انا عبد المجيد النور شكاك، بكامل قواي العقلية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

انا عبد المجيد النور شكاك، بكامل قواي العقلية

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

إضاءة علي مضئ
"أكتب! أنا عبد المجيد النور شكاك، بكامل قواي العقلية، أقدم نفسي فداءً للشعب السوداني ومن أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
عاش نضال الشعب السوداني
عاش نضال الحزب الشيوعي"
هذه شهادة من فيه’ تقول عنه الصدق كله، في فصاحةتقف اللغة عاجزة عن حملها. لقد اوجز الرجل تاريخه علي هذه الارض’ واضاءه بجسده.
وما تبقي من سيرته، هي هوامش علي متن مضئ.
لقد شارك محمد شكاكاً، مسيرته المضيئة في الكثير من محطاتها، حتي شهد قمة المأساة بانتحاره، شاركه زنازين زبانية امن ثاني جنرالات البطش بالمناضلين (جعفر نميري) كما شاركه لعبة الشطرنج’ احدي هوايات شكاك المحببة، وشاركه شغب الرفاق ومداعباتهم المرحة، والكفاح بلا هوادة ضد الظلم والظلمة، وشاركه اوجاعه كلها، حتي رحيله الفاجع.
وقد كتب عنه محمد: " كل من عرف شكاك حينها، خاصة في قيادة الحزب الشيوعي، كان يعرف عنه أنه رفيق ذكي، شجاع، وقوي الشكيمة؛ تحمّل عبء مسئوليات صعبة، خاصة مسئولية تنظيم الجنود وضباط الصف ورفع وعيهم السياسي؛ ومن يمد يده للقيام بمسئولية كهذه لا بدّ أن يكون مقداماً، وأيضاً لا بدّ أن يكون موضع ثقة عالية في قدراته السياسية وفي شجاعته الشخصية."
التحق شكاك بعد ان هجر الوظيفة "الميري"بالكادر المتفرغ في سلك العمل الحزبي، ونال ثقة القيادة الحزبية حتي اصبح "مسؤول التنوير الحزبيبين الجنود وضباط الصف" وقد تصدي لمهامه الحزبية، بهمة ونشاط
وهكذا مشي شكاك مشواره الكفاحي، حتي صعد قمة المأساة، في شجاعة’ قد لا تكون محببة للمناضلين.
ولكن، وضمن ملابسات معقدة ومعتمة، قضي شكاك، الوقت الممنوح له علي هذه الارض، في كفاح متصل حتي رحيله الفاجع.
وصعد شكاك قمة المأساة، حاملاً كل الامه ومتاعبه، ومخلفاً الحسرة لاله ورفاق دربه.
ما الذي حمل شكاك علي هذا الصعود المر؟
يجيب د.محمد سليمان:
"ربما أمعن شكاك النظر في حال الوطن فهاله ما يحدث في شماله وفي جنوبه. وكيف جارى قادة الجنوب قادة الشمال، فأفقروا الناس لجشعهم كنظرائهم في الشمال، ومثلهم يحارب اليوم جيش جنوب السودان قوات معارِضة في مناطق النوير.. وماذا عن الشلك؟ وماذا عن الاستوائية؟ وأنتم تقيمون في دارهم؟ رفضتم نصحنا المجاني وفضلتم الطريق الذي يدفع بالدولار!"
ان ذكري شكاك، ومسيرة كفاحه، دين في اعناقنا واعناق القادمين من الرفاق.




