أحمد ربشة ذلك الطيف العبقري: ملف توثيقي كامل صور نادرة+وثائق

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

عبد الخالق السر......خطاب حسن احمد...... وجميع المتداخلين والمتابعين

أرجو المعذره لعدم التمكن من المواصله في الفتره الأخيره . والسبب ياهو نفس السبب القديم. الوقت الضايع مننا في شنو ما عارفين ؟ لكن عموماً ساحاول قدر الأمكان المواصله في القريب انشاء الله.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
Ghada Shawgi
مشاركات: 150
اشترك في: الخميس ديسمبر 14, 2006 1:49 pm
مكان: Horn of Africa Region
اتصال:

الاستاذ المبدع عبد الخالق السر

مشاركة بواسطة Ghada Shawgi »

الاستاذ المبدع عبدالخالق
تحايا وود
حقيقة استمتعت لاقصى حد بالسهرة عن الفنان الراحل احمد ربشةوالتى جعلها حسك الابداعى وروحك البحثية االمثابرة ممكنة فلك التحايا مجددا.
اذكر ونحن صغار فى سبعينات القرن الماضى ان اسم احمد ربشة كان يتردد كفنان صومالى يتغنى بالغناء السودانى .والملفت للانتباه انه لم يكن حالة عابرة بل امتداد لتواصل فنى مشهود بيننا وبين شعوب القرن الافريقى وقد كان متاحا الاستمتاع بحفلات فنانين من دول القرن عبر التلفزيون السودانى (الهسع بقينا الاخبار فيهو تتشاف بالتلتة من ظلاميته وهيمنة الجدب عليه) او المسرح القومى لدرجة اننى وانا صغيرة كنت اعتقد ان حليمة الصومالية فنانة سودانية والصومالية دى اسمها! وقتها لم اكن ادرك ان الفن لا يعترف بالحدود والجنسيات.
خلاصة الامر انا اعتقد ان احمد ربشة كان جزء من مشروع ثقافى كبير نتبوا فيه مكان القلب بين شعوب القرن الشفيفة التى ترقص طربا على اغنيات محمد وردى بحماس يفوق حماس الشباب الخرطومى الواقع تحت سيف التابوهات وقد تبدد المشروع الحلم وحملنا شرقا او استعرابا على اسنة الرماح مع صعود الاصولية الاسلامية للحكم فى بلادنا باعتبار تصوراتها المحدودة ذات البعد الواحد لهويتنا والتى فرضتها علينا بسطوة السلطة وجبروتها .وانا اتساءل هل ترى االاهمال الرسمى لاحمد ربشة هو انكار لكل ما يمثله؟
عموما لازلت احلم بفضاء ارحب نتواصل فيه مع الشعوب الشفيفة التى تشبهنا خلقا ووجدانا ويومها سوف يعلو اسم احمد ربشة كواحد من طلائع هذا التواصل الجميل.
لك مودتى
غادة شوقى
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

الاستاذة غادة شوقي
سلامات،وشكرا على هذه الرسالة المفعمة بروح التقدير، ومرحب بيك بيننا في سودان فور اول. اتفق معك في أننا اضعنا بوصلة وجداننا الحقيقي، عندما توهمنا أننا يمكن أن نستلف هوية الآخرين لمجرد أننا نشاركهم العقيدة واللغة، والنتيجة هذا الفقر والبؤس الذي يلف حياتنا الثقافية والفنية ويحقنها بأنيميا حادة. وربما هذا يحيلني للشروع عن تساؤلك الذي ختمتي به مداخلتك:
وانا اتساءل هل ترى االاهمال الرسمى لاحمد ربشة هو انكار لكل ما يمثله؟

الحقيقة ان الاهمال "الرسمي" بات أكبر وأضخم من أن يستهدف أحمد ربشة، لأنه صار سايكولوجية عامة ضاربة في صميم استراتيجية العمل العام وربما ذاكرة الكلية للمجتمع. فالكل هناك منسي، والكل مهمل. يمر الكتاب والمبدعون في سيرهم الحثيث نحو الأبد، وتتواري تواريخهم الفكرية والابداعية مع أن الاراشيف اوالمكتبات في خواء عظيم، والكل مشغول بالتوافه والانحطاط سيد الوقف دون منازع.

سلامي ومودتي
عبدالخالق السر
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الأعزاء عبد الخالق.. ...خطاب... وجميع المتداخلات والمتداخلين ...سلام واشواق

تولد لدي احساس ما بأنني قد قمت علي نحو غير مقصود بتعطيل البوست وذلك بطرحي لبعض المحاور والنقاط التي تستوجب التوسع والإسهاب . وبعدين لم أجد الوقت اللازم لتكملة الحوار ومتابعته بما يناسبه والسبب انو بمر بي فتره عصيبه جداً ومستمره معاي من زمن .عليه ارجو من المتداخلين متابعة الحوار أن كان هذا هو سبب التوقف والأنقطاع عن متابعة الحوار والتداخل اي انتظار تكملة المداخله بتاعتي كما وعدت أكثر من مره هنا. لكن حقيقي ماعارف متين حأواصل بس نقول أنشاء الله الظروف دي تعدي علي خير وعندها اعود للمواصله.
مع التمني بالمتابعه والمواصله في الحوار وفي تقديري أن الموضوع لم يزل حافلاً ومليئاً بالأفكار ورؤس المواضيع السنينه فهو ليس مجرد توثيق ((أرشيفي )) يتم فقط بطرح ما توفر من وثائق وصور وذكريات عابره ومزاج حنين مترف.بل هو اكثر من ذلك بكثير.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

نرفع البوست عشان نواصل فيهو وأنشاء الله الباقين يتابعو معانا.

