قسم حمدوك أمام برهان.عشاري أ.م.خليل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

قسم حمدوك أمام برهان.عشاري أ.م.خليل

مشاركة بواسطة حسن موسى »





عن حمدوك وأداء القسم أمام البرهان قاتل الشباب المعتصمين

عشاري أحمد محمود خليل
[email protected]

25/8/2019

الوزراء وأداء القسم أمام المجرم قاتل الشباب

فهذا التدخل يأتي بشأن أداء القسم أمام المجرم الخائن للوطن، قاتل الشباب المعتصمين، الجبان الكذاب منكر دوره الأكبر في التخطيط لمذبحة الشباب المعتصمين وتنفيذها ومحاولة التغطية على ذلك دوره مع عصابته فيها، عبد الفتاح البرهان، عميل السعودية والإمارات الدولتين عدوتي الشعب السوداني. والأرشيف العام المفتوح فيه بينات الإثبات.
فأما وقد ظهر أن د. حمدوك، من كلامه، قد يكون رئيس وزراء ممتاز، فهو بذلك سيلغي، رمزيا وربما عمليا، أثر السلطات السيادية التنفيذية التي احتالها المجرمون قتلة الشباب السلميين المعتصمين، احتالوها بإعانة الدقير والصادق المهدي وابتسام السنهوري وبقية المستهبلين في قحت.
عليه،  لا حرج على الوزراء الجدد في التخلي عن الشروط السخيفة التي كان روج لها المطبلون أن رئيس الوزراء وبقية المرشحين لا يقبلون أداء القسم إلا أمام القاضي عبد القادر، أو أمام قاضي آخر وطني نزيه! يقصدون رفضهم أداء القسم أمام رئيس القضاء عباس علي بابكر بسبب دوره المعروف في تقديم الاستشارة القانونية بشأن "كولومبيا"، بينما هو القاضي الماكر كان يعلم أن العسكر يقصدون تقتيل الشباب في ميدان الاعتصام.
وهو الحديث عن رفض أداء القسم أمام هذا القاضي الذي كنت وصفته بأنه حديث نفاق، لأن هؤلاء الذين كانوا أو ظلوا حالفين ما يؤدوا القسم إلا في حضور قاضي وطني نزيه، ومعهم المطبلون مدمنو الخداع الذاتي، بل يتعمدون الاستهبال بأنهم غير واعين بالمفارقة المتمثلة في قبولهم أن يكون أداء القسم أمام رئيس العصابة نفسه، المجرم البرهان، بينما يحتجون على رئيس القضاء عباس في دوره الثانوي كالمتواطئ مع البرهان في الجريمة، وكمقدم الإعانة في شكل الاستشارة القانونية، معينا ومحرضا على قتل الشباب (دوره ثانوي لكنه في غاية الخطورة).
فليكن أداء القسم أمام هذا المجرم البرهان ومُعينه المتواطئ في ارتكاب الجريمة رئيس القضاء عباس علي بابكر، رغم أن الشعب السوداني ليس عنده إلا الاحتقار لهذين المجرمين.
أفكار بشأن شروط لأداء القسم أمام المجرم الخائن للوطن
لكن يجب أن يكون هذا أداء القسم أمام المجرم وصاحبه القاضي بشروط: أهمها ألا يكون الشخص المختار للوزارة مؤدي القسم مثل أحمد ربيع الذي ظهر يضحك ويعمل حركات غبية، سعيدا بوقوفه إلى جانب المجرم البرهان.

