ابن تيمية والفناء صراع اجتماعي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

ابن تيمية والفناء صراع اجتماعي

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

ابن تيمية والفناء
صراع اجتماعي




يجتهد هذا المقال لرد النزاع السلفي الصوفي لأساسه المادي- الصراع الاجتماعي. ويفيدنا نظر الشيخ ابن تيمية، الفاحص لأنواع الفناء، في التعرف على المفترق الفاصل بين الصوفي والسلفي.
الفناء هو القمة التي ينتهي اليها السالك. يحققه عبر معراج ينفي فيه الاضداد. وكأنه ينفي الكون عن الكون. وابن تيمية يتكلم عن فروق بين أنواع من الفناء. ويحدد الفناء المقبول لدي السلفيين والمتصوفة معا، وذاك الذي يمضي اليه المتصوفة وحدهم ويرفضه ابن تيمية وأنصار الديانة الوثوقية.
ابن تيمية يوضح موقفه وضوحا يعادل ادراكه العميق للتصوف نفسه وادراكه لمهددات سلطة الديانة الوثوقية من قبل التصوف.
يقول: - ([‏الفناء‏]‏ الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور‏:
‏أحدها‏:‏ فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب، والتوكل عليه وعبادته، وما يتبع ذلك، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد والإخلاص، وهو في الحقيقة عبادة القلب، وتوكله، واستعانته، وتألهه وإنابته، وتوجهه إلى اللّه وحده لا شريك له، وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال‏.‏ وليس لأحد خروج عن هذا‏.
الأمر الثاني‏:‏ فناء القلب عن شهود ما سوى الرب، فذاك فناء عن الإرادة، وهذا فناء عن الشهادة، ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه، وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص، فإن شهود الحقائق على ما هي عليه، وهو شهود الرب مدبراً العبادة، آمراً بشرائعه، أكمل من شهود وجوده، أو صفة من صفاته، أو اسم من أسمائه، والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك‏.

