سيرة عمر الخيّام- ترجمة إبراهيم جعفر

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

سيرة عمر الخيّام- ترجمة إبراهيم جعفر

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

سيرة عمر الخيّام*



[align=left]
إدوارد فيتزقيرالد Edward Fitzgerald
ترجمة: إبراهيم جعفر




وُلدَ عمر الخيّام في نيسابور، بخُراسان، في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي وتُوُفّيَ في الرّبع الأول من القرن الثاني عشر الميلادي. وقد تواشجت سيرة حياته، التي ما علمنا عنها إلا القليل، بغرابةٍ، مع حياتَيْ شخصيتين آخرتين كانتا ذاتَي اعتبارٍ بالغٍ في زمنهما وبلدهما. لندعْ أحدهم يروي لنا حكايتهم المُثَلّثة وذلكم هو نظامُ المُلك، وزير ألب أرسلان الإبن، ومالك شاه الحفيد، عِنْدَ طُغرُلْ بيك التَّتَرِي الذي انتزَعَ بلاد فارس من بينَ يديِّ الوالي الضعيف الذي كان قد خَلَفَ، في الحُكْمِ، محمود العظيم ومن ثَمَّ أسَّسَ الأسرة الملكيّة التّركيّة السّلجُوقِيَّة التي أودت، أخيراً، بأوربَّا، إلى شنِّ حملاتها الصَّليبيَّة. يقولُ نِظامُ المُلك، في كتابه المُسمّى الوصيَّة، الذي ألّفَهُ وخلّفَهُ وراءهُ كتذكرةٍ لرجالِ الدولةِ المُستقبليّين والذي اقتبسنا عنهُ حديثَهُ ذاكَ بوساطةِ مجلّة كالكُوتَا Calcutta الدّوريّة، العدد Lix، التي نقلتهُ، بدورها، عن كتاب ميركهوند Mirkhond المُسمّى تاريخ الحشَّاشِين:- "كان الإمام مُوفَّقْ النِيسابُوري من أعاظم رجال خُراسان الحُكماء. وكانَ، طيّب اللهُ رُوحَهُ، مُشرَّفَاً ومُقَدَّرَاً، في عهدهِ، تشريفَاً وتقديراً كبيرين. وقد تجاوزت سنونُ حياةِ الإمامِ النّيسابوريِّ المُبجَّلة الخامسة والثمانينَ عامَاً وكان هُنالِكَ اعتقادٌ كُلّيٌّ بأنَّ أيَّ صبيٍّ قرأ القُرآن، أو درس آثارَ السّلف، عِنْدَ حضرتِهِ، سيبلغُ، يقينَاً، الشَّرفَ والسَّعادَةَ. لذاكَ السبب أرسلني أبي من طُوس إلى نيسابور، مع عبد الصّمد، عالِم القانون، عَلَّنِي أَسْتَخْدِمُ نفسِي في الدّراسةِ والتّعلّم وِفقَ إرشادِ ذاكَ المُعلِّم المُبجّل فلم يُطالعُنِي ذاك المُعلِّم إلا بعينِ والعطف فشعرتُ إزاءهُ، كتِلميذٍ، بمودّةٍ بالغةٍ ووفاءٍ وبقيتُ، عِنْدَ خِدْمَتِهِ، لأربعٍ من السّنين. عندما حَضَرْتُ إلى هناك، لأول مرّة، وجدتُ تلميذين جديدين سابقينَ لي إلى ذاكَ المكان هما الحكيم عُمر الخيَّام وسَيِّيءَ المصير الحسن بن الصَّبَّاح. كان ذينكما مُنمازينَ بالفطنةِ الثَّاقِبَةِ ومَلَكَاتٍ طبيعيَّةٍ رفيعةٍ وقد غدا ثُلاثتُنا، آنذاكَ، على صداقةٍ مُوكَّدَةْ. وعندما يفرغ الإمام من محاضراته كان الصّديقان إيّاهما يدأبانَ على صحبتي حيثُ كُنّا نستذكِرُ، معاً، الدّروس التي تلقيناها سَمَاعَاً. كان عُمر، في ذلك الوقت، مواطناً نيسابوريّاً فيما كان والد الحسن بن الصبّاح، عليُّ بن الصّبّاح، رجلاً زاهداً ومتقشفاً في حياتهِ وفي سلوكهِ إلا أنّهُ كان، أيضاً، هِرطِيْقَاً في نِحْلَتِهِ ومُعْتَنَقِهِ. ذاتَ يومٍ قال لنا (الحسن بن الصّبّاح)، أنا والخيّام:- "ثمةُ ثقةٍ كُلّيّةٍ في أنّ تلاميذ الإمام مُوفّق سَيُوفَّقُونَ في حيواتهم. عليهِ إن نحنُ لم نبلغ جميعاً تلك البثغية سيبلغُها واحدٌ منّا على الأقل. هلا تَوَاثَقْنَا، الآن، على عهدٍ وعُرْوَةٍ مُشتَرَكَيْن؟" فأجبناه:- "ليَكٌنْ ما تُحبْ". "حَسَنَاً"، قال، "دعنا، إذاً، نُقسمُ، هُنا، أنَّ من قد يؤولُ إليهِ ذاكَ الحظٌّ سيتشاركُ فيهِ، بإنصافٍ، مع رفيقيهِ الآخرين فلا يجعلُ لنفسهِ غَلَبَةً على ذلكَ السّبيل". "فليَكُنْ ذلكَ"، أجبناهُ ، ثُمّ افترقْنَا على وقعِ تلكَ الكلمات التي وثّقتْ عهدنا معاً. دارت السّنُون وغادرتُ خُراسان إلى ترانسكزيانا Transxiana وتَسّوّحتُ في غازني وكابُول. وعندما أُبْتُ من كُلِّ ذلكَ عُهِدَ إليَّ بوظيفةٍ تدرّجْتُ فيها، مُترقّيَاً، حتى صرتُ مُديراً للشؤُونِ العامّةِ خلالَ أيّامِ دولةِ السّلطان ألب أرسلان". ثُمَّ يذهبُ نظامُ المُلك لتقريرِ أنَّ السّنينَ مضت وأنَّ رفيقاهُ بلغاهُ وجاءاهُ مُلْتَمِسَيْنَ، بُناءً على العهدِ المُوثّقِ في الأيّامِ المدرسيّةِ الماضيةِ، شُرْكَتِهُمَا في حظّهِ الجّميلْ. كان الوزيرُ كريمَاً وحافظاً لعهدهِ فالتمس منه الحَسَن بن الصّبَّاح موقعاً في الحكومة فأجاز السُّلطانُ ذلكَ وفقاً لطلبِ الوزير. لكن الحسن الصّبّاح لم يرتضي التّدَرُّجَ الوظيفيَّ التّقليديِّ فانغمسَ في متاهةِ مكائدٍ شائعةٍ في البِلاطِ المَلَكِيِّ الشَّرقي. ولمّا فشل في مُحاولةٍ خسيسةٍ للحلُولِ مَحَلَّ وليِّ نِعمتِهِ ذُلَّ وسُفِّلَتْ مَكَانَتُهُ وهوى. ثُمَّ، بعدَ نوائبٍ عديدةٍ وتيهٍ في الأرضِ، غدا الحسنُ بن الصّبّاحِ رأساً للنِّحْلَةِ الإسماعيليّةِالفارسيّةَ المَنْبَتْ وتلكَ هي طائفةٌ من المُتعصّبينَ الراديكاليّين كان قد سبق لها وأن توارت في عتمات النّسيَان إلا أنّها شُهِرَتْ، مَرَّةً أخرى، شَهْرَةً جهنّميَّةً داويةً، تحتَ قيادةِ إرادةِ الحَسَنِ بن الصّبَّاحِ الطّاغيةِ بالشَّرِّ ففي عامِ 1090 الميلادي استولى الحَسَنْ بن الصَّبَّاح على قلعةِ الموتِ الكائنةِ في مُحافظةِ رُدْبَارْ Rudbar والواقعة عِندَ المِعبرِ الجَّبَلِيِّ الكائنِ بجنوبِ بحرِ قزوين. إنّهُ لَعِنْدَ ذاكَ الجّبلِ اكتسب الحسن بن الصّبّاح سَيِّيءَ صيته في أوساطِ الصّليبيِّين الذين دعوهُ باسم "رجلُ الجّبل العجوز". ثُمَّ إنّهُ، من هُناكَ كذلك، بثَّ الحسن بن الصّبّاح الرّعبَ في أرجاءِ العالمِ المَحَمَّدِيْ. لكنّه يظلُّ من المُتَنَازَعِ عليه ما إذا كانت لفظة "حَشَّاش"، أو Assassin [في تخريج النّطقِ الإنجليزي- اللاتيني الخاطئ- المُترجم]- التي توارثتها، من هناك، لغات أوربّا الحديثة كذكرى مُظلمة- مُشتَقَّةً من "الحشيش"، أو مُسْتَخْرَجٌ من أوراقِ القِنَّب، كانُوا يستخدمونهُ لإيلاجِ أنفسهم في حالةٍ جنونيّةٍ قد تصل بهم إلى قمّةِ "الكَرَبِ الشَّرقيِّ Oriental Desperation" المُتَجَهِّم، أو قد يكونُ الإسمُ مُشتَقّاً من اسم ذاتِ مؤسس العرش الحَشّاشِي الذي سبق وأن عرفناه في أيّامِ دراستهِ الهادئة في نيسابور. ومن ضحايا الحشّاشين غير المحصورةَ أعدادُهم كان الوزير نظامُ المُلكِ نفسَهُ، زميلُ الدراسةِ ذاكَ والصّديقُ القديم....... قد جاء عُمر الخيّام، كذلك، إلى الوزير لنُشدانِ نصيبهِ، بيدَ أنّهُ ما كان سائلاً اسمَاً وظيفيّاً كبيراً أو موقعاً حكوميّاً. "إنّ أكبرَ نِعمةٍ يُمكن أن تُسبغها عليَّ"، قال الخيّام لنظام المُلك، "هو أن تَدَعَنِي أحيا عِنْدَ رُكْنٍ قائمٍ تحتَ ظلالِ حظِّكْ، أن أنشُرَ، بِوُسْعٍ، فرائدَ العِلم؛ ثُمَّ أُصلِّي كَيْ تُوهَبَ عُمراً مديداً وازدهارا". يقُولُ لنا الوزيرُ إنّهُ عندما تحقّقَ من أنَّ الخيّامَ كانَ صادقاً في زُهدِهِ كفَّ عن أن يلحَّ عليهِ بيد أنّه منحهُ راتبَ تقاعُدٍ سنويٍّ بلغَ 1200 مِثقالاً من الذّهب، خَصمَاً على مالِ خِزانةِ نيسابور....... في نيسابور، إذاً، عاش عمر الخيّام، حتّى وفاتِهِ حيثُ كان "مُنشَغِلاً"، أضاف الوزير، "باكتسابِ معرفةٍ من كُلِّ نوعٍ، لا سيّما معرفةُ علم الكواكب حيثُ ارتقى لمرتبةٍ شديدةَ العُلُو. وفي عهدِ سلطنة مالك شاه ذهب الخيّامُ إلى ميرف حيثُ حازَ على ثناءٍ عظيمٍ بفعلِ كفاءتهِ العلميّة وانهال عليه السّلطانُ بالمَكْرَمَاتْ....... وحين اعتزم مالك شاه إصلاح التقويم الزمني إستخدمَ عمر الخيّام، كواحدٍ من ثمانية من غزيري العلم، لإنجازِ ذلكَ فكانت نتيجةُ ذلك الإستخدام التّقويم الجّلالي (والإشتقاقُ هُنا من لفظة "جلال الدّين" الذي هو أحد أسماء الملك). وقد وصفَ جيبون Gibbon التّقويمَ إيّاهُ بأنّهُ "تقويمٌ للزمانِ يفوقُ التقويم الجّولياني ويقتربُ، في دقّتِهِ، من التقويم القريقوري Gregorian". والخيّام هو، أيضاً، مؤلّفٌ لعددٍ من الجداولِ التنجيميّة الموسومة بالـ"زِجِي مالكشاهي Ziji-Malikshahi"، كما وأعاد الفرنسيّون، مؤخّراً، نشر، وترجمة، أطرُوحةً له، باللغة العربيّة، عن علم الجّبر الخاص به......... يُفيدُ اسم "الخيّام" بمعنى "صانع الخيام" ويُقالُ أنه قد مارس تلك المهنة في بعض أيامه السّالفة التي ربّما اشتمل عليها العهد الذي سبق ترفيع نظام المثلك له، بكرمهِ، إلى مرتبةِ الإستقالا المعاشي أو الكفاية. ويشتقُّ عديدٌ من الشعراء الفُرس أسماءهم من مهنهم، الشيء الذي أوجد لنا أسماء مثل العطّار والعصّار وما إليهُمَا [ذلك رُغم أنّ كلَّ أولئكَ، مثلما من نسميهم إسمث أو آرشر أو فليتشر، قد يُسَمَّونَ، بتلكَ الأسماء، جرياً على عادةٍ وراثيِّةٍ فحسب- الكاتب]. ويُشيرُ عُمر نفسه، بانفعالٍ عاطفيٍّ تلقائيٍّ، إلى اسمِهِ في الكلمات الشّعريّة التّالية:- "قد هوى الخيّامُ؛ من رتقِ خيامِ العِلْمِ/في أُتُونِ الأسى وحُرِقَ فجأةً/قَطَعَ جذّاذُو القَدَرِ حبال خيمةِ حياتِهِ/وباعهُ سَمْسَارُ الرّجاءِ بلا ثَمَنْ!"

