مجلة الإيكونوميست البريطانية: خيارات البشير أضحت قليلة جداً

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مجلة الإيكونوميست البريطانية: خيارات البشير أضحت قليلة جداً

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

مجلة الإيكونوميست البريطانية: خيارات البشير أضحت قليلة جداً فالشارع ضده وحلفاؤه باتوا مترددين بشأن إخراجه من ورطته

في مقال صحفي لها بعددها الأخير وبعنوان "خيارات البشير أضحت قليلة جداً فالشارع ضده وحلفاؤه باتوا مترددين بشأن إخراجه من ورطته " رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الأسبوعية أن الاحتجاجات السودانية التي بدأت بالمطالبة بالخبز باتت تهدد النظام الحاكم في السودان.

وقالت المجلة، في مقالها، إن مراكز الشرطة في العاصمة السودانية، الخرطوم، قد ازدحمت بالمعتقلين حيث في كل ساعة تحضر الشرطة معتقلين جددا وإن مركز الشرطة بشمال الخرطوم قد امتلأ بالمحتجين الذين وضعوا في ساحته، كما نقلت عن الناشط "عاطف"، الذي اعتقل في 31 ديسمبر، 2018م، والذي كان واحداً من عشرات الآلاف الذين خرجوا للشوارع في السودان في الأيام الأخيرة، تصريحاً قال فيه إنه قد شهد اعتقال حوالي ألف شخصاً في ذلك اليوم وإن الكثيرين من أولئك قد ضربوا فيما حلقت رؤوس آخرين وإن المحامين والأطباء من بين أولئك قد خُصوا بالإهانة.

واستطردت المجلة قائلة، في المقال المعني، إن ما بدأ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخبز بمدينة عطبرة السودانية في 19 ديسمبر من العام 2018 قد انتشر في معظم مدن السودان ونجم عنه، بحسب التقارير، مقتل 40 شخصاً، على الأقل، على يد قوات الأمن السودانية في 400 احتجاجاً وإن الحكومة السودانية تقول إنها قد اعتقلت ما يقارب 800 ممن شاركوا في التظاهرات، غير أن ذلك لم يفعل، بحسب "الإيكونوميست"، "شيئاً معتبراً لإخماد ما بات ينظر إليها على أنها أكبر انتفاضة ضد حكم عمر حسن البشير الديكتاتوري".

وأوردت المجلة، في مقالها ذاك، أن جذور الغضب السوداني تعود إلى العام 2017م وعند إعلان الحكومة السودانية خططاً لوقف الدعم عن القمح كان الهدف منها هو، بحسب المجلة، "تخفيف العجز في الميزانية الذي كان سيصل إلى 5% من حجم الناتج المحلي هذا العام" وأنه عند ارتفاع أسعار الخبز في العام الماضي، 2018م، بصورة أدت لاحتجاجات حاولت الحكومة السودانية "إرجاع المسار وأعادت بعض الدعم على المواد الأساسية"، غير أن الاقتصاد السوداني، الذي ظل يكافح منذ انفصال الجنوب عن الشمال وأخذه معه في العام 2011 نسبة 75% من الثروة النفطية، قد تراجع كثيراً وتقلص حجمه بنسبة 2.3% في العام 2018م مما جعل الحكومة السودانية، وفق "الإيكونوميست"، غير قادرة على دفع الفواتير مما دفعها لطباعة أموال نقدية جديدة وبالتالي ارتفع التضخم الاقتصادي لنسبة 70% وباتت نسبته هي الأعلى في العالم من بعد فنزويلا.

وواصلت المجلة حديثها، في المقال، فقالت إن السودانيين أضحوا يعانون بحدة من نقص في الخبز والوقود والأدوية ونقلت عن المواطن عبد العزيز عثمان، البالغ من العمر 28 عاما، الذي يعمل مصوراً والذي اعتقل خلال الشهر الماضي، قوله إن المواطنين في السودان باتوا يقفون في الطوابير أمام البنوك للحصول على النقد الذي لا تشتري فيه أي شيء وإن الناس باتت تقضي معظم أوقات حياتها وقوفاً عند مختلف الطوابير.

وعلقت المجلة، في مقالها، على ما يحدث حالياً في السودان، بقولها إن دعوات تغيير النظام السوداني قد أضحت واسعة النطاق إذ تم حرق فرع لحزب البشير الحاكم، حزب المؤتمر الوطني، في 6 يناير وبعدها زحف المتظاهرون المحتجون نحو القصر الجمهوري بغية تقديم عريضة تطالب باستقالة الرئيس السوداني عمر البشير عن منصبه، علماً بأنه كان قد اغتصب السلطة السياسية في بلاده في العام 1989م على متن دبابة و"فاز" في عدة انتخابات مشبوهة وهو يخطط حالياً لخوض انتخابات جديدة مثلها في العام 2020م.

