معتصم أقرع

Forum Démocratique
- Democratic Forum
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

النصيحة

مشاركة بواسطة حسن موسى »


كتب معتصم أقرع

"..

لذا، فإن من أولى الواجبات القصوى للفريق الاقتصادي الحاكم أن يقوم بوضع خطة عاجلة لضمان أن الإغلاق لن يُرسل جزءًا كبيرًا من الجماهير إلى المجاعة.

هناك طرق عديدة للقيام بذلك. واحدا منها إنشاء صندوق لتقديم الدعم الغذائي للفقراء على وجه التحديد وان لأ تستعمل أموال الصندوق لأي أغراض أخرى. يمكن للحكومة أن تبدا بالساهمة في تمويل هذا الصندوق بتوفير مبلغ البذرة، بنفس الحماس الذي أبدته في تعويضات الأمريكيين ، ويمكنها أن تطلب من مجتمع الأعمال المحلي تقديم مساهمات كبيرة ، وكذلك ان تطلب من المجتمع الدولي ، علي مستوى الحكومات والمنظمات التنموية والإنسانية والخيرية.
.."

و كمان تطلب من الأماراتيين و السعوديين يساهموا في تكلفة صندوق الدعم الغذائي [و هذا اضعف الإيمان]، عشان مئات الآلاف من الأطباء و المهندسين و الإقتصاديين و و المعلمين وغيرهم من أهل الكفاءات الذين تعلموا و حصلوا الخبرات في مدارس و جامعات السودان حملوا علمهم و خبرتهم و ساهموا في نهضة مجتمعات الخليج و السعودية لنصف القرن الذي مضى، ناهيك عن "الجماعة الطيبين" الذين باعهم نظام الإنقاذ للسعوديين و الأماراتيين ليموتوا دفاعا عن الحرمين في أرض اليمن.
تاني شنو؟
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

العقل النقدي فريضة غائبة

معتصم أقرع




في الأسابيع السابقة أعلن جميع قادة الحكم تقريبا أن مسار هذه الثورة يحتاج إلى إصلاح عميق وعاجل, بما فيهم الامام وسلك والأصم وغيرهم . هذا اعتراف صريح
بأنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة على طول الطريق خلال العام الماضي.

حسنا. لكننا نقول لكم أنكم تقودون في الاتجاه الخاطئ في بعض اهم القضايا ولكن "ما قلنا ليكم" ليس هو الهدف من هذا البوست.

الهدف هو التساؤل عن اذا كان قادتنا وأحزابنا وحكومتنا بشر قادرين على ارتكاب أخطاء كبيرة ، فما نحن فاعلون بمجرد أن ينطلقوا في الاتجاه الخاطئ ؟ هناك خياران:

أولهما هو تحذير قادة الركب عن طريق النقد الموزون لتنبيههم أو الضغط عليهم لتغيير المسار. لا يعني النقد الدعوة لإسقاط الحكومة أو حاضنتها السياسية . النقد الهادف جزء اصيل في الحوكمة يساعد على إصلاح الأخطاء قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح التقويم مكلفًا للغاية ولهذا اسست البرلمانات. العلل السياسية تشبه الأمراض الجسدية ، فكلما تم علاجها مبكرًا كلما كان ذلك أفضل وأدني كلفة. فالنقد الصديق, الجاد يساعد الحكومة على التخلص من عيوبها مبكرا. ويدخل في جنس التقييم البناء النقد الخشن اللهجة ان كان جوهره ولهجته يختلفان عن هجمات الأعداء الراغبون في التدمير والإطاحة.

الخيار الآخر هو الاستمرار في مدح الحكومة أو الصمت حين توغل في الانزلاق نحو هاوية على افتراض أن المطالبة بإصلاح الخطأ وتحسين الأداء يساعد العدو وجحافل الثورة المضادة.

هذا الخيار به اشكالين. الأول هو أنه يحول المثقفين وقادة الرأي العام إلى متملقين ، منافقين مزدوجي المعايير يعارضون شيئا حين يمارسه خصومهم , ويدافعون عن نفس الشيء اذا مارسه فريقهم.

المشكلة الثانية الأكثر خطورة هي أن التواطؤ االسكوتي أو الاحتفالي يزين للحكومة التوغل في المسار الخاطئ ، لتحفر قبرها وقبر الثورة بيدها. هؤلاء مثل رجل يشتبه في أن عزيز لديه مصاب بسرطان في مرحلة مبكرة وقابل للعلاج لكنه لا يضغط عليه للاعتراف بالمشكلة ومعاودة طبيب خوفا من شماتة ابلة ظاظا.

الثورات مثل البشر ، كثيرا ما يكون أفضل أصدقائهم هم من يخبرونهم بما يحتاجون إلى سماعه حتى لو عكر صفائهم فالأصدقاء الحقيقيون يطعنون في الامام. وفي ذلك قال أهل السودان أسمع كلام البيبكيك وقال الامام علي الكرار رحم الله امرئ اهدي الِي عيوبي.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

من معتصم أقرع:


"خليني أحيا على أمل لو كان بالخداع"، مبدأ غرامي رائع، ولكنه لا يصلح في السياسة:

إذا كانت السفينة تسرع نحو اصطدام بـجبل جليد، فهل الواجب إخبار الركاب بـأن الطاقم يقود نحو كارثة بأمل أن يتداركوا الأمر ويصلحوا المسار قبل فوات الأوان ؟

أم أن الواجب هو مداهنة الطاقم وتملق أحلام الشعب الندية بالتركيز على أشياء لطيفة ومهدئة ومطمئنة لا تفسد منام ركابـ جمل التايتنك، وكل ما ترنحت السفينة تسارع بترديد أن كل اهتزازاتها سببها الطاقم السابق ودلافينه؟
من المنطق القاء الملام على الطاقم القديم في كل ما يتعلق بسوء حال السفينة ولكن لا يمكن لومه إذا كان الطاقم الجديد يقود في الإتجاه الخطأ.

***

الدجاجية لا تغير شيئا:

جميل جدا قرار الآلية الاقتصادية الغاء الاعفاءات الجمركية وإنشاء بورصة للذهب والمعادن الأخرى.
وأيضا هناك إشارات مشجعة بأن المؤسسة العسكرية والأمنية قد وافقت على إخضاع شركاتها المنتجة للسلع والخدمات المدنية لرقابة وزارة المالية. وهذا تقدم في الاتجاه الصحيح لو كان صادقا.
فقط تذكر أن هذه التنازلات, الهشة والقابلة للانعكاس، ما كانت لتتحقق لولا الضغط النقدي على أهل الحكم بشقيهم المدني والعسكري. فالسلطة لا تتنازل إلا مضطرة والدجاجية لا تغير شيئا غير أن تزيد أهل السلطان بجاحة.
الضغط الاعلامي لا يعني الدعوة لإسقاط النظام ولكنه قد يكون دعوة لانقاذ التحول المدني من تقاعس القائمين على أمره.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الدجاجية؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عادل
قالوا:
سكتنا للحاضنة جاتنا الجائحة
لكن الدجاجية دي ما عرفناها
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

أفتكر يا حسن معتصم قاصد "المطبلاتية" -أعتقد "الدجاجية "، عنده، منحدرة من "الدجاج الإلكتروني" البعمل شغل دعائي دوغمائي لكل خطوة تقوم بها الحكومة وفي نفس الوقت يهاجم بنفس الرعونة كل منتقد لأي خطوة من خطوات الحكومة حتى لو كانت الحكومة على خطأ والمنقد صاح.
فانتقادات معتصم لخطط وأداء الحكومة الانتقالية - خصوصا فيما يتعلق بمنهجها وممارساتها لحل الأزمة الاقتصادية - تعرضت لهجومات أغلبها له طبيعة رعناء..
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

ثور الصيادلة الأسود يحفر قبر دعم الدواء

معتصم أقرع




أصدر تجمع الصيادلة بيان له العجب دعا فيه حكومة الفترة الانتقالية الِي الإسراع بإنفاذ خيار رفع الدعم السلعي دون تلكؤ.

