شاهداً مُطْمَئِنََّاً
أريدُ أن أكونَ على ذلكَ المُقَدَّسِ الذي
يتسَتَّرُ خلفَ الطّبيْعَةِ وخلفَ المَشَاعرِ
الصَّغيْرَةِ الهارِبَةِ من خَلَلِ النّوافذِ
اللاّ مرئيّةِ في الأثيرِ إلى حيثُ مرقدها تحت
حضنِ النّجُومِ البُنِّيَّةِ المُتَقَافِزَةِ
كالقَطَطِ حولَ نَهْدِ امرأةٍ إلهيَّةٍ رآها
رَمْبَرَانْتْ في منامِهِ المليءِ
بالشَّفَقِ و الغِرُوبِ الجَّارِحِ لصَوْتِهِ,
لأنامِلِهِ التي تَرْسِمُهُ كونيّاً,
دينيَّاً, و لا مُنْتَمِيَاً ذاهِلاً- و ليسَ
فَاشِلاً!- عن وجُوْهِ المَدِيْنَةِ
المُغْوِيَةِ بالفَسَادِ الضَّجِرِ اللاَّهِثِ
و اللّزِجِ الذي يَفُحُّ يالتّكنولوجيا و
بالنِّسَاءِ- تلكَ اليَرَقَاتِ الرَّخْوَةِ
البارِقَةِ كصابُونَةِ إعلاناتٍ أنيقَةٍ تلمعُ
في الظَّلامِ الصِّناعيِّ لحُجْرَةٍ
مُعْتَمَةٍ, حُجْرَةٍ رَطِبَةٍ
بالتَّلَفِزْيَونِ, و بالثَّلْجِ, و
بأَبْخِرَةٍ مُصْفَرَّةٍ بالوَحْشَة.
شاهدٌ مُطْمِئِنٌّ كمياهِ
الينابيعِ العريْقَةِ الصّمْتِ و القَدَاسَةِ,
شاهدٌ مُطْمَئِنٌّ, شاهدٌ ملآنٌ بالشَّمْسِ
اللّطِيْفَةِ لِلَهَبِ فَحْمِ النَّوْمِ:- ذلك
الحشِيْشُ النّاعمُ الذي تُدَخِّنُهُ
اللَّيالي حينَ تنامُ الضَّجَّةُ, حينَ
خِبُوءُ الأصواتِ الأخرى, آنَ النَّوْمِ
الفائِحِ بالمِيَاهِ وبالطِّيُورِ و
عُشْبِ الطَّرَاوَةِ- " - الوَثَنِيُّ؟!
البُوذِيُّ؟!
-
دَعْنِي! لا أَدْرِي! لا أَدْرِي!! "- الذي
يَشُمُّهُ مِلْءَ التَّنَفُّسِ عُشَّاقُ
اللّيلِ المُرْتَعِشُون.
شاهِدَاً أُرِيْدُ أن
أكونَ على النَّوْمِ, على الأُلُوْهَةِ, على
العِيُونِ المُتَوَهِّجَةِ في هدُوءٍ
بأنْفَاسِ شِمُوْعِ الصَّبَاحِ, خِفُوْتِ
الصَّبَاحِ. شاهِدَاً أريدُ أن أكونَ على
الطِّيُورِ, على الحَنِيْنِ, على الأَغَانِي,
شَاهِدَاً أريدُ أن أكُون, شاهِدَاً أُرِيْدُ
أن أَمُوتْ. شاهِدَاً أُرِيْدُ أن أَمُوتْ.
سوانزي- ويلز, صباح الخميس
26\3\1992.