاضة هامش منغلقة علي نفسها وكذلك الأكتوبريين.
فالحركة الشعبية استحوذ حوارها مع المركز علي كامل استراجييتها.
وقس علي ذلك, انتفاضة الغرب تكسر رقبتها في جدال ابوجا . لكن من الجهة الأخرى حوارها يعادل صفرا كبيرا مع الشرق والجنوب الخ.
السلطة نفسها مزدوجة. قسم منها هو الانقاذي الانقلابي المتعدي المثقل بالجرائم.والقسم الآخر ثوري محق في مكاسبه.
بناء علي هذا الوضع الملتبس , لا اعتقد ان تنوع عضوية اتحاد الكتاب هي المعالجة الثورية الصائبة.
العمل الثوري في نظري يتوقف علي ترتيب لمهمات محددة.وهي:
1- حوار الاكتوبريين مع بعضهم, و ابراز البرنامج الوطني(اكتوبر ابريل مقررات اسمرا). تحديد الجانب الثقافي منها. وضع التصور لمؤسسات التنوع الثقافي.
2- الانتقال للحوار مع انتفاضات الهامش حول هذه الاجندة.
3- التنسيق و التحالف معها لمواجهة المركز.
4- يتم بناء اتحاد الكتاب من ضمن هذه المعركة للتحالف مع الهامشيين الجهويين.

طبعا العكس أيضا صحيح وهو أن تبادر انتفاضات الهامش بترتيب هذا الحوار.
هنا تنتهي مساهمتي بخصوص اتحاد الكتاب.

لدي تقطة اخري لا تتصل مباشرة بالموضوع المطروح.
اعتقد أن هناك عنصر اسمه النوبة, ومنطقة اسمها جبال النوبة. وهي ارض تنتج فصيلا محددا من الشجر و البشر الإنسان.وهو مهمش . مهمش تعني الاغتراب عن ارضه. الاغتراب هو (الالينة).
و الاغتراب هو عرقلة تنامي العلاقة الخلاقة للبشر مع الأرض تحت أقدامهم.

وفرضيتي هنا تقول: إن كل الأفق الإنساني ينفتح لو انتزع هذا المهمش الحق في اكتشاف الأرض تحت أقدامه.
أي لو انه انتزع حق الحوار والصراع مع بيئته الطبيعية و الثقافية.

الفاضل البشير
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

الإخوة والأخوات المتداخلين في هذا البوست؛ لكم جميعا التحية. أعتقد بأن الجميع يتكلمون عن مسألة التهميش دون أن يشفعوا كلامهم بأي تعريف للمصطلح. فهل التهميش يقوم في أساسه المفهومي على العرق؟ أم على الجغرافيا؟ أم على الثقافة؟ أم على جميع هذه الأشياء؟ أم على ماذا تحديدا؟ الحقيقة إن الكثير من المثقفين يتكلمون عن "المركز" والهامش" في الوقت الذي ربما لا يتفقون فيه على ما هو المعني بالمركز أو المعني بالهامش. في هذه المداخلة سأقتبس فقرتين من بحث لي حول المسألة بعوان "الأسس الفكرية لتحقيق السودان الجديد (كوش) وصناعة الاستقلال" قدّمته في يوم 7-1-2006 بلندن في يوم التضامن مع نضال القوى المهمّشة وعمليات الإبادة ومرور عام على مذبحة بورتسودان ثم مذبحة القاهرة للاجئين السودانيين عشية الاعيد الذهبي لاستقلال السودان. وكنت قد أرسلتُ هذا البحث للإخوة مشرفي هذا المنتدى لوضعه ضمن قائمة المقالات ولكن ربما لم يستلموه لخلل في عملية التوزيع.

مفهوم المركز:
المركز ليس إلاّ مجموعة من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافياً داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية عبر عملية من الأدلجة تفضي في النهاية إلى شيئ لا علاقة له بإنسانية هذه الثقافة نفسها وبذلك ينسفها. هذا القول يحتاج إلى مزيدٍ من الشرح، ذلك لأن المركز ليس مرتبطاً بعرقٍ ما، أو جهةٍ ما، وما تصويره على أنه كذلك إلا مجرد خدعة. فالمركز مركز صفوي يحتكر السلطة والثروة، وفي سبيل تأمين مصالحه يسخّر الثقافة والعرق والدين والجغرافيا. بهذا أصبح هناك طريق واضحة للطامحين للسلطة إذا ركبوها وصلوا إليها: الأسلمة والاستعراب، أي تبنّي الأيديولوجيا الإسلاموعروبية. وهكذا تكوّن المركز من صفوة متباينة الأعراق والثقافات، متلاقية في الأهداف المتمثّلة في الثروة والسلطة. هنا لا يهمّ من أي مجموعة ثقافية أو عرقية ترجع أصول المرء، طالما كان مستعدّاً للتضحية بأهله تحت شعار الإسلام أو العروبة، وكلاهما بريئ من ذلك. في الواقع فإن أغلب الرموز القيادية التي قام عليها المركز من أبناء المجموعات الموغلة في التهميش إلى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً. هذا هو المركز الذي يسيطر على مؤسسة الدولة في السودان، مهمّشاً في ذلك جميع السودانيين. دعونا الآن نستعرض بعض الأسماء التي حكمت السودان لنرى صحة هذا الكلام. ونشير بدءاً أننا لن نقبل بالحجج التي تُساق في مثل هذه الحالات، من قبيل الزعم بعدم حصافة التعرّض للنماذج والاستشهاد بها من خلال ذكر الناس بأسمائهم. فهؤلاء شخصيات عامة، منهم من أتى إلى السلطة بالحق ثم انحرف بها فشلاً وقصور رؤيةٍ، ومنهم من انحرف بها إلى الباطل فساداً زاخماً، ومنهم من أتى إليها بالباطل ولا يزال يتمرّغ فيه كما يتمرّغ الخنزير في قاذوراته. لهذا لا مشاحة من ذكرهم بالاسم، إذ إن القول بأنه لا داعي لذكر الأسماء هو نفسه عبارة عن تكتيك للتعمية والتمويه.
ونبدأ بالخليفة عبدالله التعايشي والذي تتفق المصادر في أنه ينتمي أصلاً إلى بعض القبائل المهاجرة من غرب أفريقيا ثم استقرّ جدُّه بدارفور. وهذا هو الحال أيضاً مع إسماعيل الأزهري، ثم محمد أحمد المحجوب، ثم الترابي، ثم عمر البشير. وهذا الأخير في الواقع من قرية الحُوارة وليس من حوش ود بانّقا؛ وقد كانت الحوارة من أكبر مناطق تجمّع الفولاني بمنطقة شندي أدنى حوش ود بانّقا على شاطئ النيل حتّى جرفها فيضان 1946م. ثمّ دعونا ننظر كيف تعرّض هؤلاء إلى عملية إعادة الإنتاج عبر تنزّلات الأبناء والأحفاد بنفس الطريقة التي جعلت أبناء و أحفاد عمارة دُنقس لا يعرفون شيئاً عن لغته الفونجاوية وهو الذي ـ أي عمار دُونقس ـ لم يكن يجيد التحدّث بالعربية. فجميع هؤلاء الناس بحث له عن موقع قدم بين المجموعات القبلية المستعربة بوسط السودان وقطعوا أي وشيجة أو ذاكرة بعيدة تصلهم بأصلهم الأفريقي الذي انبتّوا عنه في رحلة بحثهم عن السلطة والثروة والتي فعلاً نالوها على حساب هويّاتهم الحقّة. هذا بينما نجد أن القبائل التي انحدروا منها (ونشير هنا إلى أنها قبائل سودانية أصيلة) في مجمل حالاتها لا تزال تعاني الأمرّين في سبيل أن تثبت سودانيّتها الأمر الذي جعلها تحتلّ موقع هامش المهمّشين حتّى أصبح مجرّد التّعرّض لواقعها بمثابة التابوهات الثقافية والفكرية في السودان.
ثم فلننظر إلى حالة خاصة هي أسرة عبد الرحمن المهدي، فأبوه دنقلاوي وأمّه من الفور وكانت سرّية. الآن في تنزّلاتها الأسرية عبر سلسلة الأبناء والأحفاد نلاحظ أنه لم تنبتّ صلتُهم بأهلهم الدناقلة والفور فحسب، بل علينا أن نعقد المقارنة بين وضاعة المكانة الاجتماعية التي عليها أبناء السراري عامةً في المجتمع السوداني وبين العز والجاه والسلطة التي حُظيت بها أسرة عبد الرحمن المهدي بينما هو نفسه ابن لسّريّة. وما هذا في رأينا إلاّ لأنهم ـ أي آل المهدي ـ قد انبتّوا في وعي هويّتهم الأسرية عن تلك الأصول. ونشير هنا إلى أننا في تناولنا الجراحي لهذه المسألة نقوم علانيّةً بتشريح واقع جميعنا يعلمه دون أن يجرؤ أحد على ذكره. وكما قال فرانسيس دينق إن أكثر ما يفرّقنا هو ما لا نجرؤ على ذكره. فقولنا هذا ليس تعييراً لأحد بقدر ما هو رد اعتبار لهامش المهمّشين الذين أوقعهم غياب العدل الاجتماعي والشجاعة الفكرية تحت طائلة التابوهات.
هكذا تكوّن المركز من أمشاج إثنية منبتّة عن أصولها. وهو مركز غير وطني بالمرّة ولا همّ له غير أن يحوز على السلطة والثروة. وهو مركز على استعداد أن يبيع السودان بالقطّاعي وبالجملة طالما كان ذلك سيُؤمّن له احتياز السلطة والثروة. فمثلاً بالنسبة لعمر البشير لا يهمّه لو لم يبقَ من السودان غير قرية ود بانّقا طالما أن ذلك سيؤمّن له السلطة والثروة. لكن لماذا ينظر الكثير من الناس إلى المركز باعتباره المجموعات القبلية التي تسكن بوسط وشمال السودان؟ نعم هذا خطأ، بيد أنه ليس خطأً مطلقاً. فالمركز بوصفه الصفوة المتناسلة عن تلك الأمشاج الإثنية الهاربة من هويّاتها ما كان يمكن له أن يستأثر بالسلطة والثروة لو لم يتّبع حيلة اتّخاذ الثقافة العربية الإسلامية بوسط السودان وغيره كظهير أيديولوجي. فهذه الصفوة تمارس التمركز والتهميش عبر أجندة الثقافة العربية الإسلامية، ليس تحييداً لحملة هذه الثقافة فحسب بل تجييراً لهم حتّى يتمترسوا معها في خندقها. لكن ما الذي نالته المجموعات المستعربة بوسط السودان بتواطئهم هذا مع المركز وهم لا يزالون يعانون من التهميش التنموي كباقي مناطق السودان؟ لقد نالوا تكريماً زائفاً تمثّل في إيهامهم بأنهم بوصفهم العرب الأُصلاء عرقٌ سامٍ بين أجناسٍ منحطّة في أفضل الأحوال وفي أسوئها أجناس من العبيد نالوا "شرف" العبودية بالمجّان دون أن يشتريهم أو يبيعهم أحد. وعلم الله قد انطلت الخدعة على غالبية العامة والخاصّة من أبناء المجموعات المستعربة بوسط السودان. ولكنهم في خاتمة أمرهم سيكتشفون أن المركز جازاهم بأسوأ من جزاء سنّمار، كما سيتبيّن أدناه.

