الفريق أول عائشة موسى السريع

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الفريق أول عائشة موسى السريع

مشاركة بواسطة حسن موسى »


الفريق أول عائشة موسى السريع و الجنرال دسيس


" العالم القديم يحتضر و العالم الجديد يتأخر في المخاض و بين العتمة و الضوء تولد المسوخ"
أنطونيو غرامشي


تناقلت منابر الأعلام في الأيام الماضية الإنتقادات التي أثارتها مخاطبة الدكتورة عائشة موسى السعيد عضو المجلس السيادي الإنتقالي للقافلة الصحية التي نظمتها قوات الدعم السريع لمساعدة ضحايا الأوبئة في شرق السودان. و نقلت وسائل الأعلام قولة الدكتورة عائشة موسى السعيد التي ورد فيها
"اريد ان اسميكم القوات السودانية المسلحة وانتم تهبون لنجدة اهلكم باعانات سودانية بدلا من انتظار المعونات الخارجية" واضافت :"رأيت العجب من خلال القوافل الضخمة التي تقدمها قوات الدعم السريع لكل الولايات"، وحثت لجان المقاومة في جميع الولايات بالانضمام لهذه القوافل واسنادها حتي تصل للمستهدفين الذين استقطب من أجلهم وقالت للأسف أن مثل هذه القوافل كانت تذهب للاسواق ودعت لحمايتها ممن تسول لهم أنفسهم ويسعون المساس بها.‬
‫واكدت عائشة خلال مخاطبتها يوم الخميس قوافل الدعم السريع التي سيرها لولايات سنار والنيل الازرق بالاضافة لولايتي كسلا والبحر الأحمر ضرورة التكاتف والتعاضد من جميع مكونات الشعب السوداني من أجل تقديم الدعم والسند للمحتاجين وحثت وزارة الصحة الاتحادية وشركائها علي المزيد من التعاون من أجل توفير الخدمات للمناطق المتاثرة بالاوبئة. »
الرابط
https://www.facebook.com/pg/hamity.m/po ... e_internal

و قد انتقد تجمع المهنيين موقف الدكتورة عائشة موسى السعيد و بقية أعضاء المجلس السيادي الذين شاركوا في التهليل للقافلة الصحية التي نظمتها قوات الدعم السريع. و في بيانه وصف تجمع المهنيين مبادرة اعضاء المجلس السيادي بأنها " لم تكن موفقة". ».. » ورأى تجمع المهنيين أن التعامل مع الكوارث الصحية “يقع ضمن الاختصاص المباشر لوزارة الصحة الاتحادية ووزارات الولايات المعنية، وأن كل موارد الدولة لمجابهة هذه الكوارث يجب أن توضع بالأساس تحت تصرف وزارة الصحة”.
الرابط