الثالث‏:‏ فناء عن وجود السوى‏:‏ بمعنى أنه يرى أن اللّه هو الوجود، وأنه لا وجود لسواه، لا به ولا بغيره، وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوني ونحوهم الذين يجعلون الحقيقة أنه عين الموجودات وحقيقة الكائنات، وأنه لا وجود لغيره، لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏ ‏‏‏"‏أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد‏:‏ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل" وكما قيل في قوله‏:‏ ‏{‏‏كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏}‏‏‏[‏القصص‏:‏ 88‏]‏ فإنهم لو أرادوا ذلك لكان ذلك هو الشهود الصحيح، لكنهم يريدون أنه هو عين الموجودات، فهذا كفر وضلال‏.) (مجموع الفتاوى الجزء العاشر.)
انتهى كلام الشيخ ابن تيمية. وما يلي تقدير وفهم هذا المقال لدوافعه.
فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب. هو الفناء الأول ويعني ان تتلاشى ارادة الذاكر لتبقى فقط إرادة الله. وهذا مقبول لدي السلفي كما الصوفي.
فناء القلب عن شهود ما سوى الرب. هذا هو الفناء الذي يتلاشى فيه العالم المادي وتبقى الذات الإلهية فيكون الصوفي أدني من قاب قوسين منها. وهذا موضع خلاف السلفي مع الصوفي.
يقول ابن تيمية فهذا الفناء فيه نقص، فإن شهود الحقائق على ما هي عليه، وهو شهود الرب مدبراً العبادة، آمراً بشرائعه، أكمل من شهود وجوده،
شهود العالم أكمل من شهود وجود الله. وهو ما يقال بعبارة أخرى تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته..
معلوم ان هذه المراحل من الفناء تتحقق بأذكار ومقامات.
المقامات متفق عليها غالبا وهي طريق السالك.: التوبة، الزهد، الفقر، الصبر، الرضا، التوكل. والذكر الموصل للفناء هو تكرار كلمة الله. يتكلم صابر سويسي عن الذكر الموصل للفناء، في كتابه الفناء-ص.92- :
يقوم الذكر على الترديد المتواصل لعبارة أو لفظ محددين لهما علاقة بالذات الإلهية، ومن بين هذه الألفاظ (لا إله إلا الله) أو (الحق) أو (الحي). لكن الأكثر تواترا عند الصوفية هو (الله).
لكن ابن تيمية يطعن في بعض اذكار المتصوفة في كتابه مجموع الفتاوي يقول: (يَقُولَ بَعْضُهُمْ. لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ذِكْرُ الْعَابِدِينَ وَاَللَّهُ اللَّهُ ذِكْرُ الْعَارِفِينَ وَهُوَ ذِكْرُ الْمُحَقِّقِينَ وَيَجْعَلُ ذِكْرَهُ يَا مَنْ لَا هُوَ إلَّا هُوَ وَإِذَا قَالَ اللَّهُ اللَّهُ إنَّمَا يُفِيدُ مُجَرَّدَ ثُبُوتِهِ فَقَدْ يَنْضَمُّ إلَى ذَلِكَ نَفْيُ غَيْرِهِ لَا نَفْيُ إلَهِيَّةِ غَيْرِهِ فَيَقَعُ صَاحِبُهُ فِي وَحْدَةِ الْوُجُودِ وَرُبَّمَا انْتَفَى شُهُودُ الْقَلْبِ لِلسِّوَى إذَا كَانَ فِي مَقَامِ الْفَنَاءِ فَهَذَا قَرِيبٌ أَمَّا اعْتِقَادُ أَنَّ وُجُودَ الْكَائِنَاتِ هِيَ هُوَ فَهَذَا هُوَ الضَّلَالُ.)
كلامه ان المتصوف بهذا الذكر (الله الله الله) لا ينفي الإلهية عن العالم لكن ينفي العالم نفسه. اما (لا إله الا الله) المحبذة عند ابن تيمية فتعني ان العالم موجود لكنه لا يشارك الله الالوهة. ومنفصل عن الله. فابن تيمية وبقية الوثوقيين يحتاجون العالم لإنفاذ الشرع. فهم لا يملكون سبيلا للتواصل مع ربهم إلا انفاذ الشرع. فإنفاذ الشرع عبادة تقرب لله. على العكس من الصوفي، من الجهة الأخرى، الذي ينفي العالم فيكون مع ربه مباشرة بلا واسطة او حاجز.
حدد ابن تيمية نوعا من الذكر وحتم انه يوصل لوحدة الوجود مع نفيه للعالم. أي إما أوصل هذا الذكر لنفي للعالم او لنفي لله. بمعنى ان الله يكون ساكنا في أشياء العالم بلا استقلال ذاتي.
جاء في مجموع الفتاوي (وَإِمَّا إلَى اعْتِقَادِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ الَّذِي لَا يَتَمَيَّزُ وَأَنَّ عَيْنَ الْوُجُودِ: هُوَ عَيْنُ الْخَالِقِ وَأَنَّهُ لَيْسَ وَرَاءَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْءٌ آخَرُ؛)