وليد يوسف
السايقه واصله
ÎØÇÈ ÍÓä ÃÍãÏ
مشاركات: 528
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 6:35 pm

مشاركة بواسطة ÎØÇÈ ÍÓä ÃÍãÏ »

..
..الأخ الوليد ..
لمداخلاتك بديع الوقع على شخصيا ً..كنت أقرؤها بإمعان وودت له
أن يستمر وأن تستهوى بعض العارفين بعلوم الموسيقى..
...
فقط لمداخلا تى ..تلك الخصوصيه
..بمعنى أنها نابعه ..من مزارع مختلفه ، ما تزال مواقع بحث
فمساهمتى أقرب للشهاده .. التاريخيه
..فى هذا المشروع الذى إبتدره عبد الخالق
باعتبارى ..دُفعه ناحية المسرح ..وكما تعلم الفرق ..عام دراسى
..
أرجو المواصله ..منك ..عبد الخالق وكل المساهمين
..فالكثير من القضايا أ ُثير هُنا
..
ودك عامر
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

يا خطاب أنا زيك أود لمداخلتي أن تكون من زاوية أخرى لا اود لها أن تكون خصما للمداخلات النقدية العميقة لأخونا وليد، بقدر ما هي زاوية رؤية مختلفة تستمد منطقها من حقائق الواقع ومنطق الوجدان!.
يلا مستننيك يا وليد قبال ما ندخل لينا في ضغوط حياة ما نعرف نطلع منها بالساهل.
سلامي للجميع
عبد الخالق
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

عبد الخالق ...سلام

وينك يا زول ؟؟أنشاء الله المانع خير؟

وليد
يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

العزيز وليد
سلامات وشكرا على السؤال.

والله ما عارف اقول ليك شنو، كل القصة مشاغل حياة كدة مملة وفايتة "التفاهة" بمسافة. ومع ذلك لا تترك للواحد مساحة يقدر من خلالها يتواصل فكريا مع الناس حتى يحس أنه عايش. جيوبي مليانة ورق محل ما القى فرقة أقعد أكتب واحشي الجيوب لمن بقيت زي "حواية" وده اسأل منه كمال قسم الله.

بجي راجع قريب جدا.

ولا عدمناك يا صديق
اخوك
عبد الخالق
ÚÇÕã ÇáØíÈ
مشاركات: 83
اشترك في: الاثنين إبريل 03, 2006 2:36 pm

مشاركة بواسطة ÚÇÕã ÇáØíÈ »

الاستاذ عبد الخالق

لك العتبى حتى ترضى

لكنك أدرى بالحال فى الدولة القارة.

حقيقة كل ما أود أن أقوله فى هذا الخيط

هو محض افتراض تكثـف عندى بعد أن

رجعت للروابط التى أشار لها الاخ وليد يوسف.

أفتراضى هو أن لون النغم Tone color وإحساسنا

المقامى بالسلم الخماسى - الذى نتعامل معه الان فى غالب

موسيقانا فى السودان والموروث عن الحضارات القديمة

بدليل ألة الطمبور ذات الاوتار الخمسة -ضاع منا أو تراجع

للجنوب منهزما أمام المد الثقافى القادم من الشمال.

الدليل على ذلك أن أسلوب الطمبرة الذى تطور للحقيبة فى ألمركز

نجده الان بشكله القديم فى الجنوب الشرقى للسودان كمنطقة هيافة جنوب القضارف وبالقرب

من تاية فى الحدود الحبشية ومنطقة الجرف بالقرب من الروصيرص.

(حوا الحولت قلبى بريدا والفراق قاسى)

وفى الجنوب الغربى فى جنوب دارفور ( ما حقه تلزم الجبر يا ناس الريدة ما جبر)

ربما لا تسعفنى ادواتى لارفاق المادة المغناة ولكن سأسعى لذلك.

ما قصدته فى مثال اسلوب الطمبرة هو تراجع تم فى مدة تاريخية لا تتجاوز القرن

غير أن الذى أقصده تم على مستوى التاريخ الطويل أى بالرجوع للوراء لمملكة اكسوم

الحبشية مثلا مما يجعلنى أفترض أن النغمة الحبشية أو الصومالية تربطها علاقة بالسودانية

وهى الاشتراك فى أصل وأسلاف هذا السلم الخماسى ومقاماته والنتيجة إحساس بالالفة والحنين

عندما نسمع الاغانى الصومالية وبعض المقامات الحبشية والاحساس متبادل أيضا فهم يتغنون

بأغانى وردى بالذات لنقاء الخماسى فيها و الموروث عن أصل نوبى ولهم أداء فيها لا يصيب

إلا مواقع النوستالجيا من قلبى.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الأعزاء عبد الخالق السر خطاب حسن أحمد ....عاصم الطيب وبقية المتداخلات والمتداخلين
اذا نظرنا الي الفتره الزمنيه المحدوده جداً التي قضاها الفنان ( ربشه ) في السودان والي العدد القليل والذي يكاد لا يذكر من الأغاني السودانيه التي قام بأدائها او حتي الصوماليه التي سجلت له وندرة بثها. سوف نخلص الي نتيجه أكثر منطقيه و لا تصب في أتجاه فكرة أن الفنان الراحل ( أحمد ربشه ) قد احدث هذا التحول الكبير في أسلوب او طريقة الأداء ( التكنيكي الحديث ) لدي المغنيين الذين ظهروا في منتصف الثمانينيات وحتي يومنا هذا وبالتحديد الفنانين الشباب أمثال (حمزه سليمان) و(هاشم خوجلي) الفنان العطبراوي المغمور وبتركيز علي الفنان الشهير ( محمود عبد العزيز ) الذي جاء أداءه متاثرا باداءً بالفنان ( الهادي الجبل ) الذي هو بدوره قد تاثر بالفنان الراحل ( ربشه ) في طريقة الأداء والأسلوب ومن ثم يغترب ويقضي جزاء كبيراً من حياته في بلاد الغربه الشئ الذي شكل قطيعة كبيره بينه وبين جمهور مستمعي الأغنيه السودانيه وكل ما سجل له في الأذاعه السودانيه حتي عودته من الجماهيريه العربيه الليبيه في منتصف الثمانينات تقريباً كانت اغنية ( اقول أنساك ) ولكيما يكون الفهم صحيحاً لتلك الظاهره المتمثله في تتطور أسلوب فن الأداء الصوتي البشري في الأغنيه السودانيه لمصلحة أسلوب الأداء الصوتي المدرب و المتاثر بتقنيات أساليب الأداء الصوتي البشري (الكلاسيكي الأوروبي) المقنن علمياً وتقنيات أخراج الألفاظ ونطق الحروف علي نحو سليم قدرالأمكان أن كان ذلك نغمياً اوتشريحياً يجب النظر الي عدة عوامل هامه ودراسة كثير من تجارب الفنانين والفرق والجماعت الموسيقيه ودور مؤسسة معهد الموسيقي والمسرح الهام جداً خاصة ً في وجود كادر التدريس والتدريب الأجنبي المتمثل في الأساتذه الكوريين بخاصةٍ في قسم الصوت الذين قامو بنقل تجاربهم في طرق الأداء (التكنيكي الحديث) المعاصر والمتحدر من مدارس وتقاليد الموسيقي الكلاسيكيه الأوروبيه والمتشح بأدبياتها ولغتها. وكان كما هو معروف الراحل ( ربشه ) من ضمن طلبة هذه المؤسسه بل من طلابها المميزين. وكذلك ألنظر الي التغيرات التقنيه التي حدثت في ادوات نقل الصوت وتقنيات التسجيل وما يتوفر بها من وسائل تكنلوجيه حديثه أدت بالضروره الي احداث تغيير كبير في تحسين المجال الفيزيائي للصوت لدي المغني المؤدي والمستمع. عليه نحن لسنا أمام تجارب فرديه يمكن حصرها في أسماء فنانين معينين مثل ( محمود عبد العزيز ) او ( نادر خضر ) الذين اري فيهما تشابه ظاهره اكثر من تشابه في الأداء الصوتي. ومن ثم نأتي وبكل سهوله نقوم بتتبع تاثيرات الراحل ربشه عبر ما تبع تلك الظواهر الموسيقيه . أذن المسأله في مجملها اكبر من ذلك بكثير وهذه التحول في طرق أداء واساليب الغناء في السودان هو تحول كبير له علاقاته الموضوعيه التي يمكن الأمساك بها.


هذا الأقتباس عاليه جزء من واحده من المداخلات التي شاركت بها في هذا الخيط وتناولت فيها بالنقد الأتجاه الذي يؤسس بدون أكتراث او تردد لفكرة تأثيرات تجربة الراحل ربشه المبالغ فيها. معطياً اياها قدراً وحجماً كبيراً متجاوزاً فيه بذلك مساهمات وتأثيرات الفنانين السودانيين المجددين والمجتهدين أمثال الفنان السوداني الهادي حامد الشهير بود الجبل وادراجه فقط كواحد من تلامذة مدرسة الراحل احمد ربشه الصوتيه والأدائيه وفي ذلك ظلم كبير وعظيم اجحاف. وأكثر من ذلك تجاوز البعض هذا الأمر بكثير معتبراً أن هذا القول او هذا الأتجاه لا خلاف حوله ووصفه الصديق (محمد جلال هاشم) فك الله أسره وحل قيده ورده الي اسرته وأهله غانماً سالماً منصوراً وصف هذا اليقين بعبارة (مائه بالمائه) وبشهادة بعض الموسيقيين والفنانين كمان .
بالأمس اثناء مشاهدتي ومتابعتي لسهرة (ليالي النغم) التي تبثها الفضائيه السودانيه والتي استضافت الفنان الهادي حامد (ودالجبل) وفي معرض رده علي السؤال الذي وجهه له مقدم البرنامج طارق جويلي عن حقيقة تاثره بالراحل (ربشه) قال الفنان المظلوم دوماً بأنه قد تمت اجازة صوته من قبل لجنة الأصوات التابعه للأذاعه في العام 1973 وحينها قام بتسجيل رائعته الشهير (اقول انساك ) واضاف بعد ذلك بأنه لم يسمع بالفنان أحمد ربشه الأ في العام 1976 اي بعد تسجيله لأغنيته الشهيره تلك وبنفس طريقة أداءه التي تميزه حتي الآن بل صارت تمثل مدرسة أداء صوتي غنائي منتشره بفارق ثلاث سنوات.وهذه الشهاده القيمه من الفنان الهادي حامد تعزز ما ذهبت اليه من تصورات واراء حول هذا الشأن وهي ايضاً كافية تماماً لتناول ما يسمي بتجربة الراحل (احمد ربشه) علي اسس واقعيه ووضعها في حجمها الموضوعي الذي يتناسب والحيز الذي شغلته دون الوقوع في فخ العواطف وسحر الأكتشافات المتأخره الذي سوف يرمي بنا بلا شك في رزيله الجحود ونكران الجميل وأهمال مبدعين ما زالوا يعطوا وما زالوا علي قيد الحياة.
ومن الطرائف المحزنه التي حكاها الفنان ود الجبل في نفس السهره أنه في احدي الحفلات التي تغني فيها برائعته (اقول انساك ) جائه احد المعجبين الشليقين وطلب منه ان يغني لهم اغنيه اخري للفنان ( حيدر بورتسودان ) بحسبان أن أغنية اقول انساك هي للفنان حيدر بورتسودان بالله شوف جنس الظلم ده.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

[size=24][size=18]الاخوات والاخوة بالمنبر
سلامات وأشواق بعد غيبة

العزيز وليد سلامات
رغم أن مداخلتك الأخيرة تصب في ذات الاتجاه الذي بدأت به مداخلاتك النقدية لملف أحمد ربشة الماثل هنا ، إلا أنني اعتقد أنها المداخلة الأضعف في سياقها العام، وهذا ما أسوف آتي لتوضيحه في مقبل السطور.
استطرادا أقول ،وقبل الولوج في لجة المفاكرة أنني أولا وأخيرا أثمن جهودك الحثيثة لتثبيت حس نقدي عالي في الشأن الموسيقي ،وهو جهد ، لا شك عندي، سوف يثمر بمرور الوقت وعي فني مطلوب بشدة في ظل واقع الفراغ النقدي الماثل والذي يلف المشهد الإبداعي بشكل عام.