مفهوم الهامش:
ينظر الكثير من المثقفين إلى الهامش باعتباره المنطقة الجغرافية الواقعة في أقصى الغرب والشرق والجنوب بخلاف وسط السودان وشماله الوسيط، كما يربطون فهمهم هذا بالمجموعات المستعربة التي تعيش بهذه المنطقة ثمّ بالنوبيين في أقصى الشمال. ولكنّا نرى أن هذا الفهم يتقاصر عن الإحاطة بظاهرة التمركز والتهميش وارتباطها بعملية تداول السلطة. أكثر من ذلك فإن هؤلاء الناس يقعون في شركٍ نصبه لهم المركز الذي يريد أن يصوّر الأمور وكأنها تجري هذا المجرى. ذلك لأن ابتناء رؤية كهذه من شأنه أن يجيّر أبناء هذه المناطق ـ والتي هي أيضاً مهمّشة ـ لمصلحة المركز وهو تجيير قد حدث فعلاً واستمرّ ولا يزال يستمرّ. إن هذا لا ينفي بأي حال من الأحوال الامتيازات الوهمية التي أضفاها المركز على أبناء هذه المناطق من حيث إيهامهم بأنهم عرق متفوّق ذو ثقافة متميّزة، فضلاً عن إيهامهم بأنهم هم سادة البلاد الأصليين مقابل مجموعات ثقافية أخري منها ما هو وافد ومنها ما هو أقلّ شأناً لا يعبأ الله بهم ـ حسب زعم المركز.
لقد توالى قولنا في الكثير من البحوث بأن الهامش ليس في جهة جغرافية بعينها (شمالاً كانت أو جنوباً، شرقاً أو غرباً أو وسطاً) دون غيرها، بل هو في كل مكان، ومن يغالط في هذا عليه أن يخرج مما يسمّى بالمناطق الحضرية عدة كيلومترات فقط ليرى التهميش بأم عينه. كما لا يصبح الهامش وقفاً على مجموعات إثنية بعينها دون أخرى. وهذا هو مناط القول بأن الهامش ليس جغرافياً كما ليس عرقياً، بل هو سلطوي. إلاّ أن التهميش يجري على نوعين: بسيط ومركّب. التهميش البسيط ذلك الذي ينحصر في الحرمان التنموي والاقتصادي. في هذا يتساوى جميع السودانيين بمختلف ثقافاتهم وأقاليمهم باستثناء صفوةٍ منهم يشكلون المركز وينتمون إليه. أمّا التهميش المركّب، فذلك الذي يجمع بين الحرمان التنموي والحرمان الثقافي ممثّلاً في توجّهات الدولة الأيديولوجية لإعلاء ثقافة بعينها على حساب ثقافات أخرى. إن النظرة الأولية لواقعنا المعاش تكشف بوضوح انحياز الدولة للثقافة العربية إزراءً وتحقيراً للثقافات غير العربية بالسودان، أي الثقافات الأفريقية. في هذا كان التهميش الثقافي مدخلاً للتهميش التنموي، إذ جعلت مؤسسة الدولة الاستعراب مقابلاً للأفرقة، ومن ثمّ قامت بإعلاء الهوية العربية وإزراء الهوية الأفريقية. وقد كان من أثر هذه التكتيكات الأيديولوجية أن وجدت المجموعات الأفريقية (التي تعاني من التهميش المزدوج تنموياً وثقافياً) نفسها في الدرك الأسفل عرقياً، وثقافياً، واجتماعياً وسياسياً، الأمر الذي يستوجب منها عملاً موحداً، ولو تفاوتت درجات تهميشهم وتعرّضهم للاضطهاد.
لكننا نرتكب جريرة التسطيح الفكري إذا ما قفزنا من هذه المقدّمة (انحياز الدولة الظاهر للثقافة العربية على حساب الثقافات الأفريقية) إلى استنتاج أن الدولة بذلك تنحاز لحملة الثقافة العربية. إن حلقة التهميش الثقافي والتنموي الموجّهة ضد الثقافات الأفريقية إذا ما اكتملت، ستكشف عن أن الأمر قد انتهى بحملة الثقافة العربية إلى نفس المصير، ألا وهو التهميش المزدوج؛ ذلك لأن آليات التمركز والتهميش في مآلاتها النهائية تعمل على تهميش الشعب السوداني في مجمله ـ عرباً وأفارقة، عرقاً وثقافةً ـ بالنسبة إلى المركز العربي الكبير (العرب العاربة). إن نظرة متفحصّة للفضائيات والبرامج التلفزيونية التي يشاهدها عموم السودانيين وبالأخصّ من ينتمي للثقافة العربية تكشف عمّا نقصده بالتهميش المزدوج الذي يحيق بالمجموعات ذات الثقافة العربية. إن من يُعدّ ويخطط ويُخرج برامج محطّة تلفزيونية بعينها إنما يفعل ذلك بالنظر إلى الجمهور المستهدف استقراءً لما يريد. إن الذين يُعدّون برامج هذه الفضائيات لا يدور في مؤخّرة ذهنهم شيئ اسمه "الشعب السوداني". فمثلاً في الماضي القريب كان مما يميّز السودانيين بالمقارنة إلى العرب نظامهم التعليمي العالي ضمن العديد من الامتيازات الأخرى. الآن ها نحن ننتظر من الدول العربية أن تتكرّم بمدّنا بالكتب المترجمة إلى العربية فضلاً عن التكرّم بابتعاث الأساتذة للتدريس في جامعاتنا. لكل هذا يأتي قولنا بأن التهميش المزدوج (ثقافي وتنموي) يحيق بكل فئات الشعب السوداني، من استعرب منها ومن تأفرق، وما ابتدار المركز باستهداف المجموعات الأفريقية إلاّ مجرّد تكتيك باعتبار ذلك مرحلة أولى ستعقبها حتماً المرحلة الثانية ألا وهي استهداف المجموعات العربية بالسودان بتهميشها هي نفسها وذلك بجعلهم عرباً من الدرجة الثانية إن لم تكن الثالثة. إن هذا يقتضي من القطاعات الذكيّة لهذه المجموعات أن تستشفّ حُجُبَ المستقبل القريب فتعمل علي تلافي الكارثة. وتبدأ مثل هذه الخطوة الذكية بالانخراط في صفوف القوى المهمّشة التي تناضل لتفكيك ماكينة التمركز والتهميش ليس من منطلق النضال بالوكالة تعاطفاً وإنسانيةً مع المجموعات الأفريقية في مآسيها ومحنها، بل من منطلق النضال بالأصالة إنقاذاً لذاتها ضمن نضال قوى السودان الجديد لإنقاذ الإنسان السوداني من الذّل والهوان والتبعية ومن ثمّ تحقيق دولة السودان الجديد (كوش) وصنع الاستقلال.
للحيلولة دون أن يتبلور وعي وطني متقدّم كهذا، اتّبعت الصفوة المهيمنة على المركز العديد من الحيل تأميناً لتحكّمها على مؤسسة الدولة وعلى رقاب العباد. من ذلك ما أسمّيه بمرحلة الاستقطاب الأولى حيث تتنافر الهوية العروبية ضد الهوية الأفريقية. في هذه المرحلة يتمّ تقسيم السودانيين إلى مجموعات خطية متقابلة: الأفارقة السود العبيد مقابل العرب الشرفاء؛ ثم العرب نفسهم يتم تقسيمهم إلى عدة مجموعات متقابلة، مثل الأشراف وأبناء القبائل المستعربة مقابل الأعراب البدو. هذه التقسيمات الخطية القائمة على العرق تقابلها تقسيمات أخرى قائمة على الجغرافيا بتحميلات عرقية لا تخفى: الشمال (عربي، مسلم) ضد الجنوب (أفريقي، مسيحي)، أولاد الغرب (الغرّابة) ضد أولاد البحر (أولاد البلد، أي أولاد العرب). ومع هذا لم يفز الدينكا والنوير والشلك، مع أنهم قبائل نيلية، بشرف الانتماء لنادي "أولاد البحر" السامي زيفاً وبهتاناً. روّج المركز الذي سيطر على مؤسسة الدولة لهذه التقسيمات حتى أصبحت بمثابة مفاهيم نمطية فكان أن انطلت على الكثيرين ومن ثمّ فشت في ثقافة وسط السودان النيلي وشماله مستصحبةً معها كمّّاً هائلاً من التسطيح الفكري والعنجهية البليدة. إن الغرض من هذه التقسيمات هو تحييد أكبر قدر من المجموعات المهمّشة، ريثما يتمكن المركز من احتواء مجموعات بعينها تشكّل تهديداً مباشراً، مثل الجنوب الذي لا يتغالط إثنان في أفريقيته الطاغية من عدم استعرابٍ ومزاحمةٍ نصرانية فيه للإسلام. إن التقسيم الأيديولوجي الحقيقي الذي يعكس هذا الوضع هو تقسيم دائري: مركز يحيط به هامش، وليس التقسيم الخطي. وهذا ما أسمّيه بمرحلة الاستقطاب الثانية حيث يتجلّى أن ميكانيزمات التمركز والتهميش تستهدف حتّى حملة الهوية العروبية في السودان وذلك بتحويلهم إلى هامش للمركز العربي العارب. إن كسر طوق هذه التكتيكات هو مسئولية جميع القوى المهمّشة وذلك بترفيع الوعي بمسألة التهميش وتعقيداته، إلاّ أن مناط التغيير فيما يخصّ المجموعات العربية بالسودان وانخراطها في هذا النضال النبيل يقع على عاتقها وحدها. إلى أن يتمّ هذا لا مناص من التعويل على تحالف المجموعات المهمّشة من حقل الثقافة السودانوأفريقية فيما سيبدو ظاهرياً أنه استقطاب أيديولوجي ضد المجموعات السودانوعروبية، ولكن إلى حين.
MJH
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الفن أفريقانية السوداءنية

أبّكر يا أخانا في أفريقيا ..
سلام جاك
و هاك:
أولا بالتبادي حكاية الترحيب بالاعضاء "الجدد" دي ما واقعة لي، لأني اعتبر الموقع دا منتدى للحوار ودفع المفاكرة في القضايا العامة ذات الأولوية في مشهد اهل السودان. قضايا الديموقراطية و التنمية، يعني لا هو مقهى شعبي عام و لا هو بيت خاص لمن تملّكوه بالتقادم. وكون زيد اكتسب عضوية المنتدى قبل عبيد فذلك لا يسوّغ له بأية حال اتخاذ وضعية المرحّب المريبة التي يكسب لنفسه بذريعتها حظوة رمزية غير مبررة، حظوة "سيد البيت" الذي يستضيف القادمين الجدد و يحسن وفادتهم حسب أسطورة الكرم السوداني الاصيل ، و"الدين في الكتوف و الاصل معروف" كما تقول حكمة مولانا ود اب زهانة. وهذا يا صاحبي ضرب من" تكفين الميتات" الاسافيرية ينتفع به داجنة الكتاب من صنف هذا البرنس الأمُّور الذي يجري بثرثراته بين المواقع الاسفيرية و لا يضيره أن " يبخّر" سجيمان في سودانيز أونلاين تارة و يدافع عن كمال الجزولي طورا، قبل أن يهرول للترحيب بك في سودان للجميع ترتارة. واذا في زول ممكن يرحّب او ما يرحّب، فمن باب اولى يكون هو الشخص المسئول عن الادارة في الموقع المعني. والادارة في ما أرى منفعة تنظيم لا تعود على القائم عليها باي حظوة تشريفية بخلاف "أجر المناولة" (وقد تعود عليه أحيانا بمنفعة "الشرة في القندول" ونجاة أدرى).