لم يكتف البيان بـاجترار هرطقات الدعاية التبسيطية لكتائب الجهاد ضد الدعم بـل أضاف الِيهـا نفاق ازدواج المعايير والكيل بمكيالين بمطالبته في نفس البيان الإبقاء علي دعم الدواء وتوفير النقد الاجنبي لذلك بالسعر الرسمي.

فات علي ثور السادة الصيادلة والصيدلانيات ان قاطرة النيولبرالية حين تنطلق لن تستثني دواءهم طويلا وان نفس الدعاية التسطيحية التي روج لها بيانهم بحماس مريع سوف تستخدم لدهس دعم الدواء وحينها سيكوي جحيم السوق المواطن بارتفاع أسعار الدواء كل صباح في رقصتها علي تانغو نفسيات الدولار.

*****

ورد في الأثر انه : " كان هناك ثلاثة ثيران أحمر وأبيض وأسود، وقد جمعتهما علاقة متينة، فأراد أسد جائع الانقضاض عليهم، فصدوه ورجع يجر أذيال الخيبة. فلم يهدأ للأسد بال حتى عاد وقد حَبَكَ خدعة قوية تمكّنه من سد جوعه، فذهب للثورين الأسود والأحمر، وقال لهما: ”أنتما أصدقائي، ولا أريدكما، بل أريد فقط الثور الأبيض كي لا أموت جوعًا.”

فكّر كل من الثورين فيما قاله الأسد، وعلى ما يبدو أن كلامه كان له صدى في نفسيهما. فقالا:” الأسد على حق، وسنسمح له بأكل الثور الأبيض ”. وبالفعل انقض الأسد على الثور الأبيض، وسد جوعه، بل أكل حتى ظل شَبِعًا أيام وليالي، حتى عاوده الجوع مرة أخرى، فحاول الهجوم على الثورين الأسود والأحمر، لكنه لم يستطع النيل منهما، فأخذ يفكر في حيلة أخرى تؤمّن له الطعام المشبع.

فذهب للثور الأسود معاتبًا:” لماذا هاجمتني، وأنا لم أقصد سوى الثور الأحمر”. فرد الثور:” أنت قلت ذات الكلام عند أكل الثور الأبيض”. فرد الأسد بنبرة مخادعة قائلًا:” ويحك، أنت تعرف أنني أستطيع هزيمتكما معًا، لكنني لا أريدك أنت”. فكّر الثور ووافق بسبب خوفه وحاجته للأمان.

انقض الأسد على الثور الأحمر والتهمه حتى ملأ بطنه وظل شبعان لليالي طويلة، لكن راوده الجوع مرة ثانية، حينها لم يجد أمامه سوى الثور الأسود، والذي صرخ حين هاجمه الأسد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.

أوقفت هذه الكلمات الأسد، وجعلته يتراجع قليلًا، فسأله: لماذا قلت الثور الأبيض ولم تقل الأحمر، والذي عندما أكلته أصبحت وحيدًا . فرد الثور الأسود: لأنني حينها تنازلت عن المبدأ الذي كان يجمعنا ويحمينا، ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة، فعندما أعطيت الموافقة على أكل الثور الأبيض، فقد أعطيتك الموافقة أيضًا على أكلي.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

بركات رفع الدعم تنهال علي الريف السوداني

معتصم أقرع


"ارتفاع قياسي في معدل التضخم الى 81.64 % في مارس
سجل معدل التضخم لشهر مارس 81.64 % مقارنة ب 71.36 في شهر فبراير.
وعزا الجهاز المركزي للأحصاء الارتفاع الي زيادة أسعار الأغذية اضافة الي ارتفاع النقل بسبب ارتفاع اسعار تذاكر الحافلات والبصات الداخلية والسفرية والوقود وارتفاع الغاز.
وسجل معدل التضخم في المناطق الحضرية 66.83% بينما سجل في المناطق الريفية93.26% ."
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

رفع الدعم لا يكفي لإرضاء الصندوق والمانحين

معتصم أقرع




دايما تصر وصفة صندوق النقد الدولي بشكل قاطع علي إلغاء الدعم كشرط لاستعادة توازن الاقتصاد الكلي. لكن بتر الدعم ليس غاية في حد ذاته ولكنه خطوة رئيسية للقضاء على عجز الموازنة لان هذا العجز هو بيت الداء ان كان ضخما ومزمنا.

شرعت حكومتنا عمليا في إلغاء الدعم بفرض البنزين والجازولين التجاريين والسماح للقطاع الخاص باستيرادهما والاسترباح منهما. لكنها قررت في الوقت نفسه رفع رواتب القطاع العام خمسة أضعاف ونصف. وهذا يعني أن عجز الموازنة سيكون أعلى بكثير هذا العام وفي السنوات التالية حتى بعد إلغاء الدعم كليا.

ولكن هذا العجز الكبير غير مقبول لصندوق النقد الدولي الذي سوف يأمر الحكومة بتخفيضه أو إزالته كشرط للحصول على أي معونات أو تخفيف عبء ديون من قبل الصندوق أو البنك الدولي او المانحين الآخرين.

لذلك ستجد الحكومة نفسها في وضع تفاوضي أسوأ إزاء تحالف الصندوق والبنك والمانحين. حينها لن يكون أمامها خيار سوى خفض أو تجميد الإنفاق العام في مجالات أخرى مثل التعليم والصحة والتنمية والخدمات الأخرى. وهذا هدف سهل التحقيق لانه في حالة المحافظة على الصرف في مجال الصحة أو التعليم أو البنية التحتية على نفس المستوى، فان القيمة الفعلية تتناقص مع تضخم الاسعار وهذا نوع من انواع خفض الصرف غير المعلن.

قد تضيف الحكومة إلى ذلك زيادة ضرائب الاستهلاك والمبيعات والتعريفة الجمركية. لكن هذه الضرائب كلها تراجعية تهزم العدالة الاجتماعية لانها تدفع من قبل الأغنياء والفقراء على قدم المساواة. وبذا تزيد من سوء توزيع الدخل ضد الشرائح الفقيرة من المجتمع ليزدادوا فقرا بصورة نسبية وفي كثير من الأحيان بصورة مطلقة. الضرائب على السلع الكمالية لا تزيد من سوء توزيع الدخل لكنها لا تحقق عائدات كبيرة لضيق قاعدة مستهلكيها. وهذا سيدفع الحكومة إلى التركيز على فرض الضرائب على سلع الاستهلاك الواسع التي يستخدمها الجميع أو معظم فئات الشعب بما في ذلك الفقراء وهم ثلثي الشعب حسب تقديرات الحكومة المحافظة.

وكل هذا يعني ان هذه الحكومة لا تملك رؤية متسقة وبعيدة المدى لإدارة الملف الاقتصادي وتكتفي بالترقيع اليومي الذي يفاقم الأزمات.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

مجددون في خدمة التقهقر

معتصم أقرع




عبر التاريخ كان هناك مجددون ومصلحون دينيون حقيقيون مثل محمود محمد طه ونصر أبوزيد وغيرهم. كان هؤلاء عمومًا مثقفون متمردون ولهم ما يكفي من الشجاعة لتحدي التقاليد العتيقة , الراسخة ولكنها بالية بهدف وضع شعبهم على مسار أفضل متوافق مع ضرورات النهضة الوطنية.

هذا النوع من المصلحين علاقته معادية لسلاطين المال والسياسة ولم يكونوا بطانة حاكم ولا مثقفي بلاط. في كثير من الأحيان تمت مطاردة هؤلاء المتمردين حد الإعدام.
ولكن هناك نوع آخر من الزعماء الدينيين الذين يطلق عليهم لقب مجددين بغير وجه حق . وهم عادة من النوع المحافظ من محبي المال والسلطة وأصدقاءها وخدامها بما يوفر لهم حماية ونفوذ اجتماعي واسع. وظيفة هؤلاء ان يعطلوا التاريخ بإصدار فتاوي تحرم أي خطوات تقدم نحو الحرية والنماء مثل تحريم تعليم المرأة أو عملها أو توليها المنصب العام كما يناهضون حقوق الأقليات الدينية وحريات الناسوتيين وقد تحرم فتاويهم التعامل المصرفي الحديث وشرب القهوة.

ولكن عجلة التاريخ لا تتوقف ويأتي علي الناس حينا تصير هذه الحقوق التي ناهضها أهل الفتاوي واقعا لا رد له , حينها يغيرون جلودهم ويعثرون بأعجوبة علي دلائل في الاسلام والقرآن تقول ان صحيح الدين كان دائما مع هذه الحقوق التي رفضوها سابقا واحيانا يضيفون ان الاسلام هو أول من أسس لها رغم انهم في الماضي قد وصفوها بأنها أفكار صليبية مستوردة تهدد ثقافة الأمة وكيانها.

عندئذ تشرع السلطة القائمة, بمعناها الواسع, في تجديد دماء أهل الفتاوى بتصويرهم كمجددين اصلاحيين وتنوريين حقيقيين بهدف منحهم ما يكفي من القبول الاجتماعي الذي يمكنهم من تعطيل قاطرة التاريخ بطرق جديدة بما يخدم المصالح الاقتصادية والسياسية للتحالف الرجعي المتجدد المعادي للحرية والمساواة - بشقيه الوطني والمعولم.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

ضد الهوس الديني - كامل التضامن مع القراي

معتصم أقرع




المشكلة هي أن هذه الحكومة قررت أن تنصاع لقوى الهوس الديني وأصدرت اشارات عديدة تعبر عن رغبتها في الانحناء لها. هناك أمثلة كثيرة. احدها العقاب الشديد لإمام دارفور الذي تلفظ بـلغة بذيئة يستخدمها معظم الشعب في الخاص. كان من المقبول معاقبة الامام لكن العقوبة أتت غير متناسبة مع التجاوز الذي ارتكبه.

مثال آخر هو موظف التلفزيون الذي تم فصله لأنه اتهم ببث الدعوة لصلاة المغرب قبل عشرة دقائق من مواعيدها. يبدو أن الرجل تم فصله دون مراعاة للإجراءات القانونية السليمة، وبالتالي ليس من الواضح أن الخطأ كان مسؤوليته بالكامل. ولكن حتى إذا كان مذنبا، فإن العقوبة لا تناسب الجريمة ولا يمكن تفسيرها الا كاسترضاء للفاشية الدينية.

لاحظ أنه في كل من حادثة الإمام والتلفزيون لم يصب أحد بأذىً على الإطلاق ولم يفقد أحد حياته أو مصدر رزقه. كانت هذه تجاوزات طفيفة فما قاله الامام متداول بكثرة ولم يأذي ذبابة . أما في حادثة التلفزيون فرأي الاسلام صريح وهو انه لا حرج علي من افطر وان كان هناك ذنب فهو يقع علي الموظف أو الجهة المسؤولة لا على من افطر مبكرا، وهذه مسألة يحكم فيها العلي القدير لا لقمان الذي وجه للبرهان كرات ناعمة. وفي كل الأحوال لا اعتقد ان الرب سوف يحكها مع أي سوداني في قضية العشرة دقائق. تعالي عن ذلك سبحانه الذي وسعت رحمته السماوات والأرض .

وفي الوقت نفسه، تتجاهل الحكومة أحيانا المجرمين الذين تتسبب أفعالهم في إلحاق ضرر كبير بحياة السكان وصحتهم وتعليمهم ومعاشهم. هذا مؤشر واضح على أن الحكومة تفضل استرضاء المتطرفين الدينيين، فهي تخافهم وتظن أنها يمكن أن تهدئهم بـاللطف بـهم، لكن هذا وهم. لأنه في حالة التراجع بوصة، فسوف يضغط أهل الهوس الديني من اجل فرسخ. فهم قوم ليس لديهم احترام للمعاملة الطيبة والناعمة، فهم يحتقرون اللطفاء ويرون انهم ضعفاء وجبناء.

الآن فسر المتطرفون المتدينون إيماءات واسترضائيات الحكومة على أنها خوف واستعداد للانحناء وقرروا شن حملة ضد الأستاذ عمر القراي المسؤول الحكومي الكبير الذي يبذل قصارى جهده لأنسنة وتنظيف المناهج الدراسية من ظلام الإنقاذ.
وقيل من هادن الذئاب اجترأت عليه الكلاب.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

في باثولوجيا مناهج شخرة الإنقاذ التي رفضها القراي

معتصم أقرع




في تسعينات القرن الماضي كنت أجلس مع أسرة في صالون ذات مساءز وكان طفل السيدة، ذو السبعة أو ثمانية أعوام، قد بدأ حضور مدارس زمن التوجه الحضاري. وكان الطفل نائما في غرفة أخرى.

ولكن فجأة تعالى صراخ الطفل ونحيبه وقبل أن تقوم أمه ناحيته، كان قد جرى نحوها وارتمى في حجرها وهو يصيح لا تتخلي عني، لا تتخلي عني!

فهدأت ألأم من روعه قليلا ثم سألته ما هناك، أهو كابوس؟ فرد الطفل لا، لم أكن نائما. فواصلت الأم، وما الذي يجعلك تعتقد أنني سأتخلى عنك؟ فكان رده لأني تذكرت القرآن الذي درسناه في المدرسة والذي يقول "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه".

بصراحة هناك آيات مرعبة في القرآن والتوراة يجب أن لا تدرس للأطفال إلا بعد أن يبلغوا مرحلة متقدمة من العمر، في العشرينات أو بعدها. ولا أعتقد أن هناك في الإسلام ما يمنع التدرج. فالتدرج هو من أصل الإسلام وموجود في قلب القرآن. لذلك فإن تدريس مثل هذه الآيات لأطفال يفع ضعيفي السوفتوير نوع من أنواع التعذيب النفسي لا يمكن أن يأتي إلا من شخصيات سيكوباثية مريضة هدفها إنتاج مواطن مذعور وخنوع يسهل عليهم توجيهه كما شاءوا بما يخدم مصالحهم القميئة.