عودة للموضوع في سياقه المطروح من جانبكم، تجدني هنا معتقدا أنك في مداخلتك الأخيرة قد ضحيت تماما بالموضوعية في سبيل سعي مصحوب بعجلة واضحة للامساك بحقيقة تعتقد جازما ، أو هذا على الأقل ما أفصح عنه خطابك، أنها استوفت كافة الجوانب. وتظهر دلائل هذه الهرولة نحو الحقيقة "الكاملة" في اهدارك التام للحقائق الموضوعية التي يمور بها الملف والاستعاضة عن ذلك بما تراءى لك أو ما تخيلته من منطلق ذاتي Subjective. وهذا ما سوف آتي لتوضحيه بالدلائل لاحقا. ربما كان من الممكن تفهم دواعي السياق الذي بنيت عليه مداخلتك لو كان مجال الخلاف فكريا بالمطلق، ولكن بما أننا في حضرة الفن والموسيقى، فالأمر في ظني جد مختلف، بل المدهش حقا أن لا يعير منهجك النقدي في هذه اللحظة أي وزن للوجدان ،والذي هو عنصر جوهري لا يستقيم دونه التعاطي مع الشأن الجمالي. بل انه في حالة الغناء والموسيقى يمثل الجسر الحقيقي الذي يربط ما بين المبدع والمستمع رغم الجهود التي بذلت وما زالت تبذل لعقلنة هذا النشاط الإنساني بغية فهم ماهيته ومن ثم العمل على تنظيمه وتطويره شأن الدور الذي تضطلع به كل العلوم الحديثة. ومن هنا نجد أنه ليس من المستغرب أن يثمن من هذا الاتجاه قامة فكرية وفلسفية مثل ميشيل فوكو حين يقول: "الحقيقة أن الناس بإمكانهم أن يقولوا: لا أعرف كثير شيء عن الفن، ولكن بالتأكيد أعرف ماذا أحب. وهذا كفيل بأن يعطي الإنسان الحق ، كفء كان أم غير كفء، برجوازي أم طبقة عاملة، في أن يدعي الحكم على الأعمال الفنية، بل حتى الحق في الأشكال المتمثلة في إنتاجهم". [size=12]Understanding Foucault, P. 160

هذا استطراد مهم استدعاه إغفالك التام لهذه البدهية والتي بنيت عليها فيما بعد رؤيتك النقدية التي في ظل هذا الوضع جنحت تماما نحو الحذف والانتقاء والتجريد. لقد دفع بك التجريد إلي أن تربط ميكانيكيا بين طول الفترة والكم كشروط محددة لا مزيد عليها لإحداث التغيرات الهامة والتحول في الأسلوب. ورغم وجاهة هذا الطرح إلاّ أن علته تمكن في حتميته، وهذا يتنافى ومنطق التجارب الإبداعية التي يمثل قانون الطفرة فيها عنصرا مهما من واقع كون أن الإبداع جزءا من المشهد الجمالي المؤسس على الخلق والإبداع. وربما كان هذا هو المدخل الذي عنّ لي لتناول تجربة أحمد ربشة، أي التركيز التام على أنها في كل مراحلها وتباين منصاتها الثقافية لم تكن سوى ومضات عبقرية أكثر من كونها كم وزمن. ومع ذلك كان قدرها أن يكون لها تأثيرات لا تنكر. ومرد ذلك هو ، في تقديري وتقدير الكثيرون، أسباب في غالبها الأعم وجدان يتسق تماما مع جوهر الحقل الجمالي. وهذه الأسباب قد لا تتسق مع النهج العقلاني القح ، إلا ّ أنها مع ذلك تبقى في سياقها البنيوي راسخة متينة وفي غاية "المنطقية"!. ورغم اتفاقي التام معك فيما سقته : "بأن العملية الإبداعية : في مجملها اكبر من ذلك بكثير، وأن التحول في طرق أداء وأساليب الغناء في السودان هو تحول كبير له علاقاته الموضوعية التي يمكن الإمساك بها"، إلاّ انك لم تجهد نفسك في تعريف هذه العلاقات الموضوعية وما هي أشكالها ومداها، أو ربما كان ظنك أنها واضحة وناجزة بحيث أنها لا تحتاج إلي تبيان. والأمر في تقديري أعقد من ذلك بكثير. فالتأثير والتأثر كجزء يسير من نسق هذه العلاقات الموضوعية هو في ذات نفسه من التعقيد بمكان. وليس بالضرورة أن يظهر واضحا كوضوح الشمس أو حتى أن يتم فقط من خلال وعي قصدي: بل في الغالب الأعم نجد أن الفعل المؤثر فكريا كان أم إبداعيا يمارس فعله ببطء في وقته، ويتجادل بهدوء مع النهج السائد، وربما قد يكون تأثيرا ليس بذلك القدر من السطوع أو الوهج حينها، ولكنه مع ذلك يترك نكهته وفرادته بالقدر الذي يجعله يتسرب حثيثا ويسكن اللاوعي الجمعي عبر الأجيال. وربما هذا يفسر لماذا ، عبر التاريخ، كان يتم لاحقا رد الاعتبار للعباقرة الذين يتركون بصماتهم ويرحلون في هدوء. والتأثير والتحولات الهامة تتباين بتباين هويتها – إن صح التعبير- : هل هي ومضة أم تأصيل أم مغايرة جذرية؟ وكل واحدة من هذه الهويات تمثل وجها من وجوه الحقيقة في سياقاتها التاريخية، ومن ثم يستوجب التعامل معها باقتدار نقدي يضعها في سياق الموضوعية الذي تستحقه دون استبعاد لأية فكرة مهما صغرت طالما أن بمقدورها أن تبرهن على أحقية وجودها من البحث والتقصي العميقين. ولعل الجدل الذي يدور في أمريكا منذ فترة عن أصل "الراب" يصلح لأن يكون نموذجا حيا لما أود توضيحه. فلقد انتبه الكثيرون من النقاد للتصريحات التي كان يطلقها النجم الشهير الراحل "جيمس براون" في لقاءاته الإعلامية المتعددة والتي كان يؤكد فيها أنه الأب الشرعي لهذه اللونية من الغناء، وكان يحيلهم دوما إلى التدقيق في واحدة من اللونيات الغنائية التي اشتهر بها Funcky Music، ووقتها سيعرفون أن "الراب" قد بدأ من هنا، على حد قوله. بل أن بعض النقاد في سبيل بحثهم عن الظاهرة قد ذهبوا أبعد من ذلك حين أرجعوا اصل هذه اللونية إلى الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي، راجعين بالذاكرة إلي أواخر عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي حين كان يمارس ضربا من الزجل في المؤتمرات الإعلامية التي تسبق عادة مباريات الملاكمة واصفا فيها بطريقة إيقاعية تعتمد الإيماءات الجسدية كيفية صرعه لخصومه. من الواضح هنا أننا أمام مفهوم "جنيني" لمعنى التأثير، ولكن مع ذلك نجد أنه هناك يتم التعامل معه بجدية واهتمام وبحث متعمق بغية "الحقيقة" في نسبيتها وتعدد أشكالها.
والتأثير الذي تريد له أن يخضع فقط لمنطق الاستدلالات والبراهين العقلية فقط، هو في تعبير هيغلي : "منطق يريد أن يضع حدا للحقيقة بدلا من أن يعبر عنها في أحد أشكالها المختلفة". ومنطق كهذا وفي ظل الإبداع لا يمكن أن يستعيض عن إهدار الوجدان إلاّ بتوسل الانتقائية لتعزيز فرضيته. ومع ذلك سيجد نفسه مجابها مرة بعد أخرى بـ "تعينات" الشعور التي لا يمكن تجاهلها عند التحدث بموضوعية عن مفهوم "التأثير" الذي يتركه المبدع في مجايليه أو حتى على المدى البعيد عبر الأجيال اللاحقة. وتتبدى هذه التعيينات ، غالبا، في قوة الحضور "الكاريزما الشخصية"، فرادة الصوت وقدرته على التأثير، التوهج الداخلي وانعكاساته على المتلقي، أي ذلك الجسر الرموزي الذي يربط وجدانيا بين المبدع والمتلقي ..الخ من الدلائل الميتافيزيقا التي تستعصي على الموضوعية العقلانية. ولأن الشيء يعرف بنقيضه، فإننا بالمقابل سنجد أن افتقاد الكثير من المبدعين لهذه العناصر الشعورية انتقص كثيرا من مقدراتهم الإبداعية والتي هي موضوعيا ليست محل جدال. بقدر ما أن افتقادها قد أخل بشرط المعادلة "الممتازة" وفق أعراف الحقل الإبداعي. وكلما كان المجتمع "انطباعيا"، كلما تضخمت مساحة الشرط الوجداني وحتميته لدواعي التقييم والنجاح. وكلما خضع المبدع مسبقا للتصورات الذهنية الماثلة في العقل الجمعي لما يجب أن يكون عليه. وهذا دور في المجتمعات الغربية ، على سبيل المثال تضطلع به الوسائط الإعلامية المناط بها من وقت لآخر تفصيل نموذج محدد لشخصية الفنان، ومن ثم تسعى لتسويقه وفق نسق سلعي معين، يكتسب قيمته ونجاحه بقدر نجاح عملية التسويق في رسم الصورة المعينة في العقل الجمعي، وهذا شأن آخر سنا هنا في مقام تناوله. ولذا من المهم هنا أن نأخذ الفنانين: عثمان مصطفى والهادي حامد "ود الجبل" ،من واقع اختيارك لهم كنماذج قد بنيت عليها فكرتك النقدية، لنوضح بشكل تحليلي ما نرمي إليه.

