Story Lesson أو الحِصَّة قِصَّة
-
- مشاركات: 962
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
- اتصال:
يا صديقنا خلف "مطلق الألقاب"
مثال "مهندس القص"
أرجو ألا تبادل خدمات قدمها لك صديق وقت الضيق،بإطلاق صفات عشوائية، ردا على تلك الخدمات.دون إثبات نقدي.
وتبدّى "كرمك النقدي" في انك تقابل كاتبا مثل بشرى الفاضل بمساهمات كبيرة من حيث الكم، مع "مهندس القص" العبقري الذي كتب "كتابا واحدا"، أي "بيضة الديك" له.
علينا ألا نخلط "الخاص" ب "العام".
مثال "مهندس القص"
أرجو ألا تبادل خدمات قدمها لك صديق وقت الضيق،بإطلاق صفات عشوائية، ردا على تلك الخدمات.دون إثبات نقدي.
وتبدّى "كرمك النقدي" في انك تقابل كاتبا مثل بشرى الفاضل بمساهمات كبيرة من حيث الكم، مع "مهندس القص" العبقري الذي كتب "كتابا واحدا"، أي "بيضة الديك" له.
علينا ألا نخلط "الخاص" ب "العام".
أسامة
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
-
- مشاركات: 962
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
- اتصال:
أتذكر مقولة لأمبرتو إيكو:
في ساعة الخلق، تأتي الكلمات اولا إلى الشاعر،
والأحداث أولا إلى السارد.
هنالك من يأتون إلى السرد، من موقع "الشاعر الفاشل".
ولذلك علينا أن "نفرز جيدا" قوة الأحداث والوقائع في "نصوص"، من يأتون إلى السرد، من موقع "الشاعر الخائب".
في ساعة الخلق، تأتي الكلمات اولا إلى الشاعر،
والأحداث أولا إلى السارد.
هنالك من يأتون إلى السرد، من موقع "الشاعر الفاشل".
ولذلك علينا أن "نفرز جيدا" قوة الأحداث والوقائع في "نصوص"، من يأتون إلى السرد، من موقع "الشاعر الخائب".
أسامة
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
كتب محمد خلف:
فمن جهةٍ أنت "مهندسٌ" فعليٌّ لفنِّ القصِّ في السودان، ومن جهةٍ أخرى أنت سليلُ "القصَّاص"
الذي اخترته بنفسك في فعلٍ أدائيٍّ متميِّز، فكان اسماً أدبيَّاً رائعاً لمُسمًى أكثر روعةً.
وهي العبارة التى اعتبرها الخواض صفة "عشوائية" و "خدمة مقابل خدمة"،
وضعت القصاص في مقام بشرى الفاضل
وهو مقام لا يستحقه "القصاص" من ناحية المقارنة "الكَمية".
وبدت لي عبارة خلف أكثر (نقديةً) من عبارة الخواض وأقل "عشوائيةً" من عبارة الخواض أيضاً
واستغربت من المعيار "الكّمي" الذي استعمله الخواض، والذي يجعلنا نحذف المكانة
التى تحتلها (إيملي برونتي) بمكانتها الأدبية وبيتيمتها (مرتفعات ويزرنج)
إذا مااستعرنا معيار الخواض الكمي. ونتحسر على روائي مثل "هنري تروا" لم يحظ انتاجه
الضخم بالقراءة مثلما حظيت يتيمة "برونتي" الوحيدة بهذا الكم من القراءة منذ صدورها وحتى اليوم.
لطالما اعتقدت كقاريء عادي أن ماركيز لم يكتب غير "مائة عام من العزلة"
وأن كتبه الأخرى هي مجرد (وقائع لم تذكر في النص الأصلي) أو (تفرعات)
فالحب في زمن الكوليرا هي لقصة حب جرت على هامش (مائة عام من العزلة)
وكذلك البطريريك هو من كان يحاربه العقيد، وقس على ذلك الكتب الأخرى.
فالسؤال هو:
هل يَصْلُح الإنتاج الكمّي كمقياس نقدي؟
التعديل لتصحيح إملائي
فمن جهةٍ أنت "مهندسٌ" فعليٌّ لفنِّ القصِّ في السودان، ومن جهةٍ أخرى أنت سليلُ "القصَّاص"
الذي اخترته بنفسك في فعلٍ أدائيٍّ متميِّز، فكان اسماً أدبيَّاً رائعاً لمُسمًى أكثر روعةً.
وهي العبارة التى اعتبرها الخواض صفة "عشوائية" و "خدمة مقابل خدمة"،
وضعت القصاص في مقام بشرى الفاضل
وهو مقام لا يستحقه "القصاص" من ناحية المقارنة "الكَمية".
وبدت لي عبارة خلف أكثر (نقديةً) من عبارة الخواض وأقل "عشوائيةً" من عبارة الخواض أيضاً
واستغربت من المعيار "الكّمي" الذي استعمله الخواض، والذي يجعلنا نحذف المكانة
التى تحتلها (إيملي برونتي) بمكانتها الأدبية وبيتيمتها (مرتفعات ويزرنج)
إذا مااستعرنا معيار الخواض الكمي. ونتحسر على روائي مثل "هنري تروا" لم يحظ انتاجه
الضخم بالقراءة مثلما حظيت يتيمة "برونتي" الوحيدة بهذا الكم من القراءة منذ صدورها وحتى اليوم.
لطالما اعتقدت كقاريء عادي أن ماركيز لم يكتب غير "مائة عام من العزلة"
وأن كتبه الأخرى هي مجرد (وقائع لم تذكر في النص الأصلي) أو (تفرعات)
فالحب في زمن الكوليرا هي لقصة حب جرت على هامش (مائة عام من العزلة)
وكذلك البطريريك هو من كان يحاربه العقيد، وقس على ذلك الكتب الأخرى.
فالسؤال هو:
هل يَصْلُح الإنتاج الكمّي كمقياس نقدي؟
التعديل لتصحيح إملائي
-
- مشاركات: 239
- اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am
لا تثريب عليك يا قصاص فلكل نبىٍ أبوجهلٍ يُغْلِّظ عليه، ولكل مبدع حُساداً يتمنون صيته، وكتابة
خلفٍ تلك عميق بحرها، لا يخوض فيه أقزام المعرفة والفكر، ولا ينبغى لهم، فمن زعم أبوةً معرفية لم تُقبل منه فأصابه
الدوار، وطفق ينعل خاش كل عارفٍ ومبدع حتى يتربع فوق تل نعوشهم ملكاً للمعرفة وحده ولكن هيهات!!
منصور
خلفٍ تلك عميق بحرها، لا يخوض فيه أقزام المعرفة والفكر، ولا ينبغى لهم، فمن زعم أبوةً معرفية لم تُقبل منه فأصابه
الدوار، وطفق ينعل خاش كل عارفٍ ومبدع حتى يتربع فوق تل نعوشهم ملكاً للمعرفة وحده ولكن هيهات!!
منصور
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
مساهمة جديدة – ومتصلة – من محمد خلف:
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الأولى-
قلنا في حلقةٍ سابقة عن إنطاقِ المعادلاتِ إن "معادلة آينشتاين لم تكن معادلةً رياضيةً ذهنية تشارف درجة اليقين الذي يجرِّدها من أيِّ محتوًى معرفيٍّ إضافي، بل هي معادلةٌ رياضيةٌ فيزيائية تستهدي ببنية العالم المادي، وتقاربه عبر صيغةٍ مفتوحة تولِّد معارفَ متجدِّدةً في مجال الحقيقة على مرِّ الأيام". كما قلنا إن "المعادلة التي نحن بصددِها ليست ترفاً ذهنياً، بل هي شعلةٌ تضيء أركان الكونِ بمجمله". وفي أغسطس 1945، تمَّ البرهنة، كما قلنا، على تلك المعادلة بشكلٍ فاجعٍ في هيروشيما ونجازاكي. وفي إبان هذه الفترة، كان الشِّعرُ العربي يتلمَّسُ طريقه نحو الحداثة، فيخوضُ تجاربَ، ويزعمُ فتوحاتٍ، تضعه على مشارفها؛ فها هو نزار قباني، أحدُ روادُ الحداثة العربية في الشِّعر، يقول: "منذ عام 1944، وأنا أشتغل على معادلةٍ لتحويل الشِّعر العربي إلى قماشٍ شعبيٍّ يلبسه الجميع..وشاطئٍ شعبي يرتاده الجميع. وقد نجحت". فهل يمكن القول -على ضوء هذه الزَّعم- إن الشِّعر العربي، ممثلاً بالمشتغلين بالشِّعر منذ منتصف الأربعينات، كان هو، وما زال، المرشَّح الأفضل لحمل شعلة الحداثة العربية؟
حاولت في رسالتي إلى الصَّديق عادل القصَّاص إنشاءَ صلةٍ بين الفيزياء وأصل اللُّغة؛ وبين علم الأحياء والنَّحو؛ وبين الأسلوب والأسلوبية وفلسفتي فيتجنشتاين؛ وحاولت في الرُّدود على المشاركين إضاءة العلاقة بين الرِّياضيات والسَّرد، والمنطق والبلاغة؛ كما نبهت على صلة النَّحو بالمنطق في متن الرِّسالة منذ تتلمُّذي على يد شيخ مصطفى، وأشرت في الرُّدود أيضاً إلى البعد الاجتماعي للعلوم، وتأثير العالم الفيزيائي محمد عبد السَّلام على زميله الأمريكي ستيفن واينبيرج، مما أدَّى إلى اعتدالِ نبرتِه في موقفِه المُعلن من الدِّين؛ كما أشرت، أخيراً، إلى تأثير ألان وايتمان، على الفيزيائيين، بحسب شهادة عالم الفيزياء الرِّياضي البريطاني روجر بنروز (وفي البالِ أيضاً عودةٌ إليه، على مسافةٍ ثانيةٍ منه). فما هو الهدف الإستراتيجي من إقامةِ هذه الصِّلات المتعدِّدة، أو إبراز التَّأكيد على البعد الاجتماعي للعلوم؟
أقول دون مواربة إنني أسعى إلى تنحيةِ ’الشَّاعرِ‘ (بوصفِه اسمَ جنس) من موقعه المتقدِّم كمروِّجٍ رسميٍّ للحداثة، وليس إلى إقصائه تماماً من مداراتها (وقد شرعتُ في ذلك منذ مقالي عن أدونيس، الذي نُشر في صحيفة "الحياة" البيروتية (العدد 15694؛ تاريخ الجمعة 24 مارس 2006)؛ ولا زال هدفي هو التَّحاورُ مع أحياء، إلا أنني اخترتُ نزاراً لاستخدامه المدهش لمصطلح ’معادلة‘ في معرض كلامه عن دورِه في تطوير الشِّعر العربي)؛ كما أسعى في المقابل إلى إحلالِ ’النَّحويِّ‘ (بوصفِه أيضاً اسمَ جنس) أو ’عالمِ اللغةِ الحديث‘ مكانه. ويمكن استشفاف الهدف من وراء ذلك السَّعي المزدوج من قولِ نزارٍ نفسِه عن الشَّاعر، ووصفه بأنه "الطِّفل الوحيد الذي يُسمح له في المجتمع العربي أن يلعب باللُّغة"، في حين ظلَّ "النحوي"، رغم تعنته أحياناً، يلعب دور الحارس الأمين للغة، ويمنعها -ليس بجهدِه وحدِه- من الانهيارِ الذي يؤذِن به عبثُ العابثين، الذين يدخل في زمرتهم ’الشَّاعرُ‘، مثلما يدخل ’الغريبُ‘، و’المهاجرُ‘، و’المهرِّجُ‘، و’الطِّفلُ المشاغب‘.
