في نقد ( تربية ) الزمن الماضي .

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

في نقد ( تربية ) الزمن الماضي .

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

في نقد ( تربية ) الزمن الماضي .

أرسل لنا الدكتور " خليفة نوري "، قصة لم أدر صحتها من عدمه ، ولكنها أثارت الكثير من رؤى أهلنا من معلمي الزمن الماضي . فإن صحت القصة أم لم تُصح ، فإن العبرة والمسلك معهود من مُعلمي ونُظار الثانوية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي . وتلك قصة سنتاولها في رؤانا حول التربية والتعليم في سبعينات و ستينات القرن الماضي في مدراس السودان الثانوية .



النص

في سبعينيات القرن الماضي تولى المرحوم الأستاذ " حسن عبيد الشايقى" إدارة مدرسة الخرطوم الثانوية - بالقرب من الجامعة. واشتهر بحزمه في الإدارة ، حيث كان يقف (قبل وبعد جرس الصباح) خارج مكتبه، لمراقبة الطلبة المتأخرين والمخالفين للزي .
وكان صارماً حازماً.

في أحد هاتيك الأيام شاهد الطالب " عصام محمد خير عثمان" (والده كان وقتها وزير التربية والتعليم). هذا الطالب كان يرتدى بنطلون شارلستون (كان يباع بالسوق الإفرنجي)
نادى الاستاذ " حسن عبيد " الطالب، وطرده من المدرسة لحين إحضار ولى أمره.
الطالب حضر في اليوم التالي ومعه خاله. طرد " حسن عبيد " الطالب لمدة شهر ، على أن يعود بعد الشهر ومعه " محمد خير عثمان " والد الطالب عصام. وسلَّم الطالب القرار مكتوباً.

كان الشارع الذى يمرّ أمام المدرسة، شارع عبور الى وزارة التربية والتعليم من الباب الجنوبي للوزارة، المدخل الرئيسي كان من الناحية الشمالية على شارع النيل.

بتعليمات من الاستاذ "حسن عبيد " ، تم منع مرور السيارات بهذا الشارع من الساعة السابعة صباحاً حتى آخر اليوم الدراسي.
*
بعد مرور (30) يوم ، وهي مدة طرد الطالب، حضر والد الطالب " محمد خير عثمان " وكان يشغل وظيفة " وزير التربية والتعليم " . و كان ابنه معه بالسيارة. وتم ايقافها خارج البوابة.
نزل الوزير وابنه من السيارة في صيفٍ حار، وسارواً راجلين على الاقدام الى مكتب " حسن عبيد الشايقى" المدير، وهما يتصببان عرقاً، لبعد المكتب من البوابة الرئيسية.

دخل الوزير على مكتب " حسن عبيد "ووقف أمام تربيزة المكتب والاستاذ " حسن عبيد " جالس خلف التربيزة ولم يقم له.
سأل "حسن عبيد " الوزير باسمه مجرداً من كلمة وزير:
تم طرد ابنك لإحضار ولى أمره ، لكنك لم تحضر معه، بل حضر برفقة خاله.
أجاب الوزير بأنه كان خارج السودان لحضور مؤتمر.
افاده بأن عقوبة الطرد (30) يوم ،لأنك لم تحضر كولي أمر وقتها.

وسأله لماذا لم يلتزم ابنك بالزي الرسمي وهو بنطلون عادى وليس شارلستون.
أفاده الوزير ان الولد اشترى البنطلون من السوق الإفرنجي بشارع الجمهورية دون علمه.