القراءة الكاتبة

أقول: جعلني هذا الموقف اتجنب النظر في بوستات الترحيب كون أغلبها عامر بأدب المجاملات السودانية "الخُسوسية" التي تقع في حيّز الكلام الشخصي الذي لا يهم القراء، أو العمومية التي تتصنّف في باب الـ "بوليتكلي كوريكت" كون الناس في مقام الترحيب لا يطيقون حديثا غير حديث التطييب.
وقد دفعتني قراءة حديثك في شأن "اتحاد الكتاب الشاقية" الي النظر في بوست الاخ مصطفى آدم "رحبوا معي بالانسان أبكر.." بتارخ 26 نوفمبر 2005، بعد أن تجنبته زمنا، خوفا من تبعة العادات الادبية الاسفيرية لصفة "الانسان" التي منحك اياها مصطفى كخصوصية تميزك عن سائر بني الانسان الآخرين، كما يميز "الاخوان المسلمون" أنفسهم عن سائر المسلمين بصفة "المسلمين"، التي تضمر أن بقية الخلق "أخوان ساكت"، ما مسلمين. أو كما يميز اصحاب التشاشات الطفيلية البيزنس بتاعهم بالحاقه بصفة" الاسلامية" ، من نوع : "الجمهورية الاسلامية" و"الاشتراكية الاسلامية" و"الديموقراطية الاسلامية "و "البنوك الاسلامية" و "البقالة الاسلامية " لغاية" البيرة الاسلامية بدون كحول " و ما خفي أزرط.
أقول : تأملت في بوست الترحيب الذي افتتحه الاخ مصطفى آدم بعنوان : "رحبوا معي بالانسان أبكر..".وما تلاه من بوستات للأصدقاء من أيمان شقاق لحسن النور ، لخضر حسن خليل ،لأحمد المرضي ، لنجاة وللحسن بكري (وما كان من أمر" حياءك" و "غضبك" الخ)، لغاية بوست عائشة المبارك التي اختلست لنا قصيدتك "صوت الوتر السادس". وقد شحذ فضولي الاطراء الذي بذله في حقك الصحاب المرحبون اعلاه كما تعجّبت من قراءتي الثانية لقصيدتك : "صوت الوتر السادس"، العامرة بأيقونات السودانوية التي تداهن ذاكرة القاريء العربسلامي( بلقيات بلاغية مستعارة من المجذوب ومحمد المكي ابراهيم وعبد الحي و آخرين) ثم تُؤثّمه على ذنب تاريخي تورّثه اياه، بغير وجه حق، بقرينتي العرق و الدين. أقول: "من قراءتي الثانية" لقصيدتك الغميسة "صوت الوتر السادس" ( في موقعك الالكتروني) ـ لأني قرأتها اول مرة في 1999 ، حين نشرتها أنت في مجلة "كتابات سودانية" (العدد العاشر 1999)، التي كانت تصدر عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة ـ تبدّت لي فيها خوافي لم انتبه لها عند القراءة الاولى. وهذا باب في أدب القراءة عجيب، كون البصيرة القارءة تعيد كتابة النص على ضوء متغيرات الزمان والمكان . وقد لاحظت أنك اخضعتها لقراءة ثانية، قراءة كاتبة، رفعت عنها بعض مقاطعها التي لابد أنها لم تعد ترق لك ضمن ظروف تحوّلات المشهد الجيوبوليتيكي.
في النسخة المنشورة في موقعك الالكتروني اختفت عبارة "لعرسها" من مقطع "القلب زكّته الخيول لعرسها يوم الرحيل فكان ميلاد المطر".
و بعدها بسبعة أسطر اختفت عبارة" فنيلتي الشوهاء " التي كانت بين
" بكاء أخي الصغير
فنيلتي الشوهاء،
سروالي الممزّق من مطاردة السحالي و الورل ."
و في نهاية النص اختفت الاسطر الثلاثة التالية:
"و لوجه سلمى و النهارات الصبية ما سيأتي من غناء
شكرا لكم يا سيدي..
و غدا نعود ."
و لا تظنّن اني آخذ عليك تعديلك لنصك، حاشا، فمن جهة أولى، فالكاتب كائن حر، بل هو في أكثر حالات حريته اكتمالا حين يتحقق في حميمية فعل الكتابة، ومن جهة ثانية فالنص كائن حي، يحيا و يموت، وقد يبعث حيا من بعد موت، بفضل تباين القراءات الكواتب وتعدد النظر الجديد وتبدل السياق الاجتماعي. وأنا في نهاية تحليلي أحمد لك عكوفك على نصّك، على تواتر الازمنة والامكنة. بيد أن تعدد النصوص المتمخّضة عن النص الابتدائي لا يلغي مسئوليتك عن كل نص جديد صدر عنك. والكاتب مسئول عن كل عبارة وعن كل كلمة وعن كل حرف يكتبه، مثلما الرسام مسئول عن كل لون وعن كل شكل يخطه، مثلما الراقص مسئول عن كل حركة وكل ايماءة تصدر عن جسده في سياق الزمان و المكان و الخ و"شرحه" في فضاءات التعبير الاخرى بما فيها فضاء الفكر السياسي. وبما أنك بين نفر من الكتاب السودانيين الذين يسعون بالنصوص بين أرض الأدب وأرض الفكر السياسي فان قراءتك هنا وهناك لا تفلت من ملابسات تأثير هذا النص هنا على ذاك النص هناك ، و"الحساب ولد" كما تقول حكمة الذكور المريبة. وفي هذا المنظور أقرأ ذلك المقطع من قصيدتك " صوت الوتر السادس ":
" الخرطوم (1)
الدرس الاول : التاريخ
المهدي نخاس شهير
شولة
عبد اللطيف : لم يكن في مسرح الوطن الجميل،
بل كان منهمكا يخطط لانقلاب عسكري
كي يعيد الى أمية أصلها القرشي و النسب النبيل
عبد الفضيل:
كان نشالا و لصا موغلا في الاحتراف
نقطة ، سطر جديد
الخليل:
كان يسكن فيلا
و يبيع اغنية تزيف طعم البلاد
و يقاسم السلطان قعدته الخليعة، و احتمال أن يكون مجندا في الامن..
احتمال
و مهيرة:
بائعة المريسة،
أول سلطة للغيب تمتهن الغناء المستغيث دعارة،
و تمارس التعريص في الليل البهيم
و نكون أولاد الحرام
طوبى لنا "
و القاريء في مواجهةهذا النص يحال لمتكلم غامض لا أحد يعرف ما اذا كان هو شخص الشاعر نفسه، أعني الشاعر الذي نصّب نفسه ناطقا رسميا باسم المهمشين الزنج من ضحايا الأيديولوجية العربسلامية التي يعلن عليها حربا كاملة شاملة مادية و رمزية، أم هو معلّم متسلّط في مدرسة السلطان المستبد الغاشم يملي على التلاميذ نسخة مزورة من تاريخ المقاومة الوطنية، أم هو مجرد ولد "مشوطن" لسانه فالت من كل قيد و لا يدري ما يقول، وجهل القاريء بنوعية الجهة التي يصدر عنها الخطاب يجعل النص معرضا لمخاطر القراءة المغرضة والتسوّي بايدك يغلب أجاويدك و يتجاوز حدود مسئوليتك الاخلاقية تجاه ما تكتب..و طوبى لـ "أولاد الحرام"، و أي" حرام"؟ حرام المجتمع العربسلامي الذي يشوف الفيل و يُذْعن في ظله؟ أم حرام الايديولوجي الذي ينتفع بوسيلة الشعر في تهريب ما لا تطيقه وسيلة الفكر الى فضاء الحوار الاجتماعي الدائر؟
ولا أطيل أكثر من هذا، وكما ترى يا صاح فان فولة "القراءة الكاتبة" تفيض عن سعة مكيالي الحالي، لكني عائد لهذا الامر قطعا قريبا وفي خاطري قراءات لنصوص سودانية مشهودة صارت جزءا أصيلا من أثاث الخطاب السياسي الحديث في السودان.

الجيل " الاعتباطي"