أي، أن تلتزم يا وزير يا جديد الصمتَ والصرامةَ والعزيمةَ وأنت تؤدي القسم أمام هذا المجرم وعضو عصابته، فلا كلامات ولا ونسات ولا محاضنات ولا ضحكات أو ابتسامات مع قاتل الشباب، الشباب الذين لولا شجاعتهم واستشهادهم لما كان سمع بك أحد يا حضرة الوزير الجديد.
ويتعين عليك يا وزير جديد أن تتذكر دائما وأنت تؤدي القسم أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان خائن لوطنه، مثله مثل الفريق أمن طه، كذلك عميل للسعودية والإمارات، ومثلهما حميدتي الذي لا يفهم أصلا معنى "الوطن"، مما قد يخفف جرمه.
ويمكنك يا الوزير مؤدي القسم أن تكون مهذبا في حضور هذا المجرم رأس الدولة، مغتصب السلطة السيادية بقوة السلاح ونشاف الوجه وعدم الحياء وبالاستقواء بالعدو الأجنبي.
وأنت يا وزير جديد لا تحتاج لتقطيب الوجه بالكضب أو تصنع الزعل مثل أحمد ربيع عند توقيعه على الاتفاق السياسي، وتحت تحت أحمد ربيع صاحب حميدتي.