مشهدان جمعتها المفارقة ووحدتهما اغراض هذه الكتابة

ايها الرفاق رودوا ذكري شكاك في تحنان وخذوها في رق"
بتصرف من برشت

مشهد (1)
Degage

الصرخة التي اطلقتها الشرطية فادية حمدي، في وجه طارق الطيب محمد البوعزيزي، مصحوبة بصفعة علي الخد، ايقظت الكائن البيولوجي الذي يستعمره، فاحسَ باهانة هويته المعتمدة من قبل الواقع الاجتماعي (رجولته)، كما يحدث عادة لأيِ كائن بيولوجي.
رجل هويته هي رجولته، كونه بائعا متجولا رقيق الحال، ساقته الصدفة، الي ساحة البطولة، دون ان يعي فعلا حجم فعلتة تلك بجسده ،حيث كرمته تونس بإطلاق اسمه علي بعض الشوارع و الميادين التونسية ، كما اقام له عمدة باريس نصبا تذكاريا كشاهد لمعاناة المقهورن ، كما اطلق اسمة علي احد ميادين العاصمة باريس .
وقد اختاره البرلمان الاروبي في 26\10\2011 للفوز بجائزة سخاروف لحرية الفكر .
وهكذا انداحة صورة جسد البوعزيزي المشتعل في كل الفضاء العربي ، وهو فضاء مقهور تاريخيا في ما عرف في ادبيات الهبات الجماهيرية ب(الربيع العربي)
واصيحت DEGAGE (أرحل )هي الحداء الذي اشعل اغلب ميادين العالم العربي المشغول بالطغاة و إنطلق الحريق من تونس، إلي اليمن، إلي سويا، إلي مصر، إلي ليبيا، و ضرب الرعب الانظمة الشمولية الاستبدادية في كل الوطن العربي و صارت (إرحل ) هي النشيد المحبب إلي حناجر الشباب العربي الذي فجر الواقع العربي، و هزَه عميقا. فمنذ 17\12\2010 وحتي اليوم مازالت كل الشعوب المقهورة تستدعي ذلك التاريخ واحداثه كمنقذ من القهر.
ربما تكون صدفة موضوعية هي التي قادت البوعزيزي الي موعد مع التاريخ ، فصار بطلا، وصار الربيع العربي هو الموعد الذي تنتظره الشعوب العربية


حدث أعلاه من اربعين عاما من ادناه:

مشهد (2)

(هذه الانجم الزرقاء )

هكذا روَس الصديق الدكتور محمد سليمان كراسته لي، بهذه العتبة التي تفتح ابواب التاويل واسعة، ومعها ابواب الخيال، ولكنها تضمر سؤالا ضخما ربما يصلح عنوانا للزمن القاسي الذي عاشه عبد المجيد النور شكاك .
وهو:(من قتل الفارس عبد المجيد النور شكاك ). رسالة الصديق الدكتور محمد سليمان لم تصرح ، ولكنها تلمح، عبر سرد موجع لحادث اكثر وجعا ، حدث قبل اربعين عاما ، وهو حادث انتحار الرفيق عبد المجيد النور شكاك .
لم يكن محمد راويا فقط، ولكنه شاهد ، شاف، و عاين، و عايش، كل الالم الذي عاشة رفيقه شكاك دقيقة بدقيقة ، واشهد انه تألم مئات المرات اكثر من ما تألم عبد المجيد الذي اودي به ذلك الإلم، لان عبد المجيد حمل عذابه ورحل، و بقي محمد ليعيش العذاب مزدوجا، عذاب صديقه و عذابه . و انا الان اتفهم لماذا صمت محمد اربعين عاما، ليسجل شهادته، والتي هي السيرة الذاتية لألام عبد المجيد، وجزء هام من مسيرة محمد النضالية . لم يستطع محمد الاقتراب اكثر من الحادث الاليم ذلك انه ، كلما اقترب داهمته الاسئلة عن رحيل رفيق دربه فيفضل الابتعاد ، ولولا همة، ودفع رفيقة دربة الصديقة د. فاطمة بابكر محمود له ربما تلكأ اكثر في كتابة هذة الشهادة
و الرسالة عبارة من كراسة من ثلاثين صفحة حجم A4. ولا انوي تلخيصها، بل سأعمد إلي انتزاع اشارات منها لتشريح صورة الرجل التي غامت بسبب النسيان و تراكم الزمان.
كنا في كوبر حين بلغنا خبر انتحار شكاك مصحوبا بما اعتاد النظام المايوي اشاعتة في مثل تلك الحالات، لتذويب كثافة ردود الفعل المتوقعة، وتقول الاشاعة ان حالة نفسية عصية، دفعت شكاك لانهاء حياته . ولكن سيرة الحادث تقول غير ذلك ، ولكنها لاتستبعد المرض، بفعل العزلة الجسدية للرجل بعد الاعتقالات المتكررة، و تشرح الرسالة حدوث تلك المضاعفات التي تذكرها تلك الاعتقالات من افراز متزايد من HYPERAMNNONESMIA، وقد اوضحت الرسالة فعل هذه الغلبة الامونية