نواصل........[/size]
آخر تعديل بواسطة عبد الخالق السر في الجمعة أغسطس 10, 2007 1:13 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الصديق العزيز عبد الخالق .........سلام

بس ما تنسي أنك قلت "ملف توثيقي" !!!!!!!

وفي إنتظار مواصلتك متمنياً أن تجد الزمن مع الزحمة والضغط بتوع الشغل والقراية.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

[size=24]في اعتقادي عثمان مصطفى كفنان يعتبر مستوفيا لكافة الشروط العلمية والإمكانات الفطرية كواحد من الأصوات النادرة والمدربة في الساحة الغنائية السودانية عبر التاريخ، ومع ذلك، فهو لا يجد حظا من القبول على المستوى العام، ولذلك تجد موقعه الجماهيري لا يستقيم وقدراته كفنان. ومرد ذلك في تقديري هو افتقاده إلى الحضور "الكاريزما"، وضعف قدراته الصوتية "الهائلة" في النفاذ إلى الوجدان الجمعي!. وكما ترى فإن المقام هنا انطباعي بالكامل، ولا حيلة لنا في ذلك، لأنه عقليا وبالتالي منطقيا لا شيء يمنع هذا الفنان من أن يكون في مقدمة الفنانين، مع أسبقيته في التكنيك الأدائي وتطويع قدرات الصوت وفق الشروط العلمية. وقد لا يكون هذا هو رأي الناقد الموسيقي الملم بأصول مهنته، وهذا هو قدر كل من يرتقي بقدراته المعرفية فوق مستوى العقل الجمعي، وينفذ لحقائق الأشياء ، ومع ذلك، فكل ما يستطيعه الناقد الموسيقي – في هذه الحالة- هو ترتيب الحقائق في سياقها التاريخي دون أن يترتب على ذلك أي خلل بالمعايير الوجدانية خصوصا فيما يخص "التأثير" و "التأثر".
فيما يخص الهادي حامد "ود الجبل"، فربما كان هناك وجه شبه ما بين "قدره" وعثمان مصطفى ليس إلى حد التطابق بقدر ما في النتيجة. ولكن دعني هنا أتناول شهادته فيما يخص نفسه، وتعويلك عليها في بناء مداخلتك في مشهد انتقائي بالغ يسعى لتثبيت حقيقة منجزة مسبقا، وهذا ما يؤكده تلقفك لهذه الشهادة دون تمحيص!. فيما يخص الشهادة، فالحقيقة لقد سبق لي أن استمعت لنفس القول للفنان الكبير في إذاعة "مانقو" العام الماضي حين كنت وقتها بالسودان. وهي ،في تقديري، وبقليل من التمحيص شهادة دفاعية أكثر من كونها تثبيت لحقائق تاريخية. فالهادي بدا مهموما بنفي تهمة التأثر بالتعويل على الأسبقية التاريخية، حين عمل بالتزامن بين تأكيد بداية انطلاقه فنيا في 73 وسماعه بأحمد ربشة في عام 76. ولأن المقام دفاعي كما ذكرت، فقد كان التعويل على التواريخ لا على الموضوعية هو الخطأ الفادح الذي وقع فيه الهادي. فمن السهل على أي إنسان أن ينتقي ما يشاء من تواريخ توافق أسبابا ذاتية في بلد كالسودان، لا يعنى بالتوثيق، ولكن من الصعوبة بمكان أن تنسب للآخرين تواريخ لا تتفق وحقائق الأشياء. فمن المعروف تاريخيا أن أحمد ربشة كان موجودا في الساحة الفنية بالسودان منذ بواكير عام 73، وليس هناك معنى أن ينكر الأستاذ الهادي ذلك، حتى وان جاء ذلك في سياق شخصي خالص (لم أسمع به). من جانبي أستطيع أن أتفهم دواعي ذلك، فالأسئلة الفجة التي تطرح في هذا الصدد من قبيل مقدمي البرامج هي مستفزة أكثر من كونها تسعى لتبيان الحقائق الموضوعية. وما زال في ذهني صدى ذلك السؤال الفج الذي طرحه مقدم سهرة أحمد ربشة على الفنان حمزة سليمان: حين قال له: عاوزين نعرف انت كزول كنت "بتقلد" أحمد ربشة.... ". ورغم أن حمزة كان بارعا في إجابته بقوله: الحقيقة ما كانت بقلده، ولكن كنت متأثر بروحه الفنية، إلاّ أن وقع ذلك كان بالتأكيد سيئا. وتلك أيضا نقطة أراك قد التفيت عليها ، حين نفيت عن الفنان حمزة تأثره بأحمد ربشة.!! عودة إلى إجابة الفنان الهادي: نجد انه إذا أخذنا في الاعتبار صحة معلومة بداية انطلاقته هي عام 73، فتاريخيا قد تزامن ذلك مع ظهور أحمد ربشة في سماء الغناء بالخرطوم. وهنا علينا أن نسائل الهادي: هل كان هو في ذلك الوقت وقياسا بعمره مكتمل النضوج فنيا أم في دور التكوين وبناء ملامح شخصيته الفنية؟ وبالتالي عرضة للتأثر شأنه شأن أي فنان؟ نقول ذلك لأن من الثابت أن أحمد ربشة في تلك الفترة كان في ثلاثينات عمره، أي في أوج نضوجه الفني واكتمال ملامح شخصيته الإبداعية، أو هذا ما أكده بالفعل من "جايله" من الفنانين المعاصرين والذين جأروا بحقيقة تأثرهم به، ولكن هذا مقام آخر سوف أعود إليه عند الحديث عن "فخ العواطف وسحر الاكتشافات المتأخرة"!. قد يكون من المحتمل جدا أن الهادي بالفعل لم يتأثر بأحمد ربشة، مع أنه من الصعوبة بمكان تحديد "الاستايل" الذي بدا به مشواره الفني أو الطريقة التي أدى بها "أقول أنساك"، وذلك لقصور توثيقي سائد – وهذا ما اعتقده- وثانيا لأنه من غير المنطقي أن يكون الهادي في ذلك الوقت مشروعا ناجزا وهوية فنية مكتملة بحكم السن لأنه على الأرجح لم يبلغ العشرين وقتها. تزامن كل هذا مع اغتراب قارب العشرة سنوات، بدأ ، ربما، في عام 75-76، أي بعد حوالي عامين أو ثلاثة أعوام من إجازة صوته. ويكفي جدا أن يوصف فنان بهذه الظروف أنه مشروع لم يكتمل. كما أنه ليس من المعروف أنه قد انتشر وذاع تأثيره خلال هذه الفترة الوجيزة. بالمقابل فإنه ومن واقع الشهادات التاريخية فيما يخص تاريخ أحمد ربشة، فقد كانت تلك هي الفترة التي بدا تأثيره يظهر على مجايليه من الفنانين. ومن هنا بات من باب الحقائق التاريخية أن يقال أنه الأب الروحي لهذا "الاستايل" من الغناء الذي بدا يسود وينتشر أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات. خصوصا إذا علمنا أن عودة الهادي كانت في منتصف الثمانينات ليعيد تعريف نفسه للمستمع السوداني، هذا إذا افترضنا "جدلا" أن المستمع كانت قد توفرت له الفرصة من قبل ليتعرف عليه، هي التي شهدت انطلاقته الحقيقية ومن ثم تبلور ملامح شخصيته الفنية الحالية. ومع ذلك لم يلبث أن رحل مرة أخرى خارج السودان (السعودية)، بعد سنوات استقرار لم تبلغ أصابع اليد الواحدة. فحتى عام 2002، إبان مغادرة كاتب هذه السطور مدينة "جدة" كان الهادي موجودا بها. ولذا بحسبة بسيطة يمكن القول أن الهادي قد أمضى أكثر من ثلثي عمره الفني خارج السودان، وقد كان هذا سببا أساسيا في نهب أعماله الفنية من قبل صغار الفنانين. وفي هذه النقطة لا أتفق معك بأن المستمع الذي طلب من الأستاذ الهادي أغنية "أقول أنساك" باعتبارها لحيدر بورتسودان كان "شليقا". فهو الابن الشرعي لحقائق الواقع السائدة. فمن جهة، فقد "فشل" الهادي ،إبان وجوده، في إضفاء "كاريزما" على إنتاجه بحيث ينحاز العامة وجدانيا إليه وبالتالي يفسح مثل هذا التقارب النفسي مجالا لتداول الحقائق التاريخية. ومن جهة أخرى فإن "الظلم" الحقيقي الممكن يقع للفنان في مثل هذه الظروف هو غياب الواقع النقدي. فوضع الحقائق في سياقها التاريخي والموضوعي وبث الوعي المعرفي وإظهار الخصائص "الكامنة" للمبدعين هي التي تعيد للمبدع حقه الأدبي وتصعد به معنويا، وتجعله مكان "احترام" المستمع أيا كانت درجة وعيه الفني بغض النظر عن تباين الأذواق. النقطة الجديرة بالنقاش في هذا الشأن والتي تعيدنا مجددا للسياق الذي انطلقت منه عندما أشرت لتاريخ عثمان مصطفى الفني، هو التزامن الذي حدث بين عودة الهادي الجبل والانطلاقة الفنية لمحمود عبد العزيز في أواخر ثمانينات القرن الماضي لأن بمقدورها أن تكشف لنا مجددا أهمية عناصر الوجدان في تشكيل حقائق الواقع الفني. لقد كان اعتماد محمود على الهادي ، إنتاجا واستايلا، كبيرا للدرجة التي كاد أن يكون نسخة منه. ولكن الفارق كان يكمن في ذلك الحضور القوي والنافذ لصوت محمود على حساب الهادي. وهو فارق جعل في زمانه، للأسف، أن يفضل الناس أغاني الهادي بصوت واستايل محمود. والهادي في ذلك لا حول له ولا قوة. فلا قانون مصنفات يقف بجانبه ويحميه، ولا سلطة مؤسسات نقدية تعيد له اعتباره وحقه المسلوب. بل الشاهد أن ما يعرف بالصفحات الفنية في الصحف السيارة كانت تعمل بقوة لتأبيد هذا الواقع وأسطرة محمود بشكل فج وهذا حادث حتى راهن يومنا هذا دون أي تقييم حقيقي لتجربة محمود طوال هذه الفترة. ما يهمني هنا هو: لماذا استحوذ "المقلد" على كل هذا الحب في ظل وجود "الأصل"، رغم أنه ذات الغناء؟. ولماذا دوما عندما نتذكر مآلات تجربة الهادي الفنية نتجه لاستخدام كلمة "الظلم"؟ فهذه المفردة التي ترشح عاطفة هي في مقام العزاء أكثر من كونها تفضح واقعا. ثم أنها في تجريدها لا تفصح لنا عن من هو المتورط حقيقة في الظلم؟ لذا فهي في اعتقادي مجافية للموضوعية. إن ظلم الهادي لا يقع من مستمع "شليق" كان هو نفسه ضحية لفوضى الواقع؟ ولا يقع من الجمهور الذي انجذب وجدانيا لصوت محمود على حساب الأصل؟ إنه هناك في غيبة المؤسسات القانونية والتنويرية المناط بها تأسيس حفظ الحقوق وتأسيس الوعي والمعرفة المكتسبة.