سنوضِّحُ في حلقةٍ قادمة: لماذا نعمل على إغواء ’النحويِّ‘ التَّقليديِّ وجذبِه إلى مدارات الحداثة.
محمد خلف
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الأولى-
قلنا في حلقةٍ سابقة عن إنطاقِ المعادلاتِ إن "معادلة آينشتاين لم تكن معادلةً رياضيةً ذهنية تشارف درجة اليقين الذي يجرِّدها من أيِّ محتوًى معرفيٍّ إضافي، بل هي معادلةٌ رياضيةٌ فيزيائية تستهدي ببنية العالم المادي، وتقاربه عبر صيغةٍ مفتوحة تولِّد معارفَ متجدِّدةً في مجال الحقيقة على مرِّ الأيام". كما قلنا إن "المعادلة التي نحن بصددِها ليست ترفاً ذهنياً، بل هي شعلةٌ تضيء أركان الكونِ بمجمله". وفي أغسطس 1945، تمَّ البرهنة، كما قلنا، على تلك المعادلة بشكلٍ فاجعٍ في هيروشيما ونجازاكي. وفي إبان هذه الفترة، كان الشِّعرُ العربي يتلمَّسُ طريقه نحو الحداثة، فيخوضُ تجاربَ، ويزعمُ فتوحاتٍ، تضعه على مشارفها؛ فها هو نزار قباني، أحدُ روادُ الحداثة العربية في الشِّعر، يقول: "منذ عام 1944، وأنا أشتغل على معادلةٍ لتحويل الشِّعر العربي إلى قماشٍ شعبيٍّ يلبسه الجميع..وشاطئٍ شعبي يرتاده الجميع. وقد نجحت". فهل يمكن القول -على ضوء هذه الزَّعم- إن الشِّعر العربي، ممثلاً بالمشتغلين بالشِّعر منذ منتصف الأربعينات، كان هو، وما زال، المرشَّح الأفضل لحمل شعلة الحداثة العربية؟
حاولت في رسالتي إلى الصَّديق عادل القصَّاص إنشاءَ صلةٍ بين الفيزياء وأصل اللُّغة؛ وبين علم الأحياء والنَّحو؛ وبين الأسلوب والأسلوبية وفلسفتي فيتجنشتاين؛ وحاولت في الرُّدود على المشاركين إضاءة العلاقة بين الرِّياضيات والسَّرد، والمنطق والبلاغة؛ كما نبهت على صلة النَّحو بالمنطق في متن الرِّسالة منذ تتلمُّذي على يد شيخ مصطفى، وأشرت في الرُّدود أيضاً إلى البعد الاجتماعي للعلوم، وتأثير العالم الفيزيائي محمد عبد السَّلام على زميله الأمريكي ستيفن واينبيرج، مما أدَّى إلى اعتدالِ نبرتِه في موقفِه المُعلن من الدِّين؛ كما أشرت، أخيراً، إلى تأثير ألان وايتمان، على الفيزيائيين، بحسب شهادة عالم الفيزياء الرِّياضي البريطاني روجر بنروز (وفي البالِ أيضاً عودةٌ إليه، على مسافةٍ ثانيةٍ منه). فما هو الهدف الإستراتيجي من إقامةِ هذه الصِّلات المتعدِّدة، أو إبراز التَّأكيد على البعد الاجتماعي للعلوم؟
أقول دون مواربة إنني أسعى إلى تنحيةِ ’الشَّاعرِ‘ (بوصفِه اسمَ جنس) من موقعه المتقدِّم كمروِّجٍ رسميٍّ للحداثة، وليس إلى إقصائه تماماً من مداراتها (وقد شرعتُ في ذلك منذ مقالي عن أدونيس، الذي نُشر في صحيفة "الحياة" البيروتية (العدد 15694؛ تاريخ الجمعة 24 مارس 2006)؛ ولا زال هدفي هو التَّحاورُ مع أحياء، إلا أنني اخترتُ نزاراً لاستخدامه المدهش لمصطلح ’معادلة‘ في معرض كلامه عن دورِه في تطوير الشِّعر العربي)؛ كما أسعى في المقابل إلى إحلالِ ’النَّحويِّ‘ (بوصفِه أيضاً اسمَ جنس) أو ’عالمِ اللغةِ الحديث‘ مكانه. ويمكن استشفاف الهدف من وراء ذلك السَّعي المزدوج من قولِ نزارٍ نفسِه عن الشَّاعر، ووصفه بأنه "الطِّفل الوحيد الذي يُسمح له في المجتمع العربي أن يلعب باللُّغة"، في حين ظلَّ "النحوي"، رغم تعنته أحياناً، يلعب دور الحارس الأمين للغة، ويمنعها -ليس بجهدِه وحدِه- من الانهيارِ الذي يؤذِن به عبثُ العابثين، الذين يدخل في زمرتهم ’الشَّاعرُ‘، مثلما يدخل ’الغريبُ‘، و’المهاجرُ‘، و’المهرِّجُ‘، و’الطِّفلُ المشاغب‘.
سنوضِّحُ في حلقةٍ قادمة: لماذا نعمل على إغواء ’النحويِّ‘ التَّقليديِّ وجذبِه إلى مدارات الحداثة.
محمد خلف
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الأحد أكتوبر 04, 2015 12:31 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
كتب المفتاح:
لا تثريب عليك يا قصاص فلكل نبىٍ أبوجهلٍ يُغْلِّظ عليه، ولكل مبدع حُساداً يتمنون صيته، وكتابة
خلفٍ تلك عميق بحرها، لا يخوض فيه أقزام المعرفة والفكر، ولا ينبغى لهم، فمن زعم أبوةً معرفية لم تُقبل منه فأصابه
الدوار، وطفق ينعل خاش كل عارفٍ ومبدع حتى يتربع فوق تل نعوشهم ملكاً للمعرفة وحده ولكن هيهات!!
من وجهة نظري أن هذا النوع من الكتابة لا ينتج حواراً معافى حتى وإن كانت صحيحة
أقول "وجهة نظري" والتي ربما تكون صائبة أو غير صائبة، فهي "خبر" في نهاية المطاف
لا تثريب عليك يا قصاص فلكل نبىٍ أبوجهلٍ يُغْلِّظ عليه، ولكل مبدع حُساداً يتمنون صيته، وكتابة
خلفٍ تلك عميق بحرها، لا يخوض فيه أقزام المعرفة والفكر، ولا ينبغى لهم، فمن زعم أبوةً معرفية لم تُقبل منه فأصابه
الدوار، وطفق ينعل خاش كل عارفٍ ومبدع حتى يتربع فوق تل نعوشهم ملكاً للمعرفة وحده ولكن هيهات!!
من وجهة نظري أن هذا النوع من الكتابة لا ينتج حواراً معافى حتى وإن كانت صحيحة
أقول "وجهة نظري" والتي ربما تكون صائبة أو غير صائبة، فهي "خبر" في نهاية المطاف
-
- مشاركات: 962
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
- اتصال:
من هو "الباشمهندس القادم؟؟؟
إطلاق النعوت الضخمة في سياق الحديث المتسم بصفة "الإخوانيات"،بدون مراجع نقدية سابقة،يجعل الأمر أشبه بتوزيع "النيشانات" على من هب ودب.
وتأصيل "النيشاتات"، كان يفترض أن يُقدّم على الحديث عن "العلم"،حتى يفهم قاص مثل "أحمد الفضل أحمد"، حرمانه من "نيشان" ما في حفل التتويج،يقلّ عن نيشان "المهندس".
وبهذه المناسبة ألم يكن نيشان "الباشمهندس"، معقولا، حتى نفتح خانات الترقي لبقية "المهندسين" المنتظرين بقرب منصة "التتويج"؟
كيف يفهم قاص مثل عثمان محمد صالح لماذا غاب عن اللستة تماما، خاصة إذا ما وضعنا في اعتبارنا أن "الهندسة" نفسها لم يقدم لها تعريف يجعلنا نفهم صلاحية الحصول على هذا "النيشان العظيم" .
وتأصيل "النيشاتات"، كان يفترض أن يُقدّم على الحديث عن "العلم"،حتى يفهم قاص مثل "أحمد الفضل أحمد"، حرمانه من "نيشان" ما في حفل التتويج،يقلّ عن نيشان "المهندس".
وبهذه المناسبة ألم يكن نيشان "الباشمهندس"، معقولا، حتى نفتح خانات الترقي لبقية "المهندسين" المنتظرين بقرب منصة "التتويج"؟
كيف يفهم قاص مثل عثمان محمد صالح لماذا غاب عن اللستة تماما، خاصة إذا ما وضعنا في اعتبارنا أن "الهندسة" نفسها لم يقدم لها تعريف يجعلنا نفهم صلاحية الحصول على هذا "النيشان العظيم" .
أسامة
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
-
- مشاركات: 239
- اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am
تقديم الدكتور بشرى الفاضل لنصوص عادل القصاص القصصية التي صدرت تحت عنوان:
"لهذا الصمت صليل غيابك"*
عادل القَصَّاص، قَصَّاصٌ فعلاً. وتشكل كل قصة نشرها نقلة نوعية عن سابقتها. وهو بهذا يتجاوز كتاباته، بالمعنى الحرفي لهذا التجاوز في كل عمل. وإذا جاز لي تصور انتقالات عادل في إبداعه القصصي، لقلت إنه يقفز شتاءً شتاءً إذا قفز غيره يوماً بيوم. لكنه مقِّل ضنين بالنشر إلى حدٍ بعيد. ويُخيل إليّ إنه مرتبط بعالمه القصصي في حياته اليومية. ولذا فإن ما نُشر يشكّل لمحات من عالمه القصصي الزاخر، المكتمل الآن في أدواته الفنية. وليس العبرة بالكم. وتؤكد هذه المجموعة على أن الكم متوفر أيضاً لدى عادل، وإن مسألة إطلاع القراء عليه مسألة وقت ليس إلا. وقد حرمت المنافي وظروف أخرى منه الكاتب.
تمتاز نصوص عادل القصاص بالإفادة من العديد من ضروب الفنون، فضلاً عن اهتمامه بشعرية المفردة في غير ما إسراف، وإبانته في غير ما تقريرية. كما أن قدرة الكاتب على التكثيف وبراعته في السرد أنجزت شخوص وأحداث النصوص عبر مهام فنية ـ سينمائية محكمة التفاصيل، الشيء الذي يجعل القارئ يتلفت في دنيا الواقع بحثاً عن شخصيات مماثلة، بالبهاء نفسه والحميمية نفسها والتواصل.
وإذا كان محمد المهدي المجذوب رسام الشعر، فيما قالوا، فإن عادل القصَّاص هو سينمائي القصة الحديثة في السودان، ورسامها، نقَّاشها وتشكيليها، وفوق ذلك كله قصَّاصها المبدع.