واستطردت المجلة قائلة، في المقال، إن الائتلاف الحاكم في السودان، الذي يقوده البشير، قد تعرض "لانشقاقات، حيث انسحبت منه ثمانية أحزاب على الأقل"، ثم تساءلت فيه عما هل سيصمد عمر البشير أمام موجة الاحتجاجات الشعبية العارمة ضده. وفي مضمار إجابتها على ذلك التساؤل قالت المجلة إن عمر البشير ليس "غريبا على الاحتجاجات" إذ هو قد واجه، من قبل، حركات تمرد في الجنوب وارتكب جرائم في دارفور وقمع تظاهرات ونجا منها، غير أن الاحتجاجات السودانية الأخيرة مختلفة ويبدو أنها قد هزت النظام الحاكم في السودان إلى حد إرغام رئيسه على الوعد بالكف عن قطع الدعم عن السلع وزيادة النفقات الحكومية بنسبة 39%، خاصة على الرواتب والموظفين في المؤسسات العامة وذلك رغم وصفه، من الناحية الأخرى، للمحتجين ضد حكومته بأنهم "خونة باعوا أنفسهم ومخربين"، كما توجيهه أصابع الاتهام ضد ناشطين في دارفور "بالتآمر مع إسرائيل لتخريب السودان" واعتقال سلطاته 50 طالباً من دارفور بتهمة الإرهاب.

ومضت الصحيفة قائلة، في مقالها، إن كل تلك الأساليب والمزاعم والإجراءات القمعية لم تجد نظام عمر البشير فتيلاً إذ قد هتف المتظاهرون في معاقله في الخرطوم والشمال السوداني قائلين "كلنا دارفور" وإنه رغم قمع الشرطة والأمن السودانيين ما تزال الاحتجاجات مستمرة، بل هي تبدو الآن "أكثر تنظيما وأًضحت أضخم وتقودها النقابات المهنية" وإن البعض قد شبهها بثورتي 1964م و1985 في السوداني اللتين أطاحتا بحكمين ديكتاتوريين حيث، بحسب المجلة، تطورت، في كلتا الحالتين، ما وصفت، من قبل الحكام حينذاك، بأنها "أحداث شغب معزولة" إلى حركة تغيير سياسي واسعة النطاق مما اضطر ذينك النظامين الديكتاتوريين إلى التنحي عن السلطة السياسية بالبلاد، مع الإشارة إلى هنا إلى أن عمر البشير قد يعاند ومن ثم يصعب إرغامه على التنحي.
ونقلت المجلة، في المقال المعني، عن الخبير في شؤون السودان بجامعة "تفتس" بالولايات المتحدة الأمريكية، أليكيس دي وال، تصريحاً قال فيه إن الجيش السوداني قد كان "جيش البشير) لمدة 29 عاماً وإنه "لديه القدرة على لعب الفصائل ضد بعضها البعض" وإن القادة العسكريين "يخشون من المحاكمة بجرائم حرب لو سقط نظام البشير"، ثم أردف ذلك بقولها إنه رغم أنه ما تزال للبشير مؤسسة أمنية قوية تظل خياراته أقل فأقل، سيما وأنه رغم تحوله خلال الأعوام القليلية الماضية عن حليفته إيران واقترابه من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسهام المساعدات المالية من ذينكما على إخفاء المأزق الاقتصادي للبلاد لا يبدو الآن أن أي من ذينكما "تبدو مستعدة لإخراجه من ورطته"، خاصة وأنه لم يعد، مجدداً، حليفا موالياً لهما وشرع في التقارب، مجدداً، مع قطر وتركيا.

وفي ختام مقالها رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إن الرئيس السوداني عمر البشير قد بات الآن "وحيداً ومحطماً" ومواجهاً للمحتجين الذين ما فتئوا يعاودون الخروج إلى الشوارع السودانية رغم القنابل المسيلة للدموع ورغم الرصاص الحي وإنه لم يعد بإمكان نظامه معرفة ما سيحدث له بعد بالضبط، رغم كل أمنه وترسانته المسلحة، خاصة وأن غضب الناس في السودان الآن، كما يقول مخرج الأفلام إبراهيم سنوبي، قد اضحى لا منتهىً له.

[ترجمة وتلخيص: إبراهيم جعفر].
أضف رد جديد