التعدُّدية الثقافية والتنوُّع الثقافي - بقلم علي الزَّين

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

التعدُّدية الثقافية والتنوُّع الثقافي - بقلم علي الزَّين

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

بلغني، عبر وسيطٍ خاص، هذا المقال الرَّصين من الصديق علي الزَّين. أشرككُم/أشرككُنَّ في قرائته، متمنياً أن يكون فاتحة لحوارٍ يتمتّّع بنفس الرَّصانة حول المفاهيم والقضايا التي يتطرق إليها:



فَكُّ الالتباس بين "التعدُّدية الثقافية" و "التنوُّع الثقافي"

بقلم: علي الزَّين




كم شخصٌ في شندي يتعاطى التمباك يومياً - بحيث أن هذا التمباك أصبح متوطناً فيها وله تاريخ داخلي وصار بذلك جزءاً من ممارسة شعبية يومية بما يجعله يمثِّل أحد عناصر الثقافة الداخلية لهذه المدينة.ولكن التمباك يُزرع في دارفور، أي إن له تاريخ خارجي أيضاً.فكم عنصر من عناصر الثقافة الداخلية في دارفور لها تاريخ خارجي في شندي مثلاً؟

العصيدة، المشاط، الشلوخ، البطان، الدخان النسائي، ومئات النماذج تعبر عن جدل الثقافات. فليست الثقافات كيانات منفصلة. فهناك تبادل وتواصل وتماس وفرجات خلالية وهُجنات ثقافية. ولكن لكل ثقافة بؤر مُظلِمة. أقصد بـ"مُظِلمة" هنا أنها أماكن يصعب النفاذ إليها؛ وبعيدة عن مواقع الهُجنة الثقافية. وحتى العلوم الاجتماعية تعجز عن تفسيرها، كما تقف نظريات الصراع الطبقي وبقية مناهج علوم الاجتماع حائرةً أمامها. وكلما اتسعت تلك البؤر في اختلافها الواضح عن المحيط الهوياتي، نسمِّي تلك الحقول الهواواتية بمناطق الخصوصية الثقافية.

قبل المضي قدماً، يجب تذكُّر قاعدة أخلاقية مهمة، وهي أن معيار قياس الثقافات المكوِّنة للوطن لا علاقة له بالتعداد البشري للمجموعات الهواواتية.

في المادة الأولى من إعلان اليونسكو بخصوص التنوع الثقافي يظهر التمييز بين مصطلحيين هامين هما:

"التنوُّع الثقافي"، وهو: تنوع هويات المجتمعات.
"التعدُّد الثقافي"، وهو "الإستراتيجية السياسية للاعتراف وإدارة التنوُّع".

فالتنوُّع موجودٌ سواءاً تم الاعتراف به أم لم يتم. أما التعدد فلا يُوجد إلَّا بعد صناعة السياسات اللازمة كرد على التنوُّع. فالتعددية "فكرة" بينما التنوُّع "واقع".

من خلال الحوارات المستمرة حول قضية التنوُّع في المنابر المتعددة تبرز بعض الانتقادات التي يتحدث أغلبها عن الخوف من أن سياسات التعدد قد تتسبَّب في الحجر أو انكفاء المجتمعات وإعلاء شان الهويات الأُصولية القبلية والجهوية وأخرى تعتبر ذلك لافتات أيديولوجية وأن تصوير التنوُّع يتَّسم بالمبالغة والتهويل وينوِّع اللامتنوِّع؛ غير أولئك الذين يعتبرون ذلك لهواً من لهو المثقفين وشطحاتهم.

أوليست تلك الانتقدات جديرة بالتوقف عندها والتركيز عليها؟

فالتنوُّع، كما ذكرنا، واقع. والواقع يحتشد بـ"الخير" و"الشر". والتعدد المطلوب هو السياسات الأخلاقية الواعية المستلهِمة جانب "الخير"، رغم أن قضية الخير والشر من الأمور النسبية.

والواقع إن تلك التخوُّفات سببها أيضاً التباسات أخرى بين معنيين هما "مفهوم الثقافة" و "مفهوم الهوية الثقافية"؛ حيث لا يمكن المطابقة بين المفهومين دون شروط. فالثقافة يمكن أن تكون بدون وعي هوياتي. أما الهوية الثقافية فتعتمد على الانتماء والوعي بتلك الثقافة.

إذاً عندما يتم الحديث عن التعدد الثقافي كـ"فكرة" و "سياسة" يكون القصد "التعدد في الهويات الثقافية". فالثقافة تفاعلية ودينامية. أما الهوية فهي الجزء المراد تثبيته. ذلك إن إضافة الهوية إلى الثقافة يغيِّر أموراً كثيرة.

نواصل لاحقاً.
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

ررر

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

التنوع الثقافى كواقع
والتعدد كفكرة

يحل كثير من مشكلات الواقع السودانى
فمثلا
فكرة التنميط بين القبائل وممارسة النكات العنصرية ورفض التزاوج بين القبائل
هى فى اطار التنوع الثقافى


دور التعد الثقافى يكون
فى قوانيين تساوى بين الجميع
وفى سياسات دولة عادلة فى التعليم بالسماح بتدريس مختلف اللغات السودانيةوفى ادارة حكيمة وفى الاعلام
فاجهزة الاعلام
يجب عليها الامتناع عن نشر النكات العنصرية
وان تفتح شاشاتها للغات والثقافات المختلفة

نعترف بالتنوع
وندعم التعدد
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

أهلاً وسهلاً بك يا محمد سيد أحمد. أدناه تعقيب علي الزَّين عليك:


شكراً على المداخلة يا محمد.

شروط انتاج وتداول النكات ذات المدلولات العنصرية أو الساخرة بصرف النظر عن الموقع السياسي أو الثقافي الذي تنطلق منه هي سرديات مضادة، توضِّح حقيقة الهويات المتنازعة، ودراستها تحتاج إلى أن يُبذَل فيها جهدٌ كبير، وليس مجرد تمارين نظرية. وفيما هي تُظهِر قدراً كبيراً من حقيقة الهويات الجوهرانية والمجموعات المتخيَّلة، فإنها أيضاً تُسهم في صناعة الحواف الحادة وتعبِّر عن نرجسية الفروق الصُّغرى.

مع مودتي وتقديري.

علي الزَّين
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

ررر

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

سلام عادل
سلام على


((النكات ذات المدلولات العنصرية هى سرديات مضادة توضح حقيقية الهويات))

واضفت
دراستها تحتاج الى جهد كبير وليس تمارين نظرية

من الجهود الكبيرة فى دراسة النكات العنصرية
يمكن الاشارة الى مايقوم به عمر عشارى من كتابة مقالات وتنظيم ندوات وملتقيات لمناهضة النكات العنصرية عبر البحث والدراسة والاستقصاء عن مدلولاتها وتاثيراتها السالبة
كذلك ما كتبه الاستاذ عبد الخالق السر من مقالات
وقد اطلعت على كتابات جادة وعميقة فى الاسافير عن ذات الموضوع


اذكر مقال قديم جدا فى مجلة الثقافة السودانية للاديب ابراهيم اسحاق تناول فيه موضوع التصورات المتخيلة بين ابناء بعض القبائل السودانية
أضف رد جديد