أقول: شحذ اطراء الصحاب في بوست الترحيب فضولي ، فتوكلت على الحي القيوم وحاولت النظر في بقية آدابك المعروضة في موقعك ، فوجدت ما لذ وطاب من أنواع الأدب والتفاكير النقدية السياسية التي تستحق التأنّي، مثلما وجدت تصانيف عجيبة من أدب الضحيّة السوداني الجديد. و ما أسميه بـ "أدب الضحية" السوداني هو نوع أدبي بكائي جديد، برع فيه نفر من كتاب السودان الجدد الذين تمخّضت عنهم تناقضات الآيديولوجية العربسلامية في السودان . و هم قوم متعددو المشارب و المآكل، ينطقون باسم الشعب و يتباكون و يتشاكون في الفجوات الايديولوجية لبُنى اليمين و اليسار في السودان. و قد يتحالفون ـ عند اللزوم ـ باسم مفهوم غامض اسمه" الجيل" أو" الشباب" على قتال الجيل القديم و خلافه. و سأعود لـلمضمر في " خلافه " هذي لاحقا لزوم تحليل بعض الحالات و النماذج البارزة التي يمكن أن تسهم في اضاءة المشهد الفكري و الرمزي الذي تتحرك عليه في معية هذه الكائنات السياسية المتذرعة بذريعة السن .
و قد بذل لك محرر جريدة "الحرية" ، أسامة عباس، مزلقان اسمه :" حوار/حرب" الأجيال الكاتبة في السودان فلم تقاوم اغراء الانزلاق في فخ مريح ،" بوليتيكلي كوريكت"، و تناسيت مقولات مولانا كارل ماركس التي بنيت عليها جزء كبير من بأسك الآيديولوجي.فحين يسألك أسامة عباس:" كيف تنظر الى هذا الجدل: جيل قديم /جيل جديد، كتابة قديمة /كتابة جديدة؟"،تجيب بنفي موضوعة الجيل مبدئيا على أساس أنها موضوعة " اعتباطية لدرجة لا تسمح للمرء بالخوض معها بجدية".
(abbakaradam.com)
بل أنت تؤكد على الطبيعة" الاعتباطية" لـ " صيغة الجيل" ثلاث مرات في معرض اجابتك على السؤال ، الا أن ذلك التأكيد لا يعصمك من الالتفاف على اعتباطية موضوعة الجيل فتعاود متسللا من" دريب قش" الكتابة القديمة/ الكتابة الجديدة، الذي بذله لك أسامة عباس.و أسامة مغرض، و غرضه واضح بلا مداورة كما أعلن عنه في مشروع بناء " ملف كبير حول الاجيال الكاتبة في السودان".لكن مشروع أسامة كان يتوقف على نوع الاستجابة التي قد تجيء من طرفك. و كان من الممكن ان ترفض الخوض في المسألة الاعتباطية ، فينتهي الامر عند هذا الحد، كما كان من الممكن ان تخوض فيها بما يمكنك من شرح و تحليل اسباب اعتباطيتها و الدوافع التاريخية التي تجعل أسامة يخصها بـ " ملف كبير"، لكنك اخترت أن تخوض مع التيار.لماذا؟ مندري.
و كوني لمست في أدبك السياسي جهدا مقدرا في نقد أيديولوجية الانظمة العربسلامية في السودان فهذا شيء محمود و ضروري و منطقي مع طبيعة الواقع السياسي الراهن في السودان و مع طبيعة المسار الذي اتبعته أنت "ابن القرية القصيّة" من الهامش للمركز الحضري.و هو أدب سياسي نقّاد لا يتاح الا لمن واجهته، بشكل واقعي، اسئلة الاستبعاد الطبقي و العرقي التي يكابدها جلّ المهمشين في السودان العربسلامي.و قد لمست ميلك للحديث باسم المهمشين من ضحايا الايديولوجيا العربسلامية في السودان، و لا جناح فالزلابيا للجميع، الا أن الافق العرقي الذي دبّرت عليه استراتيجية المفاكرة الاجتماعية في خصوص تحرير المستضعفين في بلادنا يضيق عن استيعاب المهمشين داخل الفضاء العربسلامي ، و قد يستغني عنهم بذرائع الهيمنة التاريخية لبني الثقافة العربسلامية التي ينتمون اليها، فكأنك تختار عامدا وضعية الناطق الرسمي باسم" الكتلة السوداء" أو" المجموعة الزنجية" أو" التجمع الافريقي" الى آخر الترهات العرقية التي تفتقت عنها قرائح مقاولي الهويولوجيا المعرقنة ، ممن تعودوا على اتخاذ المجموعات العرقية رهائن أو دروعا بشرية في مشهد النزاع السياسي السوداني.غير أن مواجهة أسئلة الاستبعاد، حين تقتصر على البعد السياسي وحده ،لا تؤدّي ، أو قل هي لا تؤدّي الا الى وضعية" الاستبعاد المعاكس" بحيث ينمسخ المستبعد، بنصب العين ، الى نسخة سلبية (" نيقاتيف")، أبيض و أسود من المستبعد، بكسر العين( و الاستبعاد انما يقوم على" كسر العين" أولا و أخيرا).و قد لمست شيئا من هذا حين تأنّيت عند بعض نصوصك الادبية المعجونة بالفنأفريقانية الباسلة أو بـ " الغضب المدمر"، حسب عبارة الصديق مصطفى آدم حين أخذ يتعذّر و يتذرّع بصورتك الفتوغرافية عقب " زرزرة "الحسن بكري في موضوع" الحياء" اياه.( راجع بوست رحبوا معي بالانسان أبكر 5 يناير) . و الكلام عن الصورة فولة تانية تنتظر كياليها.المهم يا زول ، بدت لي الاجابة الابداعية التي تقدمها كأديب لسؤال الاستبعاد المركب، المادي و الرمزي،بدت لي كمثل استجابة شرطية معاكسة يفقرها الانفعال عن مفصلة أسباب الاعتراض و حججه ضمن كيمياء الغضب الخلاق. فأنت في غضبك الادبي كاميكازي ، تفتح النار على جميع العربسلاميين بما فيهم أنت نفسك.( و عربسلاميتك يا أبابكر فولة ثالثة أنا جاييك ليها).
أقول أنت تفتح النار علي الجميع بدون فرز: يعني من كمال الجزولي ليوسف فضل و تاج السر الحسن، الذين مسختهم عملاء سرّيين للشايقية في اتحاد الكتاب السودانيين، و انت طالع لمحمد احمد المهدي النخاس لعلي عبد اللطيف الانقلابي عميل أميّة، لعبد الفضيل الماظ النشال اللص، لخليل فرح مهرج السلطان، لمهيرة العاهرة المعرّصة لغاية ناس يوسف فضل و تاج السر و آخرين.. شفت كيف ؟

غنائم الحرب الثقافية

أقول : قرأت نص" صوت الوتر السادس" قراءة أولى في نهاية التسعينات في " كتابات سودانية".كانت تلك قراءة بريئة، السماحة الجمالية فيها تغلب على النظر الآيديولوجي، و ذلك لأن الثقل الايديولوجي، الذي يلبّك قراءتي الراهنة، كان غائبا عن هذا النص حين قرأته في نهاية التسعينات.و هكذا تخلّقت علاقتي الجديدة بالقصيدة بعد أن قرأتها مرة ثانية على ضوء الفضول الذي أثاره في خاطري بوست" اتحاد الكتاب الشاقية" ـ سيّما و أنا يا صاح شايقي فرنسي من النهود،(على كل حال اذا اتضح انو الشايقية استولوا على اتحاد الكتاب ضمن التقسيم الاخير للسلطة و الثروة في السودان فمن باب أولى نشوف لينا شليّة من دار الأ(د)ب الخربانة ، و من يدري؟ فقد تنفعني شليّة "بيت الادب" السوداني في ترميم "خانة " الأدب" الفرنسي و كلنا في الهم غرب) ـ أقول: الغرض( و الغرض مرض) الواضح في قراءتي الثانية المتوجّسة لنص" صوت الوتر السادس" يستمد مشروعيته من مداخلة اتحاد الكتاب الشايقية التي تعرّض فيها بعرب أفريقيا( و بزنجها) على نحو لا يليق بالكيد الأيديولوجي التي توسّمته فيك.
فأنت حين تعارض استنارة الكتاب السودانيين بتجربة" اتحاد الكتاب المغاربة" في السودان، بتجارب اتحادات كتاب " أفريقية" لا تسميها ،أجدك تتعامى عن كون العرب في أفريقيا هم أفارقة مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة الآخرين بما فيهم بيض جنوب افريقيا و هنود كينيا و"ميجراب" السودان.كما أجدك تتجاهل ـ و لا أظنك تجهل ـ بداهة كون اللغة العربية ـ مثلها مثل الانجليزية و الفرنسية ـ هي لغة افريقية خالصة للناطقين بها ، مثلما هي، على حد عبارة كاتب يس ، " غنيمة حرب" عند الناطقين بغيرها.

شرح العنقريب و شقاء حنّا

بل أراك تقع في شر أعمالك حين تتساءل:" اتحاد الكتاب الشاقية ده لو يعني اطّوّر و رجع لأصله ".." حيبقى شنو؟" اتحاد الكتاب الاسلاموعروبيين"؟" طيب أنحنا دخلنا شنو؟" ، و تحشر نفسك بين سر أناي و ستيلا قاتيانو و فرانسيس دينج و ابراهيم اسحق الذين يكتبون في لغات افريقية شتى ،(شي عربية عاربة وشي انجليزية و شي عربية دارفورية أما عن انجليزية جمال محجوب و ليلى ابو العلا فحدث)، بينما أنت ، تحت أغلال لغة الضاد الخرطومية ، تنتج أدبا يطرب جمهورك من أولاد و بنات العربسلاميين الذين تتأفّف منهم و لا تطيق تخلّيا( حتى أنك تشرح لهم أن " العنقريب " هو" السرير الخشبي في نصك القصصي " حكاية الولد القروي")، فتأمّل في" هكذا شقاء" كما يقول كتّاب" الجيل الجديد"، بدلا من " شقاء كهذا" كما يعبر كتاب الجيل القديم. وهذا الشقاء ، شقاء القسمة بين ما هو حار و ما لا يُنْكَوى به،هو في مشهد الكاتب المعاصر ، قدر أدبي جليل أغبطك عليه بأكثر مما يفعل حاسدو القرد على حظوة الاحمرار في الموضع اياه.و صدّقني، ليس هناك لعنة أنفع للكاتب من " لعنة حنّا" الذي تفرق دمه بين الاديان، و" لعنة حنّا" يا صديقي حكاية يحكيها أهلنا في النهود عن رجل نصراني رقيق الحال، قالوا أن بعض مسلمي المدينة في اربعينات القرن الماضي اقنعوه بترك المسيحية و اعتناق الاسلام ، و وعدوه بالدعم المادي واصلاح الحال .قالوا أن الرجل قبل و جاء الى المسجد و اشهر اسلامه يوم الجمعة ثم وافته المنيّة يوم السبت، و الأعمار بيد الله.قالوا أن أم حنّا كانت تنوح عند قبره و تردد:" يا حسرتي عليك يا حنا، عيسى غضبان عليك و محمد ما سمع بيك".و يبدو أن مشكلتك يا صاح تتلخص في كون أهل الهامش الأفريقاني، لم يسمعوا بك، أو قل: لم يقرأونك( مهما كانت اللغة التي قد تتوجه بها اليهم)و ذلك لأنهم ببساطة لا يقرأون ، و معرفة القراءة امتياز طبقي في هذا البلد الجاف المتلاف . و هم ـ أهل الهامش ـ بالتالي لم يسمعوا بدفاعك المحموم عنهم، بينما أنت، في عزّ المسرح العربسلامي ،تناكف جمهوره و تسبّ أيقوناته التاريخية في عربية فصحى تطرب جمهور الصالة أيّما طرب، فيحتفى بك في مقام " الآخر "، آخر اولاد العرب .و وضعية " الآخر " ، لو قبلت بها يا" أبابكر" ـ و أنا أظن آثما أنك تنتفع بمردودها السياسي الآني ـ فالرماد كال حمّاد ، ذلك أن وضعية " آخر" العربسلاميين هي في الحقيقة هدية مسمومة غايتها صيانة استبعادك كدخيل أزلي على المركز،فضلا عن تكريس القسمة العرقية كأساس للقسمة الاجتماعية، ناهيك عن نكران التداخل المادي و الرمزي البالغ التركيب بين مكونات واقع المجتمعات السودانية.
و حين أقول : أغبطك على" شقاء حنّا"، ففي خاطري أن مقام الكاتب الحقيقي هو في اختياره الواعي ، بعد القصد و الترصّد ،لأرض الأمور المشتبهات التي يتداخل فيها الحلال و الحرام و وقوفه، منبوذا و متعاليا في آن ، على برزخ حرج بين البيض و السود ، خائنا للعرب وخائنا للزنج ، و منفيا من الغابة ومن الـصحراء .. . هل قلت " الغابة و الصحراء"؟ لا، عفوا ، فأهل " الغابة و الصحراء" ، من الافندية السنارويين الذين قنعوا بسكنى صحراء العربسلامية الايديولوجية، استطابوا انتهاك الغابة الزنجية لزوم العربدة و الاستزادة من الدم الافريقي.(و ده الغتّس حجرهم في شبر موية الانقاذ الاسلامجي)، بينما أنت يا صاح تبني البيزنس السياسي بتاعك في الغابة الفنأفريقانية و تنتهز مشهد الصحراء انتهازا، تعربد عليه أمام جمهورك السودانوي، وتهجو رموزه الكبيرة بجرائر تاريخ لم يصنعوه ثم تنتظر الاعتذار.