"تبقى"، تُوردُ مجلّةُ كالكُوتَا Calcutta الدّوريّة، "لنا حكايةٌ أخيرةٌ واحدةٌ عن حياة عمر الخيّام متعلقة بختامها. وقد رُويَتْ تلك الحكاية في الفاتحة الغِفْل التي تُصدَّرُ بها، أحياناً، أعماله. ونحنُ نَسْتَخْدِمُ هُنَا نُسختَها المنشورة، بالفارسيّة، في كتابٍ ألَّفَهُ هَايِدْ عن الدّيانات الفارسيّة (ص. 499) وقد أشار دي هيربيلوت D’Herbelot إليها في البيبليوغرافيا الخاصّة به تَحتَ مادَّة "خَيَّامْ":- "مكتُوبٌ في مُدوّناتِ القُدماء أنَّ مَلِكَ الحُكَمَاء هذا، عُمر الخيَّام، قد تُوفِّيَ في نيسابُور في العام الهجريِّ 517 (1123 ميلاديّة) وكان ليس له نظيرٌ نِدٌّ لهُ في العلم فهو قد كانَ، في ذاكَ، علاّمَةَ عَصْرِهِ. ويروي خوّاجة نِظَامِي، من سَمَرْقَنْدْ، وقد كان واحداً من تلاميذهِ، الحكاية التّالية:- "كثيراً ما كُنتُ أدخُلُ في مآنساتٍ مع مُعلّمي عمر الخيّام عِّنْدَ إحدى الحدائق فقال لي، ذاتَ يَومٍ:- "سَيَكُونُ قَبْرِيْ عِنْدَ بُقْعَةٍ قَدْ تُنَاثِرُ فوقَها الرّياحُ الشَّماليَّةُ الوُرُودْ". إستغربْتُ كلمَاتِهِ، لكنَّنِي أدركتُ أنَّ تِلْكَ لم تكُنْ مُجَرَّدَ كلماتٍ مُلقَاةٍ على عواهِنِهَا. بعد سنينٍ، وقد صادفَ أن كُنْتُ زائراً لنيسابورَ كَرّةً أخرى، ذهبتُ إلى مثواه الأخير فوجدتُهُ- لعجَبِي!- قائماً إزاءَ حديقةٍ فيما تمددت أغصانٌ أشجارٍ مُثْقَلَةً بالفاكهةِ عبر حائطها، ناثرةً زهورَها على ضريحِهِ ومُخْفِيَةً، تَحْتَهَا، هيكَلَهُ الحجري" " " [يَتمثّلُ طِيشُ تلك الكلمات، فيما يُوردُ هيربيلوت، في كونِها جليّةَ المُعارضةِ لكلماتٍ قُرآنيَّةٍ مفادها أنّ لا أحد يعلمُ مكانَ موتِهِ ("ولا تعلمُ نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت"). تُذكِّرُنِي حكاية عُمر الخيّام هذي بحكايةٍ أخرى رُويت، من قِبَلِ كابتِنْ كُوكْ- عِنْدَ رحلته الثانية- وليس من قِبلِ دكتور هاوكيسويرث Hawkesworth، بِغِرَّةٍ تُثيرُ الرّثاء حينما يتذكّرُ الواحدُ مِنَّا كيف كانت رِمايَةُ البحَّارِ النّبيلِ مُخطئةَ هدفها المُتواضع. فحين غادر كابتن كوك يُوليتِيَا Ulietea سألهُ أوريُو Oreo، في مُناشدةٍ أخيرةٍ، العَودةَ، غير أنّه لم يعدْهُ بذلك. عِنْدَ ذاكَ سأل أوريُو الكابتنَ عن محلِّ دفنه. ورُغم غرابة السُّؤال لم يتردَّدُ كابتن كوك، كما يقول، في الإجابةِ عليهِ وحدد موقعَ دفنه، توّاً، بأنّه سيكون في محليةِ "استيبني Stepney" بلندنَ حيثُ كان يُقيمُ عِنْدَ مُجيئهِ إلى لندن. عِندها، يُواصلُ الكابتن، "سُئلتُ أن أُعيدَ ترديدَ اسمَ الموقعِ المعنيِّ حتي يستطيع سامعوه أن يَنطِقُوهُ، نُطقاً صحيحاً". بعدها، يُوردُ الكابتن، "تردَّدَ صدي جُملةٍ تقُول Stepney Maria no Toote ["سيكون موقع دفني هو استيبني"] عبر مِئَةَ فمٍ في لحظةٍ واحدةٍ". ذاتُ السُّؤال، يُخبرُنا الكابتن، قد وُجّهَ، كما علم الكابتن فيما بعد، إلى السيّد فورستر بواسطةِ رجلٍ عِنْدَ أحد الشواطئ. لكن السيّد فورستر، فيما يروي الكابتن، قد أجاب، على ذاك السؤال، إجابةً مُختلفةً و"أكثر سداداً" آنَ قال إنّه "ما من رجلٍ رَكِبَ البَحْرَ كان بمُستَطاعِهِ أن يُحدِّثَ بموقعِ دفنِهِ"- الكاتب].