أو قوله (...فَيَقَعُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي الِاسْتِغْنَاءِ عَنْ النُّبُوَّةِ اعْتِقَادًا أَوْ حَالًا بِالْإِعْرَاضِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ؛...)
اذن عبر الاذكار، عجبا، يبلغ المتصوفة هذه الحالات من الالحاد.
هنا السؤال، لماذا كان ممكنا بهذه السهولة؛ وبهذا التأكيد من ابن تيمية، لماذا كان ممكنا ان ينفي نوع من الأذكار العالم، بل وأن يبلغ وحدة الوجود، فينفي حتى الوجود المستقل لله. لمن شاء ان يعجب فليعجب: كيف ان ترداد كلمة الله الله الله تفضي لنفي وجود الله المستقل نفسه عبر هذا الذكر المحقق لوحدة الوجود. لكن لا استطراد في هذا السؤال، فقد بدانا نتلمس مما سبق صلة الواقع المادي بنزاع السلفي والصوفي. وهو مطلب المقال.
فعالم الشهادة هو الذي تنفذ فيه الشريعة المكون الأساس للديانة الوثوقية. حيث يضبط المجتمع وتسن القوانين. فابن تيمية يدافع عن ضرورة ضبط المجتمع. وهو محق لأن تجربة التاريخ المادي تقر هذه البداهة بضرورة التشريع والضوابط لاي مجتمع، هذا باعتبار ان المتصوف الغارق في ملذاته الفردية (وهي الفناء في الذات الالهية) يستهين بأهمية التشريع. قال عبد القادر الدشطوطى (متصوف أو مجذوب مصري): أرباب الأحوال مع الله كحالهم قبل خلق الخلق وإنزال الشرائع.
يبدو من هذا وغيره ان التصوف لهو هذه التجربة الذاتية فقط. وبهذا يختلف عن إسلام النبوة والرسالة (الديانة الوثوقية). لأنه ليس بعقيدة وليس موقفا أخلاقيا. وهو اذن ليس في حال ليكون في عداء مع اسلام التشريع. وحتى ابن تيمية وجدت له مواقف بها تسامح مع الصوفيين لم يتوفر عند غيره، ولا نعتقد بانه تسامح عقائدي تجاه عقيدة أخرى، لكن نجد في وصفه المتصوفة وشطحهم ذاك الحس الخفي بذاتية تجربتهم، بل وقد عبر حقا عن ذلك، كما سنعرض لاحقا. فهو مع الغزالي، في دعوتهم للصوفي بالكتمان فإنما يجيزان التصوف كفعل ذاتي لا يمس العقيدة. خاصة وان كليهما-ابن تيمية والغزالي يفهمان التصوف بعمق أساتيذ عماليق نتعلم منهما في هذا المجال.
ها هو الغزالي: (كلام العشاق في حال السكر يطوى ولا يقال.) *
ومثله ما اسند لابن تيمية انه (يقول أيضا في بعض الشطحات الواردة عنهم أنها قد تكون من السكر والغيبة التي ينتج عنها وجد دون تمييز فينتج عنه بعض الفناء، والذي قد ينتج عنه شطح كالقول الذي صدر من أبي يزيد البسطامي حين قال: سبحاني، أو ما في الجبة إلا الله، ثم علق شيخ الإسلام على ضابط الحكم على ذلك بقوله أن كلمات السكران تطوى ولا تروى ولا تؤدى، ... فسكر الأجسام بالطعام والشراب وسكر النفوس بالصور وسكر الأرواح بالأصوات.) **
أو قوله: (وكما أنه لا جناح عليهم فلا يجوز الاقتداء بهم ولا حمل كلامهم وفعالهم على الصحة بل هم في الخاصة مثل الغافل والمجنون في التكاليف الظاهرة، وقال فيهم بعض العلماء‏:‏ هؤلاء قوم أعطاهم اللّه عقولاً وأحوالاً فسلب عقولهم وترك أحوالهم وأسقط ما فرض بما سلب‏.) **
يتقاطع التصوف مع الإسلام السلطوي في التوحيد لكن يفترقان؛ الصوفي يكدح كدحا للذة ذاتية. اما السلطوي فيشتق من التوحيد أيديولوجيا لحكم المجتمع.
فلغة ابن تيمية والغزالي الملطفة نوعا ما تجاه المتصوفة تعود لإدراكهما ان غاية المتصوف الذاتية لن تعوق العقيدة وسلطة الحكم.
لكن متصوف وحدة الوجود يتقاطع مع السني في التوحيد محدثا فارقا خطرا بينه وبينه، حول العقيدة نفسها. لان نجاح نوع من الأذكار في تحقيق وحدة الوجود(إلحاد) ربما هو إشارة لان الامر الغيبي برمته تأسس في خيال مشابه. وكأن الصوفي بهذا النوع من الفناء أكمل دائرة وعاد لمبتدأ أصلا كان قد تحقق في الخيال، فعاد يسيرا عليه أن يصله بخياله الصوفي مرة أخرى.
أي لو لم يتأسس التوحيد أصلا في بدايته الأولى بالخيال، لما تمكن الخيال الصوفي من الوصول اليه مرة اخرى.
لكن الوثوقي الذي استنبط أيديولوجيا لن يثنيه شيء كهذا. لأن الايدولوجيا نسبته لحركة التاريخ. وأضحى التاريخ كفيلا به.