و شقاء كمال الجزولي كمان

أقول: أن الاجابة الابداعية التي تطرحها في نصوصك الادبية لسؤال الاستبعاد، تستحق التأنّي بسبب التعارض بين بساطتها الظاهرة و مستوى التركيب الذي يميز بعض نصوصك السياسية لنفس السؤال.هل يمكن فهم هذا الامر بحداثة عهدك بأدب أولاد العرب المعاصر ،كما نوّهت في المقابلة مع الاستاذ أسامة عباس محرر " الحرية " الثقافي الحديث:"..لم أكن وقتها أعرف ما يسمى بالحداثة و الشعر الحديث و رؤيا العالم و ما أدراك( هذا في أوائل الثمانينات)و لكني لما نزلت على الخرطوم ".." تورطت في قراءات عشوائية في كافة مجالات المعرفة(أي انني كنت حاطب ليل).".." و عبر" مجلة الثقافة السودانية " التقيت بمحمد محي الدين الذي ساقني الى أسامة الخواض و محمد مدني و بقية الانجم..".
و أنا أفهم أنك لم تلتق بالكثيرين من الادباء السودانيين المعاصرين، كون معظمهم في تلك السنوات كان قد هاجر أو طرد أو بقي سنينا في معتقلات النميري زي كمال الجزولي مثلا .تعرف يا أبكر حين كان ناس الخواض و" بقية الانجم" الخرطومية يخوضون في البنيوية المترجمة و غير ذلك من أنواع الكلام المباح، كان كمال الجزولي من داخل المعتقلات يعالج الشعر في أمر الدولة التي تدبّر الكشّات ضد الشماشة و تلاحق فقراء المدينة و
"تركض خلف نشال صغير لتحفظ الأمان،
و حلف صبية صأوا ..
كما القرود
كرّا و فرّا في محطة الوقود
بنَشَق يجود العامل الليليُّ ..ربما،
أو.. لا يجود
و خلف باعة زُُغب تقافرزا
في زحمة السوق الكبير .. كالجرذان،
و بعد كل غزوة
رأيتها
ـ الدولة ـ
تقبض جُعلها المرصود
من سادة السُّحت ذوي الزنود،
يحلفون باسم الله،
من دغش الصبح للمساء يحلفون،
يذهبون للحجاز كل عام
ـ كل عام يذهبون ـ
و يرجعون حشفا و سوء كيل
مثلما ذهبوا
يطفّفون في الميزان
......
.....
بالسياط ،
و بالألسن الحداد كالسياط ،
رأيت العَسَسَ الوعّاظَ ..
يحلبون التيس جهرة ،
و يدخلون
الجمل
في
سَم
الخياط "
(1984)" تركية ، الكراسة الاولى من دفتر يوميات أم درمان"
(أم درمان تأتي في قطار الثامنة، نشر دار العلوم ، دار التراث، 2004).
هذا يا صاحبي بعض تفسيري لكونك لم تتعرف على شاعر من طينة كمال الجزولي" العربسلامي" الذي طاب لك أن ترجمه بالغيب ككاتب "يصدر من موقع آيديولوجي اسلاموعروبي".. تقول:"و هذا الموقع ليس مجرد موقع حدوده الورق و المنابر الاسفيرية فحسب، و انما هو موقع مهيمن و في يده سلطة الدولة و مؤسساتها في السودان و مسنود بخلفية امبريالية اسمها العالم العربي"(أبكر آدم اسمعيل في بوست عبد الحميد البرنس بموقع سودانيز أونلاين المعنون " تأملات في عالم سي جي الساخر" بتاريخ 1/1/2006 ). لكن الأدهى و أمر من كل هذا، هو أن شقاء كمال الجزولي لا ينتهي هنا كعميل سري لسلطة الدولة الاسلاموعروبية في السودان المسنودة بأمبريالية العالم العربي كمان. لا ، شقاء كمال الجزولي يمتد حين يتصدى للدفاع عنه عبد الحميد البرنس هيمسيلف، و عبد الحميد البرنس لمن لم يسمعوا به بعد هو حامي/حرامي سجيمان الذي يحسده عصام جبرالله " على طولة باله" ، أو كما قال: " أحسد البرنس على طولة باله و أحس كم الانسانية و الرهافة و الحساسية تجاه الآخرين في كل ما يفعله و كل عام و أنتم بخير" ( عصام جبر الله في تعليق بتاريخ 11 يناير على بوست البرنس المعنون " مساهمات سابقة في بوستات سجيمان ، مبادرة ذاتية توثيقية" سودانيزأونلاين 11/1 )،
نهايتو، لا تعليق على تعليق عصام جبر الله سوى أن " حسد الناس مذاهب" و فيهم من يحسد البرنس على سواد وقعته.
لقد شنّعتما ، يا أبابكر على كمال الجزولي، أنت و أخوك الكاشف البرنس، أسوأ تشنيع حين طاب لكما استخدامه ضمن استعراض أخرق فحواه اقتسام المشهد بين من يدافع عن كمال الجزولي و من يهاجم كمال الجزولي. عشنا و شفنا كمال الجزولي الذي أنفق زهرة العمر يدافع عن الشرفاء في السودان، و في أحلك شروط القهر السياسي، ينمسخ رهينة طيّعة تتنازعها أيدي حماة العربنة و حماة الزنوجة المتحالفين سرا بذريعة الانتماء للجيل" البان جديد"، و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..
لكن يا" أبابكر"( تزوغ وين من اسم زي ده؟)، ده كلو كوم ،و قولك بأنك لم تقرأ أبراهيم اسحق الاّ في الالفية الجديدة ،كوم تاني. فهذا اعتراف لا يليق بقدر من يتنكب الدفاع عن ابداع أهل الهامش لأن ابراهيم اسحق في المشهد الادبي المعاصر يَمثُل كأحد أنصع ايقونات "ادب الهامش"، ان سلمنا بهذا المصنّف المريب في حق ابراهيم اسحق. تقول :" و كاتب مثل ابراهيم اسحق مثلا فأنا لم أقرأ له الا رواية واحدة في الالفية الجديدة و بحكم عملي في مركز الدراسات السودانية ".
ترى من أي هامش " جاء هؤلاء الناس؟" الذين يتأففون من ماركس و ينظّرون في ما بعد الحداثة ثم يجاهرون بجهلهم بأدب السودانيين؟
و كيف أوكل اليك حيدر ابراهيم علي ـ الشاقي القح ـ مسئولية التحرير في" كتابات سودانية" و أنت لم تقرأ شيئا لكاتب سوداني في أهمية ابراهيم اسحق؟
أبكر يا أخانا الذي في امريكا الشمالية ذات العماد..
لعلك لاحظت اني قاومت رغبة عارمة في قفل هذه الفقرة من كلامي بعبارة أمي المفضلة " يا النبي نوح"، و ما ذلك الا لقناعة خفية من كونك ، مع الزمن ، قمين بتجاوز كل هذه المؤاخذات التي لمستها بين ثنايا نصوصك المبذولة على محاور السياسة و الادب في بلادنا.و أنا في انتظار ما قد يجيء من طرفك و سلام.
حسن


صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »



تمر علينا هذه الأيام ذكرى الشهيد الأستاذ محمود محمد طه، فلتكن ذكراه مصدر إلهام لتعميق النظر، ومصدر إيمان أعمق بمشروعية الإختلاف.
----------------------------------
صلاح شعيب
الفاضل بشير
محمد جلال
حسن موسى
شكرا يا أصدقاء على المفاكرات الجامدة - بتعبير أخوانا المصريين.
خلوني آخد لي قرايات وأعمل مراجعات وأجيكم بإفادات بالحد الأدنى من التفصيل.

--------------------------------------
كلام عمومي:
الكلام بجيب الكلام، وبتفرع وبتشعب، ولا بأس، وعشان ما نودر الخيط أقول:
ما يهمني أكتر في هذا الممر، وما بعتبره ثيمة البوست، هو علاقات الـdomination/subordination وخاصة أبعادها الإثنية، بمكوناتها المادية والرمزية، ودور (أو موقع) توجهات وممارسات «إتحاد الكتاب السودانيين» في ذلك.
من باب التكرار، الذي قد يبدو مملا، إنو الإثنية (بما تحتويه من أبعاد عرقية وثقافية) من أهم مدخلات إنتاج علاقات الـdomination/subordination الفلقناكم بيها دي، ولو الكلام دة ما صاح قولوا لينا ما صاح، عشان نمشي نعمل مراجعات ونجي نمشي خطوات تانية.

الحاجة الأنا بعتقد إني فاهمها، إنو في حلبة الصراع السوداني، الأبعاد الإثنية ممكن تواصل سيروراتها بطرائق متعددة، ممكن تدخّل حاجاتها من الشبابيك بتاعة الـcommon sense والممرات الخفية (الـsubtleties). فنحن عايزين نكون منتبهين، ولو طلع مفيش حاجة زي دي - مكسب.