نكفُّ عندَ هذا الحدِّ- ودون خشيةٍ من أيِّ تجاوزٍ مُمْكِنٍ- عن النَّقلِ عن مجلّة كالكُتَا الدّوريّة. فقط نُوردُ، في ختامِ الإقتباس، أنَّ كاتبَ المادّةِ المعنيَّةِ، في المجلَّةِ إيّاهَا، قد ذُكِّرَ، كما يقُولُ، بعد قراءتِهِ لحكايةِ قبرِ عمر الخيّامِ تِلْكْ، بما دوّنَهُ المؤرّخ سيسرو Cicero بشأنِ العثورِ على ضريحِ أرخميدس عِنْدَ سرقوسة، أو سيراكوس Syracuse، مَخْفِيَّاً تَحْتَ العُشْبِ والطَّحالب. أعتقِدُ أنَّ ثوروالدزِنْ Thorwaldsen قد رغِبَ في أن تنمو زهُورٌ على قبرِهِ، الشَّيءُ الذي أُوْفِيَ بهِ لهُ، بإجلالٍ وتوقيرٍ، حتّى يومنا هذا، فيما أظُنْ... دَعْنَا، على كُلٍّ، نعودُ، الآنَ، إلى سِيْرَةِ عمر الخيّام.

رُغم أنَّ السُّلطانَ قد "أغدقَ العطايا عليهِ" إلا أنَّ أبيقوريّة Epicurean الخيَّام الجريئة في الفكرِ وفي الحديثِ قد أودت به إلى أن يُنْظَرَ إليهِ شَزَرَاً في زمانهِ، وفي بلادهِ. ويُقالُ إنّه قد كان ممقوتَاً، على وجهِ التّخصيصِ، من قِبَلِ الصُّوفيّينَ الذين يزدري هُوَ بممارساتهم والذين لا يبلغ إيمانهم، إلا قليلاً، مَبْلَغَاً أكبرَ من مبلغِهِ هُوَ حينَ تُنْزَعُ عنهُ "باطنيَّتُهُ" وإقرارُهُ الشّكليُّ بـ"الإسلامويَّة" التي قد لا يتخفّى الخيّامُ وراءها. إنَّ شُعرَاءَ أولئكَ، بما في ذلك حافظ الذي هو، (باستثناء الفردوسي)، أكبَرَ شاعرٍ مُعتَبَرٍ في بلادِ فارس، قد استعارُوا، بِوُسْعٍ، من مادَّةِ عمر الخيَّام، بيدَ أنَّهُم طوَّعُوا تِلْكَ لاستخدامٍ باطنيٍّ أكثرَ ملاءمةً لأنفسهِم ولمن كانوا يُخاطبُونَهُم؛ أُناسٌ (أولئِكَ) سَرِيْعُو الإنقلابِ إلى الشّكِ، كما إلى الإيمان، حريصُونَ على الحسِّ الجَّسَدِيِّ بذاتِ مقدارِ حرصهم على ما هو ذهنانيُّ، يلقُونَ بهجةً في أيِّ إنشاءٍ غيمِيٍّ يجمع ما بين ذينكُمَا فيغدو، حينذَاكَ، بمقدورهم أن يسبحُوا (يُهَوِّمُوا)، برفاهٍ، فيما بين الفِردوسِ والأرضِ، فيما بينَ هذا العالم والعالم الآخر، على أجنحةٍ من التَّعْبِيْرِ الشِّعْرِيِّ قد تخدِمُ، بلا اكتراثٍ، كلاً من الغايتين (الحسيّة والذّهنانيّة)، كما والجِّهتَينْ. كان عمر الخيّام أكثر صدقاً شعوريّاً وفكريّاً من أولئكْ. وبما أنّهُ لم يفلح (وقد يكونُ مجانباً للصوابِ في ذلك) في أن يلقى أيَّ عنايةٍ إلهيَّةٍ بل قَدَرَاً وأيَّ عالمٍ آخرٍ بل هذا العالم فإنّهُ قد سعى فيهِ مُحاولاً أن يَصْنَعَ منهُ أحسَنَ ما يُمكِنُهُ ومُفَضِّلاً، على ذلكَ السّبيلِ، تسريَةَ النَّفْسِ، عَبْرَ الحَوَاسِّ، حتّى تتواءمَ والأشياء، كما هي كائنةً وكما قد رآهَا هُوَ، على إقلاقِ سكينتِهَا بحَيْرَةٍ لاِ مُجديَةٍ ناشِدَةً ذلك الذي قد يكُونْ. مع ذلك لم يكن طمُوح عمر الخيّام الدُّنْيَوِيُّ، على كُلٍّ، باهظَاً، كما وأنّهُ كانَ، كما هو مُرجّحٌ، يلقى مُتعةً مَرِحَةً، وساخِرَةً، أو مَارِقَةً و"ضَلالِيَّةً"، في إطراءِ إشباعِ الحِسِّ وتقديمِهِ على الذّهنِ الذي كان له، في إعمالهِ، مُتْعَةً، لا بُدَّ أنّها كانت كبيرةً رُغمَ فشلِ الذّهنِ (أو "الثَّاقِفَة") في الإجابةِ على الأسئلةِ التي كان هو، مَثَلَهُ مَثَلَ جميعِ أفرادِ النّاس، ذا اهتمامٍ حيويٍّ بها.