يقول ابن تيمية مستشعرا هذا الخطر: (الثالث‏:‏ فناء عن وجود السوى‏:‏ بمعنى أنه يرى أن اللّه هو الوجود، وأنه لا وجود لسواه، لا به ولا بغيره، وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوني ونحوهم الذين يجعلون الحقيقة أنه عين الموجودات وحقيقة الكائنات، وأنه لا وجود لغيره، لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به.... يريدون أن الله هو عين الموجودات، فهذا كفر وضلال‏.)
هذا فهم ابن تيمية العميق لخطر هذا النوع من الفناء. لكن ادراكه لذاتية التجربة يجعله يتسامح بالرغم من ذلك الخطر.
الخلاصة ان التصوف تجربة ذاتية وليس بعقيدة تقابل وتناهض اسلام الشريعة ولن تحل محله.
اما الإسلام الايدولوجيا بوجوده في التاريخ وضع نفسه في مرمى نقد التاريخ؛ فحركة التاريخ تولد نقدا لا يبقي ثباتا ولا ثابتا. وهو اذن هكذا لا يواجه الا بأيديولوجيات مضادة. عكس دعوات تتبناها وتقودها منظمة أمريكية تقصد ان تحشد كيانات اجتماعية من بينها المتصوفة كحلفاء يناهضون لها أعداء الهيمنة الرأسمالية. فهي بالنسبة للتصوف تتجاهل خصوصيته كتجربة ذاتية وتقسره قسرا لينهض كأيدولوجيا، وطبيعي ان يوجد في الداخل من يستجيب لها.
في هذا الموقع نجد كاتبا اسمه بلال مؤمن:
https://aswatonline.com/2018/04/08/التصوف-البديل-الأوفر-حظا-2-2/
كتب بلال مؤمن: (أن لدى جماعة المتصوفة من المقومات الذاتية ما يؤهلها للعب دور سياسي هام في المستقبل القريب، فمنظومة القيم والأخلاق التي تقوم عليها الفكرة الصوفية تجعلها أقرب إلى مفاهيم الليبرالية منها إلى جماعة سياسية ذات مرجعية دينية، لاسيما ما يتعلق منها بمفاهيم التعددية السياسية، فالصوفية قائمة على فكرة التعددية والبعد عن الإقصاء ولكل شيخ طريقته، وهي ليست أسيرة أفكار سياسية موروثة عن الخلافة والدولة الدينية، ولا تجد بأسا في التعامل مع الآخر بمستوياته المختلفة.)
هي أقرب لليبرالية لخلوها من شريعة. يعني خلوها من رؤية سياسية ومن أيديولوجيا سلطة. في التفاتة سانحة، يبدو هذا القرب من الليبرالية امرا حسنا فرح له يعض اهل اليسار. ولكن هذا في فهمي هروب من المعترك التاريخي الذي فيه يواجه او يساند الإسلام السياسي الشريعي. ومن قبل كان فرح اولئك بالتصوف لأنه بدا اسلاما منزوع الانياب.
بالطبع بوجه عام فضفاض بلا ساحل، بوسع أي كائن ان يستخلص ايدولوجيا من أي فكرة، صوفية كانت أو غيرها. إذ كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء للقناة سنانا. لكنها جناية على التصوف لأنها افساد لهروبه المتخيل من الايدولوجيا.
ومن نفس بلال مؤمن نطالع:
(وبحسب تقرير “مؤسسة راند” الأمريكية الصادر عام 2007 بعنوان “بناء شبكات مسلمة معتدلة”، فقد سعت دوائر سياسية غربية لفتح قنوات التواصل مع جماعات المتصوفة في مصر والعالم العربي، وفي العام التالي 2008 وجهت الدعوة للشيخ علاء ماضي أبو العزائم لحضور مؤتمر عن التصوف في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقال أبو العزائم إن مشاركته في المؤتمر تسهم في إعطاء صورة صحيحة عن الإسلام والعالم العربي للأمريكيين.)
يتكلم هذا التقرير وهو متاح هنا:
https://www.rand.org/pubs/monographs/MG574.html
عن نجاحات أمريكا بتحالف مع مسلمي الشرق الأوسط ابان الحرب الباردة. أوردها كتجربة تفيد المساعي الحالية لإيجاد حليف إسلامي في منطقة الشرق الاوسط.
وكشف مقال التصوف البديل مؤتمرا كرس لهذه الغاية. هو مؤتمر كاليفورنيا للتصوف. وكشف موقع اخر مؤتمر الشيشان حضره جمهرة مما يسمى بالمعتدلين وبينهم الدكتور احمد الطيب امام الجامع الازهر، وهو نفسه شيخ الطريقة الخلوتية الحسانية.
أبشع ما في تدخل (راند) اجهاض أطراف النزاع السياسي في المنطقة جميعها وابتذالها وابتذال التصوف نفسه. ادعى التقرير ان الحليف المرتقب- الذي يضمر المتصوفة، ضعيف مشتت ويلزمه مساعد خارجي لينهض يؤدي الدور الذي يريدونه.