إشارات

إشارة اولي

"هذه الانجم الزرقاء "

وهي إشارة الي موقع الرجل بين الرجال اللوامعٍ، اما الإشارة الثانية، والتي يختصرها محمد، كعنوان للكراسة، فهي تصلح شهادة للتاريخ، لرجل ضحي ببدنه، من مبادئه، وهي بهذه الصفة، تظل معلقة في رقابنا حتي نشهدها له. وحت نستعيد للرجل مكانته من ذاكرتنا، ووعينا.
تقول الإشارة:
"أكتب! أنا عبد المجيد النور شكاك، بكامل قواي العقلية، أقدم نفسي فداءً للشعب السوداني ومن أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
عاش نضال الشعب السوداني
عاش نضال الحزب الشيوعي"

إشارة ثالثة موحيةٍ:
" يُحكى عن قبيلة الأبناكي، وهم من سكان أمريكا الأصليين، أنّ كبارها كانوا يسألون أطفالهم:
"إلى أين يا صغار تذهب الأزهار حين تموت؟" فيحاولون الرد؛ وإذا أعيتهم الإجابة، أطلعوهم: "حين تموت الأزهار ترحل إلى قوس قزح".
والشهداء أيضاً.. والشهداء أيضا، أكاد أجزم."

صرخة موجعة، لإشارة رابعة:
"ليه يا شكاك.....ليه يا شكاك....ليه"
إشارة خامسة:
" من هو عبد المجيد النور شكاك؟؟
هو شاب ذو نظارة سميكة، يميل إلى القصر لكن لا يبلغه؛ تميّزه ابتسامة خفيفة وضحكة طفولية تريك أسناناً بيضاء أكبر قليلا من الأسنان العادية. يحلق ذقنه ويشذب شاربه يومياً؛ لكن عنايته هذه لا تجدي كثيراً، لأن ذقنه لا تبدو حليقة مهما اجتهد! يحب القراءة والأبحاث الاجتماعية والكتب الفلسفية.
تلقاه أكثر ما تلقاه في قميص أبيض وبنطال داكن اللون، يحمل صحيفة ملفوفة في عناية بيده اليمنى كما عصا موسى، ويحاول دائماً إخفاء قدرته البدنية العالية بتلك الابتسامة البريئة والعيون الكبيرة ذات البياض الناصع، وأحياناً بإحناء جسمه والالتفاف الخفيف ليديه، الأمر الذي يلفت النظر لقصره.
هجر شكاك الوظيفة ليلتحق بالاحتراف السياسي في الحزب الشيوعي السوداني، وتدرج في مسئولياته حتى وثق الحزب بجدارته لتولي مسئوليات تتطلب الدقة في العمل الثوري والشجاعة في تحمل عاديات السلطة العسكرية اللعينة. ولسنوات كان مسئولاً عن التنوير الحزبي بين الجنود وضباط الصف."
وحين يغلب الو جع محمد، يستدعي شاعره المحبب الي قلبه، برشت، ليسند ظهره في مواجهة احزانه:
" حين يشتدّ الظلم
ويغلو الاضطهاد
يفقد الكثيرون شجاعتهم
لكن شجاعته تزداد"
وحين تشتد الحيرة بمحمد، وهو يرقب الوجع يضرب وبكل قسوة جسد رفيقه، يصرخ كلِِه، في صمت نبيل:
" هل تحس بهذا الألم الجبار في كل جسمك يا شكاك؟ أم أن غيبوبتك هي التي تقف سداً بينك وجحافل آلام الحريق؟ أم أنها شجاعتك المشهودة، أرجو مخلصاً الّا تكون هذه الأخيرة. قل لي يا شكاك هل قصرت في حقك وكيف؟ هل كان علي أن أفعل أكثر مما فعلت؟ رأيتك أخيراً شارد الذهن، أتغلّب عليك في لعبتك المحببة لأنك كنت تسهو أثناء اللعب حتى أناديك "ما تلعب يا شكاك"، فتحرّك قطعك من دون رغبة في الانتصار."
اقبل يا "برشت" فإن محمدا يحتاج رفقتك لعبور هذا البرزخ من الالم والمعاناة’ ولا يتأخر "برشت":
" حقّاً أحيا في زمن قاتم
فالكلمات العابرة غباء وسخافة
وجبين دون غضون
يعني عدم الإحساس
والضاحك لم يسمع بعد الخبر الفاجعة
والذائع بين الناس
حتى ينهي القصيدة بالرجاء الخجول:
حين يجيء ذاك العهد
عهد الإنسان أخ الإنسان
عهد الصدق
رودوا ذكرانا في تحنان
وخذوها في رفق"
ويطفح الوجع من كل بدن محمد وروحه، ويصرخ صرخة ترج الكون، وترج ابداننا رغم تطاول الزمن:
"لقد مات شكاك،
هذا هو الخبر الفاجع"
وهي نفس الصرخة الممتدة عبر اناشيد "برشت":
"
ثم يتخيل محمد عبد المجيد، وهو يتقمص شخصية "برشت" وهو يجيب علي السؤال المبذول لكل قراء "برشت":

