أمير شمعون

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

أمير شمعون

مشاركة بواسطة عادل القصاص »


أمير شمعون، شاعر، كاتب مسرحي وروائي سوداني. وقد أطلَّ، أوَّل ما أطلَّ، كشاعر من الشعراء الذين بزغوا خلال تسعينيات القرن المنصرم. من مجايليه، محمد الصادق الحاج، نجلاء عثمان التوم وأحمد النشادر.
أصدر أمير، حتى الآن، مجموعة شعرية واحدة، هي "إلى التي بعد البرجل"، عن دار عزَّة، خلال السنوات الأولى لهذه الألفية.
أمير يقيم في مدينة ملبورن الأسترالية منذ ٢٠٠٤.
قبل أيام قليلة، فرغت دار المصوِّرات من طباعة روايته "حبال النور والظلمة".
ما لم يُنْشر له بعد، كأعمال متنوعة ومكتملة (وبعضها تحت الطبع):
مجموعات شعرية: "الذعر في قبضة التصور"، "تجريد الكتمان"، "نطفة ومياه" و"مرتبة الصفرة".
مسرحيات: "فورمايكا"، "سوبا" و"تشفير".
له مسرحية، مكتوبة بالإنجليزية، بمسَّمى "Grey Moon" (قمررمادي)، من المقرر أن تعرض في مسرح أسترالي، حيث ستبدأ بروفاتها قريباَ.






من شعره:




المِبْصارُ وما بَهَقَ مِنْ سِرِّه

أمير شمعون

(من كتاب: مَرْتِبةُ الصُفْرة)







1

المُنْجَذب إلى قَعْرٍ ماجن
تَهشّه مُسْتبْصراتٌ يَنعَقْنَ غيوباً فَيُجَذَبنَ أقصى عَماهنّ
يَصْهَلنّ قعوراً ودراويش
فيُبْصِرن الخَلْع يأكل جناحيه ويطيرْ
هو الخلعُ الـــــْ يُجْذَبُ وسقاته للذهاب
ذهابٌ هو الجُنْحة
جُنحةٌ هي غيبُ مَنْ جُذِبوا وأفراسهم نحو فَحمِ التَرِكة
تَركةُ مَنْ تَعَفَّن من نورِه
تَركةُ مَنْ صهلَ في قَعْرِه
والقعْرُ ليس إلا ما هيأَ الموتُ للنور من خشبٍ رنّانٍ وهندسة
ليس سوى شائخٍ داخل ماسّةِ الهَجْد
ليس سوى هجد مُشَخَّتٍ بأغصانِ العَرّافات المُنشغلات يفلّيْن الصمت بحزنٍ مبقور
يَشِخْنَ عِرْفَتهنّ
ويَنْهَبَهُنّ الوجدُ غُصْناً غُصنا
العَرّافاتُ وهنّ يتْليْن:
جذوتنا منازلُ رُتَق وعويشُ قُمّار
جذوتنا هبائب رقص
جذوتُنا دَلاليكُ على حافّة الهَدْر
فيا الهفيف
يا المُسْهبُ في البَلّور
يا المُتَرنّح في الصّلصال
يا الأدْرج
يا الأحمر كالمُحِبِّ في الجّذوة
يا المُتَهَدّر في نَفْسِه
يا المُزَيّت بالنّورِ حنّى مراتِبِه
يا المُهَيّق حتّى مَتْلُوّة تحتك المسابر
يا المِبْصار وما بَهَقَ مِنْ سِرِّه
يا المِسْرار وما بَصَقْ
يا الهولُ
أراني عليكَ اُدْلق
وأراكَ عليّ وكُفُوفُكَ تبيضُ حِملاناً وأكمّات
فأرِكُّ عليك أُخَرِّز غيمي إليك
فَتَفتح ساقيك
فأبصرُ رَتْقاً سَيُفضي إلى عَتمةٍ ساهلة
هكذا يا الهول نُجْقم،
نُجْقَم في القَعْرِ نَفْسه.
نَصّايح:
النّدامى، النّدامى،
جُقَمُ النّورِ في خلاءِ البَصَرْ

2
شِبرُ واحدٌ في الحلْكة وأُبْصِرُ الجّمال
فيَقْرِصني في وَرْكِه فأصيحُ:
أنا ٌقَحْبتُك
اعُضُّه بسوادي
امضغه وأعمى
يَبْصقُني ويرى
نتقاحب ونُشَقُّ
ونُشْفطُ في الهول ثُقْبين أسْمَريْن في النًور
وشِبْرينِ في النّار