المهم في ما قبل دخول التوجه الحضاري، حين كنا في الصف الرابع الابتدائي كان أستاذ مصطفى، مدرس التربية الإسلامية، يأتي الِى الفصل ومعه عود، ويقف خلف الكرسي ويضع رجل فوقه ويلحن القرآن معزوفا مع العود. وكان يستند في جواز ذلك بـسيدنا الشهيد الحسين بن منصور المعروف بـالحلاج الذي أفتى بحلاوة التغني بالقرآن والتمتع به. وكنا نغني معه وكانت الآية المفضلة هي ويل للمطففين، تلك الآية التي تحث المسلم على أن لا يظلم ولا يستغل ولا يجشع وأن لا يبخس الناس حقهم.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

طلس الحكومة يدغدغ الحرمانات

معتصم أقرع



تعاني موازنة الحكومة من عجز كبير ولكن رغم ذلك وبدون أية إيرادات إضافية جديدة مستدامة من أي مصدر، تعتقد الحكومة أنه يمكن زيادة الرواتب في القطاع العام بنسبة 569٪ دون التسبب في زيادة الضغوط التضخمية.

إذا كنت تتفق مع الحكومة، الاتساق يفرض عليك أيضًا أن تؤمن بأن تمويل عجز الموازنة عن طريق طباعة النقود لا يفاقم التضخم.

ثم يجب عليك أن تؤمن أن أية حكومة في العالم يمكنها طباعة النقود وتمريرها إلى مواطنيها لرفع مستويات معيشتهم.

ولكن كل هذا يعني أن السبب الوحيد في العالم لوجود الفقر والجوع والمرض والحرمان هو أن الحكومات لا تقوم بواجب طباعة النقود واستخدامها لنثر السعادة في جيوب شعوبها.

طبعا من الغباء الاعتقاد بان الفقر يمكن التخلص منه بتصميم آلة طباعة نقود في المنطقة الصناعية، ولكن هذا هو ما تروج له الحكومة ضمنيا بزيادة المرتبات بدون موارد حقيقية.

ولكن هل الحكومة غبية؟ بالطبع لا، هي تعي ماتفعل، ولكنها تعتقد انك غبي أو جاهل أو الاثنين معا. الحكومة ليست غبية. إنها فقط تلعب عليك وتراوك بدغدغة حرماناتك المتراكمة. ....المهم، التجمع المهني وافق.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تأملات في موازنة 2020 الانتحارية


معتصم أقرع





ورد في موازنة 2020 ان العجز سوف يكون 73 مليار جنيه أو ما يساوي 3.5% من الناتج المحلي الاجمالي. ونسبة العجز هذه معقولة وفي حدود الأمان.

+ كان اجمالي الأجور في 2019 حوالي 58.6 مليار جنيه.

+ تم رفع مرتبات القطاع العام بنسبة 569% . وهذا يعني ان اجمالي الأجور سيرتفع بمقدار 333.4 مليار علي أساس سنوي , إضافة الِي ال 58.6 مليار ليبلغ الاجمالي السنوي 392 مليار. ولكن بما ان الزيادات في 2020 تم تطبيقها منذ ابريل وليس يناير, فان اجمالي زيادة الأجور التي لم ترد في الموازنة يكون في حدود 250 مليار جنيه.

+ كل هذا يعني ان عجز الموازنة يرتفع الِي 323 مليار بدلا عن 73 مليار. وهذا العجز يعادل 16% من الناتج المحلي الإجمالي وهذه نسبة كارثية بكل المقاييس.

+ ولكن الكارثة لأ تتوقف عند هذه النقطة فهذه الارقام العجزية تفترض منح بقيمة 156 مليار جنيه. وبما ان أحدا لم يعد بهذه المنح ولم يصل منها مليما واحدا حتى الان يكون العجز الحقيقي 479 مليار جنيه أو 23% من الناتج المحلي الإجمالي وهذه نسبة فوق كارثية.

+ السؤال الذي يفرض نفسه هو من اين يتم تمويل هذا العجز الفلكي؟

+ تتجه الحكومة لرفع الدعم عن بعض السلع وليس كلها ولكن لنفترض انها قررت رفع الدعم من كل السلع بما في ذلك الجازولين والبنزين والكهرباء والقمح وغاز الطبخ. هذا الرفع سيوفر 188.8 مليار جنيه لينخفض عجز الموازنة الِي 290 مليار جنيه أو 14% من الناتج المحلي الإجمالي. اذا حتى بافتراض رفع كل أنواع الدعم سوف يكون العجز اعلي من الرقم المذكور في الموازنة (3.5%) بنسبة 300% .

+ اضف الِي ذلك ان الإيرادات الفعلية للموازنة في الربع الأول من العام بلغت 47% فقط مما ورد في الموازنة. وقد حدث هذا بين يناير ونهاية مارس , قبل ازمة الكورونا وهذا يرجح ان العائد الضريبي سيتراجع في باقي العام بتأثير تراجع النشاط الاقتصادي نتيجة للكورونا وتدني جودة الحوكمة الاقتصادية. وهذا يعني ان نسبة العجز الفعلي لابد ان تكون اكبر من النسب المذكورة أعلاه.

+ تذكر أيضا ان الموازنة تم اعدادها بافتراض معدل نمو الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 2.9% ولكن بعد جائحة الكورونا من المؤكد ان النمو الحقيقي سوف يكون سالبا , أي أن الاقتصاد سينكمش في 2020 مقارنة بالعام السابق وهذا سوف يضع العجز في مستوي اعلي.

+ اضف الِي ذلك ان مستوي الصرف الفعلي من المرجح ان يفوق الرقم المذكور في الموازنة - 642 مليار جنيه – بسبب الانفاق الاضافي الذي فرضته الجائحة والصرف القادم مع تأسيس المجلس التشريعي وثمن السلام الذي تطالب به الحركات المسلحة في ارض الواقع واسافيره. وهذا يعني ان العجز الفعلي سوف يكون فلكيا.

+ كل ما ذكر أعلاه يعني انه حتى بعد رفع كل أنواع الدعم سوف يكون عجز الموازنة اعلي من 20% من الناتج المحلي الإجمالي - أي اعلي من 415 مليار جنيه - كحد ادني في غاية المحافظة التقديرية. والوسيلة الوحيدة المتاحة لتمويل هذا العجز هو طباعة المزيد من العملة.

+ لاحظ ان رفع الدعم سوف يضاعف أسعار كل السلع بمعدلات فلكية وكذلك طباعة العملة بهذا الافراط الجنوني. ونتيجة لذلك سوف يحلق سعر الدولار بعيدا في السوق الأسود أما في حالة التعويم فسوف يقارب معدل الانهيار سرعة الضوء.
+ قد يلقي أصدقاء السودان الاشحاء بعض فتات الدعم ولكن لن يكون ذلك بما يكفي لأحداث تغيير مهم في هذه الصورة المالية قاتمة الجنون.

+ لاحظ أيضا ان زيادة الأجور افتقدت السلامة الإجرائية وهذا يضع دستوريتها في شك. فهذه الزيادات لم ترد بهذا المستوي في موازنة 2020 التي اجازها مجلسي السيادة والوزراء اللذان يقومان مقام البرلمان في غيابه. عليه كان يجب تعديل وثيقة الموازنة بإضافة هذه الزيادات وعرض الموازنة المعدلة بأرقامها الجديدة علي الرأي العام وعلي المجلسين لإجازتها بصورتها الجديدة وهذا لم يتم حسب علمي.