" حقّاً أحيا في زمن قاتمٍ
فالكلمات العابرة غباء وسخافة
وجبين دون غضون
يعني عدم الإحساس
والضاحك لم يسمع بعد الخبر الفاجع
والذائع بين الناسط"

حتى ينهي القصيدة بالرجاء الخجول:

"حين يجيء ذاك العهد
عهد الإنسان أخ الإنسان
عهد الصدق
رودوا ذكرانا في تحنان
وخذوها في رفق"
"ايها الرفاق رودوا ذكري شكاك في تحنان وخذوها في رق"
ثم يتلفت محمد في كل الاتجاهات التي يضيقها الطغاة بالظلم والفجور، وبالقتل المجاني:

" لقد أفسدتم حياتنا يا أباطرة البلاد الظالمين، وحولتموها إلى مأساة، حياة شبان وشابات لا شيء خطيراً عندهم غير آرائهم، التي لو تأملتموها وصبرتم عليها لعرفتم أنها تقصد الخير والعدل للناس، ولوجدتموها تتوسل لتلك المقاصد بالعقل والعلم، التنظيم والعمل الجماعي لنشر الوعي لتحديث ثقافاتنا الغنية العريقة! الخلاف بيننا ليس كبيراً، فقط نحن نؤمن، بعد بحث وتدقيق، وإعادة البحث والتدقيق، أن تنمية الثراء الفردي تقود إلى الإفقار الجماعي. أنتم الآن في معسكر الأقلية، بالله أنظروا لِمَا حدث في عهدكم! يا لهولكم الآن! أثرياؤنا أصبحوا أشبه بأثرياء أوروبا وأمريكا. أغنياء لا بالعملة المحلية بل بالدولارات واليورو، أغنياء بملايين، بل أضحى بعضهم بمليارات الدولارات. عجبي لحسن الترابي وابنه أغنى من الدولة السودانية!! "

إشارة:
كيف عايش، وعاش محمد كل هذا الألم، في الروح والبدن؟
" منذ ذلك اليوم ولشكاك ركن في دماغي لا يبرحه. وخلال التسعة وثلاثين عاماً الماضية كنت أهمّ بكتابة قصة شكاك لأن الموتى يعيشون أيضا في ذاكرتنا، ولكني كنت أتراجع لأني لم أعلم ماذا حل بشكاك ليصر على قتل نفسه.
كنت أتراجع رغم إلحاح زوجتي د. فاطمة بابكر محمود أن أكتب عن شكاك لأنه سكن في وجداني لا يبرح ولأنها تعتقد أن قصته ذات معنى وقيمة لكل من لم يعش الحدث كاحد ضحايا حقبة جعفر نميري، ولأنها أيضا تعتقد أنه كان شهيدا من أجل الديموقراطية والعدل والسلام. لكن ترددت مراراً، فإذا لم أعرف السبب الحقيقي لانتحاره وأكون متأكداً، لا أجد معنى لكتابة قصة الحدث."