نواصل......[/size]
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

صديقي العزيز عبد الخالق .....سلام

أتابعك وفي أنتظار مواصلتك وأكتمال طرحك، ليأتي تعقيبي بعد ذلك.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

العزيز وليد سلامات
معذرة للتأخير

"فخ العواطف وسحر الاكتشافات المتأخرة"!

الحق لقد حاولت جاهدا أن أبحث عن منطق داخلي يحكم ترابط هذه الجملة، فلم أنجح. خصوصا في شقها الثاني. فهل المقصود أن هناك تلازما "ما" بين "سحر" الاكتشافات وتراتباتها الزمنية؟ بمعنى أنه تستمد قيمتها من أسبقيتها أو تأخرها، أم أنه يجب أن تكون قيمتها نابعة من نفسها؟ ومع ذلك فالمعنى المراد واضحا، ولذا من باب أولى الانخراط في سياقه بغية مساءلة موضوعيته.

فيما يخص العواطف وفخها: في ظني أن العواطف في اكتمال تجريدها عنصر مهم وجوهري في كل التشكلات المعرفية اللاحقة، وهي في هذا الخصوص لا تمثل نقيضا للعقلانية بقدر ما أنها تأسيسا لها. ومن ثم لا أرى هناك داعيا في استخدامها بهذه الكيفية التعميمية التي تم استخدامها بها. فالتمظهرات المادية للعواطف هي وحدها التي تجعلها عرضة لحكم القيمة سلبا كان ذلك أم إيجابا. وفي مقامنا هذا فهي تعتبر التأسيس الأولي لأية تمظهرات فكرية لاحقة تسعى جاهدة لأن تكسب الشحنات العاطفية مقدارا من المنطق والموضوعية. ويتم ذلك من خلال السعي الحثيث لإيجاد علاقة سببية تبرر هذه الانفعالات نحو كافة المشاهد الجمالية. ومع ذلك، فليس في كل الأحوال يجد المرء نفسه مطالبا بملاحقة هذه الأسباب الموضوعية لمثل هذا النوع من الانفعالات ، طالما أن الأمر يندرج في خانة المتعة الخالصة في إطارها الشخصي المحض. ومن المؤكد أن الأمر هنا يختلف في حالتنا الراهنة. فالمقام هنا تفاكري يتوسل الكتابة وأعرافها نهجا عقلانيا كأساس للتواصل المعرفي، ومن ثم وجب أن تخضع العاطفة هنا لحكم القيمة. ولكن بالطبع ليس على طريقتك التي تنزع "ميكانيكيا" لربط العاطفة بالسلبية، وهنا يكمن وجه الخلاف البين بيننا. إن انفعالي "العاطفي" بأحمد ربشة كان هو الأساس البنيوي الذي انطلقت منه فيما بعد لإيجاد أسباب منطقية تبرره. وليس الأمر "فخا" كما اعتقدت أنت. خصوصا وأن الأمر في مجمله كان سعيا قصديا لأن ينتقل هذا الإحساس الذاتي إلى نطاق المشاركة الجمعية عبر الكتابة ووفق تقاليدها وأعرافها العقلانية كما أبنت. ولعلمي بأهمية وخطورة هذا المسعى، بالتزامن مع الرغبة الملحة لتأصيل هذا الإحساس من خلال ربطه منطقيا، لذا كان الإبحار في مسيرة أحمد ربشة والسعي لاستنطاق التاريخ مسألة حتمية لا مفر منها يفرضها السياق فرضا ولاعزاء. كل هذا موجود بالملف ولم يكن يحتاج إلى مزيد من الإيضاح لو لا مزاجية المنهج النقدي الذي التزمته واستدعى مني كل هذا الاستطراد.
إذن ليس هناك فخ عاطفي ولا يحزنون، بل هو جهدي قصدي يعي تماما مراميه،كما سوف أبين في الفقرة التالية والخاصة بـ"سحر الاكتشافات المتأخرة"!.