بشرى الفاضل
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
-
- مشاركات: 239
- اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
محمد خلف
سلام
استمتع بهذا "السرد"، رغم أنه يحملني ما لا أطيق. ومالا أطيق هو الإحالات الهائلة والمتعددة لمراجع لا يتوفر لي الزمن أن أقرأها،
نعم فقد درجت منذ تعرفي على الانترنيت أن ارجع مباشرةٍ للمراجع أو المصادر المذكورة في النص، أيّاً كان ذلك النص، ووجدت متعة عظيمة
في ذلك، فإن أحالني نصٌ ما لأغنية مثلاً، ذهبت لليوتيوب واستمعت لها، وقد استعملت هذه الطريقة بمتعة واستمتاع مع نصوص التشكيلي تاج
السر الملك، فوجدت أن استمتاعي بالنص قد ازداد (أو هكذا شعرت).
في ردك لي حاولت أن أفعل نفس الشيء، وفي بقية مداخلاتك في هذا الخيط البديع، ولكني عجزت تماماً، لأن ما تقدمه لنا هنا مضغوطاً،
هو ما استغرقك سنيناً قراءةً (أو إطلاعاً ومشاهدةً وسماعاً)، فأني لي بهذه الطاقة الجبارة.
تذكرت كل هذا الخيط وأنا أشاهد فيلماً إسمه (لوسي)، اخترته على أساس أنه فلم (آكشن)، فأنا أتعامل مع السينما على أساس الترفيه
في أغلب الأوقات، وفي الفترة الأخيرة يبهرني استعمال التكنلوجيا فيها، قلت اخترت الفلم على أساس أنني سأستمتع بالفلم، كاستمتاعنا
السابقبـ(ساراتانا الذي لا يرحم وديجانقو بشملته وضف لهما دهر مندرا وإخوته)، ولكني تفاجأت بأن الفلم رغم (آكشنيته الظاهرة)،
أخفى وراءه سرداًعظيماً لمسيرة الكون أوصلنا بسهولة للحظة ميلاد(الكون)، [وهنا ساقف فجأة على خاطرة وردت للتو، وهي أن مفردة (الكون)
هي المصدر للفعل (كان) فإذن سؤالي عن لحظة ما فبل (كُن)، لا معنى له في المداخلة الأولى].
أعود للفلم (لوسي)، وهو يحاول أن يقول قصة الكون ولحظة التكون الأولى بطريقة سردية تؤكد ما ذهبت له أنت منذ البداية. وتنبهت أيضاً
أن السرد الكمن في قصتنا البشرية يختفي من العلوم بطبيعتها الرسمية، وقوالبها الجاهزة، بينما يظهر بوضوح في الأدب لطبيعته الشعبية،
وأنه يماثل إلى حدٍ ما لغة التخاطب، وهذا ما فعله "جوستين غاردر" في سرديته "عالم صوفي" والتي سرد فيها تاريخ الفلسفة بسهولة ويسر
جعل كتابه في قائمة أفضل الكتب مبيعاً.
سلام
استمتع بهذا "السرد"، رغم أنه يحملني ما لا أطيق. ومالا أطيق هو الإحالات الهائلة والمتعددة لمراجع لا يتوفر لي الزمن أن أقرأها،
نعم فقد درجت منذ تعرفي على الانترنيت أن ارجع مباشرةٍ للمراجع أو المصادر المذكورة في النص، أيّاً كان ذلك النص، ووجدت متعة عظيمة
في ذلك، فإن أحالني نصٌ ما لأغنية مثلاً، ذهبت لليوتيوب واستمعت لها، وقد استعملت هذه الطريقة بمتعة واستمتاع مع نصوص التشكيلي تاج
السر الملك، فوجدت أن استمتاعي بالنص قد ازداد (أو هكذا شعرت).
في ردك لي حاولت أن أفعل نفس الشيء، وفي بقية مداخلاتك في هذا الخيط البديع، ولكني عجزت تماماً، لأن ما تقدمه لنا هنا مضغوطاً،
هو ما استغرقك سنيناً قراءةً (أو إطلاعاً ومشاهدةً وسماعاً)، فأني لي بهذه الطاقة الجبارة.
تذكرت كل هذا الخيط وأنا أشاهد فيلماً إسمه (لوسي)، اخترته على أساس أنه فلم (آكشن)، فأنا أتعامل مع السينما على أساس الترفيه
في أغلب الأوقات، وفي الفترة الأخيرة يبهرني استعمال التكنلوجيا فيها، قلت اخترت الفلم على أساس أنني سأستمتع بالفلم، كاستمتاعنا
السابقبـ(ساراتانا الذي لا يرحم وديجانقو بشملته وضف لهما دهر مندرا وإخوته)، ولكني تفاجأت بأن الفلم رغم (آكشنيته الظاهرة)،
أخفى وراءه سرداًعظيماً لمسيرة الكون أوصلنا بسهولة للحظة ميلاد(الكون)، [وهنا ساقف فجأة على خاطرة وردت للتو، وهي أن مفردة (الكون)
هي المصدر للفعل (كان) فإذن سؤالي عن لحظة ما فبل (كُن)، لا معنى له في المداخلة الأولى].
أعود للفلم (لوسي)، وهو يحاول أن يقول قصة الكون ولحظة التكون الأولى بطريقة سردية تؤكد ما ذهبت له أنت منذ البداية. وتنبهت أيضاً
أن السرد الكمن في قصتنا البشرية يختفي من العلوم بطبيعتها الرسمية، وقوالبها الجاهزة، بينما يظهر بوضوح في الأدب لطبيعته الشعبية،
وأنه يماثل إلى حدٍ ما لغة التخاطب، وهذا ما فعله "جوستين غاردر" في سرديته "عالم صوفي" والتي سرد فيها تاريخ الفلسفة بسهولة ويسر
جعل كتابه في قائمة أفضل الكتب مبيعاً.
آخر تعديل بواسطة الصادق إسماعيل في الأربعاء مارس 25, 2015 5:51 pm، تم التعديل مرة واحدة.
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
وهذه هي الحلقة الثانية من المداخلة السابقة لمحمد خلف:
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الثانية-
دورُ ’العالِم‘ و ’الصَّحفي‘
قلنا في الحلقةِ السَّابقة إن هدفنا بالمكشوف هو السَّعي إلى تنحيةِ ’الشَّاعرِ‘ (بوصفِه اسمَ جنس) من موقعه المتقدِّم كمروِّجٍ رسميٍّ للحداثة، وليس إلى إقصائه تماماً من مداراتها؛ وإحلالِ ’النَّحويِّ‘ (بوصفِه أيضاً اسمَ جنس) أو ’عالمِ اللُّغةِ الحديث‘ مكانه؛ ولكن قبل ذلك، يتعيَّن علينا أن نوضَّح لماذا استبعدنا ’العالِم‘ (بوصفه اسم جنسٍ أيضاً) من هذا الموقع المتقدِّم، مع أنه ظلَّ يلعب، وما زال يلعب، دوراً رائداً في تطوُّر الحداثة في موطنها الأوروبي المعاصر.
دعوني أسرد واقعةً صغيرة، لعلها تضئ عَتَمَة هذا السُّؤال المُحيِّر. في نهاية السَّبعينات، احْتَجْتُ لمراجعة أطروحتي للتَّخرُّج من قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم، وكانت تحت عنوان: "حلُّ بوبر (كارل آر بوبر) المقترح لمشكلة هيوم (وهي مشكلة ’الاستقراء‘ التي دوَّخت‘ الفلاسفة والعلماء معاً)". ولكن خوجلي، أمين المكتبة، قد أضاع نسخته، أو أنها تسرَّبت خِلسةً من خزانته الفلسفية التي كان يسهر عليها بحرصٍ وإخلاصٍ شديدين. إلا أنه نصحني بالذَّهاب إلى كلية الدِّراسات العليا، فقد كانت شعبة الفلسفة تطلب من المُمتحَنين إعداد ثلاث نسخ من أطروحة التخرُّج لنَّيل درجة الشَّرف من القسم: نسخةٌ يتمُّ الاحتفاظ بها في مكتبة الفلسفة ليتمَّ الاستفادة منها من قبل المُمتحَنين اللَّاحقين، ونسخةٌ تُعطى للمُمتحِن الخارجي (وغالباً ما يأتي من الجامعات البريطانية العريقة)، ونسخةٌ ثالثة يتمُّ إيداعها بكلية الدِّراسات العليا.
وبالفعل، ذهبت إلى كلية الدِّراسات العليا وأخطرتهم بطلبي؛ فقابلني موظفٌ منهمكٌ كعادةِ الموطفين الصِّغار في ذلك الزَّمان بترتيبٍ أبديٍّ لملفاته المنتفخة يوماً على إثر يوم، فطلب منِّي بتهذيبٍ شديد أن أذهب بنفسي للبحث عن أطروحتي داخل مخزنٍ للكتب أُعد خِصِّيصاً لحفظ الأطروحات. وكانت المفاجأة أنني وجدت نفسي أمام غرفةٍ مُكتظَّةً بالمجلَّدات، التي وُضعت في رفوفٍ متراصفة من أسفلِ الغرفة الرَّطبة إلى سقفها العالي، فحار بي الدَّليل، إذ لا يوجد فهرسٌ أو قائمةٌ متسلسلة بالموجودات. وكانت معظمُ الأطروحات مكتوبةً بلغةٍ إنجليزية مكتنزةً بالمصطلحات والمسمَّيات التي "ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطانٍ" (سورة "النَّجم"، الآية رقم "23")، فقد كانت في أغلبِها تخصُّ كلياتُ الطِّب والصَّيدلة والزِّراعة والبيطرة، أي تلك الكليات التي تنالُ قسطاً أكبرَ من ميزانية الجامعة لتَّمويل البحوث.
وقفتُ للحظاتٍ حائراً أمام ذلك المشهد العجيب؛ فقلتُ في نفسي أين ذهب أولئك العباقرةُ المجهولون، ولماذا لم تنعكس ثمارُ بحوثِهم تنميةً ورخاءً على أهلِ البلاد؟؛ وبدرجةٍ أقل، لماذا لم يسيطر فكرُهم الثَّاقب على أساليبِ وطرقِ القول، حتى يصيرَ ’عِلمُهم‘ نافعاً شأن كلِّ علم، أو يصبح سائراً على ألسنةِ النَّاس، وإنْ لم يفقهوا من قولهم شيئاً كثيراً؟ في تلك الآونة القصيرة، طرأت على بالي إجابةٌ قبلتُها على الفور، وعملت عليها، من غير رويَّةٍ وتمحيصٍ كافيين؛ وهي أن السَّببَ يكمن في لغةِ القول، فقد كُتبت البحوثُ بلغةٍ لا يفهمها معظمُ أهلِ البلاد، فلا غرو أن تصيرَ قابعةً في بطونِ الكتب أو تصبحَ نَسْياً منسياً. وبناءً على هذا الحدس، أوقفتُ جهداً بدأته مع مجلة "سوداناو"، فقد كانت منتجاتُها الفكرية والإبداعية، لا تصلُ إلا إلى قلةٍ من المثقفين الملمين باللُّغة الثَّانية، وربما يكونون هم أنفسهم، أو أغلبيةٌ منهم، كَتَبَةُ تلك البحوث الهاجعة في مكتبة الدِّراسات العليا.