+ بالنسبة لعقل الاسافير الطفولي الذي يسارع بالمطالبة بأرقام لتبخيس أي تحليل سديد, في هذا البوست ما يكفيكم من الأرقام الِي نهاية العام. اما أولئك الذين لا يكفون عن المطالبة ببدائل ككلمة حق اريد بها التكميم فعليهم ان يدركوا ان البدائل مضمنة ومضمرة في التحليل ولكن سوف نذكرها حتي لو كان في ذلك إهانة للذكاء الجماعي:

- ان ما يحدث الان في الملف الاقتصادي جنون مركب. يجب التوقف فورا وتدارك الامر.

- اهم قضية تواجه الاقتصاد السوادني حاليا – أي اهم قضية وطنية – هي ضرورة لجم هذا التضخم الانفجاري لانه يهدد وجود الأمة فلا يمكن ان يصمد وطن بلا اقتصاد يلبي ادني حاجات المواطن, واي محاولة اصلاح اقتصادي قبل القضاء علي غول التضخم هي حرث في بحر لجي لا يقبل عليه عاقل.

- القضاء علي التضخم يستحيل بدون السيطرة علي عجز الموازنة بترشيد الصرف الِي ادني الحدود وزيادة الموارد برفع الكفاءة الضريبية وزيادة الإنتاج بإزالة كل الكوابح التي تهزم المنتج الحقيقي وتكافئ الرأسمالية الطفيلية والبيروقراطية المدنية والعسكرية.

- وجود فجوة كبيرة بين سعري الصرف الرسمي والأسود مشكلة حقيقية ومن المهم ردم هذه الفجوة والوسيلة الوحيدة لذلك هي تعديل سعر الصرف الرسمي , ولكن لكي يأتي هذا التعديل بثماره يجب ان يسبقه لجم التضخم والتخلص من عجز الموازنة . أما الاتجاه لخفض سعر الصرف أو تعويم الجنيه في ظل هذا العجز الهائل والتضخم الجامح فهو انتحار لا شك فيه. في فقه الاصلاح الاقتصادي سلامة تسلسل وتعاقب خطوات الإصلاح لا تقل أهمية عن محتوي السياسات لذلك فان اجراء ما قد يكون صحيحا في ظرف ما ولكن في ظرف اخر قد يكون حماقة لان تغييرات سابقة وواجبة لإنجاحه لم يتم القيام بها. لذلك فان مس سعر الصرف الرسمي قبل السيطرة علي عجز الموازنة والتوقف عن تمويل رب رب التضخمي سوف تكون له اثار وخيمة.

ملحوظة: كل الأرقام الاولية مأخوذة من وثيقة الموازنة الرسمية.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

الحكومة تسعي لتعويم الجنيه كثمن واجب السداد لكرية زيادة المرتبات

معتصم أقرع





حذرت قبل ثمانية أيام هنا من ان زيادة المرتبات هي طعم لتسويق القادم من اكمال رفع الدعم و تعويم الجنيه. وقد تأكد ذلك اليوم اذ ورد في الصحافة انه "ألمح وزير المالية السوداني، د. ابراهيم البدوي، إلى اعتزامه تحرير الصرف وانتهاج سياسة واقعية بعد خطوة تعديل الرواتب الحكومية".

تحرير سعر الصرف في ظل عجز مهول في الموازنة وتضخم جامح سيكون كارثة اقتصادية/سياسة/اجتماعية كاملة الدسم لا تستثني ما تبقي من الطبقة الوسطي من جحيمها. تحرير سعر الصرف يعني ان يصير سعر السوق الأسود هو السعر الرسمي أي في حدود 140 جنيه للدولار في اليوم الأول , ولكن لن يصمد هذا السعر طويلا ولا الِي أسبوع واحد اذ سرعان ما يرتفع هذا السعر بصورة يومية وترتفع معه أسعار كل السلع بما في ذلك السلع المنتجة محليا أيضا بصورة يومية.

وهكذا سوف ترتفع الأسعار كل يوم مع سعر الدولار واحيانا يتم رفع أسعار السلع استباقيا قبل ارتفاع سعر الدولار لان التجار يتوقعون ان دولار الغد سوف يكون اغلي ويسعرون علي أساس هذه التوقعات.

وفي غضون شهور وربما أسابيع سوف يتجاوز سعر الدولار مئتان جنيها ويواصل الانطلاق بلا توقف ولا هوادة. وستمتلئ شوارع الخرطوم وكل اصقاع السودان بالجوعى والشحاذين وتنتشر السرقة والعنف المسلح وتهبط شرائح واسعة من الطبقة الوسطي الِي قاع المسغبة. ويقود كل ذلك ليلي زلازل سياسية وامنية وخيمة العواقب.

من المؤكد ان السيد وزير المالية سوف يسعي لتعويم سعر الصرف في الأيام القادمة أو علي الأكثر الأسابيع القادمة حتى يتم التعويم قبل اجتماع أصدقاء السودان المانحين في يونيو ليحوز علي رضاءهم وتبرعاتهم بإن يشهر في الاجتماع إنجازاته من تعويم وانهاء الدعم الذي تم رفعه فعليا تحت مسمي الوقود التجاري. ولكن للأسف فان الهبات ستكون هزيلة في عالم ما بعد الكورونا وبعد ان ثبت شح اصدقاء السودان حتى قبل اندلاع الجائحة لانهم اكتشفوا انه بإمكانهم الحصول علي ما يريدون بلا مقابل أو بثمن بخس في أحسن الأحوال.

السؤال هو هل سيستطيع الوزير تعويم الجنيه في الأيام القادمة ام تتدخل جهات اخري أو احداث لفرملة القاطرة؟


++++++++++++++++++++

في تحذير سابق سبق أن قلنا:

بلو راسكم بعد انتصارات الحكومة في حروبها الطبقية:


سبق ان قلنا ان هذه الحكومة أشعلت نيران حرب طبقية ضروس تفتت المجتمع بدلا عن توحيده. استندت الحكومة علي خطاب ماركسية معكوسة ورثة في معركتها الاولي صورت فيه الدعم علي انه يفيد اغنياء المدن فقط علي حساب الفقراء وأهل الريف والهامش. و بعد ترسيخ هذه الصورة, جنحت البروباغندا الرسمية الِي تجييش مخزونات الحقد الطبقي عند جحافل الشباب المحروم للجهاد ضد الدعم. ثم بدأت المعركة الثانية من الحرب الطبقية بعد نهاية الاولي مع شراء قلوب موظفي الخدمة المدنية ونقاباتهم الهامة برفع المرتبات خمس أضعاف ونصف سيتم تمويلها بطبع النقود, ولم يؤرق جفن الحكومة ان التضخم الناتج سيدفع ثمنه أهل الريف وفقراء المدن الذين تظاهرت بالدفاع عنهم في المعركة الاولي. وقد نجحت الحكومة وشرب أهل الخدمة المدنية الكول ايد واصيب قادة الرأي العام بالحرج السكوتي لان الاعتراض علي زيادة الأجور يعرضهم لغضب أهل الخدمة المدنية ونقابات المهنيين وأساتذة الجامعات. والان بعد ان انتصرت الحكومة في المعركة الثانية من حربها الطبقية لا بد انها تستعد لقطف ثمار انتصاراتها الهامة باكمال رفع الدعم عن السلع الأساسية وتعويم الجنيه أو على الأقل تخفيض سعر الصرف الرسمي بنسبة هائلة.