لسبٍ ما، على كُلِّ حالٍ وكما قُلنَا من قبل، لم يُشْهَر عُمر الخيّام، أبداً، في موطنِهِ لذا لم يُنقَّلْ عَمَلَهُ، إلا لُمَامَاً، إلى خارجِ ذاكَ الموطِنْ. وقد ترتّبَ على ذلكَ نُدرة المخطوطات الأصليّة لقصائدهِ في الشّرقِ نفسِهِ، فضلاً عن تشَوُّهِ تِلْكَ ذاتِهَا بما يتجاوز مُتوسِّطَ أخطاءِ النّاسخين الشّرقيّين المُعتادة، ناهيكَ عن بلُوغِ أيٍّ من ذلكَ الغَرْبَ رُغمَ كُلِّ مِنْعَةِ الغربِ وتمكُّنِهِ من أسبابِ تحصيلِ العِلْمِ والمَعْرِفَةْ. ومن شواهدِ ذلكَ عَدَمُ وجُودِ نُسْخَةٍ من رُباعيّاتِهِ عِنْدَ مكتبة مجلس الهِند التّشريعي، كما وأنّه ليست هُنالكَ واحدةٌ منها في المكتبة البيبليوغرافيَّة القوميّة في باريس. أما في إنجلترا فليس لنا علمٌ إلا بنُسخةٍ واحدةٍ هي المخطوطة رقم 140 التابعة لمجموعة المخطوطات الأوسيليَّة [من Ouseley– المترجم] والكائنة في المكتبة البودليانيّة The Bodleian وهي قد نُسِخَتْ في شيراز في عام 1460 ميلاديّة. وتحتوي المخطوطةُ إيّاها على 158 رُباعيّة فقط. وثمةُ مَخْطُوطَةٍ (لدينا منها نُسخةٌ) عِنْدَ مكتبةِ الجَمعيّةِ الآسيويَّة بكلاكُتَا مُحتَوِيَةً (ومع ذلكَ ناقصةً) على 518 رُباعيَّة، مع عِلَّةِ انتِفَاخِهَا بِكُلِّ أَشْكَالِ التِّكرار والتّحريف. ويتحدّثُ فون هامر Von Hammer، في هذا المُتّصل، عن "نُسختِهِ" فيُوردُ أنّها مُحتويَةً على 200 رُبَاعِيَّةً، فيما يُوردُ د. إشْبَرَيْنقَرْ Sprenger أنَّ مخطوطةَ لكناو مُحتويَةً على ضعفِ ذاكَ الرَّقَمْ ["مُنذُ كتابةِ هذه الورقة" (يُضيفُ المُسْتَعْرِضُ في حاشِيَة) "قد وُوْفِيْنَا بنُسخةٍ من طبعةٍ نادرةٍ جدّاً أُخْرِجَتْ في كالكُتَا في عامِ 1836. وتحتوي تِلْكَ على 438 رُباعيَّةً، مع مُلْحَقٍ مُحْتَوٍ على 54 رُباعيَّاتٍ أخريات لم يُوجَدْنَ في بعضِ المخطُوطات"- الكاتب].