وفي نهاية الكراسة/الرسالة، لايمل محمد من تكرار السؤال الجارح والمؤلم حدَ الذبح: "من قتل شكاك؟" وهذا السؤال يذهب في التأويل مذاهب كثر، فهو يتهم مرة HYPERAMNNONESMIA، وانا اتهمها معه، ومرة يشير صراحة الي اجهزة امن الدكتاتور نميري. وانا اتهم كل القتلة الذين تعاقبوا علي تقتيل اقوام السودان.

"من قتل شكاك؟
من قتل شكاك؟
من الأفضل أن أبدأ بماذا قتل شكاك. قتلته أمراض الكلى. فالكلى تفرز اليوريا بكمية أكبر من المعتاد في حالة مرضها. هذه اليوريا تذهب إلى الكبد التي تحاول جاهدة التخلص من اليوريا الزائدة؛ لكن إذا فشلت وتبقى فائض من اليوريا فإنها تذهب غالباً في شكل غاز الأمونيا- المعروف أيضاً باسم "النشادر" (NH3) الذي يذوب في الماء فيصير مركباً من الماء والأمونيا. في هذا الشكل تهاجم الأمونيا الجهاز العصبي والدماغ وتسبب فيهما أضراراً كثيرة، خاصة في الدماغ الذي ترهقه الأمونيا حتى تسبب فيه تسمماً في الدماغ (Brain Toxicity) والذي يؤثر على أقسام عديدة فيه، الأمر الذي يقود أيضا إلى أمراض عديدة تجري فيها دراسات في كل العالم، خاصة في أمريكا وأوروبا."
ثم يعود الي التصريح، وتحديد هوية القتلة:
" من قتل شكاك؟
جعفر نميري وجهاز أمنه وكل الذين كانوا مع سبق الإصرار وبنيّة مبيّتة ووعي يؤيدون الطريقة التي يعامل بها جهاز الأمن المعتقلين السياسيين. كلهم تآمروا عليه، أخذوه من حياته العادية إلى سجونهم من دون تهمة أو تحقيق، وعرّضوا حياته عبر سنين إلى ضغوط هائلة قادت إلى تسمم دماغه بالأمونيا، ثم إلى انتحاره."
من قتل شكاك:
هل قتله القتلة المبثوثون عبر جسد التاريخ السوداني كالبثور؟
هل قتله نميري واجهزته الامنية؟
هل قتلته حساسيته الزائدة، تجاه الظلم والظلمة؟
هل قتله عجزه عن التغيير، والذي صعد به الي سماء "النجوم الزرق"؟
هل قتلته ذاكرتنا المطاط؟؟
شكاك بكامل قواه العقلية، وبكل احماله الثورية، صعد الي سماء النجوم الزرق, فداء لنا ولكل المقهورين.
فماذا فعلنا ليبقي شكاك قريباً من القلب، كما ينبقي ويجب؟
هذا ما فعله رفيق دربه الدكتور محمد، يعيد إيقاظه، بانتباهة المتيقظ، للرفقة، وان تأخر كثيراً.
تري كيف يرانا عبد المجيد النور شكاك، والذي نجي ببدنه من ويلا الانقاذ، وان ظلت روحه تهوم فوق ظلام ايامنا؟؟
تري كيف نراه بعد تطاول ايام الظلام؟
انم عبد المجيد النور شكاك بكامل قواه العقلية....
نتعشم ان تري هذه الكراسة الطباعة، فيها الوجع الذي عاشه شكاك، ومحمد سليمان
كما فيها جزء من سيرة محمد سليمان النضالية، وما فيها من عبرة، لنا، وللاجيال اللاحقة وللتاريخ.
أضف رد جديد