من إنجيلِ الأُلُوْهَةِ الشَّخْصِيَّة "5":-
إِلْفَة
أتَنَفَّسُ فَمَكِ..
تطيرينَ حمامةً, شَفَّافَةَ السَّوَادِ و
ليَّنَةً كالْمِسْكِ, في الماءِ المُتَنَاثِرِ
من جَسَدِي و أنا أسْتَحِمُّ.. ظلالُ
الصَّباحِ الوليدِ تَنْشُرُ نُعُومَتَها
خِلالِي, أو خِلالَكِ فِيَّ, إذ أنِّي هو أنتِ
يا جَسَدِيَ الحيَّ الذي يستَحِمُّ خفيفَاً
بظِلالِ ضُوءِ الصَّباح الخَافِتْ!
أنا أُؤْمِنُ بالْماءِ و
عُشْبُ رُوحِيَ الطِّفْلَةِ ينفَعِلُ
بِوَثَنِكِ ثُمَّ يَتَنَاثَرُ شَظَايَا, ليس
في الخَارجِ و لكن في شَفَتَيْكِ اللَّتَينَ
ينْتَصِبُ لهُمَا عُضْوِيَ الخِصْبُ
اللَّحْظَةَ..!..
شَفَتضاكِ مَخَدَّةُ "
النَّالِ " النّاعِمِ في بوادِيَ الصُّبْحِ
تُفَتِّتُنِي بالْعُذُوبَةِ.. صارِخَاً
في هَمْسِ عميقِ القُوَّةِ أقُول:-
لكِ انتِصَابِيَ الحيُّ بِشِدَّةٍ كما
اهتِزَازِ أمواجِ الغناءِ, في حنانِ "
شَوْكولاتَةٍ "
ناعمَةٍ و رقيقَةٍ تُدَاعبُ الفمَ المُحِبْ,
في صوتِ المُغَنِّيَ الدََّفيئ.......
أنا أتَطَهَّرُ
بِعِبَادَةِ الثِّمَارِ اليانِعَةِ بالنَّدَى
الذي هو دمعُ الطَّبِيْعَةِ- ذاكَ الكاملُ في
بَسَاطَةِ غِبْطَتِهِ!- في انفِعَالِهَا
الهَيِّنِ بالوِجُود أو أنِّي أَتَحَامَمُ مع
" قُمْرِيَّةِ "
الغِنَاءِ العَذْبَةِ الحُرْقَةِ الّتي
أُسَمِّيْهَا قَلْبِي و أنامُ مُتَفَتِّتَاً
كالهَواءِ
الشََّرُوْدِ في الغَسَقِ الّذي يُدَغْدِغُنِي
آنَ انفِعَالِي بِجَسَدَكِ يا... إِلْفَتِي!
غسقُ السَّبتِ 14\1\1989.