كمان في حاجة تانية: حسب فهمي، الزول لما يتكلم، ولما يعمل حاجة، المسألة دي بترتبط بشكل ما بفهم الناس التانيين، يعني زي ما في ناس منزعجين (منزعجين من تأويلي أنا) من إبراز صفة شاقية لناس يوسف فضل وتاج السر الحسن- من خلال واقعة محددة مرتبطة في رأيي بسياق أشمل أنا بسميه حلبة الصراع السوداني، في ناس تانيين ممكن يشوفوا في كلامي دة مجرد بديهة، احتمال زي أخوانا ناس «الكتاب الأسود» مثلا، وناس كتيرين من الناس الما بقروا كله كله. وحتى لو قرايتي أو قرايتم فيها إنة و«غلط»، برضو - في تقديري - دي قراية ليها مبرراتها وخلفياتها الإجتماعية والتاريخية. يا جماعة الأعراق والقبايل والإثنيات دي قاعدة وشغالة في شغلها (المتخفية منها - في جلباب الدولة أو المؤسسات أو الأحزاب أو حتي الأجسام الزي إتحاد كتابنا دة، البتوفر إمتياز الـvantage point لأفرادها، والأخرى الما لاقية ليها جلابية تتخفى فيها وبتلقى روحها قاعدة في الكرنتينة وتحمل اللقب المشين لوحدها!) - لو نحن شايفين ولا مش شايفين، عايزين ولا مش عايزين. ما هو نحن (بقصد الكتاب عموما - مع احتفاظنا للإستثناء بحقه) كنا قاعدين نتكلم عن ونغني للوحدة الوطنية ورحاب القومية ونردد في نشيد "شن فايداني" ثم نتجه للإتجاه الأخر وكل ما نفعله هو أن نشجب وندين ما نسميه الجهوية/القبلية/العنصرية/الـ.. إلخ لحدي ما جاتنا الحاجات دي على أسنة الرماح، بعد داك بدينا نفتش ليها مساحة في كراساتنا ونديها جزء من أحبارنا، أها قعدنا نتكلم معاها بمقولاتنا عن حبل الله والإشتراكية والديمقراطية ولما اقتربنا منها خالص قلنا: الفيدرالية، ولما ما فدرلنا ليها حاجة، جاتنا تاني على أسنة الرماح، ولما ظهر الغول الكان قاعد جوانا، وبدأ يورينا نجوم القايلة، انتبهنا لمقولات التعددية الثقافية وفضائل التنوع والتوازن وتقرير المصير لمباصرة الأمر، لما دة حصل، ما لقينا غير رماحها دي لكف أخطر يد من أيادي الغول. مش حاجة مدهشة بالله! والحركة الإسلامية، الظلت تنظّر للأمة الكبيرة - أمة الإسلام، أمة «الكتاب الأشهر»، في النهاية طلعت ب«الكتاب الأسود»!
وعشان ما نطلع نحن في «إتحاد الكتاب السودانيين» دة ب«الدفتر الأسود»، أنا غايتو بفتكر إننا احسن نتزحزح - ولو قليلا - عن مقام الطمأنينة والثقة الزايدة في «كاتب» دي.


الإيديولوجيا - الكرم، النبل، والتضحية
أنا بفهم إنو الزول البتبنى إيديولوجيا، أياً كانت، بعتبرها تصور أفضل للعالم وفي نفس الوكت أفضل تصور لما يجب أن يكون عليه هذا العالم. مش؟
فهو ممكن يبذل ماله ويفتح بيته من أجلها، إذن يمكن وصفه بأنه كريم. وهو ممكن يمارس قدرا من نكران الذات من أجل أن تسود، إذن يمكن أن نصفه بأنه نبيل. ثم أنه يمكن أن يضحي بنفسه من أجلها، ليس في السجون فحسب، وإنما يموت من أجلها في جبهات القتال، فيمكن أن نصفه بأنه شهيد (قمة التضحيات).
طيب ليه لما نصنف زول بإنه ينتمي للإيديولوجيا الفلانية يجوا بعض الناس يبنوا محاججاتهم على أساس إنو دة زول كريم، أو نبيل، وقدم كذا وكذا من التضحيات؟
يبدو أننا مش متفقين بالحد الأدنى حول مفهوم «إيديولوجيا».

الإجراءات وحسن النوايا:
مش يا جماعة، ولو من باب التحسب، بتكون الإجراءات مهمة؟ عشان حسن النوايا ما يبقى شباك يدخّل لينا ما نزعم أننا لسنا معه؟ كدة راجعوا البردعة بتاعتنا الفوق دي وأعينونا بالمزيد من المفاكرات إلي أن نعود.
----------------
الأخ الصديق صلاح شعيب
سلامات يا زول، وأرجو أن لا يُفهم أنني أتجاهل ما ورد في مداخلتك الأخيرة، فقط أنا في حوجة لبعض الوقت - وأظنك تعرف مضائق العالم الذي نحن فيه - لقراية بعض نصوصك مرة تانية عشان أجيك براجع أكثر فائدة.
عم مساءاً.

أبكر آدم إسماعيل
صورة العضو الرمزية
عصام جبر الله
مشاركات: 99
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:20 pm
مكان: Switzerland

مشاركة بواسطة عصام جبر الله »

فى هامش هامش المفاكرة:
اخونا الذى فى باريس حسن
سلام يا مان
و من كلامك ذاتو حول
حكاية الترحيب بالاعضاء "الجدد اقتبس الموقع دا منتدى للحوار ودفع المفاكرة في القضايا العامة ذات الأولوية في مشهد اهل السودان. قضايا الديموقراطية و التنمية،
راى فى كيفية قول الاشياء هدفها ليس النصح انما التنبيه للاهتمام فعلا بما يدفع الحوار والاسئلة فى درب ايجابى. قد تكون عندك تفسيراتك لهذه اللغة العدائية جدا تجاه البعض مثلا البرنس والتى تتفاوت ما بين جارحة
داجنة الكتاب
و مستفزة
يجري بثرثراته
او غير مقبولة
الأمُّور
، واهم ما فى الامر لانها تخرج عن فكرة المفاكرة نفسها و تلخبط سلم اولوياتا تب.
دى وجهة نظر وقد تكون راقدلك فوق راى تانى لكن ده ما بسوق "المتن" لى قدام كتير.
اما دى

حامي/حرامي سجيمان الذي يحسده عصام جبرالله " على طولة باله" ، أو كما قال: " أحسد البرنس على طولة باله و أحس كم الانسانية و الرهافة و الحساسية تجاه الآخرين في كل ما يفعله و كل عام و أنتم بخير" ( عصام جبر الله في تعليق بتاريخ 11 يناير على بوست البرنس المعنون " مساهمات سابقة في بوستات سجيمان ، مبادرة ذاتية توثيقية" سودانيزأونلاين 11/1 )،
نهايتو، لا تعليق على تعليق عصام جبر الله سوى أن " حسد الناس مذاهب" و فيهم من يحسد البرنس على سواد وقعته.

نعتبرا على شاكلة "انت والاعور الجنبك " :roll: :roll:
انا مركز فى المتن : الهوية والاثنية الحقيقية و المتوهمة بجى اتفاكر لاحقا.
سلام للجميع
Some people think they are thinking, while
they are merely rearranging their prejudices
Ahmed Elmardi
مشاركات: 1279
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:08 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Elmardi »

صديقنا حسن
سلامات

مالها بوستات الترحيب؟؟..
فلقد كانت لنا منها فوائد شتى.. ففي مشهد السفر وتعدد "المنافي"، او الانتشار السوداني في بقاع الارض المختلفة فقدنا قدر من المتابعة لما يجري بالوطن، فلقد عرفت أبكر من خلال ترحيب واحتفاء عدد من الاسافرة به بسودانيز أون لاين، كما عرفت جوانب لم أكن أعرفها من فكر بولا واهتماماته- للمرة الاولى- من خلال أكبر بوستات الترحيب طرا، وقد أثار بوست الترحيب بأبكر (فضولك) لتتقصى في كتابات أبكر، فالمسألة خالية من شبهة أي (حظوة رمزية غير مبررة، حظوة "سيد البيت").

فالبيت الاسفيري بيت مجازي، له تاريخه وطرائقه، فلا نفع له الا من خلال مساهمات الناس به، ولا أربط بين المساهمات بالبوستات واسئلة "الملكية" اطلاقا..

من ناحية أخرى، أدرك أسباب قلقك من انتشار بوستات النعي والترحم وأسياد الرايحة على بوستات تهتم بـ (دفع المفاكرة في القضايا العامة ذات الأولوية في مشهد اهل السودان. قضايا الديموقراطية و التنمية)..

حتى الآن لا أحس بان تلك البوستات مشكلة تعيقني كقارئ لسودان فور أول بأي حال. فمع الزمن المتاح لنا بعد المجابدة في أمور المعاش المتنوعة، وصيانة سودانفور أول، وتعدد الغوايات، لا أجد لنفسي بدا من انتقاء بعض البوستات للاطلاع دون غيرها.
وهذا في تقديري شر لاسبيل الى مقاومته في التعامل مع الاترنيت - خاصة مواقع النقاش-،
ترمى الماوس ويجيك اليجيك.. وفي رمي الماوس شئ من الاختيار بالتأكيد.





مع عميق تقديري

أحمد
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »



من الصاح أبكر آدم إسماعيل إلى الصاح حسن موسى.

صديقنا أو أخونا أو الصاح حسن موسى
تحياتنا الطيبات، ونشكرك على ما بذلت من جهد في قراية أعمالنا. ونشكر سودان فورأول على دورها في تقصير الظل الفكري - دة علي وزن مقولة «الظل الإداري» إياها.

الألقاب والتراحيب:
نحن نستعمل «صديقنا» وأحيانا «أخونا» لتجنب ألقاب التراتبية مثل «سيد» و «أستاذ» و «باشا أو بيه» أو حتي دكتور التي يستحقها أصحابها من أمثال بشرى الفاضل وبولا وحسن موسى، علي أي حال نحن سنستعمل «صاح» صديقنا وأخونا ودكتورنا حسن موسي لأنه إرتضاها لمخاطبتنا ونحن نحب الصحبة، ولذلك سنقوم بالإستيلاء على "صاح" هذه، التي لا تخلو من اللطافة، بوضع اليد، ثم نجري عليها ألف لام التعريف على كيفنا، على أن تظل تحمل معني الصحبة، دون أن تتعداه - حسب رغبتنا - إلى ذاك المتعلق بنقيض الخطأ. وربما يلاحظ الصاح حسن موسي أنه حتى هذه الصاح، بالإضافة للتهنئات والتعزيات، كما ذكر أخونا أحمد المرضي، لو عاينا ليها من الزاوية التي عاينت بيها - يا صاح - للترحيبات قد لا تخلو مما أسميته بـ"تكفين الميتات" التي قد "ينتفع منها" من أسميتهم "داجنة الكتاب" التي وصمت بها الكاتب "عبد الحميد البرنس". ورغم أن البئر قد أصبحت مسمومة، في مواجهة الإختلاف مع رأيك حول الصاح عبد الحميد، إلا أنني، على كل حال، أختلف معك، فأنا لا أعتبر عبد الحميد كاتبا داجناً، رغم اختلافي مع آراءه وتوجهاته؛ فعبد الحميد، الذي يلقب نفسه، ويلقبه أصحابه بـ«البرينس»،، قد حاول ويحاول أن يختط له طريقا نقديا لا ينقصه النزوع نحو الإختلاف مع الـ domestics، وهو كاتب لا ينقصه القلق المعرفي - كما هو بائن لي، أما محاججاته المتعلقة بنظريته السيجيمانية، التي لم يتحفنا حولها بـconclusion بعد، فتبدو لي مثل محاججات أصحاب المطاعم في محطات البصات السفرية الذين يبيعون الفشفاش والدمام علي أساس أنهما كبدة! إنها ورطة أدخل نفسه فيها بنفسه، وأنا أتعامل مع ما يفعل في هذا السبيل على أساس أنه خطأ وليس دجانة.