إلا أنني أرى اليومَ أن تلك البحوث، حتى لو كُتبت باللُّغةِ الغالبة لأهلِ البلاد، فإنها ستظلُّ غريبةً، وبعيدةً عن ذائقةِ الإنسانِ العاديِّ السَّوي؛ فالنَّاسُ لا ينقصهم الذَّكاء أو تقعد بهم الحيلة العقلية عن التَّشابي إلى مناراتٍ للفكر هم أهلٌ لها بالفطرة السَّليمة التي طُبع بها غالبيةُ البشر، لكن ينقصهم مَنْ يُفصِّلُ القول، ويُحبِّبُ المعرفة، ويُدرِّجُ الحكمة في أفئدةِ السَّامعين؛ ومن هنا تأتي أهمية السِّرد كواحدةٍ من التَّقنيات المُتَّبعة في توصيل العلم إلى الجميع. من ناحيةٍ مثالية، فإن امتلاك العلم والتَّمكن من تقنيات السَّرد يجب أن يسيرا سوياً، ويجتمعانِ في جعبةِ شخصٍ واحد؛ ولكن الأمورَ، للأسف الشَّديد، لا تسير بهذه البساطة المطلوبة. وفي الغرب، غالباً ما يلجأ العالِمُ إلى صحفيٍّ أو مؤسَّسةٍ صحفية للقيام بهذه المهمة.
ولكن قبل أن ننتقل إلى الحديث عن تنحية ’الشَّاعر‘ من موقعه المتقدِّم كمروِّجٍ رسميٍّ للحداثة، أو إحلال ’النَّحويِّ‘ مكانه، يجدر أن ننبِّه إلى أن مصطلح ’صحفي‘ في الغرب، هو أوسعُ بما لايُقاس عن استخدامِه في بيئتنا الثَّقافية المحلية أو الإقليمية، فهو يشمل إضافةً إلى العاملين بالصحفِ اليومية والأسبوعية (من مراسلين ومحرِّرين وكُتَّاب أعمدة)، الصَّحافة المُذاعة (من مذيعين ومحرِّرين ومخرجين ومنفِّذي برامج)، والصَّحافة المرئية (من مذيعين تلفزيونيين ومذيعي ربط ومخرجين و منفِّذي برامج)، والمجلات الفصلية والدَّوريات المتخصِّصة؛ هذا كله إضافة إلى الكتابة الإبداعية التي تسهِّل استساغة المادَّة، وتلجأ إلى السَّرد في إنجازِ تلك المهمة على أكملِ وجه.
هذا وقد كثُر اعتمادُ العلماء على الصَّحفيين، بهذا المصطلح الموسَّع، إلى درجةٍ نبَّهت دكتور كرمبتون، الذي يعمل ضمن فريق الاتِّصالات العلمية بمتحف التَّاريخ الطَّبيعي بلندن، فكتب مقالاً بصحيفة "الجارديان" بتاريخ 11 مارس 2015 تحت عنوان: "لماذا يجب أن تتمتع المخطوطة العلمية بمزيَّةٍ أدبية". وتساءل قائلاً: "لماذا تتراكم الأوراقُ العلمية من غير طائل، إلى أن يأتي الصَّحفيُّ (بالمعنى الموسَّع) فيكتشفها؟". ويقرُّ الكاتب بأنه في عصر الشَّفافية وتوفُّر البحوث عبر الإنترنت، فإنه لا بدَّ أن تهاجر المعرفة من أبراجها العاجية إلى الجمهور قاطبةً؛ لذلك يرى الكاتب بأن "على العلماء أنفسهم أن يعيدوا النَّظر في خريطة قرائهم؛ ومن جانبنا (وما زال الحديثُ لدكتور كرمبتون)، علينا أن نكرِّم مَنْ لهم المقدرة على توجيه كتاباتهم بعيداً عن المشاكل المستعصية، في اتجاه الكلي والشَّامل والعالمي؛ ولنغتنم فرصة هذا التَّغيير، ونمنح جائزة الإبداع ضمن الرِّيبورتاج العلمي في جوهره الأصلي، الذي ينتجه العالمُ ذو التَّوجُّهِ الإبداعي".
سنواصلُ في حلقةٍ قادمة الحديثَ عن إغواء ’النَّحويِّ‘ التَّقليديِّ وجذبِه إلى مداراتِ الحداثة.
محمد خلف
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الخميس أكتوبر 01, 2015 9:43 am، تم التعديل مرة واحدة.
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
أعود للفلم (لوسي)، وهو يحاول أن يقول قصة الكون ولحظة التكون الأولى بطريقة سردية تؤكد ما ذهبت له أنت منذ البداية. وتنبهت أيضاً
أن السرد الكامن في قصتنا البشرية يختفي من العلوم بطبيعتها الرسمية، وقوالبها الجاهزة، بينما يظهر بوضوح في الأدب لطبيعته الشعبية،
لأنه يماثل إلى حدٍ ما لغة التخاطب، وهذا ما فعله "جوستين غاردر" في سرديته "عالم صوفي" والتي سرد فيها تاريخ الفلسفة بسهولة ويسر
جعل كتابه في قائمة أفضل الكتب مبيعاً.
الجملة أعلاه حوت خطأ إملائي في نسختها الأصلية في كلمة (الكامن) في السطر الثاني، وفي كلمة (لأنه) في بداية السطر الثالث. ويبدو أنني ذهبت إلى نفس مذهب
محمد خلف في احتياجنا للعالم (السارِد)، والذي يستطيع أن (يحكي) لنا العلوم التطبيقية، أقول (يحكي) في مقابل (يُدَرَّس)، وإن شئت (يُحَاضِر).
في إنتظار خلف لينتهي من حفل تنصيبه للـ(نحويّ)، استبقه بسؤال:
هل نعتبر مُعدِّي برامج تلفزيونية وربما إذاعية مثل برامج العلوم وبرامج قناة (ساينس) و(دسكفري) وغيرها، من ضمن الصحفيين، ضِف لهم مخرجي ومؤلفي قصص الخيال العلمي، والتى تستند على حقائق علمية؟
أن السرد الكامن في قصتنا البشرية يختفي من العلوم بطبيعتها الرسمية، وقوالبها الجاهزة، بينما يظهر بوضوح في الأدب لطبيعته الشعبية،
لأنه يماثل إلى حدٍ ما لغة التخاطب، وهذا ما فعله "جوستين غاردر" في سرديته "عالم صوفي" والتي سرد فيها تاريخ الفلسفة بسهولة ويسر
جعل كتابه في قائمة أفضل الكتب مبيعاً.
الجملة أعلاه حوت خطأ إملائي في نسختها الأصلية في كلمة (الكامن) في السطر الثاني، وفي كلمة (لأنه) في بداية السطر الثالث. ويبدو أنني ذهبت إلى نفس مذهب
محمد خلف في احتياجنا للعالم (السارِد)، والذي يستطيع أن (يحكي) لنا العلوم التطبيقية، أقول (يحكي) في مقابل (يُدَرَّس)، وإن شئت (يُحَاضِر).
في إنتظار خلف لينتهي من حفل تنصيبه للـ(نحويّ)، استبقه بسؤال:
هل نعتبر مُعدِّي برامج تلفزيونية وربما إذاعية مثل برامج العلوم وبرامج قناة (ساينس) و(دسكفري) وغيرها، من ضمن الصحفيين، ضِف لهم مخرجي ومؤلفي قصص الخيال العلمي، والتى تستند على حقائق علمية؟
آخر تعديل بواسطة الصادق إسماعيل في الأربعاء مارس 25, 2015 5:52 pm، تم التعديل مرة واحدة.
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
الحلقة الثالثة من مداخلة محمد خلف:
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الثالثة-
سنضع طُعماً لإغواءِ ’النَّحويِّ‘، فلينتبه!
جاءت مساهمة الصَّادق إسماعيل الأخيرة كسابقاتِها حافلةً بالملاحظاتِ الذَّكية، إضافةً إلى إضفائها مزاجاً معتدلاً على الرُّكن نحن في أمسِّ الحاجةِ إليه؛ إلا أنني سأركِّز في هذه المشاركة على ملاحظةٍ واحدة ذات صلةٍ بما تعهَّدتُ بالإقدام عليه في هذه الحلقة، وهو السَّعي إلى تنحية ’الشَّاعر‘ من موقعه المتقدِّم كمروِّج للحداثة، وإحلال ’النَّحوي‘ مكانه؛ على أن يتمَّ التَّعليقُ على باقي ملاحظات الصَّادق، والإجابة على السُّؤالِ المطروح في نهاية مشاركته الأخيرة، حينما يسنحُ سياقٌ مناسبٌ بذلك.
في البدء، أودُّ أن أبادرَ بالقول إنني لم استخدم عبارةً تشير إلى "تنصيب ’النَّحوي‘"، ناهيك عن أن يتم ذلك في "حفلٍ"، أكان حفلاً بسيطاً أم مهيباً؛ بل أنني اختَرتُ استعمال كلمة "إحلال"، على وجه التَّحديد، واستخدمتها عن عمدٍ ثلاثَ مراتٍ لتفادي أيِّ دلالةٍ لنَصْرٍ زائف يُفادُ ضمنياً من كلمتي "حفلٍ" أو "تنصيب"؛ علاوةً على أن كلمة "تنصيب" تشير إلى تهيؤ الشَّخص واستعداده لشغلِ الوظيفة بمجرد إقصاء شاغلها، هذا إذا كان شاغلُها في الأساسِ راغباً في إخلائها أو قابلاً للإزاحة الميسَّرة.
في المقابل، نجد أن كلمة "إحلال" تقبل حدوثَ الشَّيءِ في زمنٍ وجيز أو مديد، على حدِّ السَّواء، وهذا النَّعتُ الأخير هو ما نتوقعه في الحالتين: تنحية ’الشَّاعر‘ أو إحلال ’النَّحوي‘ مكانه. فالشَّاعرُ الذي ظلَّ يضطلع بدور قيادة الحداثة منذ الأربعينات، قياساً على معادلة نزار قباني التي أشرنا إليها في حلقةٍ سابقة، لن يتخلَّى عن موقعه وفقاً لرغباتنا الذَّاتية، كما أن ’النَّحوي‘ الذي تمترس طويلاً بالرِّضا عن النَّفس الذي يوفره التَّقليد لن يخطو شبراً واحداً نحو الحداثة بدون مبررٍ كافٍ أو إغواءٍ لا يجدُ إلى دفعِه سبيلاً؛ وهو ما سنحاولُه هنا، وما سبق أن قلنا في حلقةٍ سابقة أننا سنعمل على تحقيقه، وهو تحديداً: "إغواء ’النَّحويِّ‘ التَّقليديِّ وجذبِه إلى مدارات الحداثة".
لكن لماذا التَّعويل على ’النَّحوي‘ دون غيره؟ يستند هذا التَّعويل على فرضيةٍ أساسية قابلة للتَّحاور، وهي أن الحداثة في البلدان العربية الإسلامية تكونُ ’حداثةً إسلامية‘ أو تقوم على ’مكوِّنٍ إسلاميٍّ‘ أو لا تكون. بالطَّبع، يمكن أن تُقامَ ’حداثةٌ‘ على جماجم البشر، كما حدث إبان التَّجربة الاستعمارية؛ ولكن إذا أُريد لها أن تكونَ سلميةً، فإن شعوب تلك البلدان ستختارُ الثَّقافة الإسلامية أساساً للحداثة أو التَّحديث، مع الفارق الشَّاسع بين المصطلحين. وإذا كان الأمرُ كذلك، فإن ’النَّحويَّ‘ هو أفضلُ الشَّخصياتِ النَّمُوذجية للاضطلاع بقيادة هذه المهمة؛ فهو على معرفةٍ بأسرار اللُّغةِ التي نزل بها القرءان: "إنَّا أنزلناهُ قُرءاناً عربيَّاً لعلكُمْ تعقلونَ" (سورة "يُوسُف"، الآية رقم "2")؛ "إنَّا جعلناهُ قُرءاناً عربيَّاً لعلكُمْ تعقلونَ" (سورة "الزُّخرُف"، الآية رقم "3").