أي لا تحتاج يا وزير جديد أن تتصنع أنك زعلان من البرهان. المهم أن تتذكر بقوة، لحظة أدائك القسم، أن البرهان الواقف أمامك هو الذي قتل أبناءك جميعهم، وهو فعلا فعلها. وهي علاقة ذوي القربي التي أنتجتها الثورة السودانية، أن جميع المقاومين معتمدون على أنهم "من ذوي القربى"، بالمعني العميق للقرابة، لا المعنى الشكلي المتعلق برابطة الدم الأسرية.
وإن لم تكن تعرف هذه الحقيقة فاعرفها الآن، وأنت أصلا لا تستحق أن تكون وزيرا في الحكومة إن لم تكن تفهم أن الشباب الشهداء هم أبناؤك أنت شخصيا، يا سعادة الوزير. وسيتم انتزاعك انتزاعا من كرسي الوزارة إن لم تكن تعرف هذه الحقيقة. فتذكر وأفهم أن هؤلاء الشهداء قتلهم البرهانُ وحميدتي وكباشي وجمال الدين عمر وياسر العطا، في المجلس السيادي، بالإضافة إلى المجرم صلاح عبد الخالق، ومصمم خطة تنفيذ المذبحة هاشم عبد المطلب، وبقية القتلة المعروفين بأسمائهم، وقد نستثني إبراهيم جابر إبراهيم ريثما ينتهي التحقيق الشعبي بشأنه.
ومع ذلك فأنت يا وزير جديد غير مطالب بالقول للمجرم قاتل أبنائك إنه مجرم، يكفي فقط الصمت في حضرة هذا المجرم الصغير لكنه الشرير بدرجة مريعة وغريبة. يكفيك الصمت أمامه، وفي الصمت كلام.
وبمثل هذا الصمت، المشدود إلى الصدقية والعزيمة الماضية، ستشارك في هذه المراسم الشكلية، ويمكن أن تصافح المجرم البرهان وعميله الصغير رئيس القضاء التافه، وأن تتذكر أيضا في ذات اللحظة، لحظة المصافحة، أن يد البرهان ملطخة بدماء الشباب الشهداء، الدماء التي لولاها، أكرر، واسمعني جيدا، لما كنت أنت جئت وزيرا.
هكذا تنتهي هذه مسرحية أداء القسم بحرمان البرهان من أية راحة مثل تلك التي وفرها له المستهبل أحمد ربيع (واستهباله ثابت كذلك من الفيديو من هاشم كو).
...
ويغير حديث حمدوك مع الأستاذ فيصل كل شيء، بل هو الحديث الوحيد المطمئن في سياق ظل مسكونا من أوله إلى آخره بالكذب والتضليل والخداع والتدليس من قيادات قحت، جميعها، بمن فيهم مدني عباس مدني، الفيديوهات قاعدة، ولا ننس أكاذيب إسماعيل التاج المعروفة، ولا الكذب بوقاحة من ابتسام السنهوري عن الوثيقة الدستورية.
كذبة حمدوك
وحين نشيد بحمدوك، وحين نعد بأنا سنعمل على دعمه لكي ينجح في مهمته، التي بين خطوطها العريضة، فإننا لا ننسى كذبة حمدوك نفسه في المقابلة، وما يعمل لينا بتاع "سياسة"، كذبته لما قال إن السعودية ودول الخليج وأثيوبيا، وبقية القادة [المجرمين] في جنوب السودان وتشاد، ساعدونا في الوصول إلى الاتفاق، وكأن ذلك الاتفاق كان هو ما أراده الشعب السوداني الذي قتلت العصابة العسكرية أبناءه في 3 يونيو.
فالحقيقة التي يعرفها حمدوك هي أن هؤلاء "كبار الضيوف"، في لغة فضيلي جماع، وهم معذبو شعوبهم، بل كانوا يعملون جميعهم لمساعدة القاتل البرهان وأعضاء عصابته، ولضمان وجود ذات هؤلاء العسكر قتلة الشباب في المجلس السيادي بسلطات سيادية تنفيذية.
لكنا نغفر لحمدوك هذه كذبته، فهي الأولى، غير الموفقة، وهي تظل كذبة، لأن الكذب هو أن تخبر بما تعرف أنه زائف، وحمدوك كان يعلم يقينا أنه يكذب وهو على علم بالحقيقة، نغفر له أيضا بسبب قوة خطابه، وبسبب فهمنا السبب الذي حفزه على الكذب، وهو سوء التقدير المتمثل في عدم الحساسية لمشاعر أهل الشهداء وللسودانيين عامة العارفين بإجرام هؤلاء طغاة الوطن العربي وأفريقيا، ودورهم في التواطؤ مع قتلة الشباب. ويخطئ حمدوك إن هو ظن أن السياسة مجال للكذب هكذا بسهولة.
وكان الأفضل لحمدوك أن يلتزم الصمت عن موضوع السعودية والإمارات ومصر، الدول الثلاثة المتواطئة والمسؤولة جنائيا عن قتل الشباب.
وليعلم حمدوك أن كل قول أو حركة منه مرصودة وسيتم تقييمها على أنها تعبر عنه كشخصية، رئيس الوزراء، وكشخص، حمدوك.
أثيوبيا ليست نموذجا يحتذى
وأيضا ما يحاول حمدوك يخمنا بتجربة أثيوبيا ومليزيا، فهو يخلط الأمور، ويغبش الرؤية، ويضلل السودانيين. لأن أثيوبيا ليست مثالا يحتذى به في شيء، خاصة في الديمقراطية والتي لا تنفصل عما يسميه حمدوك نجاحها الاقتصادي، وهو نجاح تقدم اقتصادي  بمقياس مشكوك في دلالاته وحقيقيته واثره. وتنهار الحجة بمجرد النظر في القمع الذي يمارسه الحزب الحاكم في أثيوبيا.
 وأثيوبيا فيها فساد هذا الحزب الحاكم حزب مليس الراحل وحزب ابي أحمد، فما يحاول حمدوك يغشنا إنو الوزير في أثيوبيا أفسد ختوهو في السجن! يعني شنو؟ فمحاربة الفساد ليست بمثل هذا التنطع أو الصرعات، أو الحجوات. 
ولم تكن أغلبية الشعب الأثيوبي راضية عن ملس الراحل، وهو كان دكتاتور يقهر الشعب الأثيوبي، وبعض ممارسات حزبه تشبه الخالق الناطق ممارسات حزب المؤتمر الوطني، وقد كان مليس داعما قويا للبشير في قمعه الشعب السوداني وتعذيبه، وكان يحتفي بالبشير بسبب مساعدة الإسلاميين له في الدخول منتصرا إلى العاصمة أديس أبابا.
والأفضل لحمدوك أن يترك هذه السيرة سيرة أثيوبيا كنموذج، لأن بينات الإثبات موجودة أنه في هذا الموضوع يبالغ ويهرج. 
وأيضا نرجو ألا يسوِّق لنا حمدوك هذا الماكرَ أبي أحمد، وهو لم يفعلها بوضوح، نعرف أن هذا الخبيث أبي أحمد جاء خصيصا إلى الخرطوم بدون دعوة من الشعب السوداني، جاء متطفلا على الشعب السوداني، وفقط بدعوة من المجرمين أنفسهم قتلة الشباب، وجاء بتوجيهات من السعودية التي دعمها ووقف معها بشأن جريمة محمد بن سلمان قاتل خاشوجقي، جاء أبي أحمد إلى الخرطوم مباشرة بعد المذبحة خصيصا لإنقاذ العصابة العسكرية من الورطة.