https://sudanjem.com/2019/10/تجمع-المهنيين-ينتقد-مشاركة-قادة-التغي/

طبعا لا أحد يشك في سلامة طوية الدكتورة عائشة موسى السعيد و نبل مقصدها و حرصها على مساعدة ضحايا الأوبئة في أقاليم الشرق أو في أي من أقاليم السودان الأخرى. لكن الدكتورة عائشة موسى السعيد امرأة ذات باع في فضاء العمل العام، ولا اظنها تجهل أن موقفها الأخير إنما يفجر التناقض المسوّف بين الفرقاء حول هوية السلطة السياسية الإنتقالية و يضع كل طرف امام مسؤولياته التاريخية. ترى هل تعمّدت عائشة السعيد "قد عين الشيطان" بفتح المناقشة المسوّفة على الملأ؟مندري؟ لكنها تسمي الأشياء بأسمائها حين تقول للجنجويد : "أنتم القوات السودانية المسلحة ».ذلك أن السلطة الإنتقالية الراهنة ليست مدنية كما نزعم لها في لـَبْس سياسي ابيض و عريض ، يصونه الجميع لأنه يساعدنا على توهّم نجاح ثورتنا في إنجاز السلطة المدنية و يحفظ ماء وجهنا أمام دم الشهداء المسفوح في عرض البلاد. إنها سلطة عسكرية ،لأن المدنيون يمثلون فيها ،مع وقف التنفيذ ،في مواجهة عسكريين يملكون ، في أي لحظة، الإنقلاب عليهم بجاه السلاح و بمباركة القوى الإقليمية المتحالفة مع المملكة السعودية و الأمارات ضد ثورة السودانيين.و حتى صفة العسكرية التي نطلقها على هذا الشيئ الذي ما زلنا نسميه جزافا بـ«قوات الشعب المسلحة"، نعرف إفتقارها للدقة في توصيف هذه المؤسسة العسكرية الإحترافية التي عبرت سلسلة من التحولات الآيديولوجية و الإنمساخات الهيكلية خلال عقود التمكين الثلاثة الماضية، فصارت كما "شملة كنيزة" التي قيل أنها « تلاتية و قدّها رباعي». فحين تيقن عمر البشير و شركاه من اضمحلال جسم "قوات الشعب المسلحة" الذي نخرته سياسات التمكين و عجزه التام عن مواجهة المقاومة المسلحة في انحاء البلاد،استبدلوها بقوات الإرتزاق المعرقنة من جنجويد يفتقرون للتحفيز العقائدي الديني لكنهم جاهزون للفتك بأي خصم لقاء الغنيمة المادية و الأجر على الله. و كانت نتيجة التخبّط في السياسة العسكرية لنظام عمر البشير أن تغولت قوات الجنجويد ، بمباركة أركان النظام ، على الموقع الذي كانت تشغله قوات الشعب المسلحة.بل أن قوات الجنجويد ـ التي صار اسمها "قوات الدعم السريع" تحولت ، بين يوم و ليلة إلى قوة سياسية مستقلة عن النظام الذي خلقها و انقلبت على عمر البشير و حازت على تشبيك سياسي بالغ التركيب ضمن جيوبوليتيك الشرق الأوسط . و تشبيك الجنجويد المحلي هو مع عسكريي النظام البائد الباقين في "اللجنة الأمنية" مثلما هو مع بعض القوى الحزبية التقليدية [حزب الأمة و آخرين] ، أما تشبيكهم الإقليمي الفادح، فهو مع السعودية و الأمارات الذين "جنّجووا"حرب الأمارات و السعودية في اليمن [ أما عن اخواننا المصريين و الأثيوبيين و الأريتريين و التشاديين فحدث و لا حرج و لا يحزنون، طبعا الحرج و الحزن حاصلان حين نتأمل في تشبيك الجنجويد الدولي مع الإتحاد الأوروبي الذي صار، منذ 2015 يعول على قوات الجنجويد[ لقاء 200 مليون يورو] في وقف سيل المهاجرين الأفارقة المتوجهين عبر السودان و ليبيا لأوروبا عبر البحر المتوسط.
المهم يا زول ،مافي حاجة اسمها "قوات الشعب المسلحة" أو "الجيش الوطني"، فـ "هؤلاء الناس" الذين خرجوا من رحم " قوة دفاع السودان" الإستعمارية، هم في حقيقتهم الأنثروبولوجية بعض من صنائع الدولة الإستعمارية التي استخدمتهم في قمع الشعوب السودانية، و رغم أن دساتير العهد الوطني تزعم لهم مهمة حماية البلاد من الأعداء إلا أنههم لم ينخرطوا في أي حرب ضد العدو الأجنبي و اقتصرت مهامهم العسكرية على حرب المواطنين الفقراء المستبعدين في هوامش السودان المختلفة لحماية مصالح الطبقة الوسطى العربسلامية. "هؤلاء الناس" اللابسين الكاكي و شاهرين اسلحتهم في وجه المواطنين ،"هؤلاء الناس" الذين نزعم ـ " بموجب وثيقة ما ـ أنهم " يتقاسمون" السلطة الإنتقالية مع المدنيين. هم على قول خالي ارباب " ناس ساكت" انتحلوا سلطة الدولة باسم " اللجنة الأمنية "في لحظة فراغ خلقته الأزمة السياسية المتفاقمة لنظام البشير. و تاريخهم المهني و السياسي المخزي مبذول على لوح قوقل المحفوظ.
الدولة السودانية تحيا اليوم أزمة تحول عصيب بفعل فوضى إعادة تخليق المؤسسة العسكرية. فالمؤسسة العسكرية النظامية القديمة التي ورثناها من الإستعمار اضمحلت وانهارت بينما يطرح النمو غير المنظم للمليشيات التي تطمح لوراثة محل المؤسسة العسكرية النظامية البائدة حالة صراع على السلطة السياسية بين المسلحين و المدنيين.و من الواضح أن الحركات المسلحة ستخلص إلى نوع من المحاصصة تؤول فيه الأنصبة و الغنائم حسب القوة العسكرية الضاربة لهؤلاء و أولئك.و يبدو قلق المعارضين السلميين مشروعا على مصير "ثورتهم" و هم يشهدون تضخّم سطوة المسلحين المتفاقم في مسرح السياسة السودانية.
في عز هذه الفوضى تدخل الدكتورة عائشة موسى السعيد لتصعّد قوات الجنجويد لمقام القوات السودانية المسلحة، فتثور عليها حفائظ مدنيي "تجمع المهنيين" الذين يقفون ، في مواجهة العسكريين ، على عقيدة صلدة بأن هؤلاء العسكريين و جنجويدهم هم في حقيقتهم نسخة "مُكـَلـْوَنـَة" من نظام "حزب المؤتمر الوطني »[ البائد؟].إنهم "نصف الكوب الفارغ " من معاني الديموقراطية و العدالة و السلام التي قامت من أجلها في ثورة السودانيين.في هذا المشهد الذي يراكم فيه المدنيون المحبطون اللوم على الدكتورة عائشة موسى السعيد بمسخها لنوع من حصان طروادة العسكريين داخل قلعة المدنيين بالمجلس السيادي الإنتقالي أمسك كثير من الديموقراطيين النابهين اقلامهم عن عقلنة الـ "جوبكة" السياسية التي أدركت موقف الدكتورة عائشة موسى السعيد بين الشباب الذين يرمونها بخيانة الثورة و تجمع المهنيين الذي يرميها بالتواطوء مع العدو العسكري و الجنجويد الذين كتلوا الجدادة و خمّوا بيضها، و أعضاء المجلس السيادي الذين شيّلوها " جنازة المسجون" و لبدوا وراء موجبات " الوثيقة" اللعينة.

عقب ردود الأفعال الناقدة لخطاب السيدة عائشة السعيد أمام القافلة الصحية لقوات الدعم السريع اصدر المجلس السيادي الإنتقالي بيانا بواسطة الناطق الرسمي للمجلس و عضو مجلس السيادة السيد محمد الفكي سليمان. جاء في البيان :
"الخطاب الذي القته عضو مجلس السيادة الدكتورة عائشة موسى السعيد لقوات الدعم السريع هو خطاب من قائد لجنوده، فالدعم السريع هو جزء من القوات المسلحة و مجلس السيادة هو القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة بموجب الوثيقة التي كلفت بموجبها الدكتورة عائشة موسى بهذا المنصب. "
أنظر نص البيان على الرابط
https://www.sudaninet.net/9374

سؤال انصرافي : أها و الجنرال دسيس دا جا بموجب ياتو وثيقة؟

غايتو ربنا يجيب العواقب سليمة


سأعود.
أضف رد جديد