في هذه الفقرة تتبدى حقيقة أن البدايات الخاطئة تقود بالضرورة إلى نتائج خاطئة. فما تصورت أنه عواطف سائبة لا يحكمها مغزى أو موضوع كان لابد أن تربطه بعله أكثر تلفيقا وأهش موضوعية، ألا وهي، "سحر الاكتشافات المتأخرة" !. ومرد ذلك في تقديري هو اسدارك بغير توقف في النهج الانتقائي مما دفع بك دفعا إلي التغافل عن حقيقية بسيطة هي في حكم البداهة. فبقراءة بسيطة لمحتوى الملف سيجد القارئ أنني لست المسئول عما جاء فيه، وبالتالي لست المسئول في هذا المقام بتصميم موقع مريح لأحمد ربشة في خارطة الأغنية السودانية يتفق وهدير عواطفي الشخصية ومن ثم اكتشافاتي المتأخرة. فكل ما جاء في هذا الخصوص من آراء تثمن من قيمة الرجل أو تنسب إليه افضالا فهي بالضرورة ناتج آراء هذه الأسماء المعروفة بوزنها وعطائها في الحقل الغنائي. وبالتالي لا ينطبق عليها وصف "سحر الاكتشافات المتأخرة". ونسبة الأمر "لي" يدخل بالتالي في خانة البهتان. بشكل أكثر مباشرة: فما صدر من الموصلي، أنس العاقب، كمال عبادي، حمزة سليمان،إيمان عبد الغفور، أسامة "بيكلو"، يمثل شهادات تاريخية ووجهات نظر "فنية" يعتقد أصحابها، جازمون، أنها ترقى لمصاف "العلمية" . هذا فقط ما هو متاح هنا بالملف وما أتاحته ظروف التوثيق، ولولا "سرطان البيروقراطية و"حاجات تانية حامياني" لكان من الممكن أن تضاف لذلك شهادات لا تقل أهمية من: الفنانة الكبيرة هادية طلسم، د. محمد سيف، عمر الشاعر، الأستاذ الدرديري: مؤسس فرقة Blue Stars في سبعينات القرن الماضي.... والكثير من المختصين الذين أتيح لي مقابلتهم. كل هذه الشهادات لا علاقة لكاتب هذه السطور بها، ولا تدخل في حيز علاقته الزمنية بأحمد ربشة، بقدر ما أنها نابعة من فنانين يعرفون جيدا ما يقولون. ومن المؤكد أن لهم القدرة على الدفاع عنها منهجيا . هذا فضلا عن المجايلة والتشابكات التاريخية فيما بينهم ومطربنا الراحل. ومع ذلك فالأمر خاضع للأخذ والرد، وهذا قدر كل فعل إنساني، وواجب كل فكر نقدي حقيقي مؤثر وفعّال. وكم كان سيكون جميلا لو أنك انطلقت من هذه النقطة، أي مساءلة هذه الآراء نقديا والتحقق من صحتها في سياقها التاريخي والموضوعي؟. ولكن في ظني، طاش سهمك حين نصبتني قيما عليها، وبالتالي ضاع عليك تحديد هدفك. فكاتب هذه السطور لا يملك كثير شيئا في هذا الصدد حتى تعول عليه مراميك النقدية. فكل الأمر بالنسبة له يكمن في تلك الرغبة الملحة في إيجاد علاقة سببية Reason تصلح مبررا "معقولا" لهذه الانفعالات العاطفية لدى سماعه ربشة لأول مرة. وكان ثمرة هذه الرغبة هو هذا الجهد المتواضع بغية البحث عن "الحقيقة" في مظانها التاريخية والموضوعية والذي أثمر "توثيقا" لجملة من الآراء والشهادات التاريخية التي تفتح مسارا واسعا من الجدل والكثير من الغبطة ورضى الذات دون أن يتحمل كاتب هذه السطور ، بالطبع، تبعات قائليها.

لك المحبة ، وسلام على ربشة في العالمين
عبد الخالق السر.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الصديق عبد الخالق السر ...سلام وأشواق

بس داير اقول ليك لحدي الآن ما لقيت الوقت المناسب عشان اعلق علي مداخلاتك الأخيرة. حارجع ليك قريب.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

صديقي الصدوق عبد الخالق السر ...سلام واشواق كتيره

حقيقي منذ فترة أحاول ان أجد المدخل الملائم للتعقيب علي تعقيباتك الأخيرة وقد طال الزمن وبعدت المسافات شيئاً ما. والله لقد حيرتني ومصدر حيرتي سببه أنني لم اجد ايضاً في تعقيباتك الأخيرة مدخل جديد يمكن من خلاله توسيع ماعون الحوار بينا وذلك بفتحه لأفاق جديده ومحاور لم يتم التطرق لها فيما سبق من حديث بل كل ما ذهبت اليه من دفوعات لتبرير الوجهه مصدر الأختلاف كان بالنسبة لي عبارة عن تعميمات لأفكار مثالية هي في حد ذاتها جيدة وما بنختلف حولها لكنك لم توفق في ربطها بالموضوع الأساسي هذا دون أن التطرق للتفاصيل في هذا الشأن.

أحسست بأنك قد وجدت بعض الغلظة في تعبيري " سحر الأكتشافات المتأخرة " لذلك جاء تناولك لها ايضاً تناولاً عاطفياً في حين أنني قصدت منها تقرير حالة ووضع أنت نفسك من قام بالتصريح به أكثر من مرة وعلي العموم كان اعتمادي اولاً وأخيراً علي مبداء أن البيناتنا عامرة وكافية لفهم المقاصد وأن كان ذلك غير كذلك فلك العتبي حتي ترضي علي قول عاصم الطيب.
سأحاول متابعة رصد ظاهرة احمد ربشة في مقتبل الأيام القادمة وذلك بطرح نماذج عملية احاول من خلالها التدليل علي ما ذهبت اليه حول هذا الشأن.

وليد يوسف
السايقه واصله
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

اخى عبد الخالق
شكرا على هذا الجهد العظيم


ربشة درس الابتدائية فى الصومال باللغة والمنهج الايطالى
وتدرس فيه الموسيقى من المرحلة الابتدائية
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

ربشة درس الابتدائية فى الصومال باللغة والمنهج الايطالى
وتدرس فيه الموسيقى من المرحلة الابتدائية

العزيز جدا محمد سيد احمد

شكرا لتقريظك وشكرا للمعلومة المهمة أعلاه.

صديقي العزيز وليد
كل سنة انت والجميع بخير وعام سعيد اكثر وعدا.

زي ما قلت ليك قبل كدة، والله، البيني بينك عامرة لمن مدفقة. وما تخاف "زعلي" لأنه حتى ان وجد فهو لا يفوت "الدواس" على حد تعبير حسن موسى. وواصل عادي وتأكد انك أكثر من صديق.
وفيما يخص مأزق الرد، فالحقيقة انت "القفلت" الموضوع على نحو ما، عندما ارتكزت مداخلاتك الاخيرة على تحميلي "وزر" المبالغة في تقييم تجربة ربشة. ولو تذكر في اولى مداخلاتك أنا قلت ليك مهمتى انتهت بتوثيق السيرة الفنية لهذا المبدع وحا اكون متابع بسرور لكل المداخلات النقدية التي تعقب ذلك. وهسة ، ورغم كل شيء فأنا ما زلت عند موقفي وسأترك لك متابعة ذلك وكل المختصين بتناول هذا الحدث في سياق نقدي مطلوب.

مودتي
عبد الخالق
أضف رد جديد