وحمدوك ما يعمل لينا الموضوع كلو اقتصاد، بدون حقوق الإنسان. ومن ثم يبقى عنده ربط الاقتصاد بالسياسة كلام ساكت، في غياب هذه حقوق الإنسان من خطابه عن أثيوبيا، وفي مليزيا نفسها التي يبرطع فيها رئيس الوزراء الفاسد.
نحن مع الشعب الأثيوبي في محنته تحت حكم الحزب الواحد، ولسنا مع أبي أحمد ولا مع تركة مليس.
 
ومع ذلك كله، أرى حمدوك سياسيا من نوع يختلف عن جميع السياسيين الذين عرفناهم على مدى الستين عاما ويزيد، وبدون منازع هو الأفضل. من كلامه، وليس عندي من سبب لعدم تصديق كلامه.
ولعل اختلافه عن السياسيين التقليديين جاء بسبب مزاجه الشخصي ونزوعه نحو الخير، أولا.  وثانيا، بسبب تجربته خارج السودان التي يتعين أن نحتفي بها، لا أن ننظر إليها كمنقصة.
فمع الرؤية السياسية الواضحة، والعزيمة، والتزام الصدقية والأخلاقية يمكن حتى للأجنبي الكفء، من حيث المعرفة العلمية والكفاية في التجربة، يمكن له أن يكون رئيس وزراء أو وزيرا في السودان، بالفهم العميق لوحدة الشعوب ونضالها. فما بالك بالسوداني الغائب العارف بالعالم الذي نعيش فيه مع آخرين، مثل حمدوك؟
أما كلام حمدوك عن تجربته مع مؤسسة آيديا في بناء قدرات الأحزاب في السودان، فالأفضل له أن يختشي، وأن يسكت عن هذه السيرة، لأن الواضح أن الأحزاب السودانية موضوع دعمه الفني لم تستفد أي شي من برنامج مكتب منظمته في السودان، ولا منه هو حمدوك ذاته، إذا اعتمدنا بصورة كلية أنه ما يظهر لنا أنه هو.
ياها أحزاب السجم والرماد، وأسوأ، الفي قوى الحرية والتغيير، عارفين قصتها.
مما يعني أيضا فشل برنامج حمدوك مع آيديا وعدم جدواه في السودان. فما يعمل لينا إنو ناجح في كل حاجة، حتى وفشله واضح أمامه أنه لم يغير أي شيء في سلوكيات الأحزاب التي تحدث عنها، وهو بالطبع لابد كان يساعد الحزب الحاكم، المؤتمر الوطني، ونعرف قصة هذا الحزب.
...
فيبقى لحمدوك أن ينجح هذه المرة، كرئيس وزراء السودان، وهو سيجد منا ما نقدر عليه من دعم، وهو دعم سيكون بتسهيل تقديم مقترحات الحلول العملية للمشكلات السودانية، الحلول المرتكزة على النظرية وعقلانية المعرفة والعلوم والتكنولوجيا، تقديمها من قبل المتخصصين، كل في مجاله. وأتحدث عن الموقع الشبكي الذي يجري أعداده الآن، لهذا الغرض.
وكذا لا يكون الدعم لحمدوك إلا بالنقد، وهو لن يكون "نقدا بناءً"، حسب فهم المستهبلين بتاعين السنسرة والجوديات، فموضوع النقد هو النقض، أي تقويض ما هو أنقاض سياسات أو خطابات أو مشروعات من الحكومة، وإنشاء ما هو سليم فوق تلك الأنقاض، سليم ليس فقط من حيث عقلانيته ونجاعته العملية، بل سليم أيضا من حيث أخلاقيته وإعلائه مقامية حقوق الإنسان.


   
 
أضف رد جديد