صوت الوتر السادس: القراية الكاتبة:
في البدء نسلّم بأن قراية الصاح حسن موسى للنص مشروعة تمام المشروعية كما لأي قراءة أخرى كانت أو يحتمل أن تكون. فنحن نسلم بما نعتبره حقيقة أن النص ليس مجرد generator للمعني، وإنما هو receptor أيضا، ونري وجاهة في الآراء الجهبوذة التي تقدّم التانية على الأولى. ولإنو الكلام بجيب الكلام، فلدينا تساؤل - موجه لعامة القراء - فيما يخص مقولة "موت المؤلف": كيف لما نموّت المؤلف ممكن نقرا صوت الوتر السادس على خلفية "إتحاد الكتاب الشاقية" أو الكتابات الأخرى، المتعلقة بالمؤلف، البتنتج قراءة كاتبة مثل قراءة الصاح حسن موسى هنا؟ هل هناك مسوغات أخرى غير وصلة المؤلف؟ أفيدونا، حسن موسى وغيره، بالمفاكرات في هذا الأمر، هنا أو في أي مكان آخر.

كتابة الظروف ومسئولية الكاتب:
يا صاح الإختلاف الحاصل في النص لم يكن من تعديل الكاتب ، هذه حقيقة لا تنفي مسئولية الكاتب في التعديل الحاصل، بسبب أن النص موجود ضمن مقتنياته الإنترنيتية، والبوليس لو لقى المخدرات في شنطتك مافي ليك طريقة تقول أنا مش مسئول. للتاريخ، ومن أجل المزيد من نقد سلوكياتنا ككتاب، التي من ضمنها ترك منتجاتنا رهنا للظروف، فملابسات الأمر - التي قد تطال الكثيرين من الكتاب، هي أن النص الموجود في الصفحة الإنترنيتية - الذي قارنه الصاح حسن موسى، محقا، علي خلفية وجوده الآخر، هو نص تعرض للتصحيف، ومر عبر عتبات الظروف الأنتجتها الإنترنت وظروف الكاتب نفسه. الإختلافات الحاصلة في النص جات من ملابسات متعلقة بجهل صاحب الصفحة في التعامل مع الإنترنت، وتكاسله - الذي لا يعذر فيه. فجميع النصوص الشعرية، وهي بالمناسبة جزء يسير من مقتنات الكاتب الشعرية، وبعض النصوص الأخرى - غير الشعرية - الموجودة علي الصفحة، يرجع الفضل في وجودها على تلك الصفحة - الذي أتاح، وما يزال يتيح، للآخرين فوائد التعامل معها - لجهد الأخ الصديق أو قول «الصاح» عادل عبد العاطي. ولأن الصاح أبكر آدم إسماعيل تنقصه المعرفة الكافية بتشييد وتحرير صفحات الإنترنت، فقد «فوض» - أو قول «فرض» بشكل ما على - عادل عبد العاطي بأن يوفر للناس تلك النصوص، بالشكل المتاح، على أن تتمم مراجعتها "كان ألله حيانا"، وبديهي أنه في هذه الحالة يتحمل الصاح أبكر أي مردود يأتي إثر ذلك؛ والحقيقية المبرئة لذمة عادل عبد العاطي هي أنه بعد أن تكبد مشقة جمع هذه النصوص من الإنترنت - علي ما تحتويه من تصحيف - ووضعها في الصفحة، أنه قام بإرسال رسائل إلى الصاح أبكر إسماعيل لكيما يراجعها، ويصحح ما يحتمل أن يكون قد ورد بها من تصحيف «أخطاء» - لحصافة الرجل، ولكن الصاح أبكر لم يلبي رغبة عادل عبد العاطي، ولم يكلف نفسه - بالقدر المطلوب - مشقة إلقاء نظرة فاحصة على تلك النصوص، متحججا بالظروف، وجلها، إن لم يكن كلها، ظروف حقيقية، ولكنها، علي كل حال، قاصرة في أن تكون حجة جامعة مانعة - لما يأتي وقت الحساب. ومن ضمن الظروف الخارجة عن ظروف هذا الـ(أبكر) الشخصية كان تأرجح بقاء الصفحة نفسها بين الوجود والعدم في المساسقة ما بين مدارات، مسارات، ودوت كم الأخيرة، وظل التصحيف قائما. ولم يستبن المدعو أبكر حجم هذا التصحيف إلا بعد أن جرت عليه عين الصاح حسن موسى الفاحصة - something should be appreciated. لكن برضو لحدي هسي مفيش مشكلة تستعصى على الحل يا (؟) (يا جماعة صاح دي يعملوها جمع كيف؟). تظل قراية الصاح حسن موسي قائمة بتمام المشروعية، وعلى الكاتب أن يدبر الأمر دون أن يورط الناقد في تهم الكذب أو التلبيس، والقارئ في الأحكام الجائرة ضد الناقد، ولذلك، وكحل يبدو مقبولا: أن تبقى الإشارة إلى واقعة النص المصحّف، في أي تعديل لاحق للنص في الصحفة إياها، ملازمة له، من الآن وإلي الأبد. يا لها من حكمة بالغة!


الأجيال والكتابة!
تعرف يا صاح، أنا لحدي هسي ما متيقن من أن كلمة جيل تطابق كلمة كتابة أم لا. الواقع إنو العبد لله توكل وأدلى بدلوه حول الموضوع بحدود ما يعلم من ملابسات القضية. ولأن كلمة جيل هذه - حسب ما يتم تداولها حمالة أوجه، ومرتبطة بالفهم السائد الذي يتأسس على الأعمار أو الحقب، كان ما أتاحته فرصة التدبر أن نتكلم بصوت مسموع، ونحكم بمقدار علمنا، لكيما يأتي آخرون ويضيفوا علما، وهذا ديدن الصاح أبكر، لإدراكه، في وقت ما، أن من قدر الفرد أن يكون قاصرا، ولكن على ما به من قصور يمكن أن يكون ما يدلي به طوبة، وكما قال وودي - في الفيلم بتاع Indecent Porposal - إنو حتي الطوبة نفسها تحاول أن تكون شيئا، وبوجود أطواب أخرى تستطيع أن تكون شيئا بالفعل. والحقيقة الأخرى هي إنو الصاح أبكر نفسه قد لمس ما في إجابته من إشكالات بالرغم مما فيها أحكام قاطعة وتوكيدات تحتاج إلي توضحيحات أو مراجعات. وعلى إثر ذالك حاول أبكر مقاربة الموضوع بقدر من التأني، وقام بعمل هوامش وأرسلها لأخيه وصديقه الصاح محمد كبّر الذي يملك عينا فاحصة، لكيما يفاكره في الأمر، وكانت فتوى الصاح كبّر (الشفاهية): أن ما ورد بتلك الهوامش التي لم تنفك تتعامل مع قصة الأجيال بالضبابية المعهودة (أربعينات، ستينات، سبعينات، تسعينات، إلخ، وبما تشمله من عمرية السوسويولوجيا بما لا يحمل أي معنى يعتد به لما تجي مسائل الكتابة) لن يقدم أي شيء ذا فائدة، وكان على الصاح أبكر أن يلتزم بـ«أعد» أو يشوف ليهو موضوع آخر، ولأن الصاح أبكر كان مزرور في المعايش، التي إنتهت به إلي زنقة الأكاديميات، فعمل نايم - على أمل أن يتيح جدول الأولويات الفكرية مقاربة أخرى، ولكنها لم تحدث حتى الآن. ولما القصة مرّقت راسها تاني، ولأن الصاح أبكر ما يزال على جهله القديم، ببقى السؤال: يا جماعة (ما تنسوا تفتونا في جمع صاح) شنو علاقة الأجيال دي بالكتابة؟ هل الأجيال هي الكتابة نفسها، بحيث أن أبكر مرق منها ليدخل إليها من "دريب قش" كما يقول بذلك كلام الصاح حسن موسى؟ أم أن في الأمر ملابسات أخرى؟


العروبة والأفريقية وإشكالات المنهج.
يقول الصاح حسن موسى في مفاكرته للصاح أبكر، علي خلفية مساءلة أبكر هذا لتوجهات عبد اللطيف والخواض و«إتحاد الكتاب السودانيين»:
فأنت حين تعارض استنارة الكتاب السودانيين بتجربة" اتحاد الكتاب المغاربة" في السودان، بتجارب اتحادات كتاب " أفريقية" لا تسميها ،أجدك تتعامى عن كون العرب في أفريقيا هم أفارقة مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة الآخرين بما فيهم بيض جنوب افريقيا و هنود كينيا و"ميجراب" السودان.كما أجدك تتجاهل ـ و لا أظنك تجهل ـ بداهة كون اللغة العربية ـ مثلها مثل الانجليزية و الفرنسية ـ هي لغة افريقية خالصة للناطقين بها ، مثلما هي، على حد عبارة كاتب يس ، " غنيمة حرب" عند الناطقين بغيرها.



كلام الصاح حسن موسى هذا يكشف عن مسلمات عديدة، يبني عليها خطابه، وأحكام من الوزن الثقيل، فيما يختص بثيمة بوستنا هذا، ولكننا سنركز معاينتنا فيما نعتبره أهم هذه المسلمات في خطاب الصاح حسن موسى.