يصحُّ القولُ بأن اللُّغة العربية هي المدخل لكلِّ علوم القرءان (من نحوٍ، وبلاغةٍ، وأدب، وسيرة، وحديث، ومغازٍ، وفقه)؛ كما كان نحوُها، على وجهِ التَّحديد، في طليعةِ العلوم العربية. وقد كان بعضُ الفقهاء (كأبي عمر الجرمي) في السَّابق يوجِّهون دروسهم الفقهية وفقاً لكتاب سيبويه، الذي كان يُطلق عليه "قرءان النَّحو" أو "الكتاب"، بِلامِ العهدِ الخارجي، مع أن صاحبه لم يسمِّه باسمٍ معيَّن؛ وكانوا يتعلَّمون منه "النَّظر والتَّفتيش". ولكن الحداثة لا تقفُ عند علوم القرءان، بل تستهدئ بها وتشارف كلَّ العلوم، طبيعيةً كانت أم اجتماعية؛ إلا أن تلك المعارف الواسعة التي ابتدعها البشر، لا يمكن مقاربتها بمعزلٍ عن معرفةٍ واسعةٍ كذلك بطبيعة اللُّغة المُستخدمة في مقاربة الظَّواهر، طبيعيةً كانت أم اجتماعية. ولا زالت المناظرة المحضورة التي جرت، في مجلسِ الوزير أبي الفتح جعفر بن الفرات سنة ستٍّ وعشرين وثلاثمائة، بين النَّحوي أبي سعيد السِّيرافي والمترجم والفيلسوف أبي بِشر متَّى بن يونس حول حديث المنطق، هي إحدى الوقائع المضيئة التي تشير إلى ما ينبغي أن يكون عليه الحال في التَّعامل مع اللُّغة الأم؛ ورحم الله البروفيسور عبد الله الطَّيب، فقد كان يعتبر كلية الآداب هي أهمُّ الكليات، إذ لا يمكن مقاربة علمٍ آخرَ بدون معرفة الأدب الذي تشتمل عليه اللُّغة المعبِّرة عن ذلك العلم.
من حسن الطَّالع أن علم اللُّغة الحديث، أو اللِّسانيات، هو من أنجحِ العلوم الاجتماعية منذ بداية القرن العشرين، وقد أصبح يشكِّل جسراً يربط بين العلوم الطَّبيعية والاجتماعية، وعبره برزت عدَّةُ حركاتٍ فكرية وفلسفية، كما أصبحت التَّخصصات المتداخلة لا تستغني عنه؛ فدخل في العلوم الإدراكية، والعلوم العصبية، وعلم الحاسب الآلي، والذَّكاء الاصطناعي، والمنطق؛ وأضحت معاهد البحث الكبرى لا تستغني عن خدماته. وهي كلُّها علومٌ قائمةٌ على مرمى حجرٍ من قوقعة ’النَّحوي‘ التَّقليدي، فما عليه إلا أن يتهادى إليها خِلسةً دون عون، إنْ لم يهدِه إليها هادٍ؛ ففي حين يشتغل ’الشَّاعرُ‘ على تخومِ اللُّغة، وقد ينجحُ في اختراقها وتحديثها، فإن ’النَّحوي‘ يعملُ في قلبِها، ولا مناصَ له، إنْ أراد البقاء، من التَّشرُّبِ بحداثتها.
لكننا نريد من وراء هذه المشاركة إغواءَ ’النَّحويِّ‘ وليس تخويفه، وما أقعدَنا عن هذه المهمة إلا مشاركةٌ استباقية تفضَّل بتقديمها الصَّادق إسماعيل، فشغل الرَّدُّ على إحدى ملاحظاته مساحةً كنَّا قد رصدناها بادئ الأمرِ لممارسةِ الإغواء. وكان جدي محمود سليمان كركساوي يقول لي دائماً في تقريظ الإمام المهدي إنه كان يصطادُ السَّمك من نهرِ النِّيل بسنَّارةٍ من غير طُعم؛ وهذا كما ترى مقامٌ لا سبيلَ لنا إلى الوصولِ إليه، ولكننا ننبِّه ’النَّحويَّ‘ التَّقليدي بأننا سنضعُ في الحلقةِ القادمة طُعماً لإغوائه، فلينتبه!
محمد خلف
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الثالثة-
سنضع طُعماً لإغواءِ ’النَّحويِّ‘، فلينتبه!
جاءت مساهمة الصَّادق إسماعيل الأخيرة كسابقاتِها حافلةً بالملاحظاتِ الذَّكية، إضافةً إلى إضفائها مزاجاً معتدلاً على الرُّكن نحن في أمسِّ الحاجةِ إليه؛ إلا أنني سأركِّز في هذه المشاركة على ملاحظةٍ واحدة ذات صلةٍ بما تعهَّدتُ بالإقدام عليه في هذه الحلقة، وهو السَّعي إلى تنحية ’الشَّاعر‘ من موقعه المتقدِّم كمروِّج للحداثة، وإحلال ’النَّحوي‘ مكانه؛ على أن يتمَّ التَّعليقُ على باقي ملاحظات الصَّادق، والإجابة على السُّؤالِ المطروح في نهاية مشاركته الأخيرة، حينما يسنحُ سياقٌ مناسبٌ بذلك.
في البدء، أودُّ أن أبادرَ بالقول إنني لم استخدم عبارةً تشير إلى "تنصيب ’النَّحوي‘"، ناهيك عن أن يتم ذلك في "حفلٍ"، أكان حفلاً بسيطاً أم مهيباً؛ بل أنني اختَرتُ استعمال كلمة "إحلال"، على وجه التَّحديد، واستخدمتها عن عمدٍ ثلاثَ مراتٍ لتفادي أيِّ دلالةٍ لنَصْرٍ زائف يُفادُ ضمنياً من كلمتي "حفلٍ" أو "تنصيب"؛ علاوةً على أن كلمة "تنصيب" تشير إلى تهيؤ الشَّخص واستعداده لشغلِ الوظيفة بمجرد إقصاء شاغلها، هذا إذا كان شاغلُها في الأساسِ راغباً في إخلائها أو قابلاً للإزاحة الميسَّرة.
في المقابل، نجد أن كلمة "إحلال" تقبل حدوثَ الشَّيءِ في زمنٍ وجيز أو مديد، على حدِّ السَّواء، وهذا النَّعتُ الأخير هو ما نتوقعه في الحالتين: تنحية ’الشَّاعر‘ أو إحلال ’النَّحوي‘ مكانه. فالشَّاعرُ الذي ظلَّ يضطلع بدور قيادة الحداثة منذ الأربعينات، قياساً على معادلة نزار قباني التي أشرنا إليها في حلقةٍ سابقة، لن يتخلَّى عن موقعه وفقاً لرغباتنا الذَّاتية، كما أن ’النَّحوي‘ الذي تمترس طويلاً بالرِّضا عن النَّفس الذي يوفره التَّقليد لن يخطو شبراً واحداً نحو الحداثة بدون مبررٍ كافٍ أو إغواءٍ لا يجدُ إلى دفعِه سبيلاً؛ وهو ما سنحاولُه هنا، وما سبق أن قلنا في حلقةٍ سابقة أننا سنعمل على تحقيقه، وهو تحديداً: "إغواء ’النَّحويِّ‘ التَّقليديِّ وجذبِه إلى مدارات الحداثة".
لكن لماذا التَّعويل على ’النَّحوي‘ دون غيره؟ يستند هذا التَّعويل على فرضيةٍ أساسية قابلة للتَّحاور، وهي أن الحداثة في البلدان العربية الإسلامية تكونُ ’حداثةً إسلامية‘ أو تقوم على ’مكوِّنٍ إسلاميٍّ‘ أو لا تكون. بالطَّبع، يمكن أن تُقامَ ’حداثةٌ‘ على جماجم البشر، كما حدث إبان التَّجربة الاستعمارية؛ ولكن إذا أُريد لها أن تكونَ سلميةً، فإن شعوب تلك البلدان ستختارُ الثَّقافة الإسلامية أساساً للحداثة أو التَّحديث، مع الفارق الشَّاسع بين المصطلحين. وإذا كان الأمرُ كذلك، فإن ’النَّحويَّ‘ هو أفضلُ الشَّخصياتِ النَّمُوذجية للاضطلاع بقيادة هذه المهمة؛ فهو على معرفةٍ بأسرار اللُّغةِ التي نزل بها القرءان: "إنَّا أنزلناهُ قُرءاناً عربيَّاً لعلكُمْ تعقلونَ" (سورة "يُوسُف"، الآية رقم "2")؛ "إنَّا جعلناهُ قُرءاناً عربيَّاً لعلكُمْ تعقلونَ" (سورة "الزُّخرُف"، الآية رقم "3").
يصحُّ القولُ بأن اللُّغة العربية هي المدخل لكلِّ علوم القرءان (من نحوٍ، وبلاغةٍ، وأدب، وسيرة، وحديث، ومغازٍ، وفقه)؛ كما كان نحوُها، على وجهِ التَّحديد، في طليعةِ العلوم العربية. وقد كان بعضُ الفقهاء (كأبي عمر الجرمي) في السَّابق يوجِّهون دروسهم الفقهية وفقاً لكتاب سيبويه، الذي كان يُطلق عليه "قرءان النَّحو" أو "الكتاب"، بِلامِ العهدِ الخارجي، مع أن صاحبه لم يسمِّه باسمٍ معيَّن؛ وكانوا يتعلَّمون منه "النَّظر والتَّفتيش". ولكن الحداثة لا تقفُ عند علوم القرءان، بل تستهدئ بها وتشارف كلَّ العلوم، طبيعيةً كانت أم اجتماعية؛ إلا أن تلك المعارف الواسعة التي ابتدعها البشر، لا يمكن مقاربتها بمعزلٍ عن معرفةٍ واسعةٍ كذلك بطبيعة اللُّغة المُستخدمة في مقاربة الظَّواهر، طبيعيةً كانت أم اجتماعية. ولا زالت المناظرة المحضورة التي جرت، في مجلسِ الوزير أبي الفتح جعفر بن الفرات سنة ستٍّ وعشرين وثلاثمائة، بين النَّحوي أبي سعيد السِّيرافي والمترجم والفيلسوف أبي بِشر متَّى بن يونس حول حديث المنطق، هي إحدى الوقائع المضيئة التي تشير إلى ما ينبغي أن يكون عليه الحال في التَّعامل مع اللُّغة الأم؛ ورحم الله البروفيسور عبد الله الطَّيب، فقد كان يعتبر كلية الآداب هي أهمُّ الكليات، إذ لا يمكن مقاربة علمٍ آخرَ بدون معرفة الأدب الذي تشتمل عليه اللُّغة المعبِّرة عن ذلك العلم.