بلو راسكم.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

شالوم يا قدح الدم

معتصم أقرع




لم تعد العمالة عيب في الخرطوم ونجوي قدح الدم، مستشار البرهان، ليست الأول ولا الأخير فقد سارت علي طريق خطه الرجال مدعي النضال و أكتشفت أن العمالة مربحة. ولكنها تفوقت بتسللها للقصر الجمهوري في عهدين مختلفين.
+++++

أ"رسلت إسرائيل فريقًا طبيًا إلى السودان في محاولة فاشلة لإنقاذ دبلوماسية
أفي طائرة تحمل أطقمًا ومعدات طبية إلى السودان في محاولة لإنقاذ حياة دبلوماسية مريضة بكورونا كانت تدير العلاقات السرية بين القدس والخرطوم ، حسبما ذكرت القناة 13.

ولكن بعد يوم واحد من وصولهم ، توفيت نجوى قدح الدم .

وبحسب التقرير التلفزيوني ، هبطت الطائرة في الخرطوم وعلى متنها مسؤول كبير له دور في العلاقات مع السودان ، وأفراد ومعدات طبية ، بعد سماع مرضها. خططوا لنقل قدح الدم إلى إسرائيل للعلاج ، لكنهم وصلوا متأخرين ، عندما كانت في حالة حرجة بالفعل.

ويقول التقرير إن قدح الدم كانت الشخصية الرئيسية في ترتيب اجتماع فبراير بين الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أوغندا."
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »


هوان الدولة السودانية

معتصم أقرع




السيدة نجوي قدح الدم عملت كمستشار ليوري موسيفيني وتمتعت بعلاقة وثيقة ومعروفة مع إسرائيل , وبلغ من أهميتها ان أرسلت إسرائيل طائرة خاصة لإنقاذها من مرض الكورونا. وهذا مستوي من الرعاية لا توفره الدولة العبرية الا لمواطنيها ذوي الأهمية الاستثنائية , الشيء الذي يدل علي مدي أهمية السيدة قدح الدم للحكومة الإسرائيلية.
من المعروف ان هاتين الدولتين اللتين عملت لهما السيدة قدح الدم لا تتطابق مصالحهما مع مصلحة الدولة السودانية وقد لعبتا أدوارا محورية في مخطط فصل جنوب السودان وما زال لهما وجودا قويا في الحرب الأهلية السودانية في كل المناطق.
السؤال هو كيف يجوز ان تقبل مؤسسة الرئاسة , وكامل الحكومة, ان تعمل السيدة قدح الدم مستشارا بقصر البرهان رغم انها تعمل لحساب دولتين اخرتين ؟ كيف يسمح لشخص بالدخول الِي قلب مطبخ القرار الوطني رغم انه مرتبط بمصالح اجنبية لهذا الحد؟
هذا لا يجوز حتى لو تغاضينا عن تناقض مصالح هتين الدولتين مع مصالح السودان. فأن اي دولة محترمة لا تسمح لشخص يعمل لحساب دولة اخري ان يتقلد منصبا رفيعا حتى لو كان يعمل في ملفات عادية (وليس استخباراتية) وكانت الدولة الأخرى التي يخدمها حليفا موثوقا ومقربا من الدولة ألام لان هذا الجمع بين خدمة دولتين يعد من تناقض المصالح الذي لا يجوز. الدول المحترمة تمنع من يتقلد المناصب العليا حتى العمل في التجارة/البيزنس خوفا من تضارب المصالح, فما بالك بمن يعمل لمحور اجنبي له مخططات واستراتيجيات شديدة الوقع علينا؟
انه زمن المهازل والملطشة والمسؤولية عن ذلك تضامنية تطال كامل الطقم الحاكم ومن يحتضنه.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

أسوأ من وصفة الصندوق: أو هكذا تنتحر الأمم

معتصم أقرع



نبدأ بإضاءة عن الخلفية الفكرية لوصفة صندوق النقد الدولي .عندما يستغيث بلد ما إلى صندوق النقد الدولي ، فعادةً ما يكون ذلك بسبب مشاكل الاقتصاد الكلي .

في كل الأوقات تقريباً يشخص صندوق النقد المشكلة على أنها اختلال في الاقتصاد الكلي يتجلى في ارتفاع التضخم ، وعجز كبير في ميزان المدفوعات (الميزان التجاري) ، وضعف قطاع الصادرات وارتفاع الواردات.

بناءً على فرضية مشهورة تسمى العجز التوأم ، يستنتج صندوق النقد أن كل المشكلة تبدأ بعجز كبير في الموزانة يتم تمويله عن طريق الاقتراض من البنك المركزي (اسم الدلع الأليف لطباعة النقود) ، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم ، الذي يقود إلى ضعف القدرة التنافسية لقطاع التصدير والقطاعات المحلية التي تتنافس مع الواردات (البدائل المحلية الواردات) وهذا يزيد من الواردات ، ويقلل من الصادرات ويوسع العجز في الميزان التجاري ويسبب ازمة في النقد الأجنبي.

لذا فإن الحل يبدا بـخفض عجز الموازنة ليستعيد الاقتصاد توازنه وينخفض التضخم وتتحسن القدرة التنافسية للمنتج المحلي بما يضع الاقتصاد في منصة جيدة للنمو إذا تم إضافة تدابير أخرى ذات صلة. (سأترك تعويم سعر الصرف أو خفضه لجولة قادمة فهذا لا يهم بالنسبة للنقطة التي أود أن أثيرها هنا) .

تشخيص صندوق النقد الدولي عموما معقول ومقبول مع إمكانية إضافات هنا وهناك. تكمن المشكلة في أن برامج صندوق النقد تمرر تكلفة خفض عجز الموازنة إلى الفقراء من خلال التوصية بإلغاء الدعم وخفض الإنفاق الاجتماعي على الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وتخفيض العمالة في جهاز الدولة وما إلى ذلك. إذا كان خفض عجز الموازنة سيأتي عن طريق فرض ضرائب على الأغنياء، أو تقليص الإنفاق على الطبقات العليا من الجيش والبيروقراطية المدنية و فرض ضرائب علي راس المال الأجنبي لن يتظاهر أحد في الشارع ضده ولن تتهيج فلول اليسار واصحاب المداخيل المحدودة.

فلنعد الآن إلى المسار الذي اختارته الحكومة السودانية حاليا . كما ذكرنا سابقا فأنها قامت بـالآتي :
- زيادة الأجور في القطاع العام الذي يعني ان عجز الموازنة يرتفع الِي 323 مليار بدلا عن 73 مليار. وهذا العجز يعادل 16% من الناتج المحلي الإجمالي.

- ولكن الكارثة لا تتوقف عند هذه النقطة فهذه الارقام العجزية تفترض منح بقيمة 156 مليار جنيه. وبما ان أحدا لم يعد بهذه المنح ولم يصل منها مليما واحدا حتى الان يكون العجز الحقيقي 479 مليار جنيه أو 23% من الناتج المحلي الإجمالي وهذه نسبة فوق كارثية.

- اليوم اعلن عضو المجلس السيادي التعايشي عن تخصيص 500 مليون دولار في السنة لمدة عشر سنين لإعادة اعمار دارفور, وكالعادة لم يحدد مصادر التمويل. وهذا يضيف الِي عجز الموازنة 70 مليار جنيه في السنة ليصبح العجز الكلي 549 مليارأو 26% من الناتج المحلي الإجمالي.

- لاحظ ان ما تم الاتفاق عليه بخصوص دارفور سيتم الاتفاق عليه في ملف جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وشرق السودان. ولا اعتراض علي اعادة تعمير الاقاليم المتضررة من الحرب ولكن يجب ان تكون الحلول واقعية ويجب تحديد مصادر الأموال وتأمينها فالبلاد لا تبني بالأماني وانما بمواجهة الحقائق.