-------------------------------------------------------------------------

*عن الباحث التونسي صابر سويسي-الفناء في التجربة الصوفية ص.188.
** https://alqadriah.blogspot.com/2015/09/b ... t_676.html
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

شكرا يا الفاضل
الماديون يميلون للإتفاق مع إبن تيمية وما تبعه من إبن عبدالوهاب, لانهم لا يستريحون للمنهج الصوفى الدى يتعارض مع تفسيرهم لحركة التاريخ ِ. فالقائد الصوفى لا يستغل العمال او الحيران لمنفعته الذاتية.. ومسيده هوتيل مجانى للزوار والفقراء منهم بالذات ِ. Full board.. والطلبة يتعلمون القراءة والكتابة وما كان متاحا من المناهج الدينية.. أيضا مجانا.. ونشاطهم فى الزراعة من اجل عصيدة المسيد المجانية.. وحلقات الذكر ليس لها تذاكر تباع ولا تجمع تبرعات.. وأنما يتطوع البعض لنشاط المسيد.. الشيخ يخدم الحيران بنفسه ولا يملك ملابس اكثر من غيار واحد ومنزله لا تميزه من منازل الاخرين.. قارن هده بالاقطاعيين فى اوروبا.
الفلسفة المادية لا تستطيع تفسير هذه الظاهرة.. لذلك يميل أنصارها لدين إبن تيمية لانه اقرب اليهم. ونجاح المنهج الصوفى والفشل فى تفسيره بأدوات ما يعرف بالمنهج العلمى هو الدى ادى الى الاتجاه بوصفه حالة ذاتية لا تعنى بالتشريع.. وهذا خطأ لان المجتمع الصوفى كان منظما تنظيما محكمة.. هو كما سلف اعلاه أقرب الليبرالية.. والليبرالية نظام اجتماعى لا اعرف كيف تم الهروب اليه لتبرير ان الصوفية ليس فيها نظام إجتماعى (شريعة)..

اسف الوقت لا يسعفنى فانا فى حالة سفر.. شكرا مرة اخرى وتقبل تحياتى
Freedom for us and for all others
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

شكرا لك انت اخي محمد عثمان أبو الريش للاهتمام، بإذن الله توصل وترجع بالسلامة.
الموضوع ليس المفاضلة بين السلفية والتصوف ولكن للتمييز بينهما.
ووفق الخاتمة المقال لا يرى وجها للمقارنة بينهما. فالسلفية تيار ديني، حين يوجد تصوف خارج الأديان.
لكن يبدو هناك أكثر من تصوف.
وضح من ابن تيمية ان تدرج السالك، ونيته وطاقته، في المقامات والاذكار يحدد الحال الذي يتحقق له. لذا قد تتوفر انواع من التصوف.
تخير ابن تيمية نفسه المرحلة الأولى، وانت لو تبنيت شريعة اذن تخيرت درجة قبل ذروة الاذكار والفناء.
لان موقف تلكم الذروة (...انه لَيْسَ وَرَاءَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْءٌ آخَرُ؛ ...). لا اعتقد أنك تقبل هذا الموقف. وهو قطعا ليس مقبولا لكثير من الطرق الصوفية.
لكن دعونا نتأمل المشهد الغريب المادية تتوهج ساطعة بضرب من الاذكار، بعد ان ساد بيننا ان الفلسفة والعقل هما من افشيا مادية الكون.
ربما عرض وفسر ابن تيمية المقامات والاذكار بنهج خاطئ. لذا، في نظري اخي أبو الريش المعركة تتركز هنا، حيث ان نقض ابن تيمية يتطلب، مثلما فعل هو، فحص وإعادة فحص الاذكار والمقامات.
أضف رد جديد