بيوت الطين

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

بيوت الطين

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

بيوت الطين

إنّ لبيوت الطين، مذاقٌ كمذاق التين عند النضوج، لا يكتمل تصميمها إلا بوضع رصاصٍ، يسند الفلكاب أو القنا، برفق لكل ما يوضع
من فوقه حلفاً كان أو غيره، من فوق الفلكاب برفقٍ كرفق الوالدة لحديث مولودها بدفء المحبة ودفق العاطفه التى تتسرب عبر أناملها
لذلك الجسد الرخو النحيل لتبث الإشفاق فى أوصاله كرضيعٍ غضٍ وبض تتسرب إستاتيكة الأمومة صانعةً خدراً مفرحاً غير مبرحٍ. تحت
الرصاص يمتد ساعد المرق كوافر الضراع العادل وكأن فى شرعته، جواز الجمع بين الأخوات، ثم تنتصب من الأرض شعبة النص أو
النصف ساندة للمرق وما وقع على عاتقه من حملٍ وتحت ذلك المرق بطوفين تضحك طاقات خُلقت فى حلق زواياها وسادتان من السدر
لكى تجلب الهواء وتجذب أبوالرقيع أو الوطواط كما يشمخ بابٌ، من السنط أو الحراز، المنجور بإتقان والمسنود بتوريق قام بهندسة كدايس
تأمينه، خبير من وارثى مهنة نبى الله نوح. كما شمخت على كتفى ذلك الباب سويبتان لحقن ما يجب حقنه وحفظه لزمن الحاجة إليه.
على جنبات الدانوب الأربعة، نُصبت عناقريب من القد تناغى بعضها بعضا ومن تحت كل واحدٍ منها يرقد هباب للوساع، عادة ما نجد
على مقربة من الشعبه، تجلس سهارة سُرفت برطمانيتها بالكاروسين وبالعدم الجازولين، بعد أن أُحسن خرقها ليغرق القيطان فى ذلك الجاز
لكى تضئ قمته عندما تشعل بعود الكبريت. فى إحدى الزوايا وعلى حضن ثلاثه لداياتٍ وُضِع تيبارٌ، من فاخر فخار مكوار وحُزم بقطعةٍ
من قماشٍ، لتمتص ما يوشله من نقيع، تنفذ رائحة مستكته زاكيةً هادئة، تداعب خياشيم الأنوف جالبة للنعاس، من وطئ السهراجه التى تتسرب
عبر الطاقات تلك. كذلك وعلى شعبةٍ أُحسن غرسها فى الأرض يتدلى سعن الروب، بعد أن أُخرجت منه الفرصه. على مقربة من العتبه
يجلس كلبٌ، وصد ذراعيه على مدفوق النجيلة الخضراء والتى دُفقت علفاً للحمارة التى أتقن ربط حبلها فى عود الطاقة حيث ترى بالقرب منها
بعض طير أم قيردون وطير الجنة وود أبرق فى فرحٍ وكأن الفردوس تحتويهم جميعاً وعلى مقربة من ذلك وُضع السرج ومن فوقه اللبدة
والبطان. فى راكوبة لا تبعد كثيراً عن ذلك وضعت مجموعة من العناقريب الهبابة للمقيل، كما تجد فى ركنٍ منها وضعت لداياتٌ عليها صاجٍ
لعواسة الكسره تناغى على مقربة من ذلك لداياتٌ أخر توهطت عليها كفتيرة لصناعة الشاى. كما فى إحدى صفحاتها عُلقت سجاجةٌ للصلاة، كما
عُلق من فوقها سبحتان، إزدانت بهما كما الشف نازلٌ على صدر حسناءٍ تضئ سواميته فرحةً بموضعها. أيضاً بالقرب من عنزةٍ حديثة الولادة
أطفالٌ لم يختنوا بعد، أشواقهم تناغى ضرع اللباء حلماً فى مقاسمة السخلان زادها وعطف العنزة فاق السخلان لتلعق قنبور الصبية وكأنها أنجبتهم.
يمكنك رؤية المرحاكة، فى شق الراكوبة وقد جلست لابةً لها على ركبتيها حسناءٌ تطحن عيش الذره لتصنع عصيدةً حتماً ستمطرها بلبنٍ من
ضرع المعزة أو بصناعة اللبن ملاحاً بعد أن تفلخ عليه البصل وتبث الملح، الشطة ومن ثم هريسة الويكه التى هى أشبه بالإكسير لا تغيب
عن وجبةٍ أبداَ وتحمل سر العافية وسر الرضاء والإشباع.

منصور
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

المرق و الرصاص

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا منصور
يا زول ترفق بنا شوية عشان أنحنا رندوك المعمار التقليدي دا ما بنقدر لينا إلا نفتح قاموس اللهجة العامية في السودان لمولانا عون الشريف القاسم المشترك بين اليمانية و السودانيين و بعد داك "هيهات" كبيرة.أما عيال القرن الواحد و عشرين ديل فهم واقفين يراعوا ساكت و ما ناقشين التكتح.
غايتو الطيب صالح لو كان سمع بيك كان جابك تؤثث ليه الـ إنتيرير ديزاين بتاع بيت جده و الأجر على الله.
سأعود
منصور المفتاح
مشاركات: 239
اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am

مشاركة بواسطة منصور المفتاح »

يا سعادة الدكتور والفنان التشكيلى الكامل، حسن موسى، ويا رسام الحرف
الذى يدهش الحريرى ويذهب بعقل المعرى ويسلب ألباب إبن المقفع.
فيا رسام الأشباح والمُثل بقدرات تجعل سقراط ودافنشى يحردان إزميليهما
الضحى الأعلى ويطلقان تلك الحرفة، طلاق تلاته لا رجعة فيه ولارجعة منه
ثانية إليها تلك الحرفة، التى يمثلان فيها طبقات ود ضيف الله الفنون!
وهما يجلسان على حوض يمّك، يناغيان خراجك والفك قد سقط عن كليهما، حيرة ودهشه.
كما لا أحسب أنك فى حاجة لقاموس اليمانى الذى أكمل ما بدأه جدّه ود
ضيف الله كأساس متين نأخذ منه ونرجع إليه عند كل ظمأٍ بحثى وعند كل كوفارةٍ
معرفيه. إن لأجيال الزمان هذا بأسٌ يتجلى فى راندوك معجزٍ، إستطاعوا به قلع أوتاد
جبل الإنقاذ المتين كخط بارليف المنيع الحصين ويقولون لكل آفةٍ صرّافه، فهم آفة
الإنقاذ التى صرفتهم عنا وسرّحتهم عن إرمتهم ذات العماد.
أما بيت الطيب صالح الصالح، يا ليت كل فنانى التشكيل والعمارة والثقافة فى بلادى
عكفوا على تصميم منزله ذلك متحفاً للفنون والآداب والثقافة تجمع فيه أشيائه ومقتنياته
وكتبه وكتاباته وتسجيلاته وكل أشياء التراث والثقافة لكل تلك المنطقة التى أولاها إهتماماَ
فى كتاباته ورفع سمكها فساواها بسرنديب وإرمة ذات العماد، وذلك لا يحتاج إلا
صيحةً واحدةً وأنتم يا أهل الفنون أعلى صوتاً وأقوى إقناعاً.
لك جزيل الشكر والإمتنان أخ دكتور حسن موسى ولك السلام.


أضف رد جديد