اللغة النوبية و النبي إدريس عليه السلام:

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

اللغة النوبية و النبي إدريس عليه السلام:

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

اللغة النوبية و النبي إدريس عليه السلام:
ذكر الدكتور عبد الوهاب النجار مؤلف قصص الأنبياء في كتابه صفحة 348(أنه أول من أنذر قومه بالطوفان ، ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض من الماء والنار ، فخاف ذهاب العلم ودروس الصنائع فبنى الاهرام والبرابي في صعيد مصر الأعلى ( اهرامات دنقلا العجوز والبجراوية في السودان ) وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم فيها صفات العلوم حرصاً منه على تخليدها لمن بعده خفية أن يذهب رسمها من العالم ) إنتهى المصدر .
نرجع إلى أصل إسم إدريس بالنوبية ، فالإسم يتكون من مقطعين ( إد –Id ) تعني الأنسان و(إريس iris ) تعني الطيب ، وكلمة (إد ) مرادفة لكلمة ( أدم ) التي هي تعني الإنسان بالنوبية أيضا . وهنالك حيوان خرافي الأدب النوبي يسمى (إدكال- idkaL ) ومعناه آكل لحوم البشر ، وتوجد مناطق في شمال دنقلا تحمل المقطع الأخير من إسم إدريس مثال لذلك : شلال إريس وقرية إريس الأثرية. والمدهش أنه لاتخلو عائلة في إريس من إسم إدريس.
في حديث عن ابن عباس وأبو هريرة : أن عمر آدم عليه السلام كتب في اللوح المحفوظ ألف سنة ، وهذا لا يعارضه ما جاء في التوراة في أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة .ويقول ابن كثير : ان ما في التوراة إن كان محفوظاً محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الاهباط ويضاف اليها ثلاث وأربعين سنة –مدة مقامه في الجنة قبل الاهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره فيكون الجميع ألف سنة .
ذكر ابن اسحاق أن ادريس عليه السلام أدرك من حياة آدم ثلاثمائة ووثماتي سنين .وهو أول من خط بالقلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام .
نوح- هو نوح بن لامك بن متشولخ بن أخنوخ(وهو نبي الله ادريس عليه السلام ) وكان مولده بعد وفاة آدم بـمائة وست وعشرين سنة .يقول ابن كثير : عند أهل الكتاب بين موت آدم ومولد نوح مائة وست وأربعين سنة .
ملاحظة: أقوال المؤرخين والمفسرين بأن إدريس عليه السلام نوبي يقتضي أن يكون آدم ونوح أيضاً لهما علاقة مباشر بأرض النوبة والنوبيين وذلك للقرب الزمني والنسَبي الذي يجمعهما بادريس عليه السلام .
ورد في كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار نقلاً عن كتاب تاريخ الحكماء ترجمة هرمس الثالث صفحة 348 (أن النبي إدريس عليه السلام(أخنوخ)الساكن صعيد مصر الأعلى، جمع العلوم التي ظهرت قبل الطوفان وسجلها على الإهرامات خوفاً من ضياعها، وهو أول من أنذر قومه من الطوفان ) .ومعلوم أن صعيد مصر الأعلى هو بلاد النوبة (السودان) بإهراماتها في دنقلا العجوز والبجراوية، وبشهادة المؤرخين ، إنها تعتبر أقدم من إهرامات الجيزة ، إذ أن الحضارة إنتقلت من الجنوب إلى الشمال . فإدريس عليه السلام هو أخنوخ بالعبرية ، وهو نبي الله أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وهو الثاني في ترتيب الأنبياء بعد آدم عليه السلام ، وآدم جده الخامس.يعني ذلك أن الفترة الزمنية بين إدريس وآدم لم تكن طويلة ، كما أن إنذاره لقومه بالطوفان يعني حتماً أن طوفان نوح عليه السلام حدث في نفس المنطقة، إذا وضعنا في الإعتبار الآتي :-
1- أن الفيضان كان فيضاناً نهرياً مصحوباً بالأمطار ولم يكن فيضان بحر ، لأن البحر لايفيض.
2- أن الإفتراض القائم من قبل بعض المؤرخين بأن نوح كان في جنوب الجزيرة العربية ، تدحضه عدم وجود أنهار في جنوب الجزيرة العربية.
3- أن العذاب عادة يأتي من جنس النعمة ، أي من العوامل المتجانسة مع البيئة ، فسكان الانهار عذابهم الطوفان ،وسكان الجبال عذابهم الرجفة والصيحة ، وسكان الصحاري عذابهم الريح.
4- النوبيون بحكم وجودهم على نهر النيل برعوا في الصناعات التي تلائم بيئتهم مثل صناعة السفن والساقية وما تزال المنطقة معروفة بهذه الصناعات ، ومعلوم أن الساقية النوبية تعتبر من الصناعات المعقدة إذا ما قورنت بمثيلاتها من وسائل الري القديمة كا الناعورة الشامية والشادوف المصري .

من كتاب اللغة النوبية والحضارات القديمة/ الخير محمد حسين ابنعوف
#اللغة_النوبية_الخير_ابنعوف
أي أحمق يمكن أن يعقد الأمور ، ولكن تبسيطها يحتاج إلى عبقري.
أضف رد جديد