- كما ذكرنا فان خطة الحكومة هي الغاء الدعم لإرضاء صندوق النقد والحصول علي مساعداته فهل ستنجح؟

- لنفترض ان الحكومة قررت رفع الدعم عن كل السلع بما في ذلك الجازولين والبنزين والكهرباء والقمح وغاز الطبخ – وهذا الافتراض مشكوك فيه لان الشعب سوف ينفجر في الشوارع ويسقط الحكومة ان لم تنهار من تلقاء نفسها. رفع كل الدعم سيوفر 188.8 مليار جنيه لينخفض عجز الموازنة في حالة كامل الرفع الِي 360 مليار جنيه أو 17% من الناتج المحلي الإجمالي.

- لاحظ ان كل هذا السرد عن العجز متفائل للغاية لأنه لا يضم كلفة إعادة تعمير مناطق الحرب الأخرى ولا يأخذ في الحسبان تدني العائد الضريبي عما ورد في الموازنة ولا الاثار المالية لجائحة الكورونا لذلك فان العجز المتحقق سوف يكون اضعاف الرقم أعلا ولا تملك الحكومة سبيلا لتمويله الا عن طريق طباعة الكاش.

- كما ذكرنا في البداية فان حجر الزاوية التحليلية لوصفة صندوق النقد هو أن المشكلة الأهم هي عجز الميزانية والتوصية برفع الدعم هدفها تخفيض عجز الموازنة في المقام الأول, وقضية التشوهات الأخرى قضية جانبية في الحالة السودانية.

- على الأرجح أن أصدقاء السودان والمؤسسات الدولية الآن في حالة صدمة وذهول مما تفعله الحكومة. ربما لا يستطيعون تصديق أن حكومة مفلسة للغاية وتعاني من مثل هذا العجز الضخم في الموازانة تتصرف كبحار مخمور في ملهى ليلي وتـتوسع في الصرف بهذا التهور. من المؤكد ان الكثير منهم سيخلص إلى أن هذه حكومة مجنونة وغير مسؤولة يديرها هواة يفتقدون النضج ولا يستحقون الثقة أو المساعدة بطريقة جادة. ولكن من المرجح أنهم سوف يحتفظون باحكامهم لأنفسهم ويحافظون علي مظاهر الدبلوماسية ولكن من غير المحتمل أن يمدوا يد العون بما يكفي.

- حين تشرع الحكومة في التفاوض مع الصندوق سيخبرها ان عجزا بمستوي 17% من الناتج المحلي الإجمالي غير مقبول اطلاقا في فقه الصندوق, وسيكون موقف الصندوق صحيحا. وسوف يأمرها بتخفيضه أو إزالته كشرط للحصول على أي معونات أو تخفيف عبء ديون من قبل الصندوق أو البنك الدولي او المانحين.

- وقد يشترط الصندوق علي سبيل المثال خفض هذا العجز الِي حدود 5% من الناتج المحلي الإجمالي (وهذا رقم تقريبي ولكنه معقول) أو نحو ذلك ليكون في حدود 104 مليار جنيه , وهذا يعني ان علي الحكومة ان تخفض صرفها بحوالي 255 مليار جنيه , فما هي بنود الصرف التي سوف تقوم بالتخلص منها ؟ من المؤكد ان المؤسسات العسكرية والأمنية لن تقبل المساس بميزانياتها أما الصرف الاجتماعي والصحي والتعليمي فهو أصلا ضعيف ولن يوفر خفضه ما يكفي من الموارد لتقليص عجز الموازنة الِي حدود معقولة تثلج قلب الصندوق.

- وهكذا تضع الحكومة نفسها في زاوية حرجة أمام الصندوق وتسجن نفسها في حفرة لن تستطيع الخروج منها ولن يشرع الصندوق في مساعدتها ومد يد العون قبل الموافقة علي إجراءات مؤلمة وربما انتحارية. لذلك ستجد الحكومة نفسها في وضع تفاوضي أسوأ إزاء تحالف الصندوق والبنك والمانحين. وسوف يكون موقف الصندوق صحيحا فلا يعقل ان تتوسع الحكومة في الصرف بهذا المستوي المجنون الذي لا تدري من اين تموله ثم تطلب من الاخرين ان يدفعوا الفاتورة.

- وقد تعد الحكومة بـزيادة ضرائب الاستهلاك والمبيعات والتعريفة الجمركية. لكن هذه الضرائب كلها لن ترفع الإيرادات بما يكفي لأحداث تقليص كبير في عجز الموازنة بما يرضي الصندوق وهي أيضا ضرائب تراجعية تهزم العدالة الاجتماعية لأنها تطال الأغنياء والفقراء على قدم المساواة وبذا تزيد من سوء توزيع الدخل وحدة الفقر.

- ختاما لاحظ ان وصفة صندوق النقد الكلاسيكية تقود الِي خفض عجز الموازنة علي حساب الشرائح الافقر ولكن في المقابل فان موجات التضخم تنتهي ويستقر سعر الصرف وهذا يساعد في تثبيت القيمة الحقيقية للمداخيل ولكن ما فعلته حكومتنا هو رفع الدعم الذي بدا فعليا ثم قامت بـزيادة عجز الموازنة وأججت الضغوط التضخمية وفاقمت من انهيار سعر الصرف وهذا يعني ان وصفة حكومتنا اسوا من وصفة الصندوق بما لا يقاس لأنها لا دعما أبقت ولا تضخما انهت ولا سعر صرف ثبتت في حين ان وصفة الصندوق تضحي بالدعم ولكنها تلجم التضخم وتهدئ سعر الصرف.

- وكل هذا يعني ان هذه الحكومة لا تملك رؤية متسقة لإدارة الملف الاقتصادي وتكتفي بالترقيع اليومي الذي يفاقم الأزمات.

- أخيرا لا بد من الإشارة الِي ان عمر هذه الحكومة قصير ولكن الحكومة التي تعقبها سوف يكون عليها مواجهة تركتها التخبطية الثقيلة والمكلفة فوق تكلفة ميراث الإنقاذ.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

بِلُّو جيبكم: ضريبة بقيمة 742 مليار جنيه في طريقها الِي جيوبكم المرهقة - إصحى يا ترس!

معتصم أقرع




أعلنت الحكومةأنها، في تعاون مع وبرنامج الغذاء العالمي، بصدد تقديم دعم نقدي مباشر يغطي 80% من الأسر السودانية. وهذا يعني أنه سوف يغطي 34.4 مليون من اجمالي السكان البالغ 43 مليون نسمة. ورد في مذكرة التفاهم، بين الحكومة وبرنامج الغذاء العالمي، أنه سيدعمها في تطوير نظام تسليم تحويلات الدعم المباشر وآلية للشكاوى والمتابعة - بما في ذلك مركز اتصال - لدعم المستفيدين من البرنامج. وهذا يعني أن دعم البرنامج للحكومة عيني وفني وليس نقدي والبرنامج عموما ليس منظمة مانحة.

في خطابها عن الدعم المباشر كررت الحكومة أن مستوى الدعم سوف يكون في حدود 1500 جنيه للأسرة، بافتراض أن متوسط عدد أفراد الأسرة هو خمسة
أشخاص، وبذا يكون نصيب الفرد 300 جنيه في الشهر أو حوالي دولارين.