(*) مسلمة الصاح حسن موسى هنا هي "كون العرب في إفريقيا مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة الإخرين،" ثم أنه يبني عليها أحكام متعلقة بالصراع بين ما هو إفريقي وما هو عربي. كدة نعاين للقصة دي بقليل من التأني:

أولا: "كون العرب [في إفريقيا] أفارقة مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة" هذه بالطبع مسلمة، ولكنها لا تتأهل لهذا الموقع الخطير في الجدل إلا في الأفق المسطح، أو قول المجال الأملس: أفق أو مجال الجغرافيا الطبيعية، الذي يؤهل "مثلهم مثل غيرهم" هذه لرتبة «مسلمة"، إذ يسمح بأن نموضع الأقوام، بمعزل عن مجالات الصراع في الحيز المسمى إفريقيا، مثلما نموضع جبال الأطلس، أو جبل مرة وكلمنجارو علي الخارطة بهذا المستوى. ولكن هل تملك هذه المقولة نفس المؤهلات حين نقوم بترحيلها إلى الأفق الخشن أو مجال الصراع - الثقافي، «الحضاري» بأبعاده التاريخية، وما يحتويه من أبعاد عرقية، ما تفتأ تعرقن الواقع؟
فلنعاين إلي الخارطة أدناه، المسماة «خارطة الوطن العربي»:

https://www.arabscastle.com/maps/

هذه الخارطة «تجقُم» قارات آسيا وتعلن فرنبتها عن أروبا، و«تجقم» إفريقيا - التي تهمنا هنا - جقما ليس فيه أي لبس، أو قول جقمة رجل واحد - كما هو واضح. فما مسوغات هذا «الجقم» التي يبدو واضحا أن ليس لها أسانيد في الجغرافيا الطبيعة أو «السياسية» حتى، ولا حتى في قوانين الفيفا؟ هل الأمر مجرد «ترهات»؟ إجابتنا: لا. (وخلي أخوانا ناس القومية العربية يفرحوا ولو مؤقتاً - زي ما هم فرحانين بخلافنا مع الصاح حسن موسى). الحقيقة أن هذه الخارطة الجاقمة، لها مسوغات أكثر أهمية من تلك المتعلقة بالجغرافيا الطبيعية والسياسية وقوانين الفيفا حين ننظر إليها من زاوية، التاريخ، والأفق الخشن أو مجال الصراع (الثقافي، وفي رواية أخرى، الحضاري الذي يستبطن ما هو عرقي)، الذي نحن بصدده هنا كواحد من أهم عناصر ثيمة بوستنا الأساسية. كيف الكلام دة!؟ أيوة، فهي خارطة تؤسس نفسها على أساس أنها مجال متميز عن آسيا: (الأسيويين والعرب) ثم (الفرس والعرب)، وعن أروبا: (الترك والعرب) و(الفرنجة والعرب)، ثم عن إفريقيا (الأفارقة والعرب)، (وما ننسى حكاية مجال صراع ثقافي «حضاري» بأبعاده العرقية والإيدولوجية التي تسوغ له وجوده في فضاء التاريخ). هنا لب القضية محل الإختلاف، المرتبطة بالثيمة الأساسية لهذا البوست.

أها الخارطة الجاقمة دي، وبمجرد النظر إليها تسوغ لنا الشك في مسلمة الصاح حسن موسى بتاعة "مثلهم مثل غيرهم" وتجعل منها مجر فرضية تحتاح إلي الإثبات في حلبة الصراع، الصراع مناط أو قول مرجعية الإحتجاج فيما نحن بصدده - والشمار بدأ يدخل في المرقة قبل حتى ما ندخل في المحتويات.

طيب نجي للمحتويات:
بدءاً: هل يصح، ونحن نقارب قضايا الصراع وعلاقات الـdomination/subordination، أن نعتبر أن تقسيم عرب وأفارقة هذا جاي من فراغ، أو ترهات، أو إنه يساوي مقولة أن الدينكا أو الزولو أفارقة؟ أجابتنا: لا. ليه؟ لأن مرجعية الإختلاف ليست هي في كون هؤلاء أو أولئك موجودون - مجرد وجود - في مساحة جغرافية طبيعية إسمها أفريقيا والسلام، فلو كان الأمر كذلك، لا نحسب أن عنزان سينتطحان فيه (إنتطاح العناز هذا يبدو مزعجا في إيحاءاته السالبة حتى بالنسبة لـراعي غنم مثل الصاح أبكر إسماعيل لكن إتحملوها). إذن أين القضية، أين مناط الإختلاف؟ القضية مناط الإختلاف هي الأبعاد الإثنية (عرقية- ثقافية) التي خلقت لنفسها مجالات ثقافية «حضارية» - بالرغم من الإسترابة المشروعة إزاء «حضارية» هذه - عبر التأريخ، كعمق، أو قول بعد ثالث، وحدود إيديولوجية، رسمت لنفسها خرائط لتميز نفسها بنفسها في الواقع، مما أدى بشكل ما إلي صنع قوانين قرابة تتحكم في توجهات وسلوك بعض الأفراد والجماعات، زي ناس الخواض وعبد اللطيف كأفراد، و«إتحاد الكتاب السودانين» و«السودان» كجماعات، يترتب عليه واقع لا يصح لأي كائن أن يقفز عليه بأي دعوى كانت. ولو كان «العرب»، بالمعني الأخير يمكن التعامل معهم كأفارقة - مثلهم مثل غيرهم - فكيف نفسر مصطلحات مثل "آفروعروبية" أو سودانوعروبية - بتاعة الصاح محمد جلال؟ أو نتفهم ونؤمّن علي سدادة مقولة الصاح عبد الله علي إبراهيم: "أن يكف أبناء الشمال العربي المسلم عن خلع حضارتهم بدعوى الهجنة" وأن "أهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين أو أكثر للثقافة السودانية"؟ أو مقولة "السودان جسر العروبة والإسلام إلي إفريقيا"؟ ما هو المسوغ لتقسيم عرب - أفارقة في إفريقيا عموما، وفي السودان بالخصوص؟ هل الأمر مجرد «ترهات»؟ لا يا صاح، فالـmental constructs قادرة علي صنع الواقع - كما يقول «العلامة» فرويد ويؤيده آخرون لا شك في جهبذتهم العلمية.
النتيجة الأولية هي أننا يا صاح إزاء مجالات ثقافية (وفي راوية مريبة «حضارية») في حالة صراع تميز نفسها بنفسها في حلبة الصراع مناط الإحتجاج، مع ملاحظة أن لأحد هذه المجالات اليد الطولى في ذلك فيما نحن بصدده. وزي ما شايف في خريطة «الوطن العربي» إياها، أنها لا تعتد بالأفق الجغرافي الطبيعي الأملس الذي يسوغ لمقولتك في أن تصبح أو تظل مسلمة. بعد دة ممكن نجي لاستخلاص النتائج، وإصدار الأحكام:

عليه: ولما كان صلب المسألة محل الإختلاف هو المجال الخشن، مجال الصراع، بأبعاده التأريخية، الذي تأسس عليه الخيط المفاكراتي هذا، فإن ذلك يسوغ لنا النتائج التالية:

النتيجة الأولى: مسلمة الصاح حسن موسى، بمعيار المجال الخشن بأبعاده الأخرى، تصبح مجرد فرضية تحتاج إلي الإثبات، وبالتالي إستخدامها كـ«مسلمة» يجعل منها مقولة مضللة، والنتائج المبنية عليها غير صحيحة، إلي أن يحول الصاح حسن موسى فسيخها إلي شربات. ثم أنه تظل الأحكام المبنية عليها، زي «يتعامى» و«يتجاهل» أحكام جائرة.

النتيجة التانية: أن الصاح حسن موسي، بالرغم من عينه الفاحصة/الشوافة، قد قام بترحيل مقولة من مجال يؤهلها لأن تكون مسلمة إلي مجال آخر لا يؤهلها لذلك، مجال يجعل منها مجرد فرضية تحتاج إلي إثبات، ليقرر نتائج ويبني أحكام تقصّر عنها مقولته وهو بالتالي يرتكب خطأ منهجيا يسوغ لنا أن نصف الجزئية التي عايناها في خطابه بأن بها إشكالات «منهجية» تحتاج إلي مراجعة، وما دايرين نقول «مأزومة» لأننا مش متأكدين من كونه - حتى الآن ـ مصر على ذلك (مثل تأكدنا من إصرار الأخرين) أم لا!

النتيجة التالتة: حتى لو تنازلنا وإعتبرنا مقولة الصاح حسن موسي، بالرغم من كل شيئ، «مسلمة» - علي سبيل الفروض الجدلية فحسب، فبرضو هناك تحيز واضح للعنصر العربي «الإفريقي» دون العناصر الإفريقية الأخرى التي «تماثله» حسب «مسلمة« الصاح حسن موسى، في ملابسات تكوين، وفي توجهات، وفي ممارسات «إتحاد الكتاب السودانين». وعليه، يبقي السؤال المطروح في متن الأطروحة الأساسية لهذا البوست قائما! إشمعنى يعني؟

والباب لسة مفتوح: يمكن الصاحين عبد اللطيف والخواض كان عندهم مبررات أخرى غير ما حاول أن يسوغ له الصاح حسن موسى، وهي قد تكون مبررات أكثر وجاهة. نحن في إنتظارها.
لكن هسي كدة خلينا من ناس عبد اللطيف، والخواض، وحنا الصغير الشقي بتاع الفرشاية دة، كدة نعاين لشقاء حنا الكبير، العامل زي ضنب أبو الدقيق، في الخريطة إياها، المسماة «الوطن العربي»، التي جقمت إفريقيا عنوة، وعلى مرأى من مسلمات الصاح حسن موسى، هذا الـ«حنا»، المسمى السودان، ذو الشقاء الأكبر، المهدد بجز مؤخرته بسبب متعلق - بشكل ما - بإصرار بعض قومة الصارم على صلة القرابة مع الخريطة إياها، وبنوع بمجادلاتنا أو قول مغالطاتنا هذه، بعد ست سنوات فقط - ست سنوات لا تستطيع أن تؤهل نفسها لأن تكون «تأريخ» أو أن تكون era أو حتى حقبة. وللأرباب في خلقهم شئون!

إلي حين عودة لمعاينة شقاء «حنا الكبير»، الذي لا عبساً بلغ ولا كلابا" كدة نتأمل في تواريخ ميلاده،، وتفاصيله الداخلية، وما ألزمته به صحبته للخريطة إياها، وآلام الجز التي تنتظره، وانهماك أبنائه بمن فيهم الصاح حسن موسى في كفكفة بناطيلهم، أو تأففهم من الدخول في الجربوبة لإنقاذ حمار كلتوم.
ولنتأمل قضايا الهوية، أو "الهوية المعرقنة" على ضوء مقولات لوكاش هنا:

https://www.marxists.org/archive/lukacs/ ... thodox.htm

ثم، مراجعة مقولات بيير بورديو حول ما يسميه بـ«رأس المال الرمزي» وعلاقة ذلك كله بإنتاج علاقات الـdomination/subordination ثيمة بوستنا هذا، وما يترتب عليها من نتائج مثل الجز المشار إليه أنفا، الذي إن قدّر له أن يحدث فإنه سيطال الجميع - وخليك من الملايين الماتو جراء الحرب الأهلية، وخليك من الملايين القاعدين في الكامبات إياها - ما نحن ناس transendent وكدة!

ولنا عودة

-------------------------------
معليش صاحنا صلاح شعيب، ومعليش بقية الصاحات (دي نجرة مؤقتة لجمع صاح إلي أن يفتينا آخرون حول صيغة جمعها) على عمليات التقديم والتأخير في الردود، وأظنكم تتفهمون مبرراتها.

أبكر آدم إسماعيل
-------------------------
التعديل الثاني اقتضاه تعديل الجملة المشار إليها بـ(*) بحذف المقطع: "التي تنبني عليها مقولاته في الفنأفريقية التي أسهب فيها هناك وعنون بها مفاكرته" لإدراك الكاتب ما بهذا المقطع المحذوف من تعميم يجانبه للصواب.

[/color]
آخر تعديل بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá في الخميس يناير 26, 2006 1:03 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »



حذفت المداخلة
خالص شكري للأخ أبكر آدم إسماعيل.
نجاة


آخر تعديل بواسطة نجاة محمد علي في الأربعاء يناير 25, 2006 5:20 pm، تم التعديل مرة واحدة.
أضف رد جديد