يبدُو، كذلكَ، أنَّ حُفَّاظَ المخطُوطاتِ، في أَوكسفَورد، كما وفي كَالْكُتَا، يقومُونَ بعملِهِم في مُناخٍ دِعائيٍّ كبيرٍ فيُصَدِّرُ كُلٌّ منهُم مخطوطتَهُ المعنيَّة برُبَاعِيَّةٍ مَظْنُونٌ بها أنَّهَا "خَيَّامِيَّةٌ"، مأخُوذَةً خارجَ نِظامِهَا الألفِبَائِيِّ. وقد عُنِيَتْ أوكسفورد، على هذا السّبيل، برُباعيّةٍ اعتِذاريَّةٍ فيما عُنِيَتْ كالكُتَا بواحدةٍ أخرى "إستعراضيّة" يُفتَرَضُ أنَّها (كما تقولُ إشارةٌ مُصَدَّرَةٌ بها المخطُوطةُ المعنيَّة) أنَّهَا قد طَلَعَتْ من حُلُمِ سألت فيه أُمُّ عُمر الخيَّامِ إِبْنَهَا عن قَدَرِهِ المُستقبَلِيِّ. يُمكنُ ترجمةُ تِلْكَ، إجمالاً، كالآتِي:- "يا أيُّها المُحتَرِقَ القَلْبُ رأفةً بأولئكَ المُحتَرِقِيْنَ في الجّحيم/تِلْكَ النَيرانُ التي لا بُدَّ أنَّكَ ذائقٌ لَسْعَهَا/أّنَّى لكَ الصّياح:- "إرْحَمْهُم يا الله!"/لِمَ ومن أنتَ حتَّى تُعَلِّمَ ومِنْكَ هُوَ نَفْسُهُ يَتَعَلَّمْ؟!" وتستميحُ الرُبَاعيَّةُ البودليانيَّةُ (المنسوبة لعمر الخيّام) العُذْرَ لديانةِ تَعَدُّدِ الآلهةِ ("الوثنيَّة") على سبيلِ التَّبرِيْرِ فتقُول:- لئن أنا ربطتُ، من غيرِ شِدَّةٍ،/ جوهرةَ الفِعلِ السَّديدِ بعقيدَةٍ خاسرٍ/ دعُوا- إذَاً- شيئاً واحداً يَسْتَعْطِفُ لِي سَمَاحَاً وغُفرانَا/ ألا وهو أنِّي، أبدَاً، ما رأيتُ، بعينِ زِيْغٍ، اثنينَ في الواحِدِ!" ويخلُصُ المُستعرضُ (البروفسّور كَووَيْل)، الذي أُدينُ لهُ بمُجمل التفاصيل الواردة هنا عن سيرة عمر الخيّام، إلى مقارنة عمر الخيّام بلوكريتيوس في شأنِ نزوعيهما الطبيعيّين وعبقريّتيهما وفي شأن كيفيّةِ تصرّفِ ظروف معاشهما فيهما، أو بهِمَا. لا شكَّ في أنَّ كلاً من ذينكما الإثنين كان ذا واعيةٍ دقيقةٍ، قويّةٍ ومُثَقَّفَةٍ، على خيالٍ بديعٍ، كما وعلى قلبٍ ذي عاطفةٍ حارّةٍ في نُشْدَانِهَا الحقَّ والعدلَ فما تمرّدهُمَا وثورتهُمَا إلا على ديانتي قوميهما الزائفتين. لكنَّهُمَا لم يَستبدِلا ما قد هَدَمَاهُ، أو زَعْزَعَاهُ، بما فيه رجاء أفضل مثلما قد فعل آخرُونَ لكم يكن لديهُم وحيٌ أَمتَن لإرشادهم آنَمَا صاغُوا، مع ذلكَ، قوانينَ حياةٍ خاصّةٍ بهم وحدِهِهم. قد أقنع لوكريتيوس نفسه، بالفعلِ، بنظريّةٍ عن آلةٍ كبيرةٍ مُنشَأةً بمحضِ الصّدفةِ ومُشتَغِلَةً على قانونٍ لم يَكُ يُلمِّحُ إلى وجودِ أيِّ مُشَرِّعٍ وراءه. ثُمَّ، مُولجَاً نفسه- رُغْمَ، أو مع، حوزته على مادّةِ فكرٍ كتلك التي زوّدنا بها أبيقور- في مَوقفٍ صارمٍ كان رُواقِيَّاً أكثرَ منهُ أبيقوريَّاً، جلس لوكريتيوس كي يتأمّلَ دراما الكونِ الميكانيكيّةِ التي كان هُو مؤدّيَاً لبعضِ أدوارها (وفصولها) فيما أُشْحِبَ هو، وكُلُّ ما (ومَن) كان حولَهُ، (كما جاء في وصفِهِ الجّليلِ الخاصِّ للمسرح الرّوماني)، بالإنعكاسِ المُمْتَقِعِ لضُوءِ لإضاءةِ السّتارةِ المُتَدَلِّيَةِ فيما بينَ النَّاظِرِ والشَّمْس. أمَّا عُمر الخيّام، الذي كان أكثرَ استيئاساَ من، أو أكثرَ لا مُبالاةً بـ، أيِّ نظامٍ مُعَقَّدٍ كذاكَ بحيثُ لم يُحَصَّلُ عنهُ سوى ضرورةٍ لا رجاءَ فيها، فقد قذف بعبقريّتِهِ وتثقُّفِهِ، بدُعابةٍ مُرَّةٍ أو مَرِحَةٍ، في جَوفِ الحُطامِ العامِّ الذي لم تفلح إستبصاراتُ ذينكما (لوكريتيوس والخيّام) في شيءٍ سوى كشْفِهِ. ثُمَّ، مُتظاهرَاً بأنَّ المُتعَةَ الحِسِّيَّةَ هي غايةُ الحياةِ الجَّادّة، سَلَّى الخَيَّامُ نفسه (فحسبْ!) بالإنشغال التأمّليِّ بأسئلةٍ مُتّصلةٍ بشؤونٍ فلسفيّةٍ كشأنِ الألوهة، المصيرِ، المادَّة والرّوح، الخير والشّر، وما إليها؛ شؤونٌ يسهلُ البدءُ في التأمّلِ فيها أكثر من إنهائه، أو إتْمَامِهِ؛ شؤونٌ تغدُو مُلاحقتُهَا، في غايةِ الأمرِ، رياضةً جَدَّ مُتْعِبَة!