وما النّار؟
النّارُ شجرٌ مجذوبٌ
النّارُ طَرَبُ رَملٍ تحت بولِ المشاكك
النارُ ّاسفُورُ الملاونِ في جمرة كافرة
النًارُ ريش
وما الرِّيش؟
الرّيشُ طُرُقْ
وأشبارُ عَمى
وحُلاّكٌ يزْنون عيونِهم معرفةَ معرفةْ

3

يا التُّياهُ
فوق يديّ عرفتُ يديّ
وفوق يديّ ريشكم سيذبل
وفوق يديّ سأعْرقُ شُفَّعَكم
فوق يديّ سأرى طوطمي في التّيهِ تُغنّيهِ تماثيل
فوق يديّ سأرى خيولاً يَلِدْنَ ما سأرى
سأهمسْ لها:
يا خيول كيف نَهَبَني حَجَر
وكيف المياه يتيمي
وكيف المحالكُ تُيّاه بعضِ الحَجَر
وكيف أرى ما لم يراه حَجَرْ؟

4

آتٍ أهرف ثقوباً وآبار
أنزّ خطوطاً غامضة
أنزّ ورَّاقين هَرَّدَ اللّيلُ جِلْدَهم
آتٍ أهرف أصابعَ تَسَّاقطُ مِنْ فكٍّ هائل
فأصير حَبْل العارفِ ودبغه
أصيرُ وحل الحيوان وظلفه
أنهرُ مِنّي قُداحي
وأتماسخُ وآخر اللّيل
وهكذا أرهفُ
وأرهفُ حدّ أغلظ
وأغلظُ حد أُوَرَّقُ ولا أندم
أرْهف حدّ أُعصرُ بين نهديّ كَشْفٍ وأصير إلى رَنّة في حليب
وأغلظُ حدّ أتَذأّبُ في الحليب واعوي طنابرة غامضين
أحلبُ نكرانيَ هكذا رُقيةً رُقيةً
فأيّ تُرْبة ستنجو مني؟
أيُّ رَنين؟
أيُّ كَهنة؟

5

كهنةٌ أصْفَرّوا
ترابٌ مُدَجّجٌ بقماشٍ لا يُرى
عريٌ هائلٌ وقفت الأرض فوق قرنيه تشّاتمُ وصُفْرة الكهنة
تشتمهم:
ما أنتم سوى شَجَرٌ رُحَّل وهبوبٌ خَصيّ
وهكذا
كهف إثر كهف هي العودة من هذا الدم
وقفزةُ شوكٍ تذأّب في البال

قال غصنٌ لِغُصْن:
الشّوكُ تَعْميرةْ
الشّوكُ مَزّة ٌ وزَمهريرُ كَشْفْ
قال كهفٌ لكهْف:
السّعادةُ سوادٌ عمره الفُ حَجَر

قالت هبوبٌ لهبوب:
أنا حِبْر
أنا شجرٌ عُمْره ألف محبرة

قال وَرقٌ لورّاق:
حكّ ظهريَ، حكّه
حكّه بأظلافِ ما ترى فوق بطني
حُكّني لأنجو
حُكّني لتُجْذبْ
قال دَمٌ لِدم:
فلّني، فلّني
فُلّ لوني فالكائنُ ظُلْمة؛
ظلمةٌ جرّحتها الحبال
قالت أرضٌ لِصُفْرتِهم:
أح ح ح ح ح ح
من جمالكِ أح

6

والقُمّارُ مِنْ جِهةِ الجّري تواثنو
يغلونَ النّورَ في قدور المسادم
قَطّروا الموتَ سعادةً سعادة
ومُغْمىً على شَرابِهم نَحرْنَهم التائهات.

المُنْتهى إليه جبلُ النّور
المُنْتَهى بِهِ جَبلُ النّور
الجسدُ داخل الجّسد جبلُ النّور
لَكْمةُ اللّه في بطنِ أقرأ جبلُ النّور
نهبُ الفقيرِ ذهبَ شِرْكِه جبلُ النّور
أصبعُ الأرض المقطوع المُشير لبذاءة عالية جبلُ النّور
إذاً
أينَ ذهب القُمّارُ وعماهم يُكَشْكِشُ في صدأٍ أبديٍّ حدّ الجّمال؟
أينَ هُم والتَركة؟