من حسن الطَّالع أن علم اللُّغة الحديث، أو اللِّسانيات، هو من أنجحِ العلوم الاجتماعية منذ بداية القرن العشرين، وقد أصبح يشكِّل جسراً يربط بين العلوم الطَّبيعية والاجتماعية، وعبره برزت عدَّةُ حركاتٍ فكرية وفلسفية، كما أصبحت التَّخصصات المتداخلة لا تستغني عنه؛ فدخل في العلوم الإدراكية، والعلوم العصبية، وعلم الحاسب الآلي، والذَّكاء الاصطناعي، والمنطق؛ وأضحت معاهد البحث الكبرى لا تستغني عن خدماته. وهي كلُّها علومٌ قائمةٌ على مرمى حجرٍ من قوقعة ’النَّحوي‘ التَّقليدي، فما عليه إلا أن يتهادى إليها خِلسةً دون عون، إنْ لم يهدِه إليها هادٍ؛ ففي حين يشتغل ’الشَّاعرُ‘ على تخومِ اللُّغة، وقد ينجحُ في اختراقها وتحديثها، فإن ’النَّحوي‘ يعملُ في قلبِها، ولا مناصَ له، إنْ أراد البقاء، من التَّشرُّبِ بحداثتها.
لكننا نريد من وراء هذه المشاركة إغواءَ ’النَّحويِّ‘ وليس تخويفه، وما أقعدَنا عن هذه المهمة إلا مشاركةٌ استباقية تفضَّل بتقديمها الصَّادق إسماعيل، فشغل الرَّدُّ على إحدى ملاحظاته مساحةً كنَّا قد رصدناها بادئ الأمرِ لممارسةِ الإغواء. وكان جدي محمود سليمان كركساوي يقول لي دائماً في تقريظ الإمام المهدي إنه كان يصطادُ السَّمك من نهرِ النِّيل بسنَّارةٍ من غير طُعم؛ وهذا كما ترى مقامٌ لا سبيلَ لنا إلى الوصولِ إليه، ولكننا ننبِّه ’النَّحويَّ‘ التَّقليدي بأننا سنضعُ في الحلقةِ القادمة طُعماً لإغوائه، فلينتبه!
محمد خلف
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الخميس أكتوبر 01, 2015 9:44 am، تم التعديل مرة واحدة.
- الصادق إسماعيل
- مشاركات: 295
- اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am
خلف
سلام
أعدتُ قراءة ما كتبته، ووجدت أنه (احلال) وليس تنصيب
وقادني هذا لتأكيد عيبين لدي أحاول دائماً التغلب علي أولهما، وأُنكِر ثانيهما
الأول هو عيب القراءة المتعجلة، والثاني هو (غواية الاستعراض اللغوي)
اختياري لكلمة تنصيب جاء كغواية تعبرية ليس إلا، فأحياناً تفرض اللغة
تعابير تحاول أن تُعطي انطباعات للمتلقي حول مقدرات الكاتب اللغوية،
وأنا أمقت هذا الشئ واستنكره عند الآخر، ولكني ها أنذا اضبط نفسي متلبساً به.
كان يمكن للجملة أن تكون عادية (حتي يفرغ خلف من إكمال كتابته)،
ولكن الغواية كانت أكبر (أن تكتب فكرتك بجمال لغوي يناسب المقام)، فأتت
العبارة بشيء عكس المقصود.
وإذا ختمت هذه الكتابة كسابقتها ستكون العبارة (بغوايتها) كالآتي:
في إنتظار أن يرمي خلف سنارته لإصطياد النحوي.
أما إذا ختمتها بعيداً عن الغواية ستكون:
في انتظار محاولة خلف لإغواء النحوي التقليدي.
سلام
أعدتُ قراءة ما كتبته، ووجدت أنه (احلال) وليس تنصيب
وقادني هذا لتأكيد عيبين لدي أحاول دائماً التغلب علي أولهما، وأُنكِر ثانيهما
الأول هو عيب القراءة المتعجلة، والثاني هو (غواية الاستعراض اللغوي)
اختياري لكلمة تنصيب جاء كغواية تعبرية ليس إلا، فأحياناً تفرض اللغة
تعابير تحاول أن تُعطي انطباعات للمتلقي حول مقدرات الكاتب اللغوية،
وأنا أمقت هذا الشئ واستنكره عند الآخر، ولكني ها أنذا اضبط نفسي متلبساً به.
كان يمكن للجملة أن تكون عادية (حتي يفرغ خلف من إكمال كتابته)،
ولكن الغواية كانت أكبر (أن تكتب فكرتك بجمال لغوي يناسب المقام)، فأتت
العبارة بشيء عكس المقصود.
وإذا ختمت هذه الكتابة كسابقتها ستكون العبارة (بغوايتها) كالآتي:
في إنتظار أن يرمي خلف سنارته لإصطياد النحوي.
أما إذا ختمتها بعيداً عن الغواية ستكون:
في انتظار محاولة خلف لإغواء النحوي التقليدي.
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
أما الآن، فإلى هذه الحلقة الرابعة من مداخلة محمد خلف، وهي التي يضمنها مقترحات نأمل أن تستثير تعليقات أو مناقشات تدفع بالتفاكر إلى الأمام:
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الرابعة-
معادلات الإعراب الثَّلاث: المعرب ووقفه والمبني
نبَّهْنا ’النَّحويَّ‘ التَّقليدي بأننا سنضعُ له طُعماً؛ فما أنسبَ أن يكون الطُّعمُ، في ختامِ حديثنا عن المعادلات، ثلاثَ معادلاتٍ تشمل، على هَدْي معادلة آينشتاين الشَّهيرة، كلَّ حالاتِ الإعراب الثَّلاث الأساسية، إضافةً إلى وقفِ حركتها عند دخول الجزم أو تقديرها بالبناء. وسبق أن قلنا إن معادلة آينشتاين ليست ترفاً ذهنياً، بل هي شعلةٌ تضيء أركان الكونِ بمجمله؛ وعلى نفس المنوال، نريد لهذه المعادلاتِ الثَّلاث أن تضيءَ أركانَ اللُّغةِ العربية؛ فهي ليست محاولةً لتبسيط اللُّغة، على طريقة ابن مضاء الأندلسي أو تيسيره على طريقة إبراهيم مصطفى، وإنْ استفادت من أخطائهما؛ فلا سعيَ إلى تخلُّصٍ من ’زوائدَ‘ متوهمة، أو اللجوء إلى التَّخلُّص من ’التَّقدير‘، أو العصف بنظرية ’العامل‘؛ ولكنها محاولهٌ لأجلِ إرشادِ المبتدئين، والمتعمِّقين في النَّحوِ على حدِّ السَّواء؛ مثلما هي أيضاً طُعمٌ لإغواءِ النَّحويين التَّقليديين، وجذبِهم إلى مداراتِ الحداثة؛ فهلَّا شارَكَنا ’النَّحويُّ‘ ذو الباعِ الأطول في إضاءةِ هذا العالم اللُّغوي؛ فنحنُ في هذا الأمرِ، بعد توكُّلنا على الله، عيالٌ عليه.
إلا أننا، قبل أخذه للطُعمِ كما نُريدُ له أن يفعل، نودُّ أن ننبَّه ’النحويَّ‘ التَّقليدى إلى نقطتين، فغرضُنا كما قلنا في مشاركةٍ سابقة هو إغواؤه، وليس تخويفه: النُّقطة الأولى، هي أن آينشتاين لم يكن مُحتاجاً إلى إلغاء نظرية نيوتن، بل أتى بصيغةٍ تستوعبها، وتظلُّ عاملةً في إطارها، وإنْ كانت، أقلَّ قدرةً على التَّفسير من نظريته الجديدة؛ وكذلك هدفنا من صياغة المعادلات الثَّلاث، ليس إلغاء النَّحو التَّقليدي بما اشتمل عليه من نظريةٍ للعوامل وإعرابٍ تقديري، وإنما تأكيدُ الإسناد باعتباره قُطبَ الرَّحى في العملية الإعرابية، بحيث تُرجعُ إليه، وليس إلى العامل المفرد وحده، وإنْ كان ذلك ممكناً ولكن بقدرةٍ تفسيريةٍ أقل، كلُّ علاقاتِ الإعراب الإضافية والإكمالية، حتى لو تمَّت على مستوى الإضمار أو التَّقدير أو منع الصَّرف.
النُّقطة الثَّانية، هي ما أشرتُ إليه بشأنِ الـ"سوبرفينينس"، فالفيزياء والكيمياء والأحياء، ليست سواء، لكن كلَّ واحدةٍ تُفسِّر الأخرى؛ وكذلك حال الإسناد مع الإضافة والإكمال؛ وهذا هو الجديد القادر على استيعاب القديم في إطاره، من غير أن يُلغيه، كما جاءت دعواتُ التَّجديد السَّافرة، التي قادها أبو مضاء الأندلسي، وتبعه كثيرٌ من روَّاد الحداثة العربية، مثلما تبعهم إبراهيم مصطفى، بتشجيعٍ من غير تشاركٍ من طه حسين، الذي كتب مقدِّمةً في غاية الرَّوعة لكتابه الأشهر "إحياء النَّحو"؛ أعتقد أنها من أجمل ما كتبه عميدُ الأدبِ العربي؛ بل هي أجملُ ما كتبه صديقٌ ورفيقُ صبا ودراسةٍ عن صديقٍ ورفيق.
بدمجِ هاتين النُّقطتين، يكون "الطُّعم" هو قبولُ المشاركة في صيغةٍ جديدة لا تُلغي الخبرات السَّابقة لـِ’النَّحويِّ‘ التَّقليدي، مع تثبيت الإسناد أساساً للعملية الإعرابية؛ وما التَّشفيرُ إلا وسيلةٌ للتَّسهيل، استدعاها مقامُ الحديث عن المعادلات، إضافةً إلى أنها صيغةٌ مقبولة لذوي المزاج العلمي، كما أنها تقرِّب ’النَّحويَّ‘ التَّقليدي إلى مجالِ العلوم والرِّياضيات، وهو الأساسُ الذي قامت عليه الحداثة الأوروبية؛ وهو المجالُ الذي لا مناصَ لأيِّ حداثةٍ من ارتياده.
قبل تقديمِ المعادلة الأولى الأساسية، هناك نقطةٌ أخيرة لا بدَّ من ذكرها، تتعلَّق بمجمَّع الأدلة -التي أشرنا إليها في مشاركةٍ سابقة- أو الـ"كونسيلينس"؛ فـ’النحويُّ‘ التَّقليديُّ الذي نقترحه، ونسعى بأيدينا وأرجلِنا إلى إغوائه، لن يقودَ الحداثة، كما الـ’الشَّاعرُ‘ الذي سبقه على هذا الموقع، وحدُه، ولكن ستتجمَّع في يديه خيوط الأدلة القادمة من كافَّة العلوم؛ فهي كلُّها، على أقلَّ تقدير، علومٌ توسَّلت لغةً، هو خيرُ مَنْ يفحص دروبَها المتقاطعة على السَّطح، علاوةً على سراديبِها المتشابكةِ في الأغوار.
المعادلة الأولى (للمعرب):
ع = س(˄) + ض(˅) + م(˃)
ع (الإعراب)؛ س (الإسناد)؛ ض (الإضافة)؛ م (الإكمال)؛ (˄) الرَّفع؛(˅) الخفض؛ (˃) النَّصب.
[الإعراب: يشمل الإسناد الأساسي، زائداً الإضافة المتعلِّقة به، علاوةً على كلِّ ما انتصب قائماً لإكماله]
الإسناد هو المحرِّك الأول لعملية الإعراب، ويشمل العلاقة الضرورية القائمة بين المُسنَد والمُسنَد إليه؛ وتضمُّ ’الاسم المبتدأ والمبني عليه‘ (الخبر)، والفعل والاسم (الفاعل ونائبه)، و’مما يكون بمنزلة الابتداء‘ (كان وأخواتها، وإنَّ وأخواتها).