صرف 300 جنيه في الشهر ليشمل 34.4 مليون نسمة يكلف الحكومة 10.32 مليار جنيه في الشهر أو 124 مليار جنيه في السنة. فمن أين ستوفر الحكومة موارد التمويل لكل هذا الصرف الإضافي؟

فيما يخص عذابات الموازنة في أمس قريب كتبنا أنه:

- بعد زيادة الأجور في القطاع العام يرتفع عجز الموازنة إلِى 392 مليار جنيه على أساس سنوي.

- توقعت الموازنة منح بقيمة 156 مليار جنيه ولكن لم يصل منها مليما واحدا حتى الآن ليصير العجز الحقيقي، أو بالأصح الفجوة التمويلية، 548 مليار جنيه.

- أعلن عضو المجلس السيادي التعايشي عن تخصيص 500 مليون دولار في السنة لمدة عشر سنين لإعادة إعمار دارفور وهذا يضيف إلِى عجز الموازنة 70 مليار جنيه في السنة ليصبح العجز الكلي 618 مليار جنيه.

- كما ذكرنا فإن الدعم المباشر الذي أعلنته الحكومة يضيف إلِى عجز الميزانية مبلغ 124 مليار جنيه ليصير العجز الكلي علي أساس سنوي 742 مليار جنيه كحد أدني أو 36% من الناتج المحلي الإجمالي.

السؤال الذي يفرض نفسه هو: من سوف يدفع هذه ال 742 مليار جنيه في السنة؟

الإجابة ببساطة: ستدفع الفاتورة أنت، أيها المواطن المخدوع. ومن السهل شرح كيف ستدفع. لا سبيل للحكومة لتمويل جُل هذا المبلغ إلا بطباعة النقود. وطباعة النقود هي نوع من أنواع الضرائب لأنها تغذي التضخم وتسارع بانخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، ومع التضخم تنخفض القوة الشرائية لدخلك. ومقدار تدهور تلك القوة الشرائية لدخلك يساوي قيمة الضريبة التي دفعتها لتمويل عجز الحكومة البالغ 742 مليار جنيه.

إذاً طباعة النقود لا تخلق ثروة وإنما هي وسيلة لفرض ضريبة على دخلك تحول المال رب رب من جزلانك إلِى جزلان الحكومة. ولنوضح النقطة أكثر تخيل
أنك تستهلك سلعة واحدة فقط هي الأرز وكان دخلك لو أنفقته كله كافيا لشراء 50 كيلو من الأرز في الشهر. إفترض أنه مع التضخم وارتفاع أسعار الأرز صار دخلك يكفي لشراء 30 كيلو فقط، بدلا عن 50 كيلو. أين ذهبت ال 20 كيلو؟ العشرين كيلو التي فقدتها تساوي الضريبة التي دفعتها للحكومة. كيف تحصلت الحكومة من دخلك علي ضريبة تساوي عشرين كيلو أرز؟ افعلت ذلك بطباعة النقود رب رب، لأن النقود ورق وليس ثروة حقيقية، الثروة الحقيقية هي العشرين كيلو أرز التي انتقلت من جيبك لجيب الحكومة عن طريق طباعتها لورق النقود. إصحى يا ترس.

كل هذا يعني أن عجز الموازنة الذي يتم تمويله عن طريق طبع النقود هو في النهاية ضريبة تدفعها أنت.

الحوكمة الرشيدة، الحقيقية لا تذهل عن تحدي توفير موارد حقيقية قبل التوسع في الصرف. حل أعقد المشاكل الوطنية داخل غرف طباعة العملة شعوذة تورد البلاد موارد التهلكة. ولو كان خلق الثروة بسهولة طباعة العملة لما كانت هناك دولة فقيرة على وجه هذه الأرض ولما سقط البشير.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تناقضات الأصم

معتصم أقرع




”إنتقد ،محمد ناجي الأصم دعوة تجمع المهنيين بإقرار مبدأ فصل الدين عن الدولة،وإعتبر الخطوة تجاوز للأولويات..وقال أنه من غير المعقول أن يقفز التجمع من أولوياته الأساسية المتمثله في بناء النقابات والمُساهمة في تقوية المجتمع المدني،. وأكد أن طبيعة التجمع التحالفية وطبيعة عضويته المختلفه تحول بينه على إتخاذ أي موقف أيدلوجي لجهة أنه تحالف بني على أساس القضايا النقابية. ”

المحير في الامر انه طوال رئاسة الدكتور الأصم لتجمع المهنيين اتخذ التجمع قرارات "ايدلوجية" كاملة الدسم ولم يكن تجمعه ابدا جسما نقابيا محضا بـل كان جسما سياسيا بامتياز. سبق ان قلنا عن التجمع انه كان خيالا سياسيا مفيدا ملا فراغا في فترة حرجة ولم يكن كيانا نقابيا الا بالاسم.

فما الذي استجد في الامر؟ من المؤكد ان السيد الاصم له كامل الحق في ان يختلف كما يشاء مع موقف التجمع من العلمانية , ولكن الأسباب التي اتي بها تدخل من باب الكيل بمكيالين أو هي من جنس أحرام على بلابله الدوح ….حلال للطير من كل جنس؟

وهذا لا يجوز.
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

أكاذيب مسيسة رب رب

معتصم أقرع


يجانب الصواب ما يشاع كثيرا عن ان تضخم الأسعار سببه ضعف الإنتاج. يمكن ان يسبب انخفاض مفاجئ في الإنتاج زيادة في الأسعار مرة واحد ولكن الارتفاع المتواصل في الأسعار بصورة شبه يومية أو شهرية, كما هو الحال في السودان, سببه الوحيد هو طباعة العملة بلا حساب ولا علاقة لتدني الانتاج به الا كنتيجة.

تفسير تضخم الأسعار بتدني الإنتاج اسطورة تروج لها الحكومات وابواقها لتبريء نفسها من تهمة صناعة المشكلة بألقاء اللوم علي المواطن المتهم ضمنيا بالكسل وتدني الإنتاجية.

ولا يختلف تفسير التضخم بارتفاع سعر الدولار , فهذه اسطورة اخري , لان سعر الدولار يرتفع كنتيجة لطباعة العملة بإفراط ولا يجوز الخلط بين السبب والنتيجة فطباعة العملة ترفع كل الأسعار بما في ذلك سعر الدولار.

أحيانا يروج اخرون للأسطورة بحسن نية وعن جهل بمبادئ الاقتصاد ودغاميسه وهؤلاء لهم العذر فلا أحد مطالب بدراية كاملة في كل فروع المعرفة ولكن لا عذر لحكومة تنشر الجهل وتستغله.

كما سبق ان ذكرنا فان طباعة العملة عبارة عن ضريبة تدفعها انت لان القوة الشرائية لدخلك تتراجع مع ارتفاع الأسعار الناتج , ومقدار القوة الشرائية الذي تفقده هو قيمة الضريبة التي دفعتها والتي تعادل الدخل الحقيقي الذي حصلت عليه الحكومة بطباعة الكاش وصرفته كما شاءت من غير ان تستشيرك.

وبما ان طباعة الكاش هي في جوهرها تحويل للمال من جيبك الِي جيب الحكومة فهي اذا قضية سياسية تهمك بالدرجة الاولي , وهي ليست صراع أيديولوجي بين خصوم سياسيين. لذلك يجب ان توضع تحويلات رب رب الضريبية في قمة سلم أولويات الحركة السياسية بأفرادها واحزابها ونقاباتها.
أضف رد جديد