7

أبدياتٌ نَهِمة
وسُعّار
ومسالخُ نار
ورُحّلٌ بعيونٍ أجنحة
هي كل التركة،
كُلّ التَرِكة يا الصُفْرة.
سأنحر الشَّتْلةَ حتّى شَرَابٌ كفيفٌ يَعْرِفُني
أُلَوّنُ كماءٍ
أتَبَدَّنُ كالظِّلّ في وحشةِ السَّقْف
هو هَطْلُ شَمْسِ على فكرةِ اللّيْل
أتَدَسْتَرُ وَسَّام تلك المراكب
هَبْهابها في مَهَبِّ البَدَن
قَرْقُورها في السَّنَن
وفَكَّتُها
فَكُّها
لَهْجُها
في المياهِ البَدَنْ
فَهَلْ حبالُ بي؟
هَلْ حِبالُ لي؟
هل حبالِ بي والغَريمُ النّخيلْ؟

8
هكذا أفْرِدْ عَذَابك وَطِرْ
هكذا تَبَوَّق وينْفُخْنَكَ الحارسات
يَتْليْنَ ماءً غَريقاً عليك
يَغْرِفْنَ مِنْ كَفَّتَيْكَ الجِّبال
ويَشْرِبْنَ مِنْ إبْطَيك الذَئاب

9

يدٌ هَوَت في السِّحاق لألف عام لِتَرْجف
لِتُقْطف منزلة الرِّيق مِنْ قُبْلةِ الضِّيق
لَتَهْرَأها الألفُ عامٍ كَكُلّ الذنوب وحيدة
قُطّافٌ يتناوبون مَنْزلةَ الصُّفْرة
يلوكون فكرة الوَرْدِ بضُروسِ الموتى
فيقرأهم الدّودُ شاعراً شاعرا
ويسْقَوْن دفوفاً بيدٍ خيال
يُكْشَفونَ على نَمِرة الرّوح في لُغْزها
تصْرُخْهُم:
غَنّوني وأُخْرَتْ لكم
عَذِّبوني فأُكْشَفْ لَكم
أمْهِلوني أبديّة فأُغْزَلْ بِكُمْ
ساحِقوني فأُسَرْسَبُ كالسِّرّ في رمل هذا الكلام


10

حروقٌ يا جناحي حُروقْ
كَشاكيش هَذَيانيّة بصقها المطلقُ
واهترأ الفدّانُ داخل الكشكشة
صُوِّرَ الرّحمَ قبل الهيأة
تَظَفّرَ ما كانَه الهَوْل
جَنّ الورقُ (مرّة واحدة)
تسافدا؛
الذّكَرُ والأنثى
ولم يجد الجّناحُ سوى الذِّكْر والرّجل
والرِّيش؟
ظنَّه الفَرْجُ يفهم
والأنثى؟
اهترأ الفدّانُ مرّة أُخرى
والجّناح؟
لم يكن سوى الجّناح،
إذاً
الغيبُ
والمطلقُ
والرّغبة
كلُّها سحقُ المساحة بالمتعدّد.
والمساحة؟
ليست أكثر مِنْ غضب،
ليست أكثر من واوٍ في سماءِ الأحْ.

الغريبُ للغريبة:
طَمروني يا الغريبة،
عُتِّقْتُ في المأبد،
أنْشَمُّ مِنْ على بُعْدِ النّور،
وأُسْفَكُ هكذا بلا غبينة،
حويصاً كَطَلْق ونادماً كالفحم على نمنمة الشّجر
كنت يا الغريبةُ كمان مائيٌّ داخل حَجَرٍ عارٍ
كنت الأهطل المتبقّي يتَرَمَّق بين الخُلْدِ والمخلب
كنت الذي يهبِشُني بطينٍ أمرد ساعة يَتَلَبشُني حنكُ الصّوف
كنت الغريبة يا الغريبة
الغريبةُ للغريب:
ماذا سأكون والخُرْمُ كانَنِي
ماذا وكُلّي بابٌ واحد علّقتْهُ المشيمةُ فوق وحلِ العُنْصر
ماذا والرّتوق فرهدها فحلٌ داخل نعظ المراتب
كيف لي يا الغريبُ ظنُّ البيضة
وكيف للبيضةِ هذا الضّرس المفعول بفِعْلِه والأوانُ سيكذب
ماذا بناتُ آدم فاعلات بزهدٍ يتجوّل بين ضفائر الجّنّة
وماذا الجّنّة سوى ما نسيت فوق بنبرِ المغرب
كنتُ الغريبُ يا الغريب
أضف رد جديد