أفاد "حسن عبيد " أنه لم يحسن تربية ابنه، حتى وصل به عدم التربية لشراء شارلستون والحضور به للمدرسة.والزمه بتوقيع تعهد أن لا يحضر الولد ببنطلون شارلستون، وإذا لم يلتزم سوف يقوم بفصله من المدرسة ، ويمنعه من مواصلة تعليمه في أي مدرسة حكومية في السودان. وقع الوزير التعهد.
وحكم على الطالب بعشرة جلدات على أن يحضرها والده الوزير.على ان لا يقوم الصول بجلد الطالب، لتقدم الصول في العمر ، والجلد سوف يكون بارداً وليس بالصورة المطلوبة.
وأوكل مهمة الجلد لأحد طلبة السنة النهائية ويكون" سينيور الكديت " أو التدريب العسكري.
وكان " السينيور " هو الطالب " أحمد آدم " ، (لاحقاً أصبح حارس مرمى الهلال) .
وفعلاً قام بالجلد بكل قوته، حسب تعليمات الاستاذ " حسن عبيد "، وبحضور والد الطالب وهو وزير التربية والتعليم.
وبعد الجلد ذهب الولد للفصل، ووالده راجلاً حتى البوابة الخارجية موقف سيارته.

رحم الله الاستاذ " حسن عبيد الشايقى " وشفى الله " محمد خير عثمان " من وعكته الصحية ، وغفر لهما .ورحم الله التربية والتعليم والقانون.
•••
انتهى النص
**
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

التعليق :

(1)

أذكر في التاريخ أن أحد أخوالي ، لم يستمر في الدراسة رغم إلحاح والده ، وقال بالحرف الواحد : " يا ريت لو كان أبوي ضربني كان قريت واتعلمتَ " !! . وخالي يتحدث عن عشرينات القرن الماضي !!

(2)

أذكر في العام 1967 ، أن قام أحد أبناء عمومتي ومعه صديقه بهدم فتحة في حائط للخروج للإفطار خارج المدرسة ، وحكم عليهما الناظر " الطيب شبيكة " بالفصل من المدرسة لمدة ثلاثة أشهر ، وكانت الأشهر الثلاثة تنتهي بتاريخ " امتحان الشهادة " وكان الطالبين وقتها في سنتهما الأخيرة .
تخيل معي أن الطالبين كانا يتسلفا كراسات الدراسة سراً من زملائهم ، ليستذكرا !!. وقد أثر ذلك في نتائجهما في " امتحان الشهادة " !!!!

(3)

ذكرت القصة أن مدير المدرسة وهو الإداري ، نفذ حكم الجلد (30) جلدة على الطالب في حضور والده ، وتلك قسوة لا مُبرر لها ، وذكرت عدم الاعتبار لمنصب الوزير في إنفاذ قوانين إدارة المدرسة الثانوية ، وهو مسلك محمود أن الآباء سواسية أمام القانون .
أحب أن أسأل ، عندما أحضر الطالب خاله بديلاً عن ولي أمره ، هل قام مدير المدرسة " حسن عبيد " بسؤال الطالب عن سبب غياب ولي أمره ؟ ، إذ لم تذكر القصة ذلك ، ولم تذكر إن كان بالفعل أن والد الطالب قد سافر لمؤتمر خارج الدولة ، أم هي أكذوبة من الأب الوزير .
ثم كيف تحقق " المدير " حسن عبيد " من أن غياب الأب عن الحضور كان مُبرراً أم لا ؟
لست أدري ما هو القانون الذي استند عليه قرار الجلد ( 30) جلدة ؟ ، أم هي لائحة داخلية أعدتها المدرسة بصورة عشوائية ، ليست لها علاقة بقوانين التربية والتعليم .
ثم ما هي جدوى التربية بهذا الكم الهائل من الجلد ؟

(4)

جملة اعتراضية :
{ ذكر رئيس جمهورية السودان الحالي قبل أشهر ، أنه قد تم جلده ( 60) جلدة في المدرسة ، و صرّح أن عقوبة الجلد عقوبة تربوية !! }
الجدير بذكره أن رئيس الجمهورية الحالي في السودان ، حسب قوله قد تمت تربيته على ذات النهج . والعبرة كما يقولون بالخواتيم !!
أضف رد جديد