الإضافة نقصد بها الإضافة الخارجية (أي خارج العملية الإسنادية)، وهي إما حرف جرٍ أو ظرف، وكلُّها أدواتٌ مبنيَّة لتحديداتٍ مكانية وزمانية؛ أمَّا الإضافة الداخلية، فهي إضافة اسم لاسم (المُضاف والمُضاف إليه)، ويمكن أن تكونَ جزءاً متمِّماً للعملية الإسنادية (المُسند إليه مضافاً)، أو جزءاً متمِّماً لما انتصب قائماً للإكمال، أو مسبوقاً بحرفِ جرٍّ أو ظرف؛ أما المضاف إليه وحده، فيلزمه الجر في كلِّ الأحوال.
الإكمال هو ما جاء، خلافاً للإضافة، لإتمام عملية الإسناد الأساسية.
الإسناد حقُّه الرَّفع؛ والإضافة حقُّها الخفض (أي الجر)؛ وما انتصب للإكمال حقُّه النَّصب.
الإسناد والإضافة والإكمال هي معانٍ في الذِّهن؛ أما الرَّفع والخفض والنَّصب، فهي آلاتٌ لتحقيق المعاني؛ وأما الضَّمَّة والكسرة والفتحة، فهي علاماتٌ لتأكيد ما تمَّ تحقيقه من معان.
الرَّفعُ علامته الضَّمَّة (والواو والنُّون، والألف والنُّون)؛
الخفضُ علامته الكسرة (والياء والنُّون)؛
النَّصبُ علامته الفتحة (والياء والنُّون).
المعادلة الثَّانية (للوقف):
و = ج(˂)ع
و (الوقف)؛ ج (الجزم)؛ وهذا الرَّمز (˂) للإضمار؛ ع (الإعراب) كما هو موضَّح أعلاه.
[الوقف: هو دخول الجزم على الإعراب]
الوقف حقُّه إبطال الحركة بالجزم؛
الوقف علامته السُّكون (وحذف حرف العلة).
المعادلة الثَّالثة (للبناء):
ب = ت(˂)ع
ب (البناء)؛ ت (التَّقدير)؛ وهذا الرَّمز (˂) للإضمار، كما هو موضَّح أعلاه؛ ع (الإعراب)، كما هو موضَّح أيضاً أعلاه.
[البناء: هو تقدير الحركة لدى الإعراب]
البناء حقُّه تقدير الحركة بالإضمار؛
البناء يتخذُ ما بُني عليه علامةً دائمةً له من ضمةٍ أو كسرةٍ أو فتحةٍ أو سكون.
في الختام، نحمد الله الذي هدانا إلى توفيقٍ "تقني"، فالأسهمُ الأربعة التي تشير إلى مُتَّجه الحركة، تغطي تماماً حركات الإعراب الثَّلاثة ووقفها: فالسَّهمُ الذي يتجه إلى أعلى للرَّفع، والذي يتجه إلى أسفل للخفض (وهو الجر)؛ وهما الحركتان الأساسيتان القائمتان على المحور الرَّأسي؛ الرَّفع للرِّفعة والسُّمو وقوةُ الحركة التي تأتي مع عملية ضمِّ الشَّفتين، لذلك فقد خُصِّصت للعملية الإسنادية؛ أما الخفضُ، فللانحدار والتَّسفيل وارتخاء الشَّفة السُّفلى، وهو مخصَّصٌ لما أُضيف للعملية الإسنادية. أما السَّهمُ الذي يتجه إلى الدَّاخل عبر المحور الأفقي، فهو للنَّصب، أو الاستواء، وهو فتحُ الفم بشكلٍ طبيعي، لا هو بمضمومِ الشَّفتين ولا هو مرتخٍ إلى أسفل عند النُّطقِ بالحركة، لذلك خُصِّصت أسهلُ الحركاتِ (وهي الفتحة) للنَّصب الذي يأتي لإكمال كافة العمليات المتمِّمة للإسناد (وقد جمعها الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب "الجُمَل [في النَّحو]" في أحدِ وخمسينَ وجهاً أو حالةً للنَّصب). وعلى نفسِ المحور الأفقي، نجد السَّهم المُتَّجه إلى الخارج لوقف الحركةِ جزماً، أو تقديرِها بناءً؛ واللهُ الموفِّق.
ربما تكون هذه آخرُ حلقة ضمن حلقاتِ المعادلات، علماً بأننا لم نقتدِ بعالم الفيزياء البريطاني، ستيفن هوكينغ، الذي عمل بنصيحة النَّاشر الذي قال له إن كلَّ معادلةٍ تُضاف إلى كتابه الأشهر "تاريخٌ موجزٌ للزَّمن" تقلِّل من عدد القراء، فخفَّض معادلاته إلى واحدةٍ فقط هي معادلة آينشتاين الشَّهيرة؛ ولكننا نظلُّ نحلمُ معه، كما قال لأستاذه في فيلمٍ عن سيرة حياته إنه سيعمل على البرهنة في معادلةٍ واحدة على أن للزَّمن بدايةً مع ’الانفجار العظيم‘، "ألن يكون ذلك رائعاً، يا أستاذي!"؛ وكذلك الحال، عزيزي القارئ، مع هذه المعادلات الإعرابية: ألن يكون ذلك أمراً رائعاً بأن ننجح، بالاستعانة بالنَّحوي التَّقليدي، بالتَّدليل على أن كلَّ عمليات الإعراب الأساسية يمكن دمجها في معادلةٍ واحدة.
وربما لن أتمكن كذلك من المشاركة في أركان النِّقاش حتى نهاية يونيو، بإذن الله، لانشغالي بقضايا تهمُّ صديقين عزيزين، علاوةً على أهمية عملهما وتقاطعه مع هموم الفضاء الفكري على وجه العموم.
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية
-الحلقة الرابعة-
معادلات الإعراب الثَّلاث: المعرب ووقفه والمبني
نبَّهْنا ’النَّحويَّ‘ التَّقليدي بأننا سنضعُ له طُعماً؛ فما أنسبَ أن يكون الطُّعمُ، في ختامِ حديثنا عن المعادلات، ثلاثَ معادلاتٍ تشمل، على هَدْي معادلة آينشتاين الشَّهيرة، كلَّ حالاتِ الإعراب الثَّلاث الأساسية، إضافةً إلى وقفِ حركتها عند دخول الجزم أو تقديرها بالبناء. وسبق أن قلنا إن معادلة آينشتاين ليست ترفاً ذهنياً، بل هي شعلةٌ تضيء أركان الكونِ بمجمله؛ وعلى نفس المنوال، نريد لهذه المعادلاتِ الثَّلاث أن تضيءَ أركانَ اللُّغةِ العربية؛ فهي ليست محاولةً لتبسيط اللُّغة، على طريقة ابن مضاء الأندلسي أو تيسيره على طريقة إبراهيم مصطفى، وإنْ استفادت من أخطائهما؛ فلا سعيَ إلى تخلُّصٍ من ’زوائدَ‘ متوهمة، أو اللجوء إلى التَّخلُّص من ’التَّقدير‘، أو العصف بنظرية ’العامل‘؛ ولكنها محاولهٌ لأجلِ إرشادِ المبتدئين، والمتعمِّقين في النَّحوِ على حدِّ السَّواء؛ مثلما هي أيضاً طُعمٌ لإغواءِ النَّحويين التَّقليديين، وجذبِهم إلى مداراتِ الحداثة؛ فهلَّا شارَكَنا ’النَّحويُّ‘ ذو الباعِ الأطول في إضاءةِ هذا العالم اللُّغوي؛ فنحنُ في هذا الأمرِ، بعد توكُّلنا على الله، عيالٌ عليه.
إلا أننا، قبل أخذه للطُعمِ كما نُريدُ له أن يفعل، نودُّ أن ننبَّه ’النحويَّ‘ التَّقليدى إلى نقطتين، فغرضُنا كما قلنا في مشاركةٍ سابقة هو إغواؤه، وليس تخويفه: النُّقطة الأولى، هي أن آينشتاين لم يكن مُحتاجاً إلى إلغاء نظرية نيوتن، بل أتى بصيغةٍ تستوعبها، وتظلُّ عاملةً في إطارها، وإنْ كانت، أقلَّ قدرةً على التَّفسير من نظريته الجديدة؛ وكذلك هدفنا من صياغة المعادلات الثَّلاث، ليس إلغاء النَّحو التَّقليدي بما اشتمل عليه من نظريةٍ للعوامل وإعرابٍ تقديري، وإنما تأكيدُ الإسناد باعتباره قُطبَ الرَّحى في العملية الإعرابية، بحيث تُرجعُ إليه، وليس إلى العامل المفرد وحده، وإنْ كان ذلك ممكناً ولكن بقدرةٍ تفسيريةٍ أقل، كلُّ علاقاتِ الإعراب الإضافية والإكمالية، حتى لو تمَّت على مستوى الإضمار أو التَّقدير أو منع الصَّرف.
النُّقطة الثَّانية، هي ما أشرتُ إليه بشأنِ الـ"سوبرفينينس"، فالفيزياء والكيمياء والأحياء، ليست سواء، لكن كلَّ واحدةٍ تُفسِّر الأخرى؛ وكذلك حال الإسناد مع الإضافة والإكمال؛ وهذا هو الجديد القادر على استيعاب القديم في إطاره، من غير أن يُلغيه، كما جاءت دعواتُ التَّجديد السَّافرة، التي قادها أبو مضاء الأندلسي، وتبعه كثيرٌ من روَّاد الحداثة العربية، مثلما تبعهم إبراهيم مصطفى، بتشجيعٍ من غير تشاركٍ من طه حسين، الذي كتب مقدِّمةً في غاية الرَّوعة لكتابه الأشهر "إحياء النَّحو"؛ أعتقد أنها من أجمل ما كتبه عميدُ الأدبِ العربي؛ بل هي أجملُ ما كتبه صديقٌ ورفيقُ صبا ودراسةٍ عن صديقٍ ورفيق.
بدمجِ هاتين النُّقطتين، يكون "الطُّعم" هو قبولُ المشاركة في صيغةٍ جديدة لا تُلغي الخبرات السَّابقة لـِ’النَّحويِّ‘ التَّقليدي، مع تثبيت الإسناد أساساً للعملية الإعرابية؛ وما التَّشفيرُ إلا وسيلةٌ للتَّسهيل، استدعاها مقامُ الحديث عن المعادلات، إضافةً إلى أنها صيغةٌ مقبولة لذوي المزاج العلمي، كما أنها تقرِّب ’النَّحويَّ‘ التَّقليدي إلى مجالِ العلوم والرِّياضيات، وهو الأساسُ الذي قامت عليه الحداثة الأوروبية؛ وهو المجالُ الذي لا مناصَ لأيِّ حداثةٍ من ارتياده.
قبل تقديمِ المعادلة الأولى الأساسية، هناك نقطةٌ أخيرة لا بدَّ من ذكرها، تتعلَّق بمجمَّع الأدلة -التي أشرنا إليها في مشاركةٍ سابقة- أو الـ"كونسيلينس"؛ فـ’النحويُّ‘ التَّقليديُّ الذي نقترحه، ونسعى بأيدينا وأرجلِنا إلى إغوائه، لن يقودَ الحداثة، كما الـ’الشَّاعرُ‘ الذي سبقه على هذا الموقع، وحدُه، ولكن ستتجمَّع في يديه خيوط الأدلة القادمة من كافَّة العلوم؛ فهي كلُّها، على أقلَّ تقدير، علومٌ توسَّلت لغةً، هو خيرُ مَنْ يفحص دروبَها المتقاطعة على السَّطح، علاوةً على سراديبِها المتشابكةِ في الأغوار.
