أبومريخ

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

أبومريخ

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

بومريخ

هذا الإسم ذو المعنى والمضمون والمغذى، والدلالات والرموز التى تتساقط كرطب القنديله على مخيلة الواقف عليها٠والمرخ قد وردت فى
إستعطاف الحطيئه عندما سجن فى هجائه للزبرقان بن بدر بقوله:

(خل المكارم لا ترحل لبغيتها... واقعد فأنت الطاعم الكاسي)

وقام العادل عمر بن الخطاب بحبسه فكتب الحطيئه من السجن يستجدى قلب عمر منشدا رائعته

(ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة... فاغفر عليك سلام الله ياعمر)

والمَريخ تصــغير للتعظـيم والتفخيم للمَرَخْ ،ذلك النوع من الشـجـر
الذى هو اقرب للسَلمْ يـنبـت فى الوديان والشخـاتـير ومــزالق الســيلِ،
فى عــروض الســافنا الفــقــيرةِ، وشبه الصـحـراء، وذلـك الابو مَرِّيخْ
يتوهـط كـيدا لعابـريه بين جنـوب أم مَــمْرَحْ وشمال السروراب
ويقطـنه عـيال دِشـين بطبعهم ومكر طباعهم وساحر دققهم٠

يحدثك عاقلهم بأنهم سليلى على الكرار ومنه ورثـوا (الشداعه)
لا يَتُـرْ ولا يصـد فارسهم لا بل يكـرون كجدهم الكرار عليه رضوان الله
,يمتازون بفكاهة غليظة‘لا يخشون قانونا....

لا بل لهم خاص قانونهم فى ربعهم ذلك، والويل كل الويل لمن
لا ينصاع للرغائب.. والطلبات.. حتى ولو كان الفكى بخيت أو الفكى جُُحُرْ ,فجُُحُرْ كان تاجرا
متجولا يبيع ويشترى جلود الأضاحى
والعقائق والكرامات ودابته من الإتان الحرائر حماميةٌ عالية المناكب
والأفخاذ‘ مسروجة ومُلْجَمَة بفاخر خواص الإتان وعليها عِدْلَة من
الجلود تفنن فى تصنيفها وتصفيفها وعليه فوق خُدرته الدقاقه وهيئته
المربوعه جلابيه من البوبلين الأبيض الناصع أحسب أن ترزيها ود مِكينه
أو ترزى الحُكام الدخيرى وعليها صديريا سواكنى‘ بطانته ستاناً مرمرية الملمس اصفر لونها فاقع تبهج وتهيج الناظر إليها وفى قدميه قِطِعْ
ود مُرْدّسْ وصية اُحسنت دباغته، مركوبا من جلد بقرة أحسبها مكلوفة بعنكوليبٍ سُقْيتهِ كانت ليلا وأرضه حالت وأحْْلَت
خَراجُها، وعلى رأسه عمامةً من الكِرِبْ التوتل شُغلت بحرير أبيض تفننت انامل صنعها، وفى تلك الهيئه والجناييت سَكَةْ عِمىْ يرتشفون شاى
القيلوله ويقنصون لصيدٍ جافل فإذا بدابة جُــحُــرْ الذى جاء به القدر لشر
العذاب فأوحوا لشابة بأن خُــذى جلد القط النمرى من على الصَــريف وأعرضيه على جُــحُــرْ وجاءته تمشى على هدئً وبينةٍ من أمرها،
فصـعّر وجهه شائحا عنها فإذا بالجنايـيــت يتتالبون من ربضتهم وشماليخهم كمطر العِــينه الناجحه على ظهر الحماره وعنقها فإذا بجُــحُــرْ
يصيح (الحماره لا ضْـربوها) ولسانه المعقود من غَـلَــفةٍ خُلق بها يضطرب وترتجف أوصاله، ورد الجناييت ( الحمار بى رزقو وإنت بى
رزقك خبارك ما بتاخد جلد النمرى؟) فصاح الفكى جُــحُــرْ (قِبلتَ الجلد) فصاح الجناييت (حذريك ما تبخِسْ جلد النمرى بى سعر كَــبِشْ حَـمَـرِى أبرق)

"قِــبلْ قِــبلْ" رد الفكى جُــحُــرْ

فقال عاقلهم (عاماً أول شريت منى الحمرى اللبرق بى خمسه ورقات الليله عِلْ تَـــطْــبُقِــْن )

وكسكرات الروح أخرج الفكى جُــحُــرْ عشره ورقات بحشرجة الموت وبصوت واحد قال له الجميع :ـ
( خلاس عوفه أتْــبَـَرِبَــحْ وعجاج كرعيك عُــقْــبان عيـــناً تقع فيك من أبـــدلاله لى أبلعوت بِـــنْوخِدك جلد الزرزور فى الشدر)
وكالذى خُسِفَتْ به الأرض إختفى جُــحُــرْ إختفاء الزَبــاد من أم جقيره ٠
أما ذلك المتطلع لدخل آخر ،الفكى بخيت أستاذ القرآن ، جاءته طاقات من التيترون والشالات من السعوديه ليتحرك فساح فى الأرض
حتى جاء لحنكات أولاد على الكرار صيدا سهلاً ميسوراً، لم يتورع من تحذير ذوى الدرايه و(حسبها لعباً شليل ترتار وقيره) لم
ياتهم راكبا ولكنه أقروب.

لم يــكُ فى هيئته كسابقه ولكنه ذلك القصير النحيل الخفيف فى جلابية لا تشتكى من القِصَرِ والطول وكذلك السروال، وبيمناه
هشّــاشَــة الكلاب ومآرب
أخرى تنتظره٠ عند سيالات أولاد عرديب راى أمة ًمن الناس فطفق يظهر بضاعته فبادره أحدهم :ـ
(يا زول المتر كم ؟وقبل الإجابه عَــبٍــر لى جلابيه وعَــبٍــر للجناييت ديل،قماشك مالو أخَشَنْ آخر بضاعه... والله شنو؟ أقطع ...
إقطع رويسك الصِغَيٌِر متل راس النعامه دا)

وقال الآخر:ـ
(يا زول إنت العكاز بدوربو شنو؟ ها جناييت حرم تدقوا للزول النشوف كراعو)

وضرب أحدهم على القيروانه وأخذ يغنى "حلو التيترون حلو التيترون"

وصاح آخر:ـ
(يا زول حرم ترقص وتسو لنا رقصة قرد البَــدَّعْ ...يازول سو... والله ...الركابه دى هسع بتعوى فوق ضَهيرك القِصٌِيرْ دا)

فعرف الشيخ أن لا عاصم إلا رب الناس وطاعة الأمر فخفّ ساقه على إيقاع تلك النغمه حتى تغطت المغارب وأبتلعت حَمَار شفقها فقالوا له

( الخراريت دى والله بتتراوح بى وشك... لا عكاز.... ولا تيترون)

فقبِل الفكى وكحَجْر الحاحايه صَـــوْبْ الزرزور إنطلق الفكى صَـــوْبْ خلوته٠

ومن النوادر أن يطلق خفيفى الساق سيقانهم للريح فيقوم الجناييت بوضع حجر عند موضع الرجلين ويسمون ذلك بيانا لصاحبه وعندهم من الأسماء
ما تظل مع من أطلقوها عليه حتى بعد مماته٠


منصور
أضف رد جديد