فيما يخصُّ الترجمة الحاليّة نقولُ إنَّ الرباعيّاتِ الأصليّةَ مُكّوَّنةٌ من مقاطعٍ شعريّةٍ مستقلّة يحتوي كُلٌّ منها على أربعةِ أسطُرٍ متعادلةَ الوزن العَرُوضِي بيد أنَّ سطرها الثالث يكُنْ، في أحوالٍ كثيرة، غيرَ مُوَحَّدِ القافيةِ مع بقيّة الأسطُر. ذلك، نوعاً ما، مثلما في بعض الرُباعيّات الإغريقيّة الكلاسيكيّة the Greek Alcaic حيث يبدو السّطر الثالث وكأنّهُ يرفع ويشُدُّ الموجةَ التي تَنْحسِرُ، نازلةً، في السّطرِ الأخيرْ. وكما هو مألُوفٌ في مثل هذا النَّمَطِ من الشّعرِ الشّرقيِّ تتوالى الرُباعيّاتُ، أَبْجَدِيَّاً، الواحدةَ إثرَ الأُخرى، مُتواترةً فيما بين الرَّزَانَةِ والمَرَحْ. هذا وقد صُفّت الرُّباعيّاتُ المُترجمةُ هُنا على هيئةِ نشيدٍ رَعَوِيٍّ رُبّما كان مُحتَوِيَاً على نسبةٍ غيرِ مُتعادلةٍ مع غيرِها من الشّعرِ الحاضِّ على الشّربِ والقصفِ والتَّبَهُّجِ اللّحظي الذي (سواءَ صحّت نسبته إلى عمر الخيّامِ أم لا) يتكرَّر، بتواترٍ شديدٍ، في الرّباعيّاتِ الأصليّة... على كُلٍّ يبدو شعر تلك الرّباعيّاتِ، في غايتِهِ، حزيناً بما يُكفِيْ. بل ورُبّما يكن عِنْدَ أشُدِّ الحُزنِ آنما- بالذّاتِ- يكن، ظاهريّاً، مَرِحَاً حيثُ يَكُنْ، حينَذَاكَ، أكثرَ قابليَّةً لأن يُحرّك فينا إنفعالَ الأسى، وليس الغضبِ، تجاه صانع الخيام القديم الذي، بعد أن حاولَ عبثَاً أن يُحرّرَ خَطْوَهُ من القَضَاءْ وأن يُمْسِكَ ببعضِ لَمْحٍ أصيلٍ كاشفٍ عن الغَد، عاد مُتقهقِرَاً إلى الحاضرِ (الذي صَمَدَ في وجهِ كثيْرٍ من أزمنةِ الغَدْ!) بوصفِهِ الأرض الوحيدة التي تعيّنَ عليه أن يقفَ عليْهَا، مهما كانت مُنزلقةً لحظيَّاً من تحتَ قدميه.



[align=left]
لندن، نوفمبر، 2011



* عن The Rubaiyat of Omer Khayyam، ترجمة وصياغة إدوارد فيتزقيرالد، إصدار دار ريتشارد للطباعة والنّشر THE RICHARD PRESS LTD، لندن، 1889.
آخر تعديل بواسطة إبراهيم جعفر في السبت سبتمبر 15, 2018 12:06 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

حاولت أسوّي، بمرح، رباعيات فلسفية موازية لي حقت عمر الخيام دي. منها:



مُطلق النّفي الثّبات
مُفعَمُ العودِ النّبات
وقدةُ الرّوحِ البنات
حيثُ توليفُ الذَّوَاتْ!



ومنها:



عِشْ لطيفاً، مُستطابــــاً هيّــــنَا
ودعِ التّفكُّرَ في تصاريفِ الــــدُّنى
إنَّ هذا الكونَ قد يُوفِيْ المُــــنَى
إن تُرِدْهُ إِثْرَ طَوْعِكَ كُنْ خفيفاً ليّنَاً



[align=left]إبراهيم جعفر
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

عملت تصحيح صغير ضروري في اول سطر من الترجمة.
أضف رد جديد