المعادلة الأولى (للمعرب):
ع = س(˄) + ض(˅) + م(˃)
ع (الإعراب)؛ س (الإسناد)؛ ض (الإضافة)؛ م (الإكمال)؛ (˄) الرَّفع؛(˅) الخفض؛ (˃) النَّصب.
[الإعراب: يشمل الإسناد الأساسي، زائداً الإضافة المتعلِّقة به، علاوةً على كلِّ ما انتصب قائماً لإكماله]
الإسناد هو المحرِّك الأول لعملية الإعراب، ويشمل العلاقة الضرورية القائمة بين المُسنَد والمُسنَد إليه؛ وتضمُّ ’الاسم المبتدأ والمبني عليه‘ (الخبر)، والفعل والاسم (الفاعل ونائبه)، و’مما يكون بمنزلة الابتداء‘ (كان وأخواتها، وإنَّ وأخواتها).
الإضافة نقصد بها الإضافة الخارجية (أي خارج العملية الإسنادية)، وهي إما حرف جرٍ أو ظرف، وكلُّها أدواتٌ مبنيَّة لتحديداتٍ مكانية وزمانية؛ أمَّا الإضافة الداخلية، فهي إضافة اسم لاسم (المُضاف والمُضاف إليه)، ويمكن أن تكونَ جزءاً متمِّماً للعملية الإسنادية (المُسند إليه مضافاً)، أو جزءاً متمِّماً لما انتصب قائماً للإكمال، أو مسبوقاً بحرفِ جرٍّ أو ظرف؛ أما المضاف إليه وحده، فيلزمه الجر في كلِّ الأحوال.
الإكمال هو ما جاء، خلافاً للإضافة، لإتمام عملية الإسناد الأساسية.
الإسناد حقُّه الرَّفع؛ والإضافة حقُّها الخفض (أي الجر)؛ وما انتصب للإكمال حقُّه النَّصب.
الإسناد والإضافة والإكمال هي معانٍ في الذِّهن؛ أما الرَّفع والخفض والنَّصب، فهي آلاتٌ لتحقيق المعاني؛ وأما الضَّمَّة والكسرة والفتحة، فهي علاماتٌ لتأكيد ما تمَّ تحقيقه من معان.
الرَّفعُ علامته الضَّمَّة (والواو والنُّون، والألف والنُّون)؛
الخفضُ علامته الكسرة (والياء والنُّون)؛
النَّصبُ علامته الفتحة (والياء والنُّون).
المعادلة الثَّانية (للوقف):
و = ج(˂)ع
و (الوقف)؛ ج (الجزم)؛ وهذا الرَّمز (˂) للإضمار؛ ع (الإعراب) كما هو موضَّح أعلاه.
[الوقف: هو دخول الجزم على الإعراب]
الوقف حقُّه إبطال الحركة بالجزم؛
الوقف علامته السُّكون (وحذف حرف العلة).
المعادلة الثَّالثة (للبناء):
ب = ت(˂)ع
ب (البناء)؛ ت (التَّقدير)؛ وهذا الرَّمز (˂) للإضمار، كما هو موضَّح أعلاه؛ ع (الإعراب)، كما هو موضَّح أيضاً أعلاه.
[البناء: هو تقدير الحركة لدى الإعراب]
البناء حقُّه تقدير الحركة بالإضمار؛
البناء يتخذُ ما بُني عليه علامةً دائمةً له من ضمةٍ أو كسرةٍ أو فتحةٍ أو سكون.
في الختام، نحمد الله الذي هدانا إلى توفيقٍ "تقني"، فالأسهمُ الأربعة التي تشير إلى مُتَّجه الحركة، تغطي تماماً حركات الإعراب الثَّلاثة ووقفها: فالسَّهمُ الذي يتجه إلى أعلى للرَّفع، والذي يتجه إلى أسفل للخفض (وهو الجر)؛ وهما الحركتان الأساسيتان القائمتان على المحور الرَّأسي؛ الرَّفع للرِّفعة والسُّمو وقوةُ الحركة التي تأتي مع عملية ضمِّ الشَّفتين، لذلك فقد خُصِّصت للعملية الإسنادية؛ أما الخفضُ، فللانحدار والتَّسفيل وارتخاء الشَّفة السُّفلى، وهو مخصَّصٌ لما أُضيف للعملية الإسنادية. أما السَّهمُ الذي يتجه إلى الدَّاخل عبر المحور الأفقي، فهو للنَّصب، أو الاستواء، وهو فتحُ الفم بشكلٍ طبيعي، لا هو بمضمومِ الشَّفتين ولا هو مرتخٍ إلى أسفل عند النُّطقِ بالحركة، لذلك خُصِّصت أسهلُ الحركاتِ (وهي الفتحة) للنَّصب الذي يأتي لإكمال كافة العمليات المتمِّمة للإسناد (وقد جمعها الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب "الجُمَل [في النَّحو]" في أحدِ وخمسينَ وجهاً أو حالةً للنَّصب). وعلى نفسِ المحور الأفقي، نجد السَّهم المُتَّجه إلى الخارج لوقف الحركةِ جزماً، أو تقديرِها بناءً؛ واللهُ الموفِّق.
ربما تكون هذه آخرُ حلقة ضمن حلقاتِ المعادلات، علماً بأننا لم نقتدِ بعالم الفيزياء البريطاني، ستيفن هوكينغ، الذي عمل بنصيحة النَّاشر الذي قال له إن كلَّ معادلةٍ تُضاف إلى كتابه الأشهر "تاريخٌ موجزٌ للزَّمن" تقلِّل من عدد القراء، فخفَّض معادلاته إلى واحدةٍ فقط هي معادلة آينشتاين الشَّهيرة؛ ولكننا نظلُّ نحلمُ معه، كما قال لأستاذه في فيلمٍ عن سيرة حياته إنه سيعمل على البرهنة في معادلةٍ واحدة على أن للزَّمن بدايةً مع ’الانفجار العظيم‘، "ألن يكون ذلك رائعاً، يا أستاذي!"؛ وكذلك الحال، عزيزي القارئ، مع هذه المعادلات الإعرابية: ألن يكون ذلك أمراً رائعاً بأن ننجح، بالاستعانة بالنَّحوي التَّقليدي، بالتَّدليل على أن كلَّ عمليات الإعراب الأساسية يمكن دمجها في معادلةٍ واحدة.
وربما لن أتمكن كذلك من المشاركة في أركان النِّقاش حتى نهاية يونيو، بإذن الله، لانشغالي بقضايا تهمُّ صديقين عزيزين، علاوةً على أهمية عملهما وتقاطعه مع هموم الفضاء الفكري على وجه العموم.
آخر تعديل بواسطة عادل القصاص في الخميس أكتوبر 01, 2015 9:47 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
- عادل القصاص
- مشاركات: 1539
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm
-
- مشاركات: 239
- اشترك في: الأحد مايو 07, 2006 10:27 am
الألفه أسامه الخواد فى الضحل، الخواف من بحر الدميره أبو لَيَّه، بحر التماسيح البتخطف كَفْ!! شهدنا لك نكران الأبوه المعرفية وإنزالك لتنقشخ
فى الأرض وكالذى تخبطه الشيطان ختفت محجان البغض والكراهية والكيد وأخذت تدور ما بشوف بخبط الصوف ضاربا الفراغ من حولك ولم تصب
أحداً بضرر. ملأ الكاتب الناقد عبدالمنعم عجب الفيا هذا المنبر معارفا فكرية ونقديه فأغاظك وتلبسك ما يتلبس المهبوش الذى رُفع عنه القلم حتى ترجل
عجب الفيا وترك لك المكان ورفعنا عنك نحن القلم عملا بالعرف ومارست أسوأ من ذلك مع الدكتور القاص والشاعر الفنان والناقد الأديب والأكاديمى
الفطحل والإنسان المملوء تهذيباً وإنسانيه بشرى الفاضل بلا وجه حقٍ معلوم ونحن شهودٌ على ذلك، فقط لأن له قبول وله مريدين ومعجبين وليس لديك
من ذلك نصيب وتناقضت عندما أشرت إليه فى مرافعتك ضد القصاص وهو الذى رفع القصاص مكاناً علياً فيا أيها الألفه لم يقف كيدك هناك بل ذهب
للشاعر الأديب والروائى الأكاديمى فضيلى جماع وحاولت أن تتطاول فوضعك فى علبك ولا أدرى أبداَ ما سر
تلك الفتوة المعرفيه التى تدعيها وما هو أساسها وما هو مصدرها فالقصاص إن كان ضعيفاَ فى القص فأتنا بقصه وقدم لنا نقدا علمياَ
يقومه ويقويه ويرفعك عندنا نحن جمهرة القراء أما التهجم عليه بتلك الطريقة لا يضره أبدا ولا يخدمك كذلك والقصاص يصعد فى سلالم
المعرفة الآن وسيكون كاتبا عالمياً بجهده وإجتهاده أما خلف فأنت أعرف من غيرك بقدرته وأعرف بأستاذيته وأعرف بعبقريته وذائقته
فإن كتب عن القصاص فذلك سمته وإن أخلص له فذلك هو فمتى منحك الله الحق فى أن تمنع الناس من فعل الخير للناس وأنا أشك
فى أنك قرأت كتاب خلف لأنك إن قرأته لتعرفت على مضامينه ومحتواه الذى هو أكبر من ما تظن ولكن وقف حصان الألفه عند
عقبة سرد القصاص وعماه ما يتلبسه من أثر نكران الأبوه ورفع محجانه ثانية ما بشوف بخبط الصوف ما بشوف بخبط الصوف
فيا أسامه إنك توقد نيران الحروب يمنة ويسرى ولكن سنطفيها بإذن الله وعونه ونحرق جنك بكواديكنا ألفةً كنت أو قطاع لطرق المعرفه.
منصور
آخر تعديل بواسطة منصور المفتاح في الأحد إبريل 19, 2015 7:14 am، تم التعديل مرة واحدة.
-
- مشاركات: 962
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
- اتصال:
الإخوانيات السردية و "النقد و إطلاق النعوت الثقافية وال
السيد ساعي البريد الاسفيري:
منصور المفتاح
خلف كاتب كبير ، لا شك في ذلك،
في ثقافة عربية، لا تحترم "الكاتب".
ولو كنت في مكانه، لكتبت بالانجليزية التي يجيدها،
ولما كتبت بهذه اللغة الملعونة.
كتب خلف في سياق "إخواني".
وتحت تأثير "الإخوانيات"،
صدرت عنه "ألقاب"،
و"تصانيف"،
هو المطالب بالدفاع عنها نقديا.
وهذا ما لم يفعله،
في إطار "سردياته الإخوانية".
وإنْ لم يفعل "نقدياً"،
ما يبرِّر "إطلاقه" النعوت الثقافية،
فهذا شأنه،
طالما أنه ارتضى "الإخوانيات"، كإطار لكتابته.
لكن ذلك لا يجعلنا "نؤمِّن" على "إخوانياته" النقدية.
أرقد عافية.
أسامة
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
أقسم بأن غبار منافيك نجوم
فهنيئاً لك،
وهنيئاً لي
لمعانك.
لك حبي.
16\3\2